الاحتلال يفخّخ الكلاب ويطلقها على الفلسطينيين داخل غزة والضفة الغربية
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
سرايا - كشف تقرير أمريكي، نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، استمرار الانتهاكات التي يمارسها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على غزة، بكل الوسائل والسبل، ومن ضمنها استخدام الكلاب البوليسية المدربة لترويع المدنيين الآمنين خلال العمليات التي يقوم بها جنوده داخل غزة والضفة الغربية.
وقال الصحيفة إنّ “إسرائيل تعتمد على الكلاب المدربة عسكريا في غزة، بذريعة أنّها تسهم في دعم فرق النخبة وتحمي أرواح الجنود”، الأمر الذي فتح الباب لانتقاداتٍ واسعةٍ لهذا الأمر.
وتشير الصحيفة إلى أنّ “الكلاب هي أول من يدخل للبحث عن المتفجرات وهي أول عناصر القوات التي تدخل الأنفاق والمناطق المفخخة بشكل كبير”.
وتنقل عن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هغاري، قوله إن “الكلاب تقوم بعمل رائع”، وذلك بعد أن نشر الجيش فيديو يظهر الكلاب وهي تبحث في أحد أنفاق غزة.
وبحسب التقرير فإنّ النقاد يقولون إنّ هذه الكلاب تستخدم بطريقة غير مناسبة لترويع المدنيين في غزة.
وينوه إلى أنّ أحد الكلاب المزودة بكاميرا فيديو تم إرساله من قبل قوات الاحتلال إلى مجمع بنايات لاستكشاف المكان، فيما أطلق المسلحون النار عليه وقتلوه وتم تصوير عملية القتل على كاميرا الفيديو، وهو الأمر ذاته الذي حصل مع عدة كلاب بوليسية قتلت في غزة”.
وأشارت إلى أنه في تشرين الثاني/ نوفمبر، وضع الجيش منشورات على منصات التواصل الاجتماعي أعلن فيها عن مقتل أربعة كلاب ساهمت في الكشف عن مفخخات وترسانة من الأسلحة.
وجاء في المنشور: “تلعب الكلاب المدربة بطريقة خاصة دورا في عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي الناشطة داخل غزة”.
وبحسب الصحيفة فإنّه عادة ما يتم تجنيد 100 جندي سنويا لمدة 16 شهرا للتدريب على مرافقة وحدة الكلاب، كما يقول المتحدث باسم الجيش العقيد ريتشارد هيشت.
انتقادات لاستخدام الكلاب في غزة
وتنقل الصحيفة عن مدير قسم الأطفال في مستشفى كمال عدوان، حسام أبو صفية، انتقاده للجرائم التي يقدم عليها الجيش الإسرائيلي، عبر إطلاق الكلاب الهجومية في مداهمة المستشفى ودعا إلى تحقيق دولي.
وفي أيلول/ سبتمبر وقبل الحرب ذكرت صحيفة “هآرتس” أن الجيش استخدم كلبا لتفتيش بيت فلسطيني في الضفة الغربية ما أثار خوف العائلة. وكان هذا واحدا من عدة حوادث شاركت فيها الكلاب العسكرية وأدت إلى نشر عناوين عنها في الصحافة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية.
لنجلعن رؤسهم تحت أقدامنا
وكانت كتائب القسام بثت مقطع فيديو في الخامس عشر من ديسمبر الجاري، لمشاهد التحام بطولي لمجاهديها مع قوات الاحتلال وما أوقعته فيهم من خسائر.
وكان لافتا في أحد المقاطع التي بثتها الكتائب، ما وثقه مجاهدٌ قسامي وهو يصور دماء جنود الوحدة الخاصة على أرضية احد الأنفاق ويرصد فيه ما تركوه خلفهم من عتادٍ وسلاحٍ وأدواتٍ وحتى كلبهم البوليسي الذي قتل خلال العملية، وهو يقول بكل عزة وقوة وثقة: “والله لنجعلنّ رؤوسهم تحت أقدامنا”.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
بهجة غائبة.. ألم الفقد والنزوح يلف عيد الفلسطينيين بالضفة الغربية
بأوضاع مأساوية تستقبل عائلة الفلسطيني مروان أبو كباش عيد الفطر، بعدما نزحت قسرا من مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية المحتلة، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية المتواصلة بالمنطقة.
