اولا: علينا ونحن نودع عاما اعسرنا فيه وحصرنا ان نرفع عن اعيننا غلالة التغييب والاستلاب ونعترف بتاريخ الأرض وحضارة انسانها حتى نستجمع عناصر هويتنا المبعثرة بين العروبة والافريقانية ونخرج بمعادلة تميزنا كشعوب شرق افريقية.
ثانيا : علينا الاعتراف بان تركيبتنا الاجتماعية لازالت في المراحل التي يعرفها علماء الاجتماع بالمرحلة الاولية.

بمعنى اننا لم نصل بعد ما يعرف بالمجتمع المدني..
ثالثا : علينا الاقرار بان البيئة مسيطرة على وسائل كسبنا للعيش وهي داعمة لتشكيلاتنا القبلية ومؤثرة في تراتيبية السلطة في القبيلة..
رابعا : علينا الاقرار بان الشعوب السودانية ما تلاقت وكونت دولة على اساس عقد اجتماعي او اي اساس اخر.
خامسا: علينا الاعتراف بان مناطق شمال البلاد ووسطه وشرقه تداخلت واستقرت الي حد كبير بحكم البيئة والتاريخ المشترك ( انهار النيل والوديان) وتالفت وتلاقحت وتكونت بها انظمة حكم منذ زمن بعيد لذلك يسهل خضوع انسان هذه البقعة الجغرافية للقانون والنظام بعكس انسان جغرافيا البادية تلك حقيقة نعايشها وقال بها ابن خلدون من قبل.
سادسا : علينا الاعتراف بان الدولة الاستعمارية التي جمعتنا تحت نظام حكمها لم تنجح انظمة الحكم الوطني في تغير نمطها ولا سياستها التنموية ولا منهجيتها التعليمية المبنية على تخريج موظفين للدولة ومعلمين باجازات عليا دكتوراه ماجستيير باكلوريوس وظيفي وليس عملي وبحثي بنائي خلاق .
اذن ما هي الحلول المقترحة؟:
بعد ان تضع هذه الحرب اوزارها علينا ان نجلس ونفكر بعقلانية عن الكيفية التي يمكن بها تاسيس دولة موحدة تجمعنا على ضوء فلسفة الانتماء لجغرافية الارض بمعزل عن الاصل والثقافة او الايديولوجيا.
ثانيا : بناء نظام الحكم على اساس فدرالي سليم.
ثالثا : اعادة صياغة مناهجنا التعليمية بما يدعم التنمية البشرية والاقتصادية والروح الوطنية.
ثالثا : وضع خطط علمية خماسية وعشرية للتنمية والانتقال بالمجتمعات البدوية الي مجتمعات حضرية.
رابعا : تدعييم سياسة الحوكمة الرشيدة والشفافية
خامسا : اقامة مؤسسات قوية للدولة ونظامها العدلي تكون مستقلة ومحايدة لا تخضع ولا يتم استغلالها سياسيا.
سادسا : وضع نظام للتبادل السلطة ( الحكومة،) لا يؤثر او يبدل السياسات والمناهج والخطط القومية العامة في الدولة.
القواعد التاسيسية العشرين لتعزيز الروح القومية:
١ - السودان يسع الجميع ونصف رايك عند اخيك.

٢ - الالتزام بالوحدة كغاية بها نكمل بعضنا البعض.
تابى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا.

٣ - الولاء للدولة مقدم على الولاء للفرد او الاسرة او الجماعة او الطائفة او للقبيلة او الجهة .

٤ - محاربة العنصرية والفساد وسن عقوبات رادعه تستاصل شافتهما.

٥ - الالتزام بالمؤسسية والحوكمة والكفاءة كمعيار لتولي الوظيفة العامة في الدولة.

٦ - تعزيز قيم الالتزام بالقانون في نيل الحقوق والواجبات وعدم الافلات من العقوبة.

٧ - الاعتراف بالتنوع الاثني كقيمة ايجابية وحسن ادارته.

٨ - الاعتراف بالاخر المختلف واحترام حقه.

٩ - الاعتراف بالتنوع الثقاقي والسماح بالتعبير عنه في حيزه الجغرافي.

١٠ - الالتزام بان ثقافتك المحلية مكملة للثقافة القومية ولا تعلو عليها.

١١ - الاعتراف بالتعددية السياسية كنظام تمثيلي للتداول في السلطة المحلية والقومية.

١٢ - الالتزام بالتوزيع الجغرافي للمحليات والولايات او الاقاليم بما يحقق المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة.

١٣ - الالتزام بان مؤسسات الدولة العسكرية هي وحدها المسموح لها بحمل الاسلحة النارية وارتداء البزة العسكرية.

١٤ - الاعتراف بحقوق الانسان وحقوق المراة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين وتقنينها بما يعزز قيمنا.

١٥ - رعاية الاعيان العامة وممتلكات الدولة وعدم التعدي عليها او اتلافها.

١٦ - تقويم ذاكراتنا الجمعية ومناهجنا التربوية وبناءها بما يخدم روح وحدتنا ويعلي روح الولاء للوطن.

١٧ - الاعتراف بان نظم الحكم المركزية لم تعد هي المثلى لعلاج ازمة الحكم.

١٨ - تقويم مناهج المؤسسات النظامة العسكرية لخدمة المجتمع والدولة والبعد عن ممارسة النشاط السياسي او الانحياز لاي مؤسسة سياسية.

١٩ - احترام الاخلاق العامة والالتزام بان حريتك الشخصية تنتهي عند حرية الاخرين.

٢٠ - تصميم وتنظيم برامج واطلاق شعارات وحملات اعلامية توعوية
تثير حماس المواطنين وتعلى قيم الولاء للوطن ووحدته.

medali51@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاعتراف بان

إقرأ أيضاً:

دخلوها وصقيرا حام أو سيرة الولاء للأعنف

 

دخلوها وصقيرا حام أو سيرة الولاء للأعنف

خالد فضل

عندما حاول بعض مكوك الشايقية في شمال السودان مبارزة قوات إسماعيل ابن الباشا محمد علي ؛الحاكم التركي لمصر قبل مائتي عام تزيد قليلا من الآن، انهزموا أمام قوة العنف المتفوق الذي شكّلته الأسلحة النارية الحديثة وقتها . لم يعد في وسعهم (دخولها وصقيرا حام) فاستسلموا وانخرطوا في جيشه الغازي  جنودا شرسين، نظير بعض الإمتيازات المادية كالإعفاء من الضريبة، ومن هنا نشأت أول المليشيات المتحالفة مع الجيش ؛ بغية الحصول على خدماتها نظير أجر مقطوع مادي أو معنوي . وبالفعل سار في أوساط أهلي الشوايقة القول المتداول (إنْ نجح الولد للعسكرية وإنْ فشل للطورية) الولاء للأعنف هنا له الأسبقية ،  بينما ينحط قدر الفاشل وهو المزارع  !! فلا تستغربن يا صاح عن إستمرار برامج الإغاثات الغذائية المتواصلة للسودانيين منذ عقود وحتى الآن . وخلال تلك السنوات الطويلة  من عمل وكالات الأمم المتحدة،  والمعونة الأمريكية، وبرنامج الغذاء العالمي .. إلخ، ظلّت جمهرة من السودانيين الجوعى والمحتاجين يدينون بالولاء للأعنف، للدولة التي تستعمرهم بالجيوش والمليشيات، ويتشككون دوما في نوايا المغيثين بإعتبارهم أدوات إستعمارية وعملاء إستخبارات أجنبية, فوق أنّ إغاثاتهم مسمومة ومهجّنة جينيا لتسبب العقم تارة فيقل النسل حتى ينعدم أو مسرطنة فيموت الناس .نظرية المؤامرة تظل دوما مصاحبة لمن يدخل من باب السلم والمساعدة،  بينما الأعنف هو مظنة التحرير والتمجيد ولذلك نجد أنّ شخصا مثل كيكل حُظي بالولاء مرتين متقابلتين خلال عام واحد،  فهو من حرر الجزيرة من كتائب البرهان الإرهابية في ديسمبر 2023م _حسب رواية الدعم السريع_ ثم هو نفسه من يقود معركة تحريرها ثانية من مليشيات آل دقلو الإرهابية في 2025م_حسبما تقول روايات الجيش _ بجامع (الإرهاب في الحالتين) وفي كلا التحريرين وما بينهما يظل المدنيون بصفة خاصة هم (التخت) الذي يقع العنف على صفحته، في أبي قوتة و ود النورة أو في كمبو طيبة وودمدني  أو … إلخ  مطلوب منهم الخنوع  والذل والإنكسار وإظهار الولاء  أمام البندقية الأعنف، ولا يفرق كثير هوية تلك البنادق، تركية إنجليزية مصرية إثيوبية(تغراي) كولمبية أو سودانية إسلامية مية المية ؛ كلو تحرير .

