الآليات الوطنية ونجاعة الحلول
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
الآليات الوطنية ونجاعة الحلول
خالد فضل
أكثر من مبادرة طُرحت على الساحة الوطنية مؤخرا ، من أجل وقف الحرب ومواصلة عملية الإنتقال السياسي نحو نظام ديمقراطي .
بعضها انطلق فيما يبدو من نقطة مشتركة ؛ هي الإنتماء لثورة ديسمبر المجيدة لذلك أحاول إبداء بعض الملاحظات الأولية حولها في هذه الكلمة .
استمعت إلى إفادات د.
لكنها استثنت من تلك المقابلات جماعة الحزب الإسلاموي المنحل (المؤتمر الوطني) هنا يتوقف المرء عند هذه المقطة تحديدا ، فمن المعلوم للعامة قبل الخاصة أنّ عناصر العهد المباد قد عادوا للظهور وتسيّد المشهد السياسي والوظيفي منذ إنقلاب البرهان /حميدتي في 25أكتوبر2021م، وإلى هذا الظهور أشار السيد حميدتي في خطابه عشية التوقيع على الإتفاق الإطاري بقاعة الصداقة _الخرطوم_ وهو يندد بذلك الإنقلاب ويعتبره خطأ أساسي .
وحينها كان حميدتي يشغل منصب نائب رئيس مجلس السيادة الذي شكّله قائد الإنقلاب نفسه , وبالتالي فإنّ موقع الرجل يؤهله للحكم على نتائج إنقلاب كان هو نفسه شريكا فيه، هنا نصل إلى نقطة الإستثناء المطروحة من جانب الآلية الوطنية وهل بمقدور البرهان أن يتجاوز حلفاءه الإستراتيجيين من جماعة المؤتمر الوطني في سبيل وقف الحرب ومواصلة عملية الإنتقال المدني الديمقراطي السلمي ؟ كما أنّ خارطة الطريق المذكورة تتضمن تشكيل حكومة طوارئ مؤقتة بقيادة مدنية، هنا نعود إلى أطروحة تشكيل حكومة من جانب قائد الجيش، وهو الأمر الذي وصفه كثير من المراقبين بأنّه سيزيد من تعقيد الملف السوداني، فالأولوية تبقى دائما لوقف الحرب بين الفرقاء المتقاتلين، لأن تشكيل حكومة في بورتسودان في هذا الظرف يعني تشكيل حكومة مقابلة في الخرطوم من جانب قائد الدعم السريع ؛ وهو ما صرّح به في إحدى تسجيلاته الصوتية قبل فترة .
كما أنّ خارطة الطريق فيما يبدو تستند على منح الشرعية لقائد الجيش، وهو ذات الخطأ الذي جعل التحفظ والرفض التام لإتفاق ( البرهان حميدتي/ حمدوك) مما أضطر د. حمدوك لتقديم استقالته في خاتمة المطاف .
مبادرة أخرى طرحتها قوى ميثاق سلطة الشعب، وهي مبادرة تستند مباشرة على ذلك الميثاق الذي انتجته لجان المقاومة، وهو طرح يبدو مثاليا أكثر منه عمليا، فسلطة الشعب المرجوة لا تتحقق إلاّ عبر ممارسة سياسية مدنية سلمية، بينما واقع الحال يبدو مغايرا تماما للسلمية والحرية والمدنية نحن في واقع تحشيد عسكري رهيب يستغرق كل أرجاء الوطن، وفي أتون حرب ضروس لغتها القصف والمسيرات والدانات والقذائف والمضادات والإستنفار والإستهداف والفزع والاستقطاب وخطاب الكراهية والحرب والعنصرية والجهوية،خطاب يقع بين مفردتي ( جقم / بل) فأي سلطة للشعب تقع في هذا الموقع ؟ تظل الأولوية لوقف إطلاق النار والفصل بين المتحاربين وتحييد المستنفرين والمستقطبين، وتوصيل المساعدات الضرورية للإبقاء على حياة ملايين السودانيين الذين يتهددهم الجوع والمرض، وهذه الفرضية أي وقف الحرب لن تتحقق إلا بوجود الطرفين المتحاربين الرئيسين (الجيش/الدعم السريع) فكيف يتعامل ميثاق سلطة الشعب مع وضعية الدعم السريع _ الذي تستوجب ممارساته الإدانة _ بحسب ما تطرحه قوى الميثاق وهي تنتقد الأحزاب السياسية التي لم تقدم على هذه الخطوة .
