“فيفا” يعلن ترتيب الأندية قبل خوض النسخة الجديدة من كأس العالم
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بشكل رسمي منذ أسبوع عن كافة التفاصيل الخاصة بالنسخة الجديدة لكأس العالم للأندية التي ستقام في عام 2025، بالولايات المتحدة الأميركية، بمشاركة 32 فريقا، وقد أقر بأن التصنيف الدولي سيكون المحدد لهوية الأندية المشاركة في البطولة، علاوة على أبطال المسابقات القارية في النسخ الثلاث الأخيرة قبل مونديال الأندية.
وكشف “فيفا” الأحد، من خلال حسابه الرسمي على موقع “إكس” ترتيب الأندية التي ستتنافس على بقية المقاعد المؤهلة للنسخة الأكبر تاريخيا في كأس العالم للأندية، التي لن يشارك فيها أكثر من فريقين من كل بلد، حيث تصدر الأهلي المصري الترتيب برصيد 110 نقاط، وقد جاء الوداد البيضاوي المغربي ثانيا برصيد 102 نقطة، حيث ضمن الفريقان التأهل بعد فوزهما بآخر نسختين من البطولة، فيما جاء صن داونز من جنوب أفريقيا ثالثا برصيد 81 نقطة، والترجي الرياضي التونسي رابعا بـ75 نقطة، وشباب بلوزداد الجزائري خامسا برصيد 59 نقطة.
وفي ترتيب القارة الآسيوية، التي ضمن فيها الهلال السعودي المتصدر برصيد 97 نقطة، وأوراوا ريد الياباني صاحب المركز السابع بـ49 نقطة، التأهل بعد حصولهما على النسختين الأخيرتين من دوري الأبطال، فقد جاء ثانيا جيونبوك الكوري الجنوبي بـ72 نقطة، وأولسان هيونداي الكوري الجنوبي ثالثا برصيد 62 نقطة، وحل كاواساكي الياباني رابعا برصيد 61 نقطة، واحتل فريق آخر من كوريا الجنوبية المرتبة الخامسة، وهو بوهانغ برصيد 55 نقطة، فيما جاء الدحيل القطري سادسا برصيد 53 نقطة، والنصر السعودي ثامنا برصيد 49 نقطة.
وفي قارة أوروبا، التي سيمثلها 12 فريقا، تأكدت من بينهم مشاركة تشلسي الإنكليزي بطل 2021، وريال مدريد الإسباني بطل 2022، ومانشستر سيتي الإنكليزي بطل 2023، علاوة على بطل 2024، مع بايرن ميونخ الألماني وباريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلانو الإيطالي وبورتو وبنفيكا من البرتغال، بالإضافة إلى 4 فرق أخرى ستتنافس من خلال الترتيب.
وقد حل السيتي أولا برصيد 116 نقطة، وريال مدريد ثانيا بـ106 نقاط، وبايرن ميونخ ثالثا بـ100 نقطة، وتشلسي رابعا بـ79 نقطة، وباريس سان جيرمان خامسا بـ77 نقطة، وليفربول سادسا بـ76 نقطة، وإنتر ميلانو سابعا بـ74 نقطة، وبوروسيا دورتموند ثامنا برصيد 67 نقطة، أما المركز العاشر فقد عاد لفريق أتلتيكو مدريد بـ61 نقطة.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
“شيء كبير قريب”.. لم ارتفعت أعداد الزلازل مع الزمن؟
#سواليف
من حين لآخر تنتشر الأخبار عن #الزلازل الكبرى، فقبل عدة أسابيع فقط ضرب #زلزال بقوة 7 على المقياس قرابة سواحل ولاية #كاليفورنيا الأميركية، بينما عانت جمهورية فانواتو، وهي دولة جزيرة تقع في جنوب المحيط الهادي، قبل أسبوع واحد فقط من زلزال بمقياس 7.3، ومن حين لآخر تعلن دولة هنا أو هناك عن زلزال جديد.
يعطي ذلك انطباعا بأن #نشاط_الزلازل_الكبرى على مستوى #العالم آخذ في الازدياد، خاصة وأن الناس باتوا يسمعون عن زلزال يضرب بلادهم كل عدة أسابيع إن لم تكن أيامًا في بعض الأحيان. فهل حقًا أصبح العالم مكانًا خطيرا إلى هذا الحد بحيث أصبحت الزلازل فيه تتكرر بمعدلات أكبر؟
يثير هذا انتباه مروجي الخرافات العلمية ونظريات المؤامرة، فيتحدثون عن شيء كبير قريب، ربما كان نهاية العالم واقتراب كوكب نيبرو وأن هناك حكومة عالمية سرية شيطانية تعرف أن العالم أوشك على الانتهاء لكنها لا تفصح عن السر.
ما الزلازل؟
لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، ولفهم الفكرة دعنا نبدأ مما يعنيه الزلزال، لو تخيلنا أن كوكب الأرض هو ثمرة تفاح، فإن طبقة القشرة الصخرية للأرض هي ببساطة قشرة التفاحة الرقيقة، لكن هذه القشرة على الأرض تبلغ من السماكة من 30 إلى 70 كيلومترًا في القارات ومن 4 إلى 12 كيلومترًا في المحيطات، وهي تختلف في شيء آخر عن قشرة التفاحة وهو أنها ليست قطعة واحدة تغطي الأرض بل تتكون من عدد من القطع التي تسمى بالصفائح التكتونية، والتي تتداخل، بعضها مع بعض بشكل يشبه الأحجيات الورقية، تلك الصفائح تتحرك ببطء، أو قل إنها تسبح لمسافة عدة سنتيمترات كل عام على طبقة أخرى للأرض تقع أسفلها وتسمى الوشاح.
تبتعد تلك الصفائح التكتونية بعضها عن بعض في أماكن وتقترب في أخرى، ومع اقتراب جانبي صفيحتين تكتونيتين بعضهما من بعض في أحد الأماكن فإنهما تحتكان لصنع ما يسميه العلماء بالفالق. في الحالة العادية، تنزلق أطراف الصفائح ببطء وسلاسة، لكن في بعض الأحيان لا يكون الأمر هكذا، حيث تتداخل الصفائح بعنف فتحدث الزلازل.
يحدث هذا طوال الوقت، في الواقع قد لا تصدق حينما تعرف أن هناك حوالي نصف مليون زلزال يضرب الأرض سنويًا، حوالي 100 ألف من هذه الزلازل يمكن الشعور بها بشكل أو بآخر، و100 فقط يمكن أن تكون ذات أثر ضار، كما حدث في حالة زلزال تركيا الأخير.
وتظهر إحصاءات الزلازل على مدار الـ20 عامًا الماضية حول العالم أنه في المتوسط، فإن معدل الزلازل السنوي لم يرتفع أو ينخفض، بل يظل ثابتًا قدر الإمكان، وهذا بالتأكيد من حسن حظ البشرية.
لم ازداد عددها؟
في تلك النقطة ربما تسأل: لم إذن أصبحت أسمع عن الزلازل في دولتي أكثر من أي وقت مضى، بل وبالفعل أصبحت أشعر بعدد أكبر من الزلازل في منزلي ذاته؟
في الواقع، هناك عدد من الإجابات المعقولة لهذه الأسئلة، والتي لا تتضمن أي شيء يتعلق بنهاية العالم. أحد تلك الإجابات يتعلق بمحطات قياس الزلازل، فقد ازداد عددها وارتفعت دقة أدوات العلماء في قياس الزلازل، ويعني ذلك رصد عدد أكبر من الزلازل، ولأن تلك المحطات عادة ما تنشر بيانات إعلامية فإنك بالتبعية ستسمع عن حدوث عدد أكبر من الزلازل مقارنة -قل مثلا- بعقدين مضيا من الزمان، هنا ستتصور أن عدد الزلازل قد ارتفع، ولكنها فقط دقة أجهزتنا.
إلى جانب ذلك، فقد أصبح العالم حرفيًا قرية صغيرة متواصلة بحيث يمكن لك أن تسمع عن أخبار الزلازل قادمة من كل مكان تقريبًا، وكذلك امتلكت محطات الزلازل في دولتك صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تعلن خلالها عن كل زلزال قامت برصده وتذكر مركزه بدقة وقوته.
الناس في المنازل عادة ما يشعرون بالزلازل المتوسطة لكنهم يتجاهلون هذا الشعور، إلا أنه مع انتشار إعلانات الزلازل في كل مكان بات الجميع أكثر خبرة لأنه تعلم أن تلك الهزة التي شعر بها قبل عدة ساعات كانت زلزالا ولم تكن مجرد دوار أو شعور من نسج خياله، وبالتالي بتنا نشعر بالزلازل المتوسطة بشكل أفضل مقارنة بما سبق، ولأننا نتشارك الأخبار عبر تغريدات أو منشورات قصيرة سريعا فإننا نؤكد لبعضنا ما شعرنا به، ومن هنا تبدأ موجة من أخبار الزلازل في الانتشار بين ملايين إلى مليارات الأفراد.
أضف لذلك نقطة أخرى مهمة تتعلق بعدد الزلازل السنوي، فمثلا شهد العالم في عام 2020 حوالي 1400 زلزال بمقياس أكبر من 5 درجات، لكن في 2021 شهد 2200 زلزال من نفس المقياس، هذا يعني بالتبعية أن تشعر بعدد أكبر من الزلازل، لكنه لا يعني أن عدد الزلازل قد ارتفع لأن حساب معدلات الزلازل لا يكون بالعام أو العامين، بل يقيسه العلماء على مدى فترة زمنية طويلة (عقود مثلًا)، وهنا تحديدًا سيتضح أنه على الرغم من أن بعض السنوات قد تكون ذات نشاط زلزالي أكبر، إلا أن المتوسط حول العالم ثابت إلى حد كبير.