الذين يدخلونها وصقيرا حام، في كل الأوقات وعلى تواصل سيرة المبارزات العنيفة إنما يخوضها جوعى ضد من هم أشد جوعا . الطبقات والجهات التي حصلت على بعض الإمتياز النسبي نتيجة تراكم خبراتها في موالاة الأعنف ؛منذ دخول الغزاة من الشمال ؛ وهي الدولة بقوامها المسلّح .تدخر أجيالها لثرث تلك الإمتيازات، المادية والمعنوية، وتمسك بخيوط مؤسسات العنف على مستوى القيادات، وفي القيادة فوائد ومخصصات تعين على مواصلة التعليم فوق الجامعي في أرقى جامعات الغرب (الكافر) ، أو إبتناء الفلل في الأحياء الراقية بالخرطوم،  أو شراء العقارات في كوالامبور واستانبول  . وفي الحرب الراهنة يبدو واضحا أنّ بعض الفئات المشاركة فيها إلى جانب هؤلاء  لم تحز على شهادة البراءة أبدا،  وفي كل حين يتم تسريب ما يشئ بإضمارها الخيانة رغم ضجيجها العالي بالولاء والبراء أو يشار إلى طمعها في إقتطاع حصة من كيكة السلطة، تلك السلطة المخصوصة وحولها سور مكتوب عليه ممنوع الإقتراب أو التصوير .

لقد كان لافتا في تصاعد وتيرة المظاهرات منذ ديسمبر2018م ضد السلطة  الإسلامية الأعنف في تاريخ البلاد، أنّ ممارسة السلمية أثناء تلك المواكب كانت  بدرجة حيّرت من تربوا على العنف . كانت عدوى السلمية تنتشر وسط الناس بسرعة، ويحاولون التخلص منها لأنّها جسم غريب على وجدان تشكّل على (فلترق كل الدماء) ,على مرّ العهود , وصار الولاء للعنف هو الرافعة في تولي المناصب ونيل الحظوة والمحاباة في جميع مجالات الحياة في ظل سطوة (المجاهدين) الأبرار .لقد كانت السلمية مدهشة بدرجة لم يتمكن العقل العنفي من استيعابها، فطفق ينسج المبررات لانتشار هذا الوباء الخطير، من ذلك أنّ السلميين هؤلاء شباب مهلوسين  تحت تأثير المخدرات،  أو شفاتة صعاليك (تُفْ) كما يردد ذلك الكومديان السمج من على منبر مسجده في الخرطوم .وأنّ البنيات السمحات ديل (مطلوقات) وعديمات وليان . هكذا كانت ردة فعل كثيرين، إمّا أصالة ؛ في حالة أعضاء تنظيم السلطة العنيفة  والمؤلفة جيوبهم من أتباع، أو نيابة عنهم لمن يسير ضمن القطيع دون رشد أو تفكير . مع الأسف كشفت الحرب الراهنة عن الأصل لدى كثر ، وهو الإتباع بغير بصيرة، فترى من يتقافزون طربا وفرحا وشماتة وتشفيا عند كل ممارسة  عنف  مروعة متوحشة مصوّرة  في المناطق التي يستعيد الجيش ومليشياته السيطرة عليها، إنّ بعض أؤلئك المهللين المكبرين وبعض المزغردات كانوا قبل أيام قليلة يظهرون ولاء  للأعنف في منطقتهم وهي عناصر الدعم السريع ، الآن يغيرون بوصلة الولاء للأعنف من كتائب العمل الخاص والبراء ، وغدا إذا قُدّر لقوة أعنف  الظهور سيتحول الولاء، وستظل مقولة القلب مع علي والسيف مع معاوية حاضرة، وهذه من طبائع النفاق  .إنّ إظهار السرور بالإنتقام ممن انتهكوا الحقوق بهذه الطريقة المتوحشة يساوي في الحقيقة بين الضحية والجلاد  . أم هو القصاص بمفهومه الإسلامي ؟ في هذه الحالة على من يتبنون هذا المفهوم أنْ يقبلوا برحابة صدر إذا تمّ وصف دينهم بالهمجية والتوحش . فالقصاص يعني تحقيق العدالة وأنْ ينال من أرتكب جرما عقوبته وفق إجراءات تقاضي معلومة  وهذا هو أصل الإسلام . فهل الذبح والسحل في الشوارع قصاص أم إنتقام ؟ أ هو تحقيق لعدالة السماء أم تأكيد على ظلم الأرض وقذارتها .إنّ الأمر المفهوم هو تبادل القتل أثناء الإشتباك في الحروب، فماذا عن توالي التصفيات بعد فض الإشتباك ؟ إنّها جرائم  وليست قصاص على كل حال ,ولغ فيها بعض المشاركين في القتال على الجانبين ,فاستحقا اللعنة والإدانة، هذا تقدير من أؤتي قلب سليم وعقل رشيد .

