الطبيعة تتوحش في 2023.. 1200 شخص رحلوا نتيجة للكوارث
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
فقد ما لا يقل عن 12,000 شخص - أي أكثر بنسبة 30% عما كان عليه في عام 2022 - حياتهم بسبب الفيضانات وحرائق الغابات والأعاصير والعواصف والانهيارات الأرضية على مستوى العالم في عام 2023، وفقًا لتحليل جديد أجرته منظمة إنقاذ الطفولة.
في حوالي 240 حدثًا مرتبطًا بالمناخ تم تسجيلها في عام 2023، سجلت قاعدة البيانات الدولية للكوارث EM-DAT ارتفاعًا بنسبة 60٪ في عدد الوفيات الناجمة عن الانهيارات الأرضية، وزيادة بنسبة 278٪ في الوفيات الناجمة عن حرائق الغابات وزيادة بنسبة 340٪ في الوفيات الناجمة عن العواصف بين عام 2022.
ويؤكد تحليل منظمة إنقاذ الطفولة لبيانات EM-DAT أيضًا كيف تحملت البلدان ذات الدخل المنخفض في العالم العبء الأكبر لأزمة المناخ في عام 2023، حيث كان أكثر من نصف الأشخاص الذين قُتلوا في عام 2023 من البلدان المنخفضة الدخل أو البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى [2] وما يقرب من نصف (45٪) من القتلى (5326) من البلدان المسؤولة عن أقل من 0.1٪ من الانبعاثات العالمية وفقًا لقاعدة بيانات الانبعاثات التابعة للاتحاد الأوروبي لأبحاث الغلاف الجوي العالمية (EDGAR).
وبحسب تصريحات لـ كيلي تول، الرئيس العالمي لتغير المناخ في منظمة إنقاذ الطفولة: يُظهر التحليل بوضوح كيف تؤثر أزمة المناخ بشكل غير متناسب على أولئك الذين لم يتسببوا في حدوثها، وهم الأقل قدرة على تحمل آثارها الأكثر ضررًا، مما يزيد من ترسيخ عدم المساواة والفقر والنزوح.
وقالت الرئيس العالمي لتغير المناخ في منظمة إنقاذ الطفولة إن الآلاف من الوفيات الناجمة عن الظواهر الجوية المتطرفة هذا العام هي مثال صارخ بشكل خاص على التأثير الهائل الذي يخلفه تغير المناخ على الأطفال والأسر والمجتمعات. تترك الكوارث المناخية الأطفال بلا مأوى، خارج المدرسة، ويشعرون بالجوع والخوف من أن الفيضانات والعواصف وحرائق الغابات ستودي بحياة أحبائهم.
وتابعت نحن بحاجة إلى زيادة التمويل المناخي بشكل كبير وجعله أكثر استجابة لاحتياجات الأطفال، بما في ذلك الخسائر والأضرار. إن الاتفاق على "الانتقال" من الوقود الأحفوري في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين هو خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنه لا يرقى إلى مستوى التخلص التدريجي السريع من الوقود الأحفوري الذي تشتد الحاجة إليه لتأمين انتقال عادل للأطفال على مستوى العالم.
وفي حين أدى تحسين التنبؤ والتأهب للكوارث وإدارتها على مدى القرن الماضي إلى خفض عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الكوارث المرتبطة بالطقس، فقد زاد عدد الظواهر الجوية المتطرفة العالمية خمسة أضعاف على مدى الخمسين عاما الماضية وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. وجدت دراسة النمذجة التي أجرتها جامعة Vrije Universiteit Brussel الصادرة عن منظمة Save the Children أن الطفل المولود في عام 2020 سيواجه في المتوسط سبع مرات موجات حر أكثر في حياته من شخص ولد في عام 1960، وضعف عدد حرائق الغابات، وما يقرب من ثلاثة أضعاف التعرض لفيضانات الأنهار. فشل المحاصيل والجفاف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الفيضانات حرائق الغابات كوارث طبيعية منظمة إنقاذ الطفولة الوفیات الناجمة عن فی عام 2023
إقرأ أيضاً:
صدمات الطفولة.. كيف تترك بصمتها في العقل والجسم؟
لا تمر مشاعر القلق أو الصدمات التي يختبرها الطفل مرورًا عابرًا، بل يستمر تأثيرها العقلي والنفسي والبدني حتى مراحل متقدمة من العمر، حيث قد تظهر اضطرابات في المزاج، والاكتئاب، وقد تصل إلى الإصابة بألزهايمر. لكن الأسوأ من ذلك هو أن هذه النتائج تتفاقم إذا لم يتم تلقي العلاج المناسب.