ولعل هذا التقسيم بين قوى الثورة وشجب الأحزاب يعتبر واحاا من أهم أسباب وأد الثورة بالإنقلاب، ومن بعد نشوب الحرب كنتيجة أساسية للإنقلاب .
بقيت التحركات التي تتم في أديس أبابا وهي محاولة كذلك لخلق كتلة مدنية عريضة تناهض الحرب وتنشد التحول الديمقراطي، ولكن تظل معظم الأطروحات الوطنية يعوزها بصراحة شديدة عنصر مهم للغاية ( الجدية والمصداقية ) فهلا نتجاوز حواجز عدم الثقة والإستهتار والسبهللية إلى أفق أرحب أصبح واجبا على كل سوداني/ة أن يرتاده للخروج من جب الحرب إلى فضاء السلم والعدالة والحرية كما هتفت الشوارع بالملايين في اطار الثورة العظيمة هلا !!
الوسومالبرهان الحلول المطروحة بورتسودان خالد فضل عائشة موسى مبادرات
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان الحلول المطروحة بورتسودان خالد فضل عائشة موسى مبادرات
إقرأ أيضاً:
السودان.. الدعم السريع يشن قصفا عنيفا على الفاشر
قصفت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بكثافة اليوم الإثنين، وسط تجدد الاشتباكات، مما أجبر على تعليق عمل المطابخ الجماعية التي تُقدم مساعدات غذائية حيوية لآلاف السودانيين المحاصرين، وفقًا لمصادر ونشطاء.
قصف مدينة الفاشرعلى مدار أسابيع، قصفت قوات الدعم السريع أحياء الفاشر ومخيم أبو شوك القريب للنازحين بالمدفعية والطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين وتدمير مصادر المياه والمرافق الصحية، وفقًا لسكان وتقارير محلية.
وأفادت مصادر محلية لصحيفة “سودان تريبيون” السودانية، بأن "اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وحلفائه" وقعت في الأجزاء الشمالية والشرقية من المدينة، "باستخدام أسلحة مختلفة".
وأضافت المصادر أن قوات الدعم السريع قصفت بشكل مكثف مناطق مدنية ومواقع عسكرية تابعة للجيش السوداني والقوات المشتركة المتحالفة معه بالمدفعية والطائرات المسيرة، قبل أن تشن هجمات برية قرب محور بوابة مليط، المجاور لمعسكر أبو شوك، وحول السوق الرئيسي للمدينة.
وأفادت المصادر بأن الجيش السوداني والجماعات المتحالفة معه صدت الهجوم.
وقال شهود عيان إن هناك قصفا مدفعيا للجيش السوداني من قواعد غرب المدينة باتجاه مواقع قوات الدعم السريع في شرق وجنوب وغرب الفاشر؛ مما تسبب في انفجارات ضخمة وتصاعد أعمدة الدخان.
المجاعة في السودانأعلن الناشط التطوعي محيي الدين شوغر، المشرف على مبادرة إطعام محلية، عن "إغلاق كامل" للمطابخ المجانية.
وأوضح أن القرار كان ضروريًا "لحماية أرواح المواطنين وعمال الإغاثة" من قصف قوات الدعم السريع العشوائي الذي يستهدف الملاجئ.
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر في بيان لها تعليق العمل، مؤكدة أن هذا الإيقاف "ليس مجرد قرار إداري، بل صرخة ألم من قلب مدينة جريحة لم تعد تقوى على التحمل".
وأضاف البيان: "إن توقف الوجبات يعني جوعًا أكبر للبطون، وسيقضي الكبار والصغار ساعات طويلة في مواجهة قسوة الحرب والجوع معًا".
وطالبت التنسيقية بإنهاء الحصار المفروض على الفاشر فورًا.
ويعتمد آلاف المدنيين المحاصرين في الفاشر على هذه المطابخ الجماعية للحصول على الطعام، في ظل نقص حاد في المواد الأساسية ناجم عن حصار قوات الدعم السريع المطول لعاصمة إقليم دارفور، والذي استمر قرابة عام.