قال المطران مار يوليان يعقوب مراد، رئيس أساقفة حمص وحماه والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، في عظته خلال ترأسه احتفال رتبة الشعلة وقداس الميلاد في كاتدرائية الروح القدس في الحميدية حمص، بمشاركة الخورأسقف ميشيل نعمان والشمامسة وحشد من المؤمنين، في الفترة الماضية لم تكن الأمور سهلة كي نفرح وندخل في حالة التعزية التي من المفروض أن نعيشها خلال هذا الزمن، فميلاد الرب يبقى أسمى وأعلى من أي شيء نعيشه.

ولكن لأننا بشر نتأثر بالأحداث المؤلمة والصعبة في بلدنا والشرق والعالم. فأيّ ميلاد يعيشه أهالي بيت لحم والمدينة التي وُلد فيها يسوع محاصرة؟ هذا الأمر يجعلنا نتأثر ويدفعنا للتضامن مع كل من يعيش في مناطق النزاعات والحروب في وطننا والمنطقة العربية والعالم.
وأضاف: في قلب هذه المصاعب، عندما نرى التزام الشبيبة والجمعيات الخيرية بالصلوات والنشاطات الرعوية، نتقوى متخطين التحديات والظروف. نتأمل بهذا الطفل الذي يولد ليعبّر عن تضامنه معنا. 

نتأمل بالظرف الذي وُلد فيه والذي يشبه معاناة الكثير من الأشخاص الذين يعيشون نفس الظرف من النازحين والمهجرين والمهمشين والذين يعيشون ويلات الحروب. فالله بتجسّده يتضامن مع الأشخاص الذين هم على الهامش وغير المعتبرين من المجتمع. صمت العالم أمام الظلم يدفعنا لنأتي نحو يسوع ونسجد أمامه لنشكره على تضامنه معنا، وبذلك نفهم معنى التجسد.

نحن مدعوين للتمثل بيسوع وأخذ المبادرة للتعبير عن الرسالة التي منحنا إيّاها يسوع، بالتضامن مع الذين يعيشون الألم. علينا أن نكون شهودا ليسوع ننقل الإيمان للآخرين، فالطفل يسوع كان سبب إيمان من لا يعرفون الله أي المجوس. فالإيمان هو عيش شهادة الحب والغفران والمصالحة.
وفي الختام رفع المطران مراد الصلاة من أجل المسؤولين في وطننا وكل الأشخاص الذين يعيشون شهادة إيمانهم في وظائفهم، ومن أجل كل الذين لا يعيشون الأمانة في عملهم حتى يهديهم الله إلى طريق الخير، فكل مسؤولية زمنية هي مسؤولية أمام الله أولاً وأمام الضمير ثانياً. نصلي حتى نرى وطننا في حال أفضل وفي سلام حقيقي مبني على إيماننا بحبنا لهذا الوطن وإخلاصنا له، وثقتنا بأنّ الله هو راعينا. 
وكان المطران مراد ترأس رتبة الشعلة في القسم الأول من القداس وهي رتبة تقام بحسب التقليد السرياني ليلة الميلاد في الباحة الخارجية للكنيسة، لأنّ الطفل ولد خارج أورشليم، في بيت لحم، والكنيسة ترمز إلى أورشليم السماوية عروس المسيح، لذلك يحمل المحتفل الطفل يسوع ويدخله بزياح على وقع الترانيم الميلادية الآبائية، إلى الكنيسة ليكون وسط شعبه مع عروسه الكنيسة وذلك بعد إضاءة الشعلة رمز ليسوع نور العالم الذي استنارت المسكونة بنوره.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط الذین یعیشون

إقرأ أيضاً:

المطران رحمة ترأس قداسا على نية شهداء الدفاع المدني في دورس

ترأس راعي أبرشية بعلبك- دير الاحمر المارونية المطران حنا رحمة، قداس الذبيحة الالهية في كنيسة مار الياس في بلدة دورس على نية شهداء المركز الاقليمي للدفاع المدني، وعاونه كاهن الرعية الأ ب جوزيف كيروز.

