تحل اليوم 25 ديسمبر ذكري ميلاد الزعيم الراحل محمد أنور السادات ، الشخصية المؤثرة والملهمة التي اجتمع علي حبها الشعب المصري ، وزاد هذا الحب عقب نصر أكتوبر 73 العظيم بعد العبور وتحرير الأرض

 

 الوطن ولو حفنة رمال.. رد السادات على صحفي أمريكي سأله عن سيناء

 

إنه الوطن ولو حفنة رمال.. كان هذا ملخص رد الرئيس الراحل محمد أنور السادات على صحفي أمريكي سأله عن سيناء،  خلال احتلالها من قبل إسرائيل.

ظهر السادات في حوار تليفزيوني مع الصحفي الأمريكي على أرض سيناء وسط رمال الصحراء في فيديو نادر لم يتم تداوله كثيرا، حيث تبادلا الجانبان الحديث عن سيناء المحتلة حينها.

لم يكن الفيديو طويلا ولكنه لخص الكثير من الأمور وحسم العديد من الأسئلة عن الموقف المصري من سيناء أو غيرها من أراضي الوطن.. فماذا قال السادات للصحفي الأمريكي؟

كيف أحرج السادات أمريكا؟

بدأ الفيديو بسؤال من الصحفي الأمريكي للرئيس السادات، قائلا: "ينظرون إلى سيناء ويقولون إنها مجرد صحراء.. ألا يوجد سبيل للتواصل إلى حل بسيط هنا في سيناء يوفر لـ إسرائيل الأمن ويرد لكم كبريائكم". 

لم يستغرق السادات وقتا طويلا للإجابة، حيث رد على الصحفي قائلا: "هذه مسألة مهمة للغاية ولكن المنطق غير سليم.. إذا كانت هذه الأرض مجرد رمال وإذا كان الوطن رمالا أو تربة أو مستنقعا أو أيا كان فهو لا يزال الوطن".

وأضاف الرئيس الراحل: "لا أعرف إذا كان المواطن الأمريكي سيوافق على قدوم أحد إلى الصحراء الغربية - أقصد أي قطعة من الصحاري عندكم -  ويستولي عليها بالقوة ثم يبدأ بإملاء شروطه.. هذا الوضع هنا".

خطاب السادات في الكنيست

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث فجر السادات قنبلة دبلوماسية للغرب والعرب بخطابه أمام مجلس الشعب في 9 نوفمبر 1977، والذي قال فيه: ‏‎»‎ستُدهش إسرائيل عندما تسمعنى أقول الآن أمامكم إننى مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم»

وبالفعل في 20 نوفمبر هبطت طائرة السادات فى إسرائيل وفي اليوم التالى ألقى خطابه في الكنيست، قائلا: «هناك أرض عربية احتلتها، ولا تزال تحتلها، إسرائيل بالقوة المسلحة، ونحن نصرّ على تحقيق الانسحاب الكامل منها، بما فيها القدس العربية».

وأضاف السادات في خطابه: «السلام لنا جميعا على الأرض العربية وفى إسرائيل وفى كل مكان من أرض العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادة، والمهدد بين الحين والآخر بالحروب المدمرة، تلك التى يصنعها الانسان ليقضى بها على أخيه الانسان، وفى النهاية، وبين أنقاض ما بنى الانسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الانسان فلا غالب ولا مغلوب بل إن المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان، وقد جئت إليكم اليوم على قدمين ثابتتين، لكى نبنