حوار: يمامة بدوان
أكد المهندس عبدالله الرميثي، زميل برنامج خبراء الإمارات، ومدير إدارة السياسات والأنظمة البيئية والتغير المناخي في هيئة البيئة – أبوظبي، أن مشروع الهوية البيئية الإماراتية، الذي أطلق أخيراً على هامش فعاليات «كوب 28»، يمثل أداة لجمع البيانات، ويهدف إلى قياس البصمة البيئية للأفراد في الدولة، وتسجيل البيانات المستمدة من خيارات المستهلكين، لتزويد صنّاع القرار بمعلومات واضحة، تدعم عملية تطوير السياسات المستقبلية، كذلك يهدف إلى تمكين الأفراد من تعويض بصمتهم الكربونية بشكل فعّال، في إطار سعي دولة الإمارات لخفض انبعاثاتها بنسبة 43% بحلول عام 2030.


وقال في حوار مع «الخليج» إن المشروع الطموح، الذي يعد مبادرة بدأ العمل عليها منذ 4 سنوات برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يسهم في تحقيق نسبة الخفض بالانبعاثات بحلول 2023، ويستهدف تغيير التوازنات البيئية لدولة الإمارات. كما يهدف إلى تقليل انبعاثات الكربون للدولة، وتعزيز الوعي لدى أفراد مجتمعنا المحلي، وخلق تأثير إيجابي في البيئة، بتعزيز الوعي بالممارسات المستدامة، وتحفيز الجميع على التخلّي عن العادات الضارة، عبر تضمين القطاعات الرئيسية وهي السكنية والتجارية والصناعية، حيث عمل على المشروع بالشراكة مع دائرة الطاقة أبوظبي وهيئة البيئة - أبوظبي وشركة مبادلة واتصالات.

روح المبادرة
وأوضح أن المشروع هو نظام إلكتروني، يهدف إلى حساب البصمة الكربونية للأفراد، بحساب معدل استهلاك موارد الطاقة، مثل الكهرباء والماء والغاز، كما يشجع هذا النظام المستخدمين على تبنّي سلوكات صديقة للبيئة في حياتهم اليومية، حيث يقدم نصائح قيّمة عن كيفية تعويض انبعاثاتهم، واتخاذ إجراءات فعّالة لتقليل تأثيرهم البيئي الشخصي، واعتماد نظام حوافز للمشاركين الأكثر مساهمة في الحفاظ على البيئة، حيث يعدّ التطبيق أداة، تلهم التغيير الإيجابي ويوفر للأفراد فرصة حقيقية للمساهمة في حماية البيئة، بينما سيضمّن حساب الانبعاثات الكربونية لدى السيارات والنفايات وغيرها خلال التحديث المقبل للنظام.
وتابع: يعزز النظام المبتكر روح المبادرة والتحفيز لدى الأفراد والشركات، لتبنّي ممارسات بيئية مستدامة وتقليل أثرهم البيئي، حيث إن خفض انبعاثات الكربون مفتاح لكسب مكافآت قيمة، ويمنح المشاركين في التطبيق فرصة لكسب نقاط خضراء، يمكن استبدالها في مجموعة متنوعة من برامج الولاء. كما يمدّ النظام صنّاع القرار بمعلومات دقيقة وتحليلات بيانية محكّمة، تمكّن من الاستفادة من أفضل الممارسات في تطوير سياسات بيئية ملهمة، تلك المعلومات تعزز فهمهم، وتمكنهم من اتخاذ قرارات فعّالة لبناء مستقبل بيئي مستدام.

تحديات وفرص
وأضاف الرميثي، أن هناك الكثير من التحديات والفرص خلال رحلة تحقيق هدف تقليل انبعاثات الكربون، تجعلنا نتطلع إلى تحقيق تقدم فعّال، حيث ندرك أهمية مواجهة مقاومة القطاعات الكبيرة واستكشاف التكنولوجيا الجديدة، ونتبنّى استراتيجيات قوية لضمان نجاح رحلتنا، وتبنّي التكنولوجيا البيئية تحدّ يفتح أمامنا أبواب الفرص، لتحسين بيئتنا وتشجيع جميع القطاعات على المشاركة الفعّالة، حيث نتحد معاً نحو مستقبل أكثر استدامة.
وأوضح أن خفض انبعاثات الكربون، يتطلب جهوداً مشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني، حيث يعمل النظام على تعزيز هذا التعاون، بزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة وتحسين فعالية استخدام الطاقة، وهو ما يدعو إلى تشجيع استخدام وسائل النقل المستدامة ودعم المجتمع في التخليص البيئي، مع توفير المزيد من الفضاءات الخضراء لتحسين جودة الهواء وتعزيز الحياة المستدامة، ودعم الابتكار والبحث العلمي، وتعزيز تبنّي سياسات حكومية قوية، تسهم في تحقيق التحول الأخضر الذي نطمح إليه.

تحفيز الشباب
وفيما يتعلق بالتأثير المتوقع من شباب الوطن في تحفيز الأفراد بالدولة، للمساهمة في مواجهة تحديات المناخ، قال الرميثي إن هذه المبادرة تحفز الشباب على ابتكار حلول جديدة ومشاركة أفكارهم، لمواجهة تحديات المناخ، مع تعزيز قدرتهم على القيادة في حماية البيئة، كما تشجع المبادرة على تبنّي القيم البيئية وتكوين عادات حياة مستدامة، وتفتح أبواب فرص التوظيف في البيئة والطاقة المتجددة، ما يسهم في بناء مجتمع أكثر استدامة اجتماعيا واقتصاديا.
وعن الرسالة التي وجهها للآخرين، أشار إلى أن تأمين مستقبل صحّي للمجتمع والاجيال المقبلة، مسؤوليتنا الشخصية، ويعتمد على تحفيزنا جميعاً لاتخاذ خطوات صغيرة نحو التغيير الإيجابي، حيث إن كل قرار يومي يمكن أن يكون له تأثير كبير في البيئة، وهو ما يدعو إلى وضع أولوياتنا واستكشاف التكنولوجيا البيئية، لتحقيق حياة أكثر استدامة، كذلك البحث عن حلول قابلة للتنفيذ، والمشاركة في المبادرات المحلية، إذ إن التغيير يتطلب صبراً واستمرارية، ولكن كل جهد صغير يحمل قوة التحول الكبيرة، وهو ما يدفعنا للاتحاد معاً، من أجل تحقيق الأهداف الوطنية للحياد المناخي، لبناء مستقبل أخضر وصحي للجميع في وطننا، فالمعرفة والتكنولوجيا والإرادة الموحدة تمكّننا من صناعة عالم تتعايش فيه البشرية بانسجام مع الطبيعة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الكربون انبعاثات الکربون

إقرأ أيضاً:

وزيرة البيئة تشهد عرضا لأهداف إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى

شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، احتفالات يوم البيئة الوطنى المقام تحت شعار «مصر خضراء مستدامة: نحو اقتصاد دائري وتحول أخضر عادل»، والتي تضمنت استعراض عدد من العروض التقديمية حول أهداف مشروع البنك الدولي ومشروع الشفافية الأول والثاني، بالإضافة إلى عرض حول مفهوم البصمة الكربونية وأهمية أسواق وشهادات الكربون.

بتمويل من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار

واستعرض الدكتور محمد حسن مدير مشروع البنك الدولى لإدارة تحسين تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى لأهداف المشروع، مؤكدًا أهمية المشروع الذي أطلقته الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة البيئة، عام 2021، بتمويل من البنك الدولي بقيمة 200 مليون دولار لمدة ست سنوات، في الحد من انبعاثات ملوثات الهواء بعدد من القطاعات الأكثر تأثيراً بالقاهرة الكبرى، بما يساهم في الإدارة المثلى للتصدي لتغير المناخ، موضحاً أن المشروع يتعامل مع أكبر مصدرين رئيسيين لتلوث الهواء وهما الحرق المكشوف للمخلفات، وانبعاثات المركبات.

وأوضح «حسن» خلال العرض التقديمي المكونات المختلفة للمشروع، حيث يقوم المشروع بإنشاء وتشغيل شبكات لرصد غازات الاحتباس الحراري وملوثات المناخ قصيرة الأجل وتكاملها مع الشبكات الحالية، تنفيذ خطة للإدارة المتكاملة للمناخ وجودة الهواء، حيث تم التعاقد مع تحالف دولى لتنفيذ النشاط، وتم تشكيل لجنة للخطة الوطنية للإدارة المتكاملة للمناخ وجودة الهواء، وإعداد تصميم مفصل للمشروع الإسترشادي لشراء 100 أتوبيس كهربائي ومعدات الشحن، والعمل على تحديث البنية التحتية لجراج الأميرية لموائمة الأتوبيسات الكهربائية، بالإضافة إلى الإدارة الفعالة والمتكاملة للمخلفات الالكترونية، ومخلفات الرعاية الصحية، كما قام المشروع بتنفيذ سلسلة من ورش العمل للتوعية باهمية استغلال قش الأزر وأضرار حرقه.

ومن جانبه استعرض الدكتور سمير طنطاوى مدير مشروع تقرير الشفافية الأول والثانى والإبلاغ الوطنى الخامس لمصر الوضع الحالي لتقارير تغير المناخ الوطنية، التى تشمل تقارير الإبلاغ الوطني: (3) NC - التقرير الرابع في المراحل النهائية ،تقارير الحصر كل سنتين: (1) BUR، تقارير المساهمات الوطنية : (2) NDCS تقرير أول + تحديثين، والتى تتطلب خفض الإنبعاثات من ثلاث قطاعات مختلفة بحلول عام 2030 وهى قطاعات النقل، الكهرباء والطاقة المتجددة ، البترول والغاز الطبيعى، لافتاً إلى تحقيق مصر نجاحًا ملحوظا في التحول إلى مسار منخفض الكربون في قطاع الكهرباء التوليد والنقل والتوزيع، مع انخفاض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وأضاف أن مصر حققت نجاحًا باهراً في تبني وسائل نقل أكثر استدامة ومنخفضة الكربون، حيث حقق قطاع النقل انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة انخفاض قدرها 16.86% مقارنة بمستويات العمل المعتاد لنفس العام، وتجاوز هذا هدف عام 2030 المتمثل في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 7%.

انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون

ومن ناحية أخرى قدمت الدكتورة إكرام سعيد حسن رئيس وحدة الأداء البيئي بالهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة شرحاً مبسطاً لمفهوم وأهمية البصمة الكربونية وشهادات الكربون، موضحةً أن البصمة الكربونية هى إجمالي كمية انبعاثات الغازات الدفيئة، معبراً عنها بثاني أكسيد الكربون المكافيء والناجمة عن الأنشطة البشرية ويتم إعلامها لمعرفة الأثر البيئي لكافة الأنشطة بالمنشاة وتحديد فرص التخفيض للكربون مما يسهم في تغير المناخ والحد من التدهور البيئي، لافتةً إلى أهمية أسواق الكربون التى تعمل على تحفيز ابتكار الشركات لحلول لتقليل انبعاثاتها، وتحقيق كفاءة اقتصادية توفر آلية مرنة وفعالة لخفض الانبعاثات،تمويل مشاريع المناخ من خلال عائدات بيع أرصدة الكربون.

مقالات مشابهة

  • تعرف على شهادات الكربون وكيفية الحصول عليها في خطوات
  • وزيرة البيئة لـ«الوطن»: مؤتمرات المناخ فرصة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة
  • وزير البيئة: العراق يتجه نحو استثمار المشاريع البيئية
  • وصلت إلى مستويات قياسية.. ارتفاع انبعاثات الكربون يهدد مستقبل الأرض
  • تقرير يوضح ارتفاع انبعاثات الكربون إلى مستويات قياسية في 2024
  • ارتفاع انبعاثات الكربون يهدد مستقبل الأرض.. وصلت إلى مستويات قياسية في 2024
  • وزيرة البيئة تشهد عرضاً لأهداف مشروع تحسين الهواء وتغير المناخ فى القاهرة الكبرى
  • وزيرة البيئة تشهد عرضا تقديميا حول أهمية مشروع إدارة تحسين تلوث الهواء
  • وزيرة البيئة تشهد عرضا لأهداف إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى
  • وزيرة البيئة تشهد عرضًا تقديميًا حول أهداف واهمية مشروع إدارة تحسين تلوث الهواء