أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مصر لا تدخر جُهدًا تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل دائمًا تُقدم يد العون والمساعدة لأشقائها من أجل تحقيق التنمية والنهضة لجميع دول القارة، مشيرًا إلى حرص مصر على تعزيز التعاون المُشترك مع الاتحاد الأفريقي وجميع الدول الأفريقية في جميع المجالات وخصوصًا في التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، نظرًا لأنهما يُمثلان قاطرة التنمية والنهوض الاجتماعي والاقتصادي للقارة الأفريقية، موضحًا أن القيادة السياسية تُولي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف الذي حظى باهتمام بالغ من الرئيس عبدالفتاح السيسي والتى شهدت ازدهارًا وعودة للريادة المصرية بالقارة الأفريقية.

وأوضح الوزير أن مصر تقدم منحًا سنويًا للقارة الافريقية لمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في جميع التخصصات العلمية والطبية والهندسية، لافتًا إلى أن إجمالي المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الإفريقية خلال العام الدراسي 2023/ 2024، قد تجاوزت 713 منحة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وفي التخصصات المختلفة، وتشمل (منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية في وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية).

وأشار د. أيمن عاشور، إلى أن مصر تُقدم دعمها لمختلف دول القارة، حيث تستضيف مصر مقر اتحاد الجامعات الإفريقية لدول شمال إفريقيا، والذى يقوم بالعديد من الأنشطة خصوصًا التدريب والتوعية من خلال برامج مشتركة من الاتحاد العام للجامعات الافريقية، لافتًا إلى أن الوزارة تقدم الدعم للاتحاد العام للجامعات الإفريقية، من خلال تنظيم مؤتمرات لدعم البحث العلمي والشراكة في البحوث الطبية والصيدلانية، كما استضافت مصر المؤتمر الطبي الإفريقي في نسخته الثانية تحت رعاية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كما يتم تقديم الدعم للدول الإفريقية في هذا القطاع الهام من خلال كليات الطب والمستشفيات الجامعية خاصة وأن مصر تقدم العديد من المنح لأكثر من 27 دولة في العلوم الطبية والصيدلانية، والتي تخطت 228 منحة في الطب البشرى، و28 منحة لطب الفم والأسنان، و22 منحة في العلوم الصيدلانية، و42  منحة في العلوم الهندسية و26 منحة في الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى 333 منحة في باقي التخصصات التي تخدم تحقيق أهداف التنمية المُستدامة.

كما تقوم الوزارة بتفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج في السودان وجنوب السودان وتشاد، موضحًا أن الوزارة تسعى لربط الجامعات المصرية بنظيرتها الإفريقية، من خلال مذكرات التفاهم والتوأمة مع الجامعات وبصفة خاصة جامعات عموم إفريقيا الأربع في (الجزائر والكاميرون ونيجيريا وكينيا)، كما تقوم الوزارة بدعم وتشجيع الباحثين الأفارقة لإجراء مشروعات بحثية مُشتركة خاصة في مجالات (الزراعة الذكية وإدارة الموارد الطبيعية ودراسات الثروة المعدنية والطاقة الجديدة والمُتجددة والمياه والصحة وتكنولوجيا الفضاء والاستشعار من البُعد).

واستعرض الوزير جهود الوزارة في دعم أشقائها، من خلال تخصيص منح تدريب قصيرة الأمد لشباب الدول الإفريقية من خلال دورات تدريبية قصيرة في العديد من مجالات البحث العلمي، ومنها (الفضاء والاستشعار من البُعد، والبحوث الصحية والأوبئة والذكاء الاصطناعي والحوكمة والتغيرات المناخية والهندسة)، كما تعمل الوزارة على استخدام وتوظيف بيانات الأقمار الصناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة، وكذلك تعظيم الفائدة من الموارد البحرية ورصد وتخريط الأماكن الواعدة للصيد المفتوح، حيث تم تقديم تدريب لنحو 70 متدربًا إفريقيًا ممثلين عن 22 دول إفريقية في مجالات الاستشعار من البُعد وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الزراعة والغذاء والتربة باستخدام تقنيات الاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية، كما شاركت الوزارة مع أكاديمية ناصر العسكرية في تدريب 20 من قيادات دول الصحراء والساحل.

وأكد د. عاشور، أهمية ما تقوم به مصر من إنشاء وكالة الفضاء الإفريقية، فقد تم توقيع اتفاقية المقر مع مفوض التعليم والعلوم والتكنولوجيا بالاتحاد الأفريقي وذلك تمهيدًا لتشغيل وكالة الفضاء الأفريقية، حيث تم الانتهاء من إنشاء مبنى الوكالة تنفيذًا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، وقد رشحت الوزارة مُمثليها في لجنة الحوكمة للفضاء في إفريقيا للقيام بالدور الفعال في تشغيل الوكالة وتحقيق العائد المُتوقع منها في النهوض بتكنولوجيا الفضاء بالقارة الإفريقية وفتح آفاق التعاون العلمي والتعليمي للفضاء والاستشعار من البُعد بالقارة الإفريقية، مشيرًا إلى تعاون الوزارة في مجال تكنولوجيا الفضاء مع وكالتي الفضاء بدولتي السنغال ومالاوى للتعاون المُشترك في التدريب وتصميم الأقمار الصناعية الصغيرة مع الدعم الفني والتقني لإعداد كوادر من الدولتين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.

