تعمدت دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ عدوانها على قطاع غزة استخدام أساليب جديدة ومنها الذكاء الاصطناعي في أعمالها الحربية بعد أن عملت على تطويرها لعدة سنوات.

وقال محلل شؤون الدفاع والحرب البرية البريطاني، سام كراني إيفانز، إن إسرائيل استخدمت التقنيات الحربية القائمة على الذكاء الاصطناعي في هجماتها الأخيرة على غزة، وعملت على تطويرها منذ سنوات لجعلها تقدم توصيات، بدل الاكتفاء بجمع وتحليل المعلومات.



وأكد الخبير البريطاني في مقابلة له على وكالة الأناضول أن إسرائيل تعمل منذ فترة طويلة على تطوير واستخدام التقنيات الحربية القائمة على الذكاء الاصطناعي.



وأضاف: "إسرائيل تستخدم تقنية في الذكاء الاصطناعي تسميها"البشارة" لتسريع عملية إنشاء أهداف محتملة، إضافة إلى استخدامها لنظام يسمى الخيميائي .

وذكّر إيفانز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وصف هجوم عام 2021 بأنه "الأول من نوعه" و"أول حرب ذكاء اصطناعي"، وذلك حسبما ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” في مايو/ أيار 2021.

وأشار أيضا إلى أن "تقنية (البشارة) في بمثابة مركز للمعلومات في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تطورها تل أبيب".

وقال إن "حوالي 90 بالمئة من المعلومات الاستخبارية التي تحصل عليها إسرائيل يتم جمعها في مركز المعلومات المشار إليه".

وأوضح كراني أن "تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستخدمها القوات الإسرائيلية تغطي مجموعة واسعة من المجالات، بدءا من المحادثات مع الأشخاص في الميدان وحتى الإشارات الواردة من الهواتف المحمولة وأجهزة الراديو وصور الأقمار الصناعية".



وأشار إلى أن "هذه التقنية تغطي في الواقع جميع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية، بما في ذلك المعلومات الموجودة لدى وكالة الأمن الداخلي "الشاباك"، المسؤولة عن تصميم وجمع وفك تشفير الإشارات الاستخبارية".

وذكر أن "الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، وهي وحدة عسكرية تتألف من شباب تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاما، تعمل على العثور على أشخاص يتمتعون بمهارات جيدة في عالم الحواسيب وقدرات برمجية استثنائية".

ولفت إيفانز إلى أن "الشركة الأخرى التي تنتج أنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لصالح إسرائيل هي شركة الدفاع الإسرائيلية رافائيل، التي تعمل في مجال تطوير أنظمة الدفاع المتقدمة".

وبين أنه "يتم تحليل واستخدام جميع المعلومات الاستخبارية التي تم جمعها لإبلاغ أنظمة (البشارة) و(الخيميائي) وربما أنظمة الذكاء الاصطناعي الأخرى".

وأكد أن "القوات الإسرائيلية تعمل في هذه الأثناء على توحيد جميع الأنظمة الاستخباراتية تحت نظام واحد".

ورأى أن "ما تم فعله بالفعل ربما كان عبارة عن عدة خوارزميات تم جمعها معا للحصول على نتيجة متكاملة".

وأشار إيفانز إلى أن "إسرائيل تعمل على جعل الذكاء الاصطناعي قادر على الجمع بين هذه الوظائف وتقديم توصيات".



ولفت إلى "صعوبة الاستغناء عن العنصر البشري بشكل كامل في هذه العملية" مشددا على أن "النسب الكبيرة للشهداء في غزة، ترجع لطريقة استخدام إسرائيل لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتنفيذها توصيات هذه التقنيات".

ونبه إلى أن "طريقة استخدام وتنفيذ توصيات وسائل الذكاء الاصطناعي تعتمد أولا وآخرا على قرارات العناصر البشرية".

وأكد "ضرورة التمييز بين دور الذكاء الاصطناعي في الحرب والطريقة التي تدير بها دولة الاحتلال الإسرائيل الحرب"، مشيرا إلى "عدم وجود معلومات كافية حول هذا الموضوع".