صدمات منذ اليوم الأول في الحياةيمكن للطفل حديث الولادة أن يختبر في يومه الأول بعد الميلاد ما يكفي من التوتر والأحداث المجهدة التي قد تصل إلى مرحلة الصدمة أو ما يُعرف بـ"التروما"، والتي تهدد الأطفال من عمر يوم واحد وحتى 18 عامًا. وبحسب وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، فإن أبرز أنواع الصدمات التي يتعرض لها الأطفال تشمل:
الإساءة أو الاعتداء النفسي أو الجسدي أو الجنسي. العنف المنزلي أو المدرسي أو المجتمعي. الحروب والكوارث الوطنية. فقدان الممتلكات أو النزوح. الفقدان المفاجئ أو العنيف لأحد الأحباء. تجارب اللجوء أو الحرب. الضغوط المرتبطة بعمل أحد أفراد الأسرة في المجال العسكري. الحوادث الخطيرة والأمراض التي تهدد الحياة. الإهمال والتجاهل والتعرض للتنمر.وهو ما يظهر في صورة علامات واضحة وعديدة على الطفل، تؤكد إصابته بالصدمة أبرزها:
إعلان شعور الأطفال في سنة ما قبل المدرسة بالخوف من الانفصال والكوابيس والبكاء أو الصراخ كثيرا مع ضعف الشهية. إصابة الأطفال في عمر المرحلة الابتدائية بالقلق، والشعور بالذنب والخجل وعدم التركيز، مع صعوبة النوم والانسحاب من المجتمع وعدم الاهتمام، مع عدوانية واضحة. إصابة الأطفال في عمر المدارس المتوسطة والثانوية بالاكتئاب وإيذاء النفس وتعاطي المخدرات وأيضا الانسحاب أو عدم الاهتمام أو اتباع السلوك المحفوف بالمخاطر والعدوان.في عام 2012، حاول مجموعة من الباحثين في البرازيل دراسة "تأثير ضغوط الطفولة على الأمراض النفسية" بصورة أعمق، تحديدا عبر التصوير بالرنين المغناطيسي، وقد أظهرت تقنيات التصوير العصبي العديد من التغيرات العصبية الهيكلية مثل:
انكماش الحصين وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة في الدماغ، وأيضا انكماش الجسم الثفني وهي عبارة عن حزمة من الألياف العصبية تعمل على ربط نصفي الدماغ أحدهما مع الآخر وتبادل المعلومات. زيادة خطر الإصابة باضطرابات المزاج. زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. زيادة خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب. إمكانية الإصابة بالفصام. زيادة احتمالات إدمان المخدرات.وفي مقال علمي نشر بمجلة "السلوك البشري في البيئة الاجتماعية" عام 2018 أشارت الباحثة هيثر دي إلى العواقب السلبية طويلة المدى للصدمات المعقدة، تقول دي "تتسبب مثل تلك الصدمات في تغيرات عصبية حيوية تؤثر على نمو الإنسان وتسبب تغيرات كبيرة في وظائف المخ وهياكله المسؤولة عن الأداء الإدراكي والجسدي، فضلا عن أعراض جسدية وعقلية وعاطفية يمكن أن تستمر حتى مرحلة البلوغ".
مزيد من التأثيرات البدنية والنفسية والعقلية تظهر على الأطفال بوضوح عقب التعرض للصدمات أبرزها:
إعلان الشعور بالإجهاد البدني وأعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة غير المبررة. تأثر القدرات المعرفية والعمليات العاطفية العقلية فتصبح أمور مثل حل المشكلات والتخطيط وتعلم معلومات جديدة، والتفكير وفق منطق فعال أمرا صعبا وغير ممكن. تدني احترام الذات والشعور بعدم القيمة والعار، والذنب واللوم المتواصل للذات والشعور بالعجز. صعوبة في إدارة العواطف التي تصبح مع الوقت عامرة بالخوف والقلق. تأثر قدرات الطفل على تكوين علاقات اجتماعية مع الأصدقاء أو مقدمي الرعاية أو المحيطين به بشكل طبيعي.الأطفال أكثر عرضة للتأثر بالأحداث المجهدة في حياتهم بسبب ضعف قدرتهم على التعامل مع التوتر. وقد ربط باحثون من معهد برشلونة للصحة العالمية -بالتعاون مع عدة مراكز أخرى- بين ضغوط منتصف العمر وصدمات الطفولة، وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر نتيجة لارتفاع مستويات بروتين بيتا أميلويد، الذي يعد بروتينًا أساسيًا في تطور مرض ألزهايمر، بالإضافة إلى زيادة احتمالات الإصابة بالتهاب الأعصاب.
ويقول الباحث إيدر إرينازا أوركيو، أحد المشاركين في الدراسة، إن الاستجابة للتوتر تختلف بين الأفراد؛ ففي حين يتراكم بروتين الأميلويد لدى الرجال، تصاب النساء بضمور الدماغ. ويزداد الأثر بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الأمراض النفسية، حيث يتأثرون لاحقًا بانخفاض حجم المادة الرمادية في أدمغتهم مع تقدمهم في العمر.
هكذا تُجنب طفلك المعاناة مبكرا"لا يمكن تجنيب الأطفال الصدمات أو المعاناة، فهي خارج دائرة التحكم، كالمرض أو التعرض لمشاهد سيئة، أو الحوادث وغيرها". تحسم الأخصائية النفسية دعاء السماني الأمر مؤكدة للجزيرة نت "سوف يعاني الطفل ويتعرض للصدمات على طول الطريق، ولذلك جانب إيجابي فهي تساهم في تهذيب النفس، وتساعد الطفل على النمو وتكوين أساليب ومهارات أفضل للتكيف، لكن هذا مرهون بالطريقة التي يتم التعامل بها مع الطفل عقب الصدمات".
إعلانوتنصح السماني بإسعافات نفسية أولية إن تعرض الطفل لصدمة أو إجهاد نفسي شديد، تقول "في البداية ندع الطفل يتحدث بحرية عما حدث بطريقته، دون أسئلة تشعره بالتقصير أو أنه مسؤول عما جرى، أو أنه كان يمكن أن يتصرف بطريقة أفضل، التعافي من الصدمات يستغرق وقتا، يختلف من طفل لآخر بحسب شخصيته وطبيعة الصدمة التي تعرض لها، المهم ملاحظة سلوكه، والطريقة التي يتعامل بها مع من حوله، مادامت طبيعية فهو في طريقه للتحسن، أما إذا تأثرت حياته أو بدا عليه تغييرات فيجب اللجوء لمختص نفسي".