وأشاد الوزير باستضافة مصر للعديد من المؤتمرات والمنتديات الإفريقية بالتنسيق مع الاتحاد الافريقيى ومنها منتدى جيمس وأفريقيا بحضور 250 عالمًا إفريقيًا من 55 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الإفريقي والأوروبي، والذي ناقش دور التقنيات المُتطورة للاستشعار من البُعد في الزراعة والأراضي والمياه والبيئة البحرية والساحلية، مشيرًا إلى استضافة مصر لاجتماعات تشاورية وطنية وإقليمية لمنظمة النيباد لدعم الابتكار والشركات الناشئة في ظل اتفاقية التجارة الحرة للقارة الأفريقية لدعم الصناعة والتجارة، وذلك بالشراكة والتعاون بين المراكز والمعاهد البحثية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مع منظمة النيباد وشركائهم من الدول الافريقية، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار رئاسة مصر برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لمنظمة النيباد في العامين القادمين، مضيفًا أن تم تقديم مبادرة مصرية لإعداد استراتيجية الذكاء الاصطناعي في إفريقيا للتنفيذ بالتعاون مع منظمة النبياد، وستقوم الجامعات المصرية والمراكز البحثية بتقديم كافة التسهيلات والعون للمنظمة كى تحقق أهدافها وتعظيم العائد على تحقيق أجندة أفريقيا 2063.

ومن جانبه، أشار الدكتور إسلام أبو المجد مستشار الوزير للشئون الإفريقية، إلى المشاركة في العديد من الاجتماعات الوزارية والتنفيذية الفعلية والافتراضية، كما شاركت الوزارة في اجتماع الخبراء والاجتماع الوزاري للجنة المُتخصصة للتعليم والتكنولوجيا والابتكار، والتى تناقش كافة خطط التعليم والتكنولوجيا والابتكار، حيث عرضت مصر خلال هذا الاجتماع، إمكانية تقديم خبراتها للقارة الإفريقية في التعليم التكنولوجي من خلال الجامعات التكنولوجية لسد الفجوة فى التعليم الفني المُتقدم، والذي يحقق مُتطلبات وظائف المستقبل واحتياجات سوق العمل،  وتم عرض المُقترح على مفوضية الاتحاد الإفريقي والتى ستقوم بدراسته وكيفية تنفيذه بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة.

ولفت د. إسلام أبو المجد إلى مشاركة الوزارة في إعداد أجندة الابتكار للتعاون "الإفريقي - الأوروبي" والتي تم التوافق عليها في الاجتماع الوزاري للجنة المُتخصصة للتعليم والتكنولوجيا والابتكار، والتي تم إطلاقها في أكتوبر، بحضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي الأفارقة، موضحًا أنه سيكون لمصر دورًا فعالًا في هذه الأجندة من خلال الجامعات التكنولوجية، واستضافة مصر لمنصة العلم المفتوح بالقارة الإفريقية بالتعاون مع دولة جنوب إفريقيا، والذى يكون له دور فعال في بناء القدرات ومشاركة التجارب والأبحاث والموارد لخدمة التعليم العالي والبحث العلمي بالقارة الإفريقية.

وصرح د. عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، بأن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا للتعاون الإفريقي والذي يأتي ضمن أهم أولوياتها، وذلك من خلال تقديم الدعم لأشقائها في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا استمرار الوزارة في دعم الأشقاء الأفارقة في مرحلتي (البكالوريوس والدراسات العليا) من خلال كافة الجامعات المصرية، فضلًا عن توفير المزيد من المنح الدراسية، وتبادل الخبرات المُشتركة في شتى المجالات التعليمية والبحثية، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة.

IMG-20231225-WA0035

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اتحاد الجامعات استضافة مصر الاتحاد الافريقي البحث العلمي الحاسبات والمعلومات التعلیم العالی والبحث العلمی والتکنولوجیا والابتکار بالقارة الإفریقیة الجامعات المصریة الوزارة فی مشیر ا إلى ا إلى أن من خلال منحة فی أن مصر

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي: إتاحة الموارد اللازمة لتنفيذ السياسة الوطنية للابتكار المستدام

أكد الدكتور أيمن عاشور  وزير التعليم العالي عمل الوزارة على توفير الموارد اللازمة لتحفيز الابتكار، وتحسين بيئة العمل، وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال مجموعة من الإستراتيجيات التي تستند إلى محاور رئيسية تشمل إتاحة المواهب، ونقل التكنولوجيا والمعرفة، وتعزيز التمويل، وتحسين بيئة العمل، والحوكمة وتقييم الأداء.

يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بدعم الابتكار وريادة الأعمال وربط البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية، وفي ضوء إعلان الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في فبراير الماضي، "السياسة الوطنية للابتكار المستدام" كإطار إستراتيجي يهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام، وذلك ضمن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.


