عربي21:
2025-04-30@07:07:07 GMT

رجال تحت الشمس

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

قصة الكاتب الروائي الفلسطيني غسان كنفاني الشهيرة الصادرة عام ١٩٦٣، التي حوّلها فيما بعد المخرج المصري الراحل الكبير توفيق صالح إلى فيلم سينمائي طويل بعنوان "المخدوعون"، الذي أثار ضجة واسعة في دوائر الفلسطينيين وحفيظتهم بنفس الوقت، فلقد هاجموا الفيلم معتبرين توفيق صالح خائنا للأمانة بتغييره بعض تفاصيل القصة في نهاية الفيلم الذي هو تجسيد حي للمأساة الفلسطينية وتخلي الجميع عنها.



فقد انتهى الفيلم بموت الرجال الثلاثة الهاربين إلى الكويت داخل خزان ساخن جدا، عندما تأخر عليهم السائق أبو الخيزران، السائق العاجز جنسيا نتاج إصابته في أحد الحروب السابقة، وقد تأخر عن الموعد المحدد لتلكؤ موظفي الحدود الكويتية ونهمهم ونميمتهم حول خبر وصول الراقصة كوكب، وبالطبع والرجال الثلاثة يعانون في خزان حار إلى درجة الموت.

الفيلم يجسد معاناة الإنسان الفلسطيني بعد النكبة، بعد عشر سنين من ضياع وتشرذم الفلسطينيين، وتحويلهم إلى مجرد لاجئين لا حول لهم ولا قوة في مخيمات وسط قسوة الطبيعة وتقلباتها
في القصة لم يطرقوا الخزان بأيديهم طلبا للنجدة والإنقاذ، أما الفيلم فقد جعلهم توفيق يطرقون الخزان كمطلب وتصرف بشرى طبيعي، وهذا ما شكّل نقطة خلاف رئيسية بينه وبين كثير من الفصائل الفلسطينية.

ولكن الفيلم أصبح أيقونة سينمائية عن القضية الفلسطينية؛ إن لم يكن أهم الأفلام على الإطلاق بالشأن الفلسطيني بشكل عام.

ولقد حاز هذا الفيلم، وهو من إنتاج المؤسسة السورية للسينما، على العديد من الجوائز عند عرضه بمهرجانات عدة. فقد حصل على جائزة لينين للسلام من مهرجان موسكو عام ١٩٧٣. كما فاز بالجائزة الأولى لمهرجان قرطاج، وكذلك الجائزة الأولى من المركز الكاثوليكي ببلجيكا عام ١٩٧٣، هذا فضلا على احتفاء مهرجان كان السينمائي به، واستقباله بعاصفة طويلة من التصفيق.

وبالطبع الفيلم يجسد معاناة الإنسان الفلسطيني بعد النكبة، بعد عشر سنين من ضياع وتشرذم الفلسطينيين، وتحويلهم إلى مجرد لاجئين لا حول لهم ولا قوة في مخيمات وسط قسوة الطبيعة وتقلباتها.

فيلم "المخدوعون" لتوفيق صالح هو أهم منتج إبداعي تناول القضية الفلسطينية بكثير من التفصيل والتدقيق، وكذلك كثير من الشجاعة، ولا شك أن توفيق صالح قد دفع ثمنها كثيرا
ولهذا قرر ثلاثة أفراد النزوح إلى الكويت من أجل الوصول إلى الحد الأدنى من العيش بكرامة وتحقيق مستوى معقول اقتصاديا، فيتقابلون عند شط العرب في البصرة بالسائق أبي الخيزران ويتفقون معه على السعر، ويكون الاتفاق هو الاختباء في الخزان عند عبور الحدود العراقية، وبالمثل عند عبور الحدود الكويتية. وهو اختباء لا يتعدى الست دقائق، ولكن يبدو أن هذه الخطة اختلفت عند الحدود الكويتية، لطول الإجراءات عند موظفي الحدود وتلكؤهم.

وبالطبع لم يجدهم أبو الخيزران أحياء عند الوصول، فتخلص من الجثث في أقرب صحراء؛ في استعارة مكشوفة وصريحة، معادلة موضوعيا لتخلي الأنظمة العربية عن القضية الفلسطينية والاكتفاء بالتظاهر بالدفاع عن القضية، بينما هم في حقيقية الأمر يدعمون وجودهم ومستقبلهم السياسي الذي يكتسب شرعية أكثر صلابة من ذي قبل.

إن فيلم "المخدوعون" لتوفيق صالح هو أهم منتج إبداعي تناول القضية الفلسطينية بكثير من التفصيل والتدقيق، وكذلك كثير من الشجاعة، ولا شك أن توفيق صالح قد دفع ثمنها كثيرا، ولكن عزاءه في هذا أنه الوحيد الذي قدّم رؤاه بمنتهى الشجاعة والحرية في زمن كثر فيه الجبناء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني الأفلام معاناة النكبة لاجئين أفلام فلسطين لاجئين معاناة النكبة مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية

أكد الفنان أحمد مالك خلال مشاركته في جلسة “ماستر كلاس” ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أن اهتمامه بالمشاركة في الأعمال العالمية تراجع مؤخرًا بسبب المواقف السياسية من القضية الفلسطينية.

 

وقال أحمد مالك: “في السابق، كان الفنانون العرب محصورين في أدوار مرتبطة بالإرهاب، واليوم نجد أنفسنا محصورين في أدوار اللاجئين. وبعد ما يحدث في فلسطين، أصبحت غير مهتم بالمشاركة في الأعمال العالمية، نظرا لتوجهاتهم. أفضل أن أوجه طاقتي ومجهودي لدعم صناعة الفن في مصر والوطن العربي ولأسرتي”.

 

كما تطرق مالك إلى تجربته في فيلم “6 أيام”، مشيرًا إلى أن مخرج العمل كريم شعبان حرص على الاستعانة بمدرب تمثيل لمساعدة الممثلين على إتقان أدوارهم المختلفة حسب المراحل العمرية التي يجسدونها. وأوضح أن هذه التجربة كانت مفيدة له على المستوى الفني والشخصي، قائلا: “الممثل مسؤول عن دوره، وهذه الخطوة ساعدتني كثيرًا في تعميق أدائي وتطوير أدواتي”.

 

وتتواصل فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى 2 مايو المقبل، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، إلى جانب ورش عمل وندوات تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتعزيز الحوار السينمائي.

 

يُذكر أن المهرجان، الذي تأسس عام 2015، تنظمه جمعية دائرة الفن، برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وبدعم من عدة جهات منها ريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، محافظة الإسكندرية، وشركة نيو سينشري وباشون للإنتاج الفني.

احمد مالك

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: التهجير خط أحمر.. ولن نساوم على القضية الفلسطينية |فيديو
  • الجزائر وإيران يبحثان مستجدات القضية الفلسطينية
  • فنون جميلة أسيوط تنظم معرضًا فنيًا تحت عنوان دلالات الرمز للتعبير عن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • مجلس الأمن يعقد جلسة اليوم بشأن القضية الفلسطينية
  • جلسة لمجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية اليوم
  • أحمد مالك من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير: لم تعد المشاركة في الأعمال العالمية تهمني بسبب مواقفهم من القضية الفلسطينية
  • أحمد مالك: لم أعد مهتما بالمشاركة في الأعمال العالمية لموقفهم من القضية الفلسطينية
  • حرس الحدود.. مهمة وطنية في عمق الصحراء لتعزيز الأمن والاستقرار
  • رسالة إلى العالم.. طلاب بورسعيد يدعمون القضية الفلسطينية على طريقتهم