لماذا عليك مساعدة طفلك على تأليف القصص في سنٍ مبكرة؟
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
حين كانت ديزي أشفورد، في الرابعة من عمرها، وتحديدا في العام 1885، أملت الطفلة الإنجليزية الموهوبة، على والدها رواية بعنوان "حياة الأب ماكسويني"، لتثبت الصغيرة، التي ستصير لاحقا، كاتبة شهيرة أن الكتابة بعمر صغير أمر ممكن جدا، بل وضروري في بعض الأوقات، لأسباب يفسرها أطباء النفس، وعلماء الاجتماع.
أشهر الكتّاب الأطفال على مدار التاريختمتد فترة الطفولة، بحسب تعريف الأمم المتحدة، إلى عمر الـ18.
في مقال بعنوان "7 فوائد.. لماذا يجب أن يكتب الأطفال قصصا؟"، تقول المختصة التربوية جيل تومبكينز إن بعض الأطفال يكتبون الحكايات بإرادتهم، والبعض الآخر يكتبها مضطرا كواجب دراسي، وبين هذا وذاك تبقى فوائد الكتابة مجهولة للكثيرين، وهو ما حاولت تومبكينز رصده عام 1982:
الترفيه، نظرا لما يحصل عليه من مكافآت نفسية أو مادية. تعزيز التعبير الفني، عبر استخدام الخيال في إنتاج أفكار تتحول إلى حكايات تعبر عما بداخل الطفل. استكشاف تفكيره وعالمه، والاحتفاظ بأفكاره واكتشافاته الشخصية. تحفيز الخيال عبر استحضار الأشياء غير الحاضرة لحواسه، والبحث عن المعنى وراء الأشياء، ومحاولة فهم وجهات نظر الآخرين، وتقمصها. توضيح الأفكار، عبر إخراجها في صور حكاية بالأداء أو الكتابة. البحث عن الهوية في عمر 5 إلى 10 سنوات؛ حيث تعني القصة صراعا، الجيد مقابل السيئ، مع محاولة إيجاد حلول. تعلم القراءة والكتابة، وفهم التهجئة وقواعد الكتابة بصورة أسهل. فرص أكثر لتشجيع الأطفال على الكتابةولتشجيع الأطفال على الكتابة، تخصص "جائزة الدولة للمبدع الصغير" في مصر 40 ألف جنيها (يعادل تقريبا 1300 دولار أميركي)، من بين فروعها القصة القصيرة (100 – 500 كلمة)، لتأتي كواحدة من أشكال عديدة لتشجيع الأطفال على الكتابة والحكي.
الاستشارية النفسية والتربوية وكاتبة أدب الطفل الدكتورة منى لملوم، أدارت قبل عامين مشروعا بعنوان "قصتي"، لإعطاء الأطفال الفرصة للتعبير عن مشاعرهم، حيث تم دمج الأطفال ذوي الهمم في الورشة ليشاركوا برسومهم في المجموعة القصصية "سلم بين عالمين"، والتي ضمت 9 حكايات.
الاستشارية النفسية والتربوية وكاتبة أدب الطفل الدكتورة منى لملوم (الجزيرة)تقول لملوم لـ"الجزيرة نت" إن "تعليم الطفل الحكي يبدأ بمنحه أمثلة، لذلك وقفت أمامهم وبدأت أقص قصتي، وشجعتهم على أن يقوم كل طفل بحكاية قصة حدثت له، أو أمامه، وبدأت أسمعهم وأشجعهم، بدون حكم أو توجيه. بعدها، بدأت في العمل معهم على تنمية أدواتهم، ليصيروا أكثر قدرة على التعبير من خلال النظر في عيون الآخرين، واستخدام لغة الجسد، والاستعانة ببعض الأدوات كدمية، أو قصة أو صورة".
وتكمل: "أخذنا عنوان مجموعة "سلم بين عالمين" من قصة طفلة تحكي عن حبها للحديث مع الأشياء، حبات الأرز، الأقلام، وكل شيء، لكن أمها الواقعية جدا، تخبرها ألا تفعل، بينما تصر البنت على خيالها، فتفقد الأم والطفلة لغة التواصل، لكن القصة تنتهي نهاية سعيدة حين تقرر الأم التخلي عن واقعيتها وتطلب من ابنتها أن تصحبها إلى عالم الخيال حين تهم بالذهاب إلى هناك".
