حكاية وحدة عسكرية أوكرانية تختبئ داخل الغابات القريبة من روسيا
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
«لا أستطيع أن أخبرك بالساعة كم من الوقت استغرقنا في قتال الروس في ذلك اليوم.. لكن القتال استمر حتى إطلاق 80 جرادًا، (أحد أنواع الصواريخ الروسية، التي يستخدمها الجانبان الروسى والأوكرانى في الحرب).
أخبار متعلقة
قائد عسكري روسي: نحن أمة واحدة مع الأوكرانيين ونريد أن تكون كييف مستقلة عن الغرب
«نوفوستي»: تعزيز عسكري أوكراني على الحدود مع روسيا
روسيا تبدأ مناورات عسكرية على الحدود الأوكرانية
لقد كان يومًا من العمل الشاق والمتواصل»، هذا نص ما قاله أرتيم، أحد قادة الوحدة العسكرية السرية التابعة للجيش الأوكرانى، لأحد الصحفيين البريطانيين، أثناء جلوسهما تحت شجرة، بينما كان يحكى تفاصيل قصة إحدى المعارك التي خاضها اللواء العسكرى الأوكرانى ضد القوات الروسية، وبينما كان «أرتيم» يحكى، كانت أصوات المدفعية تعلو في الخلفية.
وحدة عسكرية أوكرانية تختبئ داخل الغابات القريبة من روسيا
«(أرتيم) لا يحسب الوقت بالدقائق، وإنما بالصواريخ».. هكذا وصفته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، في تقرير نشرته، مساء أمس الأول، عن لواء دبابات يقوم بمهمة سرية في إحدى الغابات الحدودية مع روسيا.
حقًّا أن الجبهة الآن مغلقة إلى حد كبير أمام الصحفيين بسبب هجوم كييف المضاد، لكن التقرير الذي نشرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية استطاع محرره إنجازه من خلال مساعدة الأصدقاء، ذلك أن القادة الروس حالما يكتشفون موقع القاعدة سيبادرون بـ«نسفها في لحظة»، ومن هنا فإن سرية عمل الوحدة ضرورية.
بوتين
«أرتيم» هو قائد لواء الدبابات الثالث، الذي تم نشره قرب الحدود الروسية قبل أكثر من 500 يوم، أي قبل شن الرئيس الروسى، فيلاديمير بوتين، هجومه على الأراضى الأوكرانية، ولكن بعد الغزو الروسى بفترة وجيزة، تم إرسال اللواء للمساعدة في الدفاع عن كييف، ثم شاركت الوحدة في هجوم مضاد في منطقة خاركيف، في سبتمبر 2022.
حينما اخترقت دبابات T-72 الأوكرانية طريقها عبر الخطوط الدفاعية الروسية، وحررت المنطقة، ودفعت القوات الروسية نحو الحدود، وحينها أقر الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، خلال احتفال أوكرانيا بـ«يوم الاستقلال»، أغسطس الماضى، بإنجازات ذلك اللواء، وأطلق عليه اسم اللواء الحديدى، وذلك لقوته وسرعته، التي «تضاهى سرعة الخيول الحديدية»، على حد وصف قائد اللواء.
وحدة عسكرية أوكرانية تختبئ داخل الغابات القريبة من روسيا
يقول «أرتيم»: «نحن هنا قريبون من الحدود، وهذا هو الخطر الأكبر دائمًا. من أي نقطة على طول الحدود، يمكن لهؤلاء الأشخاص شن هجوم جديد. وعندما يحدث ذلك، أكون أنا ورفاقى في خط المواجهة الأول معهم، ولكننا مستعدون».
يتذكر «أرتيم» إحدى المعارك الحديثة التي وجدت الوحدة صعوبة بالغة في إدارتها، إذ لم يتمكن الأفراد من الاقتراب للمسافة المطلوبة نظرًا لأن الحقول كانت مليئة بالألغام المضادة للدبابات، وكانت ثمة حاجة إلى إطلاق النار عبر ثمانية إلى تسعة كيلومترات بدقة تامة، ويضيف: «كنا نعلم أننا إذا ارتكبنا أي خطأ، فستصيب أعيرتنا رفاقنا الأوكرانيين، ولذا كان الأمر مرعبًا».