مسيرات الاحتلال تعمل بالذكاء الاصطناعي

وكان تقرير نشر في صحيفة "بوليتيكو" (2) أشار إلى أن جيش الاحتلال وبعد ساعات من هجوم "طوفان الأقصى"، سارع إلى مراسلة شركة "سكايديو" (Skydio)، وهي شركة تقنية أميركية تعمل في إنتاج المسيرات، وطلب منها توريد طائرات استطلاع قصيرة المدى تعتمد في تحركها على الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى توجيه بشري، وتُستخدم في إجراء مسح ثلاثي الأبعاد للهياكل الهندسية المعقدة مثل المباني بمختلف أنواعها.



في غضون الأسابيع الثلاثة بعد "طوفان الأقصى"، أرسلت الشركة الأميركية أكثر من 100 مسيرة جديدة من هذا النوع إلى جيش الاحتلال، مع وعد بإرسال المزيد في المستقبل وفقا لمارك فالنتين، المدير التنفيذي المسؤول عن التعاقدات الحكومية في الشركة. 

قصف بالخوارزميات

لا يقتصر استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي على هذه المسيرات الحديثة فحسب، بل يستفيد منه في تحديد الأهداف على الأرض عند القصف.

وبعد الحرب على غزة في مايو/أيار عام 2021، ذكر مسؤولون أن إسرائيل خاضت "حربها الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي"، لكن الحرب الحالية أتاحت الفرصة لجيش الاحتلال لاستخدام هذه التقنيات في مسرح عمليات أوسع كثيرا من المرة السابقة، وخاصة فيما يتعلق بمنصة تحديد الأهداف بالذكاء الاصطناعي المعروفة باسم "جوسبل".

مستقبل الذكاء الاصطناعي
وقال كراني إيفانز إنه "من الصعب تحديد تأثير الذكاء الاصطناعي على الهجمات الإسرائيلية ضد حماس".

وأضاف: "أعتقد أن إسرائيل تستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة لمساعدتها في العثور على عناصر حماس. كما أعتقد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي فعّالة نسبيا في العثور على أنفاق حماس وتدميرها".

وتابع: "هناك العديد من الدول التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي، لكن معظمها لا يزال في مرحلة مبكرة نسبيا للاستفادة من هذه التقنية".



ولفت كراني إيفانز إلى أن "إسرائيل لديها عدد من الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مشيرا إلى أن "تل أبيب تعمل على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع عملية اتخاذ القرار وزيادة القدرة على تحليل المعلومات وكمية المعلومات الميدانية".

وفي مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اعترف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي باستخدام تل أبيب تقنية ذكاء اصطناعي تسمى "البشارة"، تعمل على "تحديد الأهداف بسرعة".

فيما ذكر تقرير نشره موقع "+972"، ومقره تل أبيب، أن التقنية المشار إليها استخدمت في الهجوم الإسرائيلي الأخير على غزة، وتمكنت من مهاجمة 15 ألف هدف في أول 35 يوما.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الذكاء الاصطناعي جيش الاحتلال جيش الاحتلال العدوان على غزة الذكاء الاصطناعي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی تعمل على على غزة تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

المرأة اللطيفة.. ماذا تخبرنا أصوات تطبيقات الذكاء الاصطناعي ؟

انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" التقنيات الصوتية التي تستخدمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، موضحة أن مطوري الذكاء الاصطناعي يحاولون تقليد أفلام هوليود التي كانت تتخيل منذ عقود بأن أصوات الآلات يجب أن تكون لنساء لطيفة، وبناء على ذلك تم تصنيع الأصوات بناء على خيالات سينمائية قديمة حول الكيفية التي يجب أن تتحدث بها الآلات.

وذكرت الصحيفة أنه في الشهر الماضي، كشفت شركة "أوبن إيه آي" OpenAI عن ترقيات لبرنامج الدردشة الآلي الخاص بها الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي.

وقالت الشركة إن "شات جي بي تي" ChatGPT  كان يتعلم كيفية الاستماع والرؤية والتحدث بصوت طبيعي، صوت يشبه إلى حد كبير نظام التشغيل "سامنثا" الذي جسدت الممثلة الأميركية، سكارليت جوهانسون، صوتها في فيلم "هي""Her"  عام 2013.

وأوضحت أن صوت  "شات جي بي تي"، المسمى "سكاي"  Sky، كان يتمتع أيضا بصوت أجش وتأثير مهدئ ومثير في الوقت نفسه، وكانت لطيفة ومنطوية على نفسها، إذ بدت وكأنها لعبة لأي شيء.

وأشارت إلى أنه بعد ظهور "سكاي" لأول مرة، أعربت جوهانسون عن استيائها من الصوت "المشابه بشكل مخيف لصوتها"، وقالت إنها رفضت سابقا طلب "أوبن إيه آي"  بأن تقوم بصوت الروبوت.

وردت الشركة بأن سكاي قامت بأداء صوتها "ممثلة محترفة مختلفة"، لكنها وافقت على إيقاف صوتها مؤقتا احتراما لجوهانسون. لكن بدأ مستخدمو Bereft OpenAI بتقديم عريضة لإعادتها.

ووفقا للصحيفة، يحب منشئو الذكاء الاصطناعي تسليط الضوء على القدرات الطبيعية المتزايدة لأدواتهم، لكن أصواتهم الاصطناعية مبنية على طبقات من الحيلة والإسقاط. تمثل "سكاي" أحدث طموحات "أوبن إيه آي"، لكنها تعتمد على فكرة قديمة وهي أن روبوت الذكاء الاصطناعي هو امرأة متعاطفة ومذعنة.

وكانت سامانثا خليطا من الأم، والسكرتيرة، والصديقة، وكانت بمثابة كائن مريح متعدد الأغراض يتحدث مباشرة في آذان مستخدميها. وحتى مع تقدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تتم إعادة تشفير هذه الصور النمطية مرارا وتكرارًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن أصوات النساء غالباً ما غذت التقنيات المتخيلة قبل أن يتم دمجها في تقنيات حقيقية. وبمجرد أن بدأت شركات التكنولوجيا في تسويق المساعدين الافتراضيين، مثل سيري من شركة أبل، وأليكسا من أمازون، وكورتانا من مايكروسوفت، أصبحت أصواتها مؤنثة أيضًا.

وأوضحت أن هؤلاء المساعدين الصوتيين من الموجة الأولى، الذين كانوا يتوسطون علاقاتنا مع التكنولوجيا لأكثر من عقد من الزمن، لديهم نبرة صوتية نسائية، ويتم تمييز أصواتهم البشرية من خلال رتوش ميكانيكية، إذ أنه غالبًا ما يتحدثون بإيقاع محسوب ذي نغمة واحدة.

لكن الصحيفة أوضحت أن حقيقة أنها تبدو وكأنها روبوتية تزيد من جاذبيتها، فهي تبدو قابلة للبرمجة والتلاعب بها وخاضعة لمطالبنا، كما أنها لا تجعل البشر يشعرون كما لو أنهم أكثر ذكاء منها.

وذكرت أنه تم تصميم برنامج تحويل الصوت إلى كلام لجعل الوسائط المرئية في متناول المستخدمين ذوي الإعاقات المعينة.

ووفقا للصحيفة، منذ أن طرحت "تيك توك" ميزة تحويل النص إلى كلام في عام 2020، طورت مجموعة من الأصوات المحاكية للاختيار من بينها، وهي تقدم الآن أكثر من 50 صوتا، بما في ذلك أصوات تسمى "هيرو" و"ستوري تيلير" و"بيستي"، لكن النظام الأساسي أصبح محددا بخيار واحد وهو "جيسي"، وهو صوت المرأة المفعم بالحيوية مع مسحة آلية غامضة قليلا.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الصوت الاصطناعي استمر في الهيمنة، حتى مع تقدم التكنولوجيا التي تقف وراءه.

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق الآثار
  • رئيس جامعة مصر للمعلوماتية: الدولة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوثيق وترميم الآثار وإدارة المتاحف منذ التسعينيات
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي
  • هل أثر الذكاء الاصطناعي على معدلات التوظيف في الولايات المتحدة؟
  • المرأة اللطيفة.. ماذا تخبرنا أصوات تطبيقات الذكاء الاصطناعي ؟
  • ”يالله تحركوا يا أكذب مخلوقات الله على وجه المعمورة”: محلل عسكري يطالب الحوثيين بضرب إسرائيل بعد ادعائهم امتلاك صواريخ فرط صوتية
  • «إقامة دبي» تدرّب كوادرها الإدارية على الذكاء الاصطناعي
  • دعوى قضائية ضد OpenAI وMicrosoft
  • جوجل تستخدم الذكاء الاصطناعي لإضافة 110 لغة جديدة للترجمة