السفير الروسي لدى صربيا: احتجاجات بلغراد دبّرت بتقنية "ثورة الميدان"
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أكد السفير الروسي لدى صربيا ألكسندر بوتسان-خارتشينكو أن الاحتجاجات في صربيا تم تنظيمها بتقنية "ثورة الميدان" التي أدت إلى الانقلاب على السلطة الشرعية في كييف شتاء 2014.
وقال في تصريح لقناة "روسيا 24": "كل هذه الاحتجاجات وعنصر العنف الآخذ في التصاعد فيها، تم تدبيرها والتخطيط لها بتقنية "ثورة الميدان".
وأثار أنصار كتلة "صربيا ضد العنف" المعارضة الذين طعنوا بنتائج انتخابات 17 ديسمبر البرلمانية أعمال شغب أمام مبنى البرلمان في بلغراد، وأغلقوا الطريق المجاور وحطموا زجاج المباني الحكومية وألقوا حجارة الأرصفة على أبواب ونوافذ البرلمان وحاولوا اقتحامه، وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش في كلمة للمواطنين على خلفية الأحداث، إن هذه الاحتجاجات محاولة لحرمان صربيا من الاستقلال والسيادة، وأن السلطات ستحمي النظام الدستوري.
كما توجه بالشكر إلى أجهزة الاستخبارات الصديقة (الروسية) التي حذرت السلطات الصربية من قرب وقوع هذه الاضطرابات.
المصدر: نوفوستي
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: ألكسندر فوتشيتش احتجاجات الاتحاد الأوروبي مظاهرات
إقرأ أيضاً:
إفادة صالح عبد القادر عن ثورة 1924
بقلم : تاج السر عثمان
١
أشرنا في دراسة سابقة بمناسبة الذكرى المئوية لثورة 1924 انها لعبت دورا كبيرا في تطور الحركة الوطنية السودانية حتى نيل الاستقلال الذي تم اعلانه رسميا في أول يناير ١٩٥٦.
ونتابع هنا بمناسبة الذكرى ال ٦٩ للاستقلال إفادة صالح عبد القادر عن ثورة 1924.
٢
روى صالح عبد القادر "من قيادات جمعية اللواء الأبيض" بعض تفاصيل مهمة عن ثورة 1924 لعبد الرحمن مختار ( رئيس تحرير جريدة الصحافة سابقا)، نعيد نشرها بمناسبة الذكرى المئوية لثورة 1924ما والذكرى ٦٩ للاستقلال في الآتي:
- كتب على عبد اللطيف أول عريضة سياسية منفردا و باجتهاده الشخصي سلمتها للأستاذ حسين شريف رئيس تحرير حضارة السودان لينشرها على مسؤوليته، لكن سلطات المخابرات علمت بها فداهمت دار الجريدة ووجدت العريضة فألقت القبض على على عبد اللطيف وطرده من الجيش، كما حُكم عليه بالسجن لمدة عام بسبب عريضة لم تُنشر ومطالب لم تُعرف للعامة.كانت العريضة تطالب بتحسين حال السودانيين والاعتراف بحقوقهم.
- كانت مفاوضات 1922 بين سعد زغلول رئيس الحكومة المصرية والسير ماكدونالد رئيس الوزراء البريطاني عن الأوضاع في السودان، وبحث مستقبله السياسي (بدون أخذ رأي السودانيين).
برقية على عبد اللطيف بتوقيع صالح عبد القادر جاء فيها :
" نحن الموقعون على هذه البرقية باسم السودان قد أبت أنفسنا أن نكون بمنزلة البهائم يُقضى عليها، ولا يُؤخذ رأينا فيما يخص بلدنا ومستقبلنا".
٢
- عُقد الاجتماع التأسيسي لجمعية اللواء الأبيض في : 15 / 5 / 1924، وتم اختيار على عبد اللطيف رئيسا، صالح عبد القادر وكيلا، ومولانا زكى عبد السيد قاضى شرعي مدينة سنار سكرتيرا، وعضوية كل من الوكيل حسن صالح المطبعجى، وحسين محمد شريف ، وعبيد حاج الأمين، ووُضعت أول خطة لجذب الأعضاء فكان أن رشح كل من الحاضرين خمسة أصدقاء، وهكذا، وبعد أيام قليلة كان أعضاؤها يزيدون عن الخمسين شخصا من المدنيين والعسكريين. لكن ما أن مضى على تكوين الجمعية ستة أشهر بالتمام والكمال حتى تم تفجير الثورة.
- كان من أبرز المدنيين الذين سارعوا بالانضمام الى جمعية اللواء الأبيض: الأمين هساى، عبد الفتاح المغربي، حاج الشيخ عمر دفع الله، محمد المهدى الخليفة عبد الله التعايشى، والشيخ زكى عبد السيد قاضى شرعى سنار، ومحمد على سرالختم، الخ.