قائد اللواء الحديدى
وأثار انتباه محرر «ديلى ميل» أن جنود اللواء لا يرتدون الدروع الواقية، وبتوجيه السؤال إلى «أرتيم» حول هذا الأمر، ضحك ساخرًا، وقال إن مجرد وصول الروس إلى مكان تواجدهم وعثورهم على الوحدة السرية بمثابة صاروخ يسدد ضد الوحدة.
وحدة عسكرية أوكرانية تختبئ داخل الغابات القريبة من روسيا
وتظهر في مجموعة من الصور التي نشرتها صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، والمرفقة في تقريرها، بعض التفاصيل الخاصة بالوحدة، والتى تكشف عن أحد سبل التخفى عن الأنظار التي تلجأ إليها، إذ يتبين من إحدى الصور استخدام أوراق الشجر في تغطية الدبابات، فيما يستعين الجنود ببعض الألواح الخشبية ذات الفتحات المستديرة لوضع المؤن الغذائية الخاصة بهم.
عرب وعالم الصواريخ الروسية حرب روسيا وأوكرانيا كييف فيلاديمير بوتينالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين الصواريخ الروسية حرب روسيا وأوكرانيا كييف
إقرأ أيضاً:
نجل حفتر في تركيا لتوقيع اتفاقات عسكرية.. ما المصالح التي تربط الطرفين؟
طرحت الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس أركان القوات البرية التابعة لقوات حفتر، صدام حفتر، إلى تركيا بعد دعوته رسميا من أنقرة بعض التساؤلات حول طبيعة المصالح والاتفاقات الجديدة بين تركيا وقوات حفتر وتأثير ذلك على علاقة أنقرة بحكومة "الدبيبة".
وزار صدام نجل اللواء الليبي، خليفة حفتر أنقرة التقى خلالها رئيس أركان القوات البرية التركية، سلجوق بيراكتار أوغلو، ثم بعدها وزير الدفاع التركي، يشار غولر وعددا من المسؤولين العسكريين.
"حفاوة واستقبال عسكري"
والملفت في الزيارة هي حفاوة الاستقبال الرسمي الذي لقيه صدام حفتر من قبل الجانب التركي، حيث تم استقباله بعزف النشيد الوطني وعرض عسكري رسمي في وجود كبار القادة في الجيش التركي، كما تم استقباله في مقر رئاسة القوات البرية التركية بمنطقة جانكايا في العاصمة التركية "أنقرة".
????️ 4 Nisan 2025
Libya Ulusal Ordusu Kara Kuvvetleri Komutanı Korgeneral Saddam Khalifa Haftar ve beraberindeki heyet, Kara Kuvvetleri Komutanı Orgeneral Selçuk Bayraktaroğlu’nu ziyaret etti. #MillîSavunmaBakanlığı pic.twitter.com/ktk9jyFg51 — T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) April 4, 2025
وسبق أن زار صدام حفتر مدينة اسطنبول لحضور فعاليات معرض "ساها إكسبو 2024" الدولي للدفاع والفضاء في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التقى خلالها وزير الدفاع التركي دون ذكر تفاصيل اللقاء.
مراقبون رأوا أن الخطوة جاءت بدعم أمريكي كون واشنطن ترى أن تركيا شريك إقليمي موثوق يمكن الاعتماد عليها في المنطقة، كما أن التنسيق والتواصل تم بتوافق مصر؛ الحلف الأبرز للمشير حفتر.
فما تداعيات هذه الزيارة ودلالة الاستقبال الرسمي الكبير الذي لقيه صدام حفتر؟ وما طبيعة الاتفاقات التي سيوقعها؟
"خطوة مفصلية ودلالات عسكرية"
من جهته، أكد الباحث الليبي في شؤون الأمن القومي، محمد السنوسي أن "زيارة صدام حفتر إلى تركيا تمثل خطوة مفصلية تحمل دلالات سياسية وعسكرية مهمة، وهذه الزيارة تشير إلى انفتاح تركي غير مسبوق على المؤسسة العسكرية في الشرق الليبي، وربما تعني اعترافاً عملياً بدور القيادة العامة (قوات حفتر) كطرف أساسي في المشهد الليبي، خاصة وأن رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح وأعضاء فاعلين بالمجلس قد قاموا بزيارات لأنقرة في أوقات سابقة، وهم من منحوا الشرعية للمؤسسة العسكرية بشرق البلاد".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "الحديث عن توقيع اتفاقات عسكرية بين الجانبين، إن تأكد، يعني أننا أمام بداية مرحلة جديدة من الواقعية السياسية التركية تجاه ليبيا، قائمة على التعامل مع كل الفاعلين على الأرض، وليس الاكتفاء بدعم طرف واحد، خاصة وأن جزء مهم من مصالح تركيا الاستراتيجية تقع قبالة الجزء الشرقي من الجغرافيا الليبية، التي يسيطر عليها الجيش الذي مثله صدام في زيارته بالإضافة إلى ملفات اقتصادية تتعلق بإعادة الإعمار"، وفق تقديره.