هذا النوع من الظن الخطأ المتعلق بارتفاع عدد الزلازل من حقبة لأخرى مهم بالنسبة للعلماء كذلك، فمن المعروف مثلا أن الزلازل الكبيرة التي تزيد قوتها عن 8.0 درجات قد ضربت الأرض بمعدل مرتفع منذ عام 2004، لكن العلماء من فريق دولي مشترك -في دراسة نشرت في دورية “بي إن إيه إس”- قد حللوا السجل التاريخي للزلازل ووجدوا أن هذه الزيادة في النشاط الزلزالي الثقيل كانت على الأرجح بسبب الصدفة، لكن لماذا يقولون إنه صدفة؟
فحص هذا الفريق التردد العالمي للزلازل الكبيرة من عام 1900 إلى عام 2011، واكتشفوا أنه في حين أن تواتر الزلازل التي بلغت قوتها 8.0 درجات كان مرتفعا منذ عام 2004 (بمعدل حوالي 1.2 إلى 1.4 زلزال في السنة) لم يكن هذا المعدل المتزايد مختلفًا إحصائيًا عن الطبيعي على هذا المقياس الزمني الأكبر.
حزام النار
من جانب آخر، فإن عددا من المناطق حول العالم تكون نشطة زلزاليًا أكثر من مناطق أخرى، وهنا تحديدًا تظهر دول مثل تركيا، فقد سمعنا اسمها في الأخبار أكثر من مرة خلال السنوات الفائتة، مثلا في أكتوبر 2020 ضربت البلاد بزلزال كان مقياسه 7.0 درجات وتسبب في وفاة حوالي 100 شخص، وفي 2011 ضربت البلاد بزلزال أقوى (7.2 درجات) تسبب في وفاة أكثر من 600 شخص، وبالطبع لا ننسى الزلزال الكارثي في 2022 والذي راح ضحيته قرابة 50 ألف شخص من تركيا وسوريا.
لذلك أيضًا سبب علميّ، فقد قلنا قبل قليل إن التقاء الصفائح التكتونية يرتبط بالزلازل، وهنا يمكن أن نستنتج أن الأماكن التي تقع على مقربة من لقاء الصفائح التكتونية يمكن أن تختبر زلازل قوية، لأن تأثير الزلزال يكون أقوى ما يكون في المنطقة التي تقع أعلى مكان التقاء الصفائح.
في تلك النقطة دعنا نتأمل ما يسميه العلماء بـ”حلقة النار” أو “حزام ما حول المحيط الهادي” وهي ليست حلقة بالمعنى المفهوم، وإنما شريط جغرافي طوله نحو 40 ألف كيلومتر يشبه شكل حدوة الحصان شهد 81% من زلازل العالم الكبرى، ويمتد حول المحيط الهادي، بداية من جنوب قارة أميركا الجنوبية عبر خندق بيرو-تشيلي، وصولا إلى خندق أميركا الوسطى، وينطلق بعد ذلك صعودا في أميركا الشمالية بمحاذاة جبال روكي إلى ألاسكا، ثم عبر مضيق بيرنغ إلى اليابان نزولا إلى الفلبين وإندونيسيا، ثم في النهاية نيوزيلندا.
إلى جانب حزام حلقة النار، يوجد حزام آخر يجري على اليابسة يسمى “الحزام الألبي”، وهو حزام زلزالي وجبلي يمتد لأكثر من 15 ألف كيلومتر على طول الهامش الجنوبي من قارتي آسيا وأوروبا، فيبدأ من جاوة وسومطرة، ثم عبر شبه جزيرة الهند الصينية، ومن ثم جبال الهيمالايا وما وراءها، ثم جبال إيران والقوقاز والأناضول وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط، وحتى المحيط الأطلسي، هذا الحزام مسؤول عن 17% من الزلازل الكبرى في العالم.
أثر هذا الحزام يمتد ليصل إلى تركيا وهو ما يضعها في منطقة زلزالية نشطة بسبب الحركات المعقدة بين 3 صفائح تكتونية شاءت الأقدار أن تقع تركيا بينها، وبشكل عام فإن تلك الأحزمة هي السبب أننا نسمع عن تكرار الزلازل في مناطق بعينها، فيظن البعض أن معدلات الزلازل قد ارتفعت.
الخلاصة إذن أن معدلات الزلازل لم ترتفع إلى مستوى يهدد بنهاية العالم، لكن مروجي الخرافات كالعادة حريصون على استخدام كل ظاهرة تثير انتباه الناس وخوفهم لمنشورات يمكن أن تحصّل مئات الآلاف من الإعجابات والمتابعات، لكن الأمر لا يقف عند هذا الحد بل يمتد لما هو أعمق، حيث تدمج هذه الخرافات في نظريات المؤامرة الكبرى، فيكون هذا الزلزال أو ذاك من صنيعة قوى الشر.