محلل عسكري بريطاني :إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي في حربها على غزة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
تعمدت دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ عدوانها على قطاع غزة استخدام أساليب جديدة ومنها الذكاء الاصطناعي في أعمالها الحربية بعد أن عملت على تطويرها لعدة سنوات.
وقال محلل شؤون الدفاع والحرب البرية البريطاني، سام كراني إيفانز، إن إسرائيل استخدمت التقنيات الحربية القائمة على الذكاء الاصطناعي في هجماتها الأخيرة على غزة، وعملت على تطويرها منذ سنوات لجعلها تقدم توصيات، بدل الاكتفاء بجمع وتحليل المعلومات.
وأكد الخبير البريطاني في مقابلة له على وكالة الأناضول أن إسرائيل تعمل منذ فترة طويلة على تطوير واستخدام التقنيات الحربية القائمة على الذكاء الاصطناعي.
وأضاف: "إسرائيل تستخدم تقنية في الذكاء الاصطناعي تسميها"البشارة" لتسريع عملية إنشاء أهداف محتملة، إضافة إلى استخدامها لنظام يسمى الخيميائي .
وذكّر إيفانز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وصف هجوم عام 2021 بأنه "الأول من نوعه" و"أول حرب ذكاء اصطناعي"، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” في مايو/ أيار 2021.
وأشار أيضا إلى أن "تقنية (البشارة) في بمثابة مركز للمعلومات في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطورها تل أبيب".
وقال إن "حوالي 90 بالمئة من المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها إسرائيل يتم جمعها في مركز المعلومات المشار إليه".
وأوضح كراني أن "تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها القوات الإسرائيلية تغطي مجموعة واسعة من المجالات، بدءا من المحادثات مع الأشخاص في الميدان وحتى الإشارات الواردة من الهواتف المحمولة وأجهزة الراديو وصور الأقمار الصناعية".
وأشار إلى أن "هذه التقنية تغطي في الواقع جميع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، بما في ذلك المعلومات الموجودة لدى وكالة الأمن الداخلي "الشاباك"، المسؤولة عن تصميم وجمع وفك تشفير الإشارات الاستخبارية".
وذكر أن "الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، وهي وحدة عسكرية تتألف من شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما، تعمل على العثور على أشخاص يتمتعون بمهارات جيدة في عالم الحواسيب وقدرات برمجية استثنائية".
ولفت إيفانز إلى أن "الشركة الأخرى التي تنتج أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لصالح إسرائيل هي شركة الدفاع الإسرائيلية رافائيل، التي تعمل في مجال تطوير أنظمة الدفاع المتقدمة".
وبين أنه "يتم تحليل واستخدام جميع المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها لإبلاغ أنظمة (البشارة) و(الخيميائي) وربما أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى".
وأكد أن "القوات الإسرائيلية تعمل في هذه الأثناء على توحيد جميع الأنظمة الاستخباراتية تحت نظام واحد".
ورأى أن "ما تم فعله بالفعل ربما كان عبارة عن عدة خوارزميات تم جمعها معا للحصول على نتيجة متكاملة".
وأشار إيفانز إلى أن "إسرائيل تعمل على جعل الذكاء الاصطناعي قادر على الجمع بين هذه الوظائف وتقديم توصيات".
ولفت إلى "صعوبة الاستغناء عن العنصر البشري بشكل كامل في هذه العملية" مشددا على أن "النسب الكبيرة للشهداء في غزة، ترجع لطريقة استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذها توصيات هذه التقنيات".
ونبه إلى أن "طريقة استخدام وتنفيذ توصيات وسائل الذكاء الاصطناعي تعتمد أولا وآخرا على قرارات العناصر البشرية".
وأكد "ضرورة التمييز بين دور الذكاء الاصطناعي في الحرب والطريقة التي تدير بها دولة الاحتلال الإسرائيل الحرب"، مشيرا إلى "عدم وجود معلومات كافية حول هذا الموضوع".
مسيرات الاحتلال تعمل بالذكاء الاصطناعي
وكان تقرير نشر في صحيفة "بوليتيكو" (2) أشار إلى أن جيش الاحتلال وبعد ساعات من هجوم "طوفان الأقصى"، سارع إلى مراسلة شركة "سكايديو" (Skydio)، وهي شركة تقنية أميركية تعمل في إنتاج المسيرات، وطلب منها توريد طائرات استطلاع قصيرة المدى تعتمد في تحركها على الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى توجيه بشري، وتُستخدم في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أنواعها.
في غضون الأسابيع الثلاثة بعد "طوفان الأقصى"، أرسلت الشركة الأميركية أكثر من 100 مسيرة جديدة من هذا النوع إلى جيش الاحتلال، مع وعد بإرسال المزيد في المستقبل وفقا لمارك فالنتين، المدير التنفيذي المسؤول عن التعاقدات الحكومية في الشركة.
قصف بالخوارزميات
لا يقتصر استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي على هذه المسيرات الحديثة فحسب، بل يستفيد منه في تحديد الأهداف على الأرض عند القصف.
وبعد الحرب على غزة في مايو/أيار عام 2021، ذكر مسؤولون أن إسرائيل خاضت "حربها الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي"، لكن الحرب الحالية أتاحت الفرصة لجيش الاحتلال لاستخدام هذه التقنيات في مسرح عمليات أوسع كثيرا من المرة السابقة، وخاصة فيما يتعلق بمنصة تحديد الأهداف بالذكاء الاصطناعي المعروفة باسم "جوسبل".
مستقبل الذكاء الاصطناعي
وقال كراني إيفانز إنه "من الصعب تحديد تأثير الذكاء الاصطناعي على الهجمات الإسرائيلية ضد حماس".
وأضاف: "أعتقد أن إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة لمساعدتها في العثور على عناصر حماس. كما أعتقد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي فعّالة نسبيا في العثور على أنفاق حماس وتدميرها".
وتابع: "هناك العديد من الدول التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي، لكن معظمها لا يزال في مرحلة مبكرة نسبيا للاستفادة من هذه التقنية".
ولفت كراني إيفانز إلى أن "إسرائيل لديها عدد من الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مشيرا إلى أن "تل أبيب تعمل على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية اتخاذ القرار وزيادة القدرة على تحليل المعلومات وكمية المعلومات الميدانية".
وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي باستخدام تل أبيب تقنية ذكاء اصطناعي تسمى "البشارة"، تعمل على "تحديد الأهداف بسرعة".
فيما ذكر تقرير نشره موقع "+972"، ومقره تل أبيب، أن التقنية المشار إليها استخدمت في الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، وتمكنت من مهاجمة 15 ألف هدف في أول 35 يوما.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الذكاء الاصطناعي جيش الاحتلال جيش الاحتلال العدوان على غزة الذكاء الاصطناعي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی تعمل على على غزة تل أبیب إلى أن
إقرأ أيضاً:
يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟
يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.
لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.
نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.
جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.
لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.
إعلانإننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.
أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.
هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.
وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.
جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.
هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.
وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟
في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.
إعلانولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.
في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.
الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.
ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟
نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.
المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline