الفرق بيننا وبين البلابسة المستهبلين (٧)
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
هل سيمثِّلُ البرهانُ الكيزانَ أم الجيشَ في المفاوضاتِ المزمعة مع حميدتي ؟!
• من يعرفُ عقليةَ (الكيزان) عموماً، وبالجيش خاصةً، وعقلية الدعم السريع، بإستصحاب ما تم من مفاوضات سابقة بينهما حتى الآن، يستطيع أن يتنبأ، بسهولة، ببعض ما يمكن أن يحدث في اللقاء المزمع بين (سائس الخيول) البرهان والجنرال حميدتي، في حال تم هذا اللقاء الوشيك !!
• البرهان، في الأصل، ومن خلفه مُلَّاك الخيول، يريد ويتمنى خروج الدعم السريع بالكليةِ من المقار العسكرية والمدنية والسيادية التي إستولى عليها، ومن كل مدينة أحتلها، وأن يرجع الوضع إلى ما قبل ١٥ أبريل (يرجع هكذا وبس) ولكن لأنه يعلم، وجماعته يعلمون، أن محاولة (إملاء) مثل هذه (الأماني) من طرفٍ خاسر هو أمرٌ مستحيل، ولا يتم إلا بتفاوضٍ وإتفاق مع اليد العليا، ولهذا يظل (يتحجج) بحكاية خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين، ظناً منه أنها تظل تذكر الناس بإعتداء الدعم عليهم، وستُحرِج الدعم السريع، وأنها على أقل تقدير تجعل الشعب يلتف حوله، وليظهر أن قلبه على شعبه، غير أنَّ هذه محاججةٌ باطلة ومفضوحة، وكلمة حق مخاتلة يتمنى بها (برهان الكيزان) أن يحقق نصراً في المفاوضات عجز عن تحقيقِه في الميدان !!
• الأهم من كل ذلك، فهل خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين، إذا حدث، سيتيح للجيش مثلاً أن يتقدم نحو مقاره وثكناته المحتلة؟! وهل سيجلب له نصراً على الدعم السريع؟! وهل هذا سيعود بالوضع إلى ما قبل ١٥ أبريل، يوم نشوب الحرب، ما لم يكن هناك إتفاقٌ شاملٌ بإنهاء الحرب كلها ؟!!
• وعليه، فإذا ذهب البرهان إلى المفاوضات بصفته سائس خيول الكيزان، وغير متحللٍ من عِقالهم، ومن (قبضتهم المخلبية) فسيكون لجاجُه الرئيس، وكما كان، هو خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين، كما قلنا، وهو يعلم أن هذا اللجاج حتى ولو وافق عليه الدعم السريع، فلن يكونَ إلا فقرةً واحدةً في متنِ كتاب الإتفاق الكبير.
• وأما الدعم السريع فالغالب أن موقفه سيكون ليس بعيداً عما كان، وكذلك مطالبه، وربما سيتوسع في (قسوتها) فقط كونه متفوقاً عسكرياً حتى الآن، وستدور أغلبها حول (إستئصال) الكيزان ومنها: الإعتراف ببدء الكيزان للحرب، وتأجيجهم لنارها، وبمسؤوليتهم عما ترتب عنها، وسيطالب بتشليح الكيزان من الجيش، والقبض على زعماء الكيزان الهاربين الذين أطلقهم البرهان من السجون، وبمحاكمتهم، إلى آخر هذه المطالب (الإستئصالية الكيزانية) !!
• الإيقاد ينتظر منها محاولة تقريب وجهات النظر المتباعدة، وهذا دورها المأمول والمتوقع..
• وأما نحنُ فسيظلُّ موقفنا، كموقف غالب الشعب السوداني، عدا البلابسة طبعاً، وهو وجوبُ (فرضِ) إيقافِ هذه الحرب فرضاً، وفوراً، إنقاذاً لأرواحٍ ستهلك، ودرءاً لخرابٍ سيعم، ومنعاً لدمارٍ سيقع في كل يومٍ يمضي على هذه الحرب الملعونة وهي مستعرة !!
•••
bashiridris@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: خروج الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
السودان.. «البرهان» يتوّعد باستمرار الحرب ويدعو الجميع لـ«تحكيم العقل»
أكد رئيس مجلس السيادة السوداني، الفتاح البرهان، “عدم استعداده للمساومة أو التفاوض مع قوات “الدعم السريع”، متهما إياها بـ”الميليشيا الإرهابية التي تنتهك حرمات الشعب”.
وقال البرهان، السبت، في كلمة وجهها للشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر، نقلتها وكالة “سونا”: “تدخل هذه الحرب التي تعيشها بلادي والتي أشعلتها مليشيا آل دقلو ومعاونيها وداعميها عامها الثالث وقد فعلت بالوطن والمواطن أسوأ ما يمكن أن يحدث في الحروب”.
وأضاف: “إن الفظائع التي ارتكبت في حق شعبنا والمرارات التي أذاقها لهم هؤلاء المجرمون صورها وأصواتها وجراحها المتجددة تجعل الخيارات صفرية في التعامل مع هؤلاء المجرمين وداعميهم، وأقول لهم بصوت الشعب النازح والمهجر والذي نهبت أمواله والمحاصر والأمهات الثكالى والأطفال الإيتام والشهداء، إننا لن نغفر ولن نساوم ولن نفاوض ولن ننكص عن عهدنا مع الشهداء”.
ووفقا للوكالة، أكد قائد الجيش السوداني، “أن القوات المسلحة تقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين، ولا تنحاز لأي جهة على حساب الآخرين”.
وتابع البرهان: “أجدد عهد القوات المسلحة مع الشعب أن لا تراجع عن هزيمة وسحق مليشيا آل دقلو الإرهابية ورغم ذلك ظلت أبواب الوطن مفتوحة لكل من يحكم عقله ويتوب إلى الحق من الذين يحملون السلاح، فالعفو عن الحق العام ومعالجة الأمر العسكري ما زال ممكنا ومتاحا”.
وناشد البرهان المواطنين السودانيين المتواجدين في مناطق سيطرة الدعم السريع، قائلا: “أناشد أهلنا في مناطق سيطرة التمرد برفع أيديهم عن مساندة مشروع آل دقلو الاستعماري، وحماية أبنائهم من الذين سيوردونهم المهالك، فالسودان الواحد الموحد أرضا وشعبا أمانة تاريخية يجب عدم التفريط فيها”.
وكان “سيطر الجيش السوداني على معظم مدينة أم درمان، التي تضم قاعدتين عسكريتين كبيرتين، ويبدو أنه عازم على بسط السيطرة على كامل منطقة العاصمة التي تتألف من ثلاث مدن هي الخرطوم وأم درمان وبحري”، لم تصدر “قوات الدعم السريع” تعليقا على تقدم الجيش في أم درمان حيث لا تزال القوات شبه العسكرية تسيطر على بعض المساحات”.
يذكر أن الحرب التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أدت إلى “مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح الملايين من منازلهم، ويعيش نحو نصف سكان السودان، أي حوالي 26 مليون شخص، وهم يواجهون انعدام الأمن الغذائي مع تزايد مخاطر المجاعة في مختلف أنحاء البلاد، وتدهور شديد للأوضاع الاقتصادية”، وفق تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.