أما من العسكريين فكان أول من انضم للجمعية اليوزباشي عبد الله خليل، فأوكل إليه أمر الاتصال بالضباط في سرية تامة، فكان أول من جندهم عبد الفضيل الماظ.
- خلال الثورة كان على عبد اللطيف السجن.
٣
كما يقول صالح عبد القادر في حديثه لعبد الرحمن مختار:
- أن جمعية اللواء الأبيض عندما انضم إليها اليوزباشي عبد الله خليل اعتبرته مكسبا كبيرا، فاسندت اليه مهمة أمانة الصندوق وجمع التبرعات لرعاية أسر المعتقلين والمسجونين، وطلبوا اليه الا يحضر الاجتماعات مطلقا خوفا من الطرد والمحاكمة لأنه ضابط كبير، لذلك فقد اتفقت شهادات كل المعتقلين عند سؤالهم عن المشتركين من العسكريين على رأسهم اليوزباشي عبد الله خليل بأنه لا علاقة لهم به ، وقد بالغ بعض المقبوض عليهم، ومنهم صالح عبد القادر في أقوالهم وهم تحت الجلد المبرح بالسياط والتعذيب المتواصل فقالوا : إننا لا يمكن ولن نتشرف بانتماء عبد الله خليل لجمعيتنا الوطنية، لأنه جاسوسكم وعميلكم!!، كان هذا في محاكمة مفتوحة علنية مما جعل بعض الحاضرين يصبون لعناتهم على عبد الله خليل " الضحية" المسكين. المصيبة أن هذه التهمة التي كان يبررها خوف المعتقلين على عبد الله خليل لأنه كان يرعى أسرهم قد التصقت به حتى مات عام 1970 ( عبد الرحمن مختار خريف الفرح ، ص 43).
- خيبة صالح عبد القادر في عبد الرحمن عزام ( مندوب الوفد) وحافظ رمضان (حزب الأحرار).
٤
- مقتل السير لى ستاك في القاهرة يوم 25 / 11/ 1924 ، ومحاولة الصاق التهمة بعرفات محمد عبد الله وأحمد حسن مطر، وغيرهما الذين كانوا في القاهرة، ولكن فشلت المحاولة، كما ذكر صالح عبد القادر أن السير لى استاك قال وهو في حشرجة الموت " أنا لم يقتلني سوداني، وإنما قتلني مصريون".
- بعد 24 ساعة من إعلان موت الحاكم العام ستاك وهو يوم 26 / 11 / 1924 ، وجهت الحكومة البريطانية إنذارها لمصر ضمنته شروطا كثيرة على رأسها :
*خروج الجيش المصرى من السودان في اربع وعشرين ساعة.
*دفع فدية قدرها ¼ مليون جنية.
*زيادة مساحة الأرض المزروعة في مشروع الجزيرة.
* طرد المدرسين المصريين من السودان.
- رفض الإنذار البريطاني واندلاع المظاهرات والصدام المسلح الذي قاده: عبد الفضيل الماظ، ثابت عبد الرحيم، سيد فرح، سليمان محمد سليمان، وعلى البنا. الخ.
٥
- بعد هزيمة الثورة بدأت حملات التنكيل والتعذيب والتحقيق التي لم يُعرف لها مثيل الا في عهد هولاكو وجنكيز خان، وبدأ الأحرار يتساقطون واحدا تلو الآخر.
- موت على عبد اللطيف مختل العقل، موت عبيد حاج الأمين جريحا في منفاه بأحراش الجنوب، لدغه ثعبان وانقض عليه مراح من الأسود الضارية،
- مات القاضى زكى سرالختم وعلى فرغلى، وسرالختم..
رثاء صالح عبد القادر لهم بقوله :
غاب شيطانه فضاع بيانه
وعصاه القريض وهو بنائه
فرأى أن يحقق بالمع مصابا تنوعت الوانه
فبكى ما أراد ربك أن يبكى
فزادت لنوحه اشجانه
مصرع " للعبيد" مازال قريبا وما انطوت أحزانه.
"زكي" وقبله" فرغلى" ذاك أقدامه وهو اتزانه.
رحم الله بعد ذلك "سرالختم " من كان كلامه بنيانه
فرأيت العزاء في "عرفات" ورأى الله أن يكون مكانه.
٦
- هروب صالح للقاهرة وخيبة أمله في المصريين، وعاد للسودان وأودع السجن، ونظم قصيدته المشهورة التي عبرت عن سخطه على مصر ، ومنذ ذلك الوقت انضم صالح الي الجبهة الاستقلالية الانفصالية، وأصبح الكاتب والمتخصص في مهاجمة الوحدة وكل ما هو وحدوي.
وأخيرا ثورة 1924 شكلت النواة لتطور الحركة الوطنية التي استمرت بعد هزبمتها حتى انتزاع الاستقلال،وتحتاج ثورة 1924 لمزيد من التوثيق لها.
alsirbabo@yahoo.co.uk