إنّ الحرب الراهنة ؛ أيا كانت نتائجها النهائية، يمكن أنْ تقود إلى مسارين : أولهما، النضج بما فيه الكفاية لإدراك أنّ بناء دولة تليق بالإنسان من حيث هو إنسان إنّما يحدث فقط بالتواطؤ على تأسيس الدولة المدنية الديمقراطية السلمية ؛ فهي التي تحرر الناس من الولاء للأعنف فيضطرون تحت الخوف لتغيير ولاءاتهم للتماهي مع المنتصر ، إنّ العنف شبكة متداخلة يتخلص المرء من حلقة ليقع في براثن حلقة أخرى، وانتشار السلاح, عوضا عن إحتكاره بوساطة الدولة  المدنية  الديمقراطية المنضبطة بالقانون، مدعاة للتفكير المستقيم  في المستقبل . فأطفالنا وصبياننا الذين أستنفروا للقتال مع هذا الجانب أو ذاك في قائمة المليشيات العديدة  إنّما يتم تحطيم مستقبلهم تماما بوقوعهم بين قوسي (قاتل أو مقتول) إنّهم يترعرعون تحت تأثير الهلع المستمر، وتتشكل نفسيتهم على العنف القاتل، فيصبحون غدا مجرمين محترفين، تتلبسهم روح التحفز الدائم للعراك فينصرفون بغير إدراك عن آفاق الحياة وما تفيض به من ألوان الخير والجمال، مما ينشده دعاة السلام، أؤلئك الذين ينظر إليهم الآن كأعداء هم في الحقيقة أعداء للجهل والعنف والتشفي والإنتقام , هم أعداء بالفعل للقتل والنهب وكل إنتهاك من أي طرف جاء . الذين يسوقون الناس إلى مسار الولاء للأعنف يسوقونهم إلى ظلمات بدأت ملامحها تظهر للعيان مما لا يحتاج إلى برهان .وهنا يظهر المسار الثاني لنتائج الحرب، التربص على الهوية، القتل بالشبهات، الإستهداف على الجهة والعرق واللسان، عندما يتحول مجرد مزاح إلى معركة مكتملة السلاح، ساعتها لا بلد يحرر ولا حياة تعاش ولا أمل . سيدخلونها أفواجا ليحوم الصقير، أ ليس هذا مما تمجده الأهازيج في مجتمع يدين بالولاء للأعنف، ناجحه للعسكرية وفاشله للطورية عكس ناموس الحياة !!

 

الوسومالدولة العنف النهب خالد فضل مجرمين

مقالات مشابهة

  • وزارة الشباب تمنح نادي صرواح- مارب الاعتراف المؤقت
  • أبوسنينة: شكّلنا لجنة سداسية تعمل على توحيد مجلس الدولة
  • صيغة تشميت العاطس وماذا نفعل بعد الثالثة؟ اعرف ما يقال
  • الشباب تمنح نادي صرواح شهادة الاعتراف المؤقت
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزواره ٨ كتب في القراءات وعلوم القرآن
  • جناح الأزهر بمعرض الكتاب يقدم لزواره 8 كتب في القراءات وعلوم القرآن
  • دخلوها وصقيرا حام أو سيرة الولاء للأعنف
  • تنظيم ضبوط تموينية بحق عدد من المخابز المخالفة باللاذقية
  • نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين للأعضاء الجدد بالنقابة اليوم
  • مدرب ليفربول: علينا الاستمرار في تحقيق الانتصار من اجل حسم اللقب