منى لملوم: يمكن للطفل أن يبدأ رواية قصته الأولى في أي عمر، ما دام استطاع الكلام، ولديه ما يرغب في حكيه (بيكسلز) كيف تشجع طفلك على كتابة قصته الأولى؟بحسب لملوم، يمكن للطفل أن يبدأ رواية قصته الأولى في أي عمر، طالما استطاع الكلام، ولديه ما يرغب في حكيه، "ودور الوالدين في هذه المرحلة ألا يتهما الطفل بالكذب، وأن يستمعا إليه ويساعدانه على بلورة الأشخاص والأحداث، للخروج بقصة واضحة".
أما الكاتب والباحث حسن الحلوجي، فيقول بدوره إن الحكي موهبة، وهو أحد فنون الأداء، "قد تتوفر في الطفل أو لا حسب ملكاته واستعداداته، والطريق لتشجيعه أولا أن يتعرف الأبوان هل لديه هذه الملكة أم لا، فليس مطلوبا ان يكون الطفل حكاء ماهرا بقدر أن يكون قادرا على التعبير عن نفسه".
ويقدم الحلوجي تجربته في التعامل مع الأطفال من خلال المركز القومي لثقافة الطفل التابع لوزارة الثقافة المصرية، والذي يقدم أنشطة متنوعة من ورش فنية وندوات تثقيفية ومسابقات وعروض فنية وغيرها، ومن ضمنها نادي الأدب الذي يقدمه الحلوجي للأطفال.
ويقول، "أناقش الأطفال في قصة كتبها أحدهم أو يتشاركون كتابتها، أو أحكيها لهم. يفيدهم هذا في تنمية خيالهم وإثراء حصيلتهم اللغوية وأيضا تدريبهم على العمل المشترك".
ويختم الكاتب والباحث المصري، "هناك مستويان من الحكي لمن لم يتمكن بعد من إتقان مهارة الكتابة في بدايات تعلم القراءة والكتابة؛ فهو يحكي قصته التي ألفها وربما يصاحبها برسوم، ومهارة من تمكن من الكتابة فهو يكتبها بنفسه ويتطور الأمر حسب الفئة العمرية؛ إذ نتعامل مع كل الفئات العمرية التي تتبع مرحلة الطفولة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأطفال على فی العام
إقرأ أيضاً:
تجربة الطفل بالمسجد الحرام.. رعاية فائقة على مدار الساعة
يلقى الأطفال المرافقون لضيوف الرحمن الرعاية الفائقة، إذ تقدم لهم الخدمات المختلفة والمتنوعة مما يثري تجربة الطفل الروحانية في المسجد الحرام.
ومن تلك الخدمات المقدمة "إسوارة" توضع في معصم يد الأطفال تكتب عليها بياناته ورقم للتواصل، لضمان سلامته وسرعة وصوله لذويه عند الضياع أو الفقدان.خدمات الأطفال في المسجد الحراموتحتوي "الإسوارة" على "باركود" يضم عدة لغات أهمها (الأوردية البنغالية، الملاوية، الفارسية، التركية، الهوساوية، الإنجليزية، الفرنسية) لسهولة التعامل والتواصل مع مختلف الجاليات الوافدة.
أخبار متعلقة متابعًا الحالة.. أمير الباحة يوجه برفع حالة الاستعداد لهطول الأمطار"الدفاع المدني" يحذر من التنزه حول مجاري السيول أو المستنقعاتوتكثف هذه الخدمة ويعتنى بها على مدار الساعة خلال المواسم نظرًا للإقبال الكبير من المعتمرين والمعتمرات، وحاجتهم الماسة إلى حماية أطفالهم من الضياع داخل أروقة المسجد الحرام والمسجد النبوي.
اجعل تجربة طفلك استثنائية في #المسجد_الحرام. pic.twitter.com/0TGzRsdOR3— الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين (@AlharamainSA) November 24, 2024علوم ومعارف متنوعةكما خصصت هيئة العناية مكتبة للأطفال في القسم النسائي بمكتبة الحرم تقدم من خلالها برامج وفعاليات ومبادرات تتواءم مع سن الطفل، وتغرس فيهم حب المعرفة وتنمية مهاراتهم الإبداعية وتقوية ملكاتهم اللغوية، وتثري شغفهم بالعلوم والمعارف المتنوعة في أكثر من 2400 كتاب.
تتناسب مع الفئات العمرية للأطفال ومنها القصص المصورة التي تساعدهم في تبسيط المعلومة وفهمها بالطريقة الصحيحة، وتقديم مسابقات هادفة، وألعاب تفاعلية كالقصاصات والرسومات التشكيلية المستوحاة من معالم المسجد الحرام.