وأوضح الوزير أن السياسة الجديدة تركز على إتاحة المواهب وتطويرها عبر تحسين سياسات القبول في الجامعات لتشجيع الطلاب على التخصص في المجالات العلمية والتكنولوجية، وتطوير برامج تعليمية تعتمد على أساليب تفاعلية لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وكذلك دعم برامج الابتعاث العلمي للخارج، وتوفير برامج تدريب صناعي متخصصة تضمن تخريج كوادر مؤهلة تمتلك المهارات المطلوبة في سوق العمل.


وأشار الوزير إلى أنه في إطار نقل التكنولوجيا والمعرفة، فإن الوزارة تعمل على إنشاء صناديق وطنية لدعم الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية والصناعية، بما يضمن تحويل الأبحاث العلمية إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق. 


وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن إستراتيجية السياسة الوطنية للابتكار المستدام تشمل العمل على تمويل اقتناء التقنيات والملكية الفكرية من الخارج، ودعم الشركات الناشئة عبر برامج وطنية متخصصة توفر التمويل والإرشاد اللازمين لنموها واستدامتها.


وأوضح أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بـتعزيز التمويل والموارد، حيث تم وضع خطط لتأسيس صندوق وطني للاستثمار في الابتكارات والمشاريع الناشئة، بالإضافة إلى تقديم حوافز للشركات المتميزة، وتطوير بدائل تمويلية محلية ودولية لدعم الابتكار، بما في ذلك التمويل من وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية. 


وأكد الدكتور أيمن عاشور أهمية الاهتمام بدعم الابتكارات الخضراء والمشاريع المستدامة التي تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل التأثيرات البيئية الضارة.


وفيما يتعلق بتحسين بيئة العمل، أفاد الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي أن الوزارة تعمل على مراجعة وتحديث التشريعات الخاصة بالابتكار وريادة الأعمال، لتعزيز بيئة تنظيمية داعمة للاستثمار في البحث والتطوير، بالإضافة إلى التركيز على التحول الرقمي في الجامعات والمراكز البحثية، بما يسهم في توفير البنية التحتية الرقمية اللازمة لتعزيز تبادل المعرفة وتسريع عجلة الابتكار.


وأوضح أنه سيتم العمل على إنشاء مجلس وطني للابتكار ضمن محور الحوكمة وتقييم الأداء، حيث يتولى هذا المجلس متابعة تنفيذ السياسات وضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية، إلى جانب تفعيل مرصد مصري للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لمراقبة الأداء البحثي والابتكاري وتقديم التوصيات اللازمة لتحسينه. 


وأكد الدكتور عثمان مراعاة السياسة الوطنية للابتكار المستدام  في عملها وضع آليات واضحة لقياس الأثر التنموي للابتكار، من خلال مؤشرات أداء تقيس مدى تأثير السياسات المتبعة على الاقتصاد والمجتمع، مع التأكيد على أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة لضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق أقصى فائدة ممكنة.


ومن جانبه أكد الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة تكثيف الاهتمام بنشر الثقافة العلمية والابتكارية في المجتمع، من خلال حملات توعوية وبرامج إعلامية، تبرز أهمية الابتكار وريادة الأعمال، وإنشاء أطر حوكمة تدعم الأنشطة الابتكارية، مثل تأسيس حاضنات الأعمال ومسرّعات الشركات الناشئة.


ونوّه المتحدث الرسمي إلى أن هذه المحاور التي تم وضعها تضمن توجيه عمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال تنفيذ السياسة إلى بناء بيئة مواتية للابتكار والتطوير؛ لتحقيق الهدف العام منها وهو تحويل مصر إلى مركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال، مؤكدًا التزام الوزارة بتوفير الموارد البشرية والتكنولوجية والمالية اللازمة، وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة، وإرساء منظومة تشريعية وتنظيمية مرنة وداعمة، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز مكانة مصر على خريطة الابتكار العالمية.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي يعلن إقامة شراكات بين المؤسسات البحثية ومجتمع الصناعة
  • إداريو التعليم الموقوفين أكثر من 3 شهور بسبب كف اليد لا يخضعون للتقييم
  • عاجل - إداريو التعليم الموقوفين أكثر من 3 شهور بسبب كف اليد لا يخضعون للتقييم
  • «التعليم العالي» تواصل جهودها لتنفيذ مبادرة «تحالف وتنمية» لتحفيز الابتكار
  • التعليم العالي: إطلاق سلسلة إنفوجرافات صوموا تصحوا من معهد تيودور بلهارس
  • التعليم العالي: إطلاق سلسلة إنفوجرافات "صوموا تصحوا" من معهد تيودور بلهارس
  • التعليم العالي: إتاحة الموارد اللازمة لتنفيذ السياسة الوطنية للابتكار المستدام
  • التعليم العالي: إنشاء صناديق وطنية لدعم الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة
  • التعليم العالي: إدراج 19 جامعة مصرية في تصنيف QS العالمي للعام 2025
  • العراق يعلن تقديم الدعم لاكثر من 137 الفا