هربت من قوات الدعم.. قصة وفاة الطفلة رسيل تهز السودانيين
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
منذ أن دخلت قوات الدعم السريع إلى ولاية الجزيرة سارعت كثير من العائلات إلى الخروج منها والنزوح إلى المناطق المجاورة، خوفا من الانتهاكات التي قد ترتكبها قوات محمد حمدان دقلو (حميدتي).
من بين هذه العائلات النازحة عائلة الدكتور أسامة مرزوق، الذي روى ما حدث معه خلال رحلة نزوحه، فكتب تدوينة عبر حسابه على فيسبوك قال فيها:
"الحمد لله رب العالمين من قبل ومن بعد، اليوم الجمعة أثناء رحلة النزوح على الأرجل بين قرى ولاية الجزيرة، وأثناء جلسونا على الأرض للاستراحة، أراد الله أن تنقلب سيارة في الطريق وتقع على أفراد أسرتي".
وأضاف الدكتور أسامة أنه فقد شريكة حياته وأم بناته كما فقد زوجة أخيه، وكذلك فقد والدة زوجة ابن أخيه، كما أصيبت ابنته الكبرى بكسر في اليد والرجل، وأصيبت ابنة أخته بكسر في الرجل.
وقال إنه "أثناء وقوع الحادث حدث هلع وخوف ترتبت عليه حركة عشوائية اختفت خلالها ابنتي رسيل 6 سنوات عن الأنظار، ولم أعثر عليها حتى الآن، فأرجو من كل أهالي ولاية الجزيرة، خاصة خط قري الكمير وحمد النيل وود الهندي و77 والحوش ….إلخ، من يجدها التواصل…".
وبالفعل بدأ البحث عن الطفلة المفقودة رسيل، وأطلق ناشطون حملة منصات التواصل عبر وسم #أبحثوا_معنا_عن_رسيل، وطالبوا من الجميع المشاركة في البحث عنها، وبعد عملية البحث وُجدت رسيل مُتوفية.
الإعلان عن وفاة الطفلة رسيل أثار حالة من الصدمة والغضب على منصات التواصل الاجتماعي في السودان، وكتب مغردون في تدويناتهم "رسيل هي فتاة صغيرة بريئة تبلغ من العمر 6 سنوات، لا تعلم ما الحرب ولا من هم الجنجويد، تُوفيت بسبب الجنجويد في إحدى قرى مدني، توفيت والدتها وجدتها وعمتها وكُسرت يد ورجل أختها، ومهما تجمعت داخلنا الأحاسيس الموحشة، فلن نعرف طبيعة إحساس والدها الآن"، حسب أحدهم.
لا حول ولا قوة إلا بالله
رسيل ماتت
رسيل فانت
وجدت فى حالة صحية متأخرة وتوفت
اللهم أربط على قلب والدها وإخوتها
كان العشم إنها تطبطب على قلوبنا وتجمع بوالدها .. راح العشم ????
اللهم فأنتقم .. اللهم فأنتقم
إنا لله و إنا اليه راجعون pic.twitter.com/Iru2zhzEqL
— داليا الطاهر- Dalia Eltahir (@dalia_eltahir) December 23, 2023
ووصف مدونون قصة وفاة الطفلة وبعض أفراد أسرتها بأنها من أكثر القصص مأساوية في السودان، وأضاف آخرون بأن هناك كثيرا من القصص المشابهة لقصة عائلة الدكتور أسامة، ولكنها لا تظهر على الإعلام.
وعلّق بعض الناشطين على الحادثة بالقول، إن مصير الطفلة رسيل هو مصير ملايين من أطفال السودان، وأضافوا بأن "أطفالنا في السودان يموتون يوميا من الجوع والرصاص، كما أن أطفال دارفور ينزحون يوميا مشيا على أقدامهم، وقد يقتلهم التعب قبل الوصول لوجهاتهم المجهولة. ويموت أطفال دور الأيتام لعدم توفر عدد كاف من مقدمي الرعاية، وكذلك يموت ذوو الإعاقة لتهالك النظم الصحية وتعسر الحركة. ويموت أطفالنا مختبئين تحت أسِرّتهم هلعا من الصدمة".
رسيل هي فتاة صغيرة بريئة تبلغ من العمر ٦ سنوات ، لا تعلم ما هي الحرب ولا من هم الجنجويد ، توفيت بسبب الجنجويد في إحدى قُرى مدني ، توفت والدتها و جدتها و عمتها و كُسرت يد و رجل اختها ، و مهما تجمعت داخلنا الاحاسيس الموحشة فلن نعرف طبيعة احساس والدها الان . https://t.co/dbjwQ3XUWS
— ABUBAKER (@callmeiSCOO) December 23, 2023
وقال متابعون، إنه بسبب الانتهاكات التي تنفذها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة نزحت آلاف الأسر إلى المجهول، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على قوات حميدتي، ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوداني، حسب تعبيرهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ولایة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
حرب السودان: 12 مليون نازح وبنيةٌ صحية منهارة واستهدافٌ ممنهج للمستشفيات والأطباء
يدخل الصراع في السودان عامه الثاني وسط أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتواصل المواجهات بين القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وسط هذا النزاع الدامي، يختزل المدنيون كل المعاناة، حيث أجبر أكثر من 12 مليون شخص، أي ما يزيد عن ثلث السكان، على الفرار من منازلهم. ومع إعلان حالة المجاعة في بعض المناطق، تؤكد المنظمات الإنسانية أن السودان يشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
قطاع صحي منهار ومستشفيات خارج الخدمةلم تسلم المرافق الصحية والعاملون في المجال الطبي من تبعات الحرب، إذ تعرضت المستشفيات للقصف والنهب، ما أدى إلى خروج نحو 70 إلى 80% منها عن الخدمة.
في ولاية الخرطوم وحدها، قتل 54 طبيبًا منذ اندلاع القتال، وفقًا للسلطات الصحية. فيما أشار الأطباء إلى أن الهجمات على المستشفيات تتم بشكل متعمد.
في مدينة أم درمان، لا يزال مستشفى "النو" أحد المرافق القليلة لتقديم الرعاية الصحية رغم الظروف القاسية. كما أن هناك مرضى وكوادر طبية يحاولون الصمود وسط التهديدات المستمرة.
من بين الضحايا، الطفل سليمان، الذي أصيب في هجوم بطائرة مسيّرة بينما كان يتسوق مع والدته، التي قضت في الحادث.
بسبب خطورة إصابته، اضطر الأطباء إلى بتر ساقه. وبينما والده طريح الفراش، تبقى عمته صفية هي الوحيدة التي ستتكفل به وبالأطفال الخمسة الآخرين.
وقد أصيب شاب في العشرين من عمره بشظايا قنبلة أثناء وجوده في سوق مزدحم بأم درمان، مما أدى إلى تشوه وجهه بالكامل، ولم يعد قادرًا على تناول الطعام إلا عبر أنبوب تغذية.
حالته تلك ليست الوحيدة من نوعها، فمعظم المستشفيات التي كانت تعج بالمرضى قبل الحرب باتت اليوم مغلقة بسبب نقص الإمدادات الطبية أو تعرضها للهجمات.
في بحري شمالي الخرطوم، تعرض مستشفى رئيسي لهجوم من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع، حيث تم تدميره ونهبه بالكامل.
ويروي أحد الناجين، وهو الصيدلي السماني الحاج، لحظات الرعب: "قلت لهم إننا لا نعالج سوى المدنيين، لكنهم لم يستمعوا لي. دخلوا غرفة مجاورة، سمعت طلقات نارية، ثم خرج زميلي مغطى بالدماء وهو يصرخ: لقد قتلوا مصعب!"
وفي هذا السياق، أكدت التقارير الحقوقية أن قوات الدعم السريع تنفذ عمليات تصفية للعاملين في المجال الطبي، متهمةً إياهم بمساعدة الجيش السوداني.
وفي ظل استمرار الهجمات، يجد الطاقم الطبي نفسه أمام معضلة: كيف يمكنهم مواصلة العمل وسط هذه المخاطر؟ وأضاف السماني: "فقدنا زميلًا كان يقدم الرعاية الطبية للناس، لكنه قُتل وهو يؤدي واجبه. كيف يمكننا التوقف الآن؟ لكن في الوقت نفسه، كيف نستطيع الاستمرار؟"
في المقابل، تنفي كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع استهداف المستشفيات والمدنيين، رغم توثيق منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لهذه الانتهاكات.
بالعودة إلى مستشفى "النو"، خضع سليمان لعملية البتر واستفاق للتو من التخدير، فيما تعبر عمته عن قلقها بشأن مستقبله: "كيف سيعيش بساق واحدة؟ من سيساعده؟"
وقد أعرب جمال محمد، مدير المستشفى، عن مخاوفه بشأن سليمان وغيره من الضحايا: "من سيتكفل بإعادة تأهيله؟ من سيؤمن له طرفًا صناعيًا؟ بلدنا في وضع كارثي، والأطفال مثل سليمان بحاجة إلى دعم المنظمات الدولية."
وسط هذا الدمار، تستمر الحرب في إزهاق مزيد من الأرواح، فيما لا تلوح في الأفق أي بوادر لحل يضع حدًا لهذه المأساة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية واشنطن تتهم موسكو باللعب على الحبلين في حرب السودان لاستثماراتها في تجارة الذهب الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح السودان: المجاعة آخذة في الازدياد والأزمة تتعمق.. ضحاياها الأساسيون ما بين لاجئ ونازح قوات الدعم السريع - السودانمحمد حمدان دقلو (حميدتي)عبد الفتاح البرهان مستشفياتأزمة إنسانيةجمهورية السودان