وقال المطران رحمة في عظته: "عيد الميلاد هو عيد السلام والمحبة والتجدد، هو عيد الله معنا، ونحن لم نخلق لهذه الحياة خبط شعواء، بل نحن أبناء الملكوت الذي كما أرادنا الله. ويسوع المسيح ليس ملكا خاصا بالمسيحيين، وإنما أتى المسيح ليخلص كل الكون، وليعم السلام والمحبة والألفة".

وأضاف: "نحن ضد الحرب، لأن الحرب والجشع والطمع والخطيئة والظلم والشر، هي من طابع الشيطان، في حين ان الألفة والغفران والمسامحة والحوار والتعاطي مع بعضنا البعض هي من تعليم السيد المسيح".

واعتبر أن "المسيح يأتي ليخدم العائلة المؤمنة التي تمتاز بقلوبها الطاهرة والنقية، المسيح تحمل كل مآسينا وقال لنا: "أنا أحبكم، وأنا أنتظركم، أنا الحق والخلاص والحياة"، وإذا سلكنا هذه الطريق بشكل صحيح يكون خلاصنا، والمسيح علمنا كل الصفات التي توصلنا إلى ملكوت السماء".

وأردف: "رحم الله جميع الشهداء، وخاصة شهداء الدفاع المدني الذين قصف مركزهم على أرض بلده دورس، في عمل إجرامي تخطى كل القيم الأخلاقية والإنسانية، بأن يستهدف الذين يساعدون الناس وهو عمل مدان. نحن اعتبرنا أن وضع الأسلحة في الأحياء السكنية هو خطأ لم يكن يجب أن يحصل، ولكن الأخطر والاعظم هو قصف رجال الدفاع المدني أو الصليب الأحمر أو الإسعاف، هؤلاء يساعدون الناس ويسعفون المجروح او الذي يحترق. الإنسان يصبح من أخطر المخلوقات اذا لم يكن لديه إيمان، لانه آنذاك لا يهتم لأخيه الإنسان. نحن نؤمن بوجود الله، وبأن هناك الثواب والعقاب، وسيحاسب الله الإنسان على كل عمل وجريمة".

وختم رحمة طالبا من الرب "أن يرحم الشهداء ويغفر لهم هفواتهم، هؤلاء كانوا حاضرين لمساعدة الإنسان الذي يحتاجهم، واستشهدوا أثناء خدمتهم للناس وعلى راسهم رئيس المركز بلال رعد المعروف بأخلاقياته وتفانيه في عمله، وبانتمائه لهذه الأرض الطيبة. ومن السمات الجميلة في بلدنا العيش معا، والإنتباه لبعضنا البعض، فهذا هو أساس هوية لبنان".

وبعد القداس كانت وقفة صلاة من أجل شهداء مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني في دورس. 

مقالات مشابهة

  • الكنائس تستعد لاحتفالات عيد الميلاد وسط أجواء روحية وصلوات من أجل سلام العالم
  • المطران رحمة ترأس قداسا على نية شهداء الدفاع المدني في دورس
  • رئيس أساقفة دمشق يعلن مواعيد قداديس عيد الميلاد ويدعو للصلاة من أجل السلام
  • الكاردينال بارولين يزور مستشفى الطفل يسوع
  • مواعيد قداسات الكنيسة بالبحر الأحمر خلال أعياد الميلاد ورأس السنة
  • الأرثوذكسية: دعوات حضور «قداس الميلاد» جاهزة
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل وفد الكلية الإكليريكية بالمعادي للتهنئة بعيد الميلاد
  • كم عدد المليارديرات الذين يعيشون في إسطنبول؟
  • المطران عطا الله حنا: إضاءة شجرة الميلاد في سوريا رمز للوحدة وحب الوطن
  • خريطة احتفالات كنائس التقويم الغربي بعيد الميلاد