زنقة 20 | الرباط

أعلن وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد، عن نية بلدانهم الانضمام إلى مبادرة أطلقها الملك محمد السادس في الآونة الأخيرة.

وتهدف البادرة التي أحدثت رجة في القارة الافريقية إلى “تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي “بهدف تطويرالتجارة والتواصل بين البلدان الافريقية”.

واتفق وزراء خارجية هذه الدول الأفريقية على “إنشاء فريق عمل وطني في كل بلد من أجل إعداد واقتراح أنماط تنفيذ هذه المبادرة”.

ادريس ايات باحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية- متخصص في أفريقيا والشرق الأوسطية بجامعة الكويت، قال أن “الساحل” يشير إلى مناطق ساحلية بحرية، إلا أن هذه التسمية في الواقع تُستخدم للدلالة على “ساحل الصحراء” بدلاً من ساحل البحر.

و تمتد جغرافية منطقة الساحل الأفريقي شمالاً عند حدود الصحراء الكبرى وتمتد جنوباً حتى بدايات منطقة السافانا الخضراء. بذلك، فإن الساحل الأفريقي يُعد الحد الفاصل بين الصحراء الكبرى شمالاً وأراضي السافانا جنوباً حسب الخبير في الشؤون الافريقية.

ايات ذكر أن الساحل في مفهومه الأوسع، يشمل عشر دول، لكن الإشارة إلى منطقة الساحل عادة ما تُركز على ست دول أساسية هي: السنغال، مالي، النيجر، تشاد، بوركينا فاسو وموريتانيا.

ومن بين هذه الدول الستة، جميعها دول حبيسة باستثناء السنغال وموريتانيا. فعلى سبيل المثال، تبعد دولة تشاد عن ساحل المحيط الأطلسي بمسافة تزيد عن ثلاثة آلاف كيلومتر بخط مستقيم، وتفصل النيجر عن الساحل مسافة تتجاوز الألفي كيلومتر. وبهذا، لا تقع أي من هذه الدول بشكل كامل ضمن منطقة الساحل، حيث تمتد أوسع أجزائها في كل من النيجر ومالي. ومن هنا تبرز معنى أن تضم المبادرة المغربية هذه الدول الأربعة فقط في منطقة الساحل.

و أشار أن جميع الدول الأربع (بوركينا فاسو، مالي، النيجر، وتشاد) هي دول محبوسة لا تطل على البحر. هذا يجعل الوصول إلى المحيطات والأسواق العالمية أصعب بالنسبة لها ويزيد من تكلفة التجارة الخارجية، موضحا أن المساحة الأرضية للدول الأربعة هي حوالي 4,065,392 كم² مع عدد سكان قرابة 90 مليون نسمة، وهنا تبرز الحاجة الملحّة لديها للولوج إلى البحر.

في المقابل يرى ايات ، أنه للاستفادة القصوى من هذه المُبادرة، فإنّ هناك تحدّياتٍ يجب التغلب عليها وهي تطوير البنية التحتية الضرورية للربط بين هذه الدول والمحيط الأطلسي، هو تحدٍ كبير يتطلب استثمارات ضخمة. كذلك الاستقرار السياسي والأمني. ويبقى التحدّي الأكبر برأيه هو تأمين التمويل اللازم لتنفيذ هذه المبادرات.

وبحكم خبرته في منطقة الساحل، ذكر ايات أنّ المدة المتوقعة، لتجسيد البنية التحتية المطلوبة يمكن أن يستغرق -في أحسن الظروف- عدة سنوات، يتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، اعتمادًا على مستوى الاستثمار، التعاون الإقليمي، والاستقرار السياسي والأمني في المنطقة.

