الاستدامة من خلال الابتكار هي المفتاح لمستقبل الرعاية الصحية
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
د. آزاد موبين، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أستر دي إم للرعاية الصحية
تشهد آفاق الرعاية الصحية تحولا نموذجياً في عصر يتسم بالتقدم التكنولوجي السريع والترابط العالمي والتحديات المتزايدة التي يفرضها تغير المناخ وتأثيره على الأجيال القادمة. إن العلاقة بين تغير المناخ وتأثيره على الرعاية الصحية لا يمكن إنكارها، ويجب علينا دمج الاستدامة مع الابتكار في عمليات الرعاية الصحية الأساسية، ومن المهم جداً أيضاً أن تكون أنظمة الرعاية الصحية العالمية جاهزة ليس فقط لدعم الاحتياجات المتطورة للأشخاص ولكن أيضاً لإدارة أحداث مثل جائحة كوفيد 19.
تعد أنظمة الرعاية الصحية المستدامة مطلباً رئيسياً لتقليل البصمة الكربونية على الكوكب وبناء القدرات للتأهب لحالات الطوارئ الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالمناخ، كما تحتاج أنظمة الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم إلى أن تصبح فعالة في استخدام الطاقة، والانتقال إلى الطاقة المتجددة وضمان الإدارة الفعالة للنفايات. ولهذا السبب، هناك حاجة إلى تعاون أقوى بين الحكومات وصانعي السياسات وشركات الأدوية والتكنولوجيا ومقدمي الرعاية، للتغلب معاً على التحديات التي يفرضها تغير المناخ. وكما أثبت مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين الذي عقد مؤخراً في دولة الإمارات العربية المتحدة، هناك أدلة كافية الآن للربط بين تغير المناخ والضرر على صحة الإنسان. لذلك فمن الضرورة بمكان بناء أنظمة رعاية صحية مرنة قادرة على التغلب على التحديات ودعم التدابير المستدامة.
في أستر، نحن ملتزمون برحلة تحويلية تدمج الممارسات المستدامة في عملياتنا في جميع أنحاء الهند ودول مجلس التعاون الخليجي والتي تؤدي الآن إلى الاستخدام الفعال لمصادر الطاقة المتجددة.
الابتكار في الرعاية الصحية
الابتكار هو المفتاح لمستقبل الرعاية الصحية، ويُحدِثُ تأثير الذكاء الاصطناعي تموجات في هذا المجال، حيث يتم الآن قراءة العديد من الاختبارات التشخيصية والدراسات الإشعاعية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية بواسطة الآلات بدلاً من البشر، كما يتم تزويد الأطباء بأنظمة دعم قادرة على اتخاذ القرار لتساعدهم في التشخيص الأفضل، كما ساعدت الدراسات الجينومية في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض، وهذا يجعل الممارسات الطبية الاستباقية، وليس التفاعلية، مركز الاهتمام، لذلك فإن طرق العلاج الشخصية تكتسب الآن زخماً بدلاً من العامة.
التركيز على المريض
إن حجر الزاوية في نموذج الرعاية الصحية المستقبلي هو التركيز على المريض، ويشهد المجال الطبّي تحولاً نحو خطط العلاج الشخصية، ودمج ملاحظات المرضى في تطوير الخدمة، ومساعدة الأشخاص في رحلة الرعاية الصحية الخاصة بهم. وقد تطور التركيز من نهجٍ يعتمد مقاساً واحداً يناسب الجميع إلى نموذج شامل يضمن رفاهية المرضى والكوكب على حد سواء. وبالتالي، فإن الحاجة إلى الرعاية المتخصصة تنمو في ذات الوقت، وذلك بفضل دمج التكنولوجيا في النظام البيئي للرعاية الصحية. ويُعَد التعاون بين المريض ومقدم الخدمة أمراً أساسياً للبقاء على معرفة بالاحتياجات وتقديم الحلول التي يحتاجها الناس، كما سيكون تقديم الرعاية الصحية المتكاملة الذي يجمع بين الرعاية الأولية والرباعية المدعومة بتجربة سلسة أمراً ضرورياً لمقدمي الخدمات للبقاء في الطليعة.
نحن نعمل على تعزيز بصمتنا في دول مجلس التعاون الخليجي عبر القنوات المادية والرقمية، كما أننا نعمل على إنشاء وتوفير الخدمات الصحية الأساسية والرعاية الوقائية والتثقيف الصحي، بما يتماشى مع التركيز المتزايد على الرفاهية الشاملة.
دول مجلس التعاون الخليجي – منطقة غنية بالفرص
إن تدفق السكان والديناميكيات المتغيرة وتركيز حكومة الإمارات العربية المتحدة على بناء الدولة كمركز للسياحة الطبية ذات المستوى العالمي سيجلب استثمارات من القطاع الخاص ويفتح الفرص لمقدمي حلول التكنولوجيا الرقمية والمبتكرين والمهنيين الطبيين من ذوي الخبرة.
كما أن هناك فرص هائلة تنتظر دولاً مثل المملكة العربية السعودية وعُمان وقطر حيث تستعد المنطقة لتلبية متطلبات الرعاية الصحية المتزايدة محلياً، دون أن يضطر المرضى إلى السفر إلى الخارج للحصول على رعاية متقدمة. ومن المتوقع أن تشهد المملكة العربية السعودية نمواً وتغييراً هائلين في قطاع الرعاية الصحية، في ظل تركيز الحكومة على تحسين البنية التحتية للرعاية الصحية كجزء من رؤيتها لعام 2030. كما أن هناك إمكانات هائلة لمزودي الرعاية الأولية لتوسيع شبكتهم من الرعاية الموحدة وتلبية الطلب العام . أما في أستر، ومع التزامنا بتوسيع شبكة الصيدليات لدينا في البلاد، إلى جانب إضافة القدرة على خدمة المزيد من المرضى في مستشفى أستر سند في الرياض، فإننا نتطلع إلى تقديم تراثنا الذي يمتد إلى 36 عاماً من الخبرة الطبّية عالية الجودة لخدمة سكّان المملكة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
الرئيس التنفيذي لـ"M42": الرعاية الصحية في الإمارات تحولت لمعيار عالمي
أكد حسن النويس العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة "M42" الطبية العالمية، أن منظومة الرعاية الصحية في دولة الإمارات تحولت إلى معيار عالمي في الطب الوقائي، في ظل احتضان العاصمة أبوظبي وإمارات الدولة اليوم مستشفيات متطورة، وتقنيات روبوتية سباقة، وبحوث مبتكرة في علم الجينوم، فضلاً عن بنية تحتية للرعاية الصحية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وقدرتها على إطلاق ابتكارات سباقة في الطب الدقيق والوقائي والتنبؤي.
وأوضح النويس، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، أن "التطور في القطاع الطبي بالدولة تحقق بفضل الرؤى الطموحة والتوجيهات السديدة لقيادة الدولة وحرصها على تطوير ومواكبة الأحدث عالمياً في هذا المجال"، لافتاً إلى أن النجاح الذي أحرزته الإمارات يمكن تحقيقه في أماكن أخرى بوجود الإرادة اللازمة والعزيمة على التغيير والعمل الجاد والطموح لتحقيق الأفضل في هذا القطاع الصحي الذي وصل حجم الإنفاق العالمي عليه في العام 2021 إلى 9.8 تريليونات دولار، وهو ما يشكل 10.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.وذكر أن تعاون M42 مع الجهات الحكومية يساهم برسم ملامح جديدة للرعاية الصحية، بدءاً من تحليل البيانات إلى التعرف على التهديدات الصحية وتقديم العلاجات الموجهة بشكل أسرع وبأسلوب أكثر كفاءة من حيث التكلفة.
وأشار إلى أن "البشرية تواجه تهديدات صحية جمة تضع دول العالم تحت أعباء كبيرة بسبب عوامل عديدة أبرزها تصاعد وتيرة انتشار الأمراض المزمنة، وزيادة معدل أعمار السكان، وارتفاع التكاليف، وعدم المساواة في القطاع الصحي، فضلاً عن وجود فجوات في مجالات التمويل والابتكار والتفاوت في سهولة الوصول إلى الخيارات العلاجية المتقدمة".
وقال النويس، إن "ما يميز مجموعة M42 هو حرصها على تسريع وتيرة التحول من المنهجية التقليدية لمعالجة المرض نحو نموذج استباقي قائم على الوقاية منه، وتعزيز التعاون لاستكشاف سبل دعم الشيخوخة الصحية، والارتقاء بجودة الحياة، والانتقال إلى نموذج أكثر استدامة وتحقيق الرفاه العام".