ومنذ أكثر من شهرين تقيم العائلة في غرفة داخل مبنى "نادي طولكرم الثقافي" وسط ظروف إنسانية صعبة بلا أي مقومات للحياة، حيث باتت تعتمد بشكل كامل على المساعدات.
حال هذه العائلة لا يختلف كثيرا عن مصير أكثر من 40 ألف فلسطيني قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) إنهم نزحوا من مخيمات شمالي الضفة جراء تواصل الهجوم الإسرائيلي.
وتواصل إسرائيل عملياتها في محافظتي جنين وطولكرم (شمال) منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين، وتخللت ذلك عمليات "اعتقال وتحقيق ميداني ممنهج طال عشرات العائلات، إضافة إلى احتجاز مواطنين رهائن، وتحويل منازل إلى ثكنات عسكرية" وفق مصادر محلية.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن ذلك يأتي "في إطار مخطط لحكومة بنيامين نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها، وهو ما قد يمثل إعلانا رسميا لوفاة حل الدولتين".
إعلان عيد بلا طقوسرب الأسرة مروان أبو كباش يقول إنه يعيش مع أبنائه وبناته وأحفاده وأصهاره في "النادي الثقافي" منذ ما يزيد على 63 يوما عندما نزحوا من منزلهم.
وتابع عن ظروف الحياة داخل هذا المكان: "الوضع صعب جدا وكارثي، فمهما كان السكن، لا شيء يشبه البيت وخاصة في شهر رمضان والعيد".
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي دمر منزله المكون من 3 طوابق ومحاله التجارية داخل المبنى وحوّله إلى مكان غير صالح للسكن.
يقول أبو كباش إنه سيكون مختلفا وبلا مظاهر بعدما تشتت الأهل والأقارب في أماكن متفرقة بالضفة حيث لم يعد يعرف أين توجهوا.
وأكمَل "العيد في المخيم يكون مختلفا عنه في بيتك وبين أهلك وناسك، تزور الأهل والأقارب، اليوم الجميع تشتت لا تعرف أين هم".
ورغم هذه الظروف، يسعى أبو كباش للتخفيف عن أحفاده مع اقتراب العيد، لافتا إلى أنه يحاول "لم الشمل" قدر المستطاع وبث روح التفاؤل في نفوسهم.
واستدرك أن العيد سيكون دون مظاهر الفرحة وطقوسه المعتادة حيث تصنع النساء الكعك ويجهزن الحلوى والقهوة كما هو معتاد كل عام.
ويختم بحالة من الأسى قائلا، سنقضي العيد "وسط الحزن والألم على ما حل بنا، وعلى مصيرنا المجهول".
في هذا الوقت من كل عام، كان مخيم طولكرم بشوارعه وأزقته يشع بالزينة ابتهاجا بقرب حلول العيد، إلا أنه يأتي هذا العام وسط ظروف كارثية جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل عليه.
مصطفى أبو غزالة، زوج ابنة أبو كباش، قال "في المخيم كنا نعيش أجواء روحانية واحتفالية برمضان والعيد، الشوارع تتزين والناس تسهر، لكن اليوم لا شيء من ذلك موجود".
إعلانووصف شهر رمضان والعيد بـ"الأصعب" على مدى سنوات حياتهم.
وأشار إلى أن العيد يحل عليهم وسط ظروف صعبة حيث يفتقدون لأبسط مقومات الحياة، معربا عن حزنه لما حل بهم ولمصيرهم المجهول، كما قال.
وعبر النازح الفلسطيني عن مرارة فقدانه لمنزله بأنه "أصعب شعور يمكن أن يمر به الإنسان".
فرحة مفقودةوعن طقوس العيد، قال أبو غزالة إن العيد بشكل أساسي هو فرحة للأطفال حيث يقضونه بالنزهات واللعب لكنهم اليوم باتوا مشردين بلا شيء.
زوجته "ميرا" قالت بحسرة "في مثل هذا الوقت (في الأعياد السابقة) كنت مع أقاربي نحضّر كعك العيد".
وأضافت "الكعك فرحة للأطفال وحتى الكبار، له أجواء خاصة من لمة العائلة وإعلان فرح، لكن هذا العام لم نصنع الكعك".
وأشارت إلى أن العدوان الإسرائيلي حوّل حياتهم إلى لحظات حزن، لافتة إلى أنهم "سيفتقدون خلال العيد الكعك والفرحة والبهجة".
ومنذ بدئه الحرب على قطاع غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 938 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف شخص، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 164 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.