لكن وفي الطرف الآخر، إنْ تجسّدت المبادرة على أرض الواقع، فإن الارتباط بالمحيط الأطلسي يقلل تكلفة الشحن. على سبيل المثال، تكلفة نقل البضائع قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 10-15٪، مما يعزز التنافسية الاقتصادية لهذه الدول. إذن الوصول إلى الأسواق الدولية مما يحفز النمو الاقتصادي تمامًا كما الاستثمار في البنية التحتية يمكن أن يخلق آلاف الوظائف، مما يساهم في تخفيض معدلات البطالة حسب الخبير في الشؤون الافريقية.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: منطقة الساحل هذه الدول

إقرأ أيضاً:

خبير اقتصادي يبرز مزايا مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة: فرصة لاستعادة الانضباط المالي

أكد الدكتور محمد أنيس، الخبير الاقتصادي، أن العام الماضي واجه تحديات كبيرة أثرت بشكل ملحوظ على إيرادات الدولة من العملة الصعبة، خاصة جراء تداعيات حرب غزة التي تسببت في انخفاض إيرادات قناة السويس بنحو 6 إلى 7 مليارات دولار.

وأشار إلى أنه رغم هذه الصعوبات يشهد العام الجاري أخبارًا إيجابية، أبرزها مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة، الذي ضخ حوالي 35 مليار دولار في الاقتصاد، موضحا أن هذا المشروع أسهم بشكل كبير في سد فجوة تمويل الدولار الناتجة عن تداعيات حرب أوكرانيا وروسيا خلال العامين الماضيتين.    

إعادة هيكلة الاقتصاد 

وأوضح خلال مداخلة لبرنامج «هذا الصباح» المذاع على قناة إكسترا نيوز، ويقدمه الإعلامي رامي الحلواني، أن هذ المشروع قدم فرصة مهمة لاستعادة الانضباط المالي، وفتح المجال لتنفيذ برنامج لإعادة هيكلة الاقتصاد المصري، بهدف تحقيق زيادات مستدامة في إيرادات الدولار مستقبلًا، مؤكدًا أن الاستثمار الأجنبي المباشر المستهدف هو العمود الفقري لاستراتيجية الاقتصاد المصري في السنوات المقبلة.

تضاعف برامج الحماية الاجتماعية

وأشار إلى تطور الموازنة العامة للدولة، حيث تضاعفت برامج الحماية الاجتماعية من حوالي 300 مليار جنيه في 2016 مع بداية الإصلاح الاقتصادي إلى حوالي 600 مليار جنيه حاليًا، مؤكدًا أن الهدف ليس تقليل الدعم، بل ترشيد الإنفاق الاجتماعي لضمان وصوله لمستحقيه، مع الانتقال تدريجيًا من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، والذي يُعد أداة فعالة لتحسين كفاءة توزيع الدعم.

 

مقالات مشابهة

  • كونفدرالية الساحل الإفريقي تعزز مكانتها بـ"جواز سفر موحد"
  • قوة عسكرية واحدة وجواز واحد.. آخر تطورات تحالف الساحل الإفريقي
  • إطلاق الكلية الأفريقية للحوكمة كمنصة ريادية لتحول السياسات العامة وبناء مستقبل مستدام
  • مؤتمر عالمي لرؤساء المحاكم الدستورية والمجالس العليا الأفريقية.. غدًا
  • كينيا تعفي مواطني الدول الأفريقية من التأشيرة باستثناء الليبيين والصوماليين
  • محمد سعد: سببان وراء ابتعادي 6 سنوات عن السينما.. و"الدشاش" لا يخلو من الكوميديا
  • "حوار أفريقي" في نواكشوط .. ينشد "المصالحة ومكافحة التطرف"
  • خبير في الشؤون الأفريقية: مصر تسعى لحماية أمن واستقلال الصومال بعدة وسائل
  • بعد خمس سنوات من التوقف: الخطوط الملكية المغربية تستأنف رحلاتها المباشرة إلى بكين
  • خبير اقتصادي يبرز مزايا مشروع تطوير منطقة رأس الحكمة: فرصة لاستعادة الانضباط المالي