وأضاف: "من ناحية أخرى ربما هذا التقارب مدفوع بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية لتحجيم النفوذ الروسي بشرق ووسط وجنوب البلاد، كما أن هذا التقارب قد يُعيد تشكيل خريطة التحالفات داخل ليبيا، ويُمهّد لدور تركي أكثر توازناً في المرحلة المقبلة، وهو ما قد ينعكس على فرص التهدئة والتسوية السياسية في البلاد. التي اعتقد أنها تميل لمصلحة القيادة العامة، في ظل عجز الشطر الغربي من البلاد عن إنتاج أي مؤسسة عسكرية أو أمنية احترافية"، حسب رأيه.
"تحول استراتيجي وبراجماتية تركية"
في حين رأى مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، ديمتري بريدجيه أن "الزيارة والاستقبال العسكري الرسمي الذي حظي به صدام حفتر، تمثل تحوّلًا استراتيجيًا في موقف أنقرة تجاه معسكر الشرق الليبي، والخطوة تعكس اعترافًا غير مباشر بشرعية القيادة العامة الليبية بقيادة خليفة حفتر".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "الخطوة تفتح الباب أمام تعاون عسكري محتمل بين الطرفين، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ بدء النزاع الليبي، وهذه الزيارة تحمل دلالات عميقة فهي مؤشر على براجماتية السياسة التركية، التي تسعى اليوم إلى إعادة تموضعها في المشهد الليبي بما يضمن مصالحها الأمنية والاقتصادية، خصوصًا في ظل الجمود السياسي وانقسام السلطة بين الشرق والغرب"، وفق رأيه.
وتابع: "التقارب قد يكون مدفوعًا بحسابات إقليمية جديدة، منها التوازن مع الحضور المصري الإماراتي في الشرق الليبي، والرغبة في لعب دور الوسيط القادر على التحدث مع كافة الأطراف، غير أن هذا الانفتاح قد ينعكس سلبًا على علاقتها بحلفائها التقليديين في غرب ليبيا، ما لم تحافظ أنقرة على توازن دقيق بين دعمها السابق وواقع النفوذ الجديد".
"رسائل متعددة الأبعاد"
الناشط السياسي من الشرق الليبي، أحمد الفضلي قال من جانبه إن "الزيارة تكشف عن رسائل متعددة الأبعاد على المستويين الليبي والإقليمي، فالزيارة تعبّر عن اعتراف تركي غير مباشر بشرعية القيادة العامة كمؤسسة عسكرية قائمة وفاعلة في شرق البلاد، ما يمثل تحوّلًا جوهريًا في موقف أنقرة، التي كانت إلى وقت قريب تُصنّف قوات حفتر كطرف خصم في المعادلة الليبية، وتدعم بشكل واضح معسكر الغرب الليبي سياسيًا وعسكريًا".
وأكد أنه "على صعيد الأهداف فإن التقارب الحالي يبدو مدفوعًا بحسابات براجماتية من الجانبين، تركيا تسعى إلى توسيع نفوذها الاقتصادي في الشرق الليبي، خاصة في مجالات إعادة الإعمار، والطاقة، والبنية التحتية، وبالمقابل، تسعى القيادة العامة إلى كسر العزلة الدولية والإقليمية المفروضة عليها، وفتح قنوات تعاون جديدة تعزز من قدراتها العسكرية، وتمنحها هامشًا أكبر في التوازنات السياسية"، وفق قوله.
وتابع: "أما المصالح المشتركة فتتمثل في ملفات حساسة مثل مكافحة الإرهاب، أمن الحدود الجنوبية، الهجرة غير الشرعية، وتوازن النفوذ الإقليمي في ليبيا بين تركيا ودول أخرى كروسيا، مصر، والإمارات كما أن هناك رغبة تركية في ضمان استمرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية في المتوسط، وهو أمر يتطلب الحد الأدنى من التنسيق مع الشرق الليبي"، حسب تصريحه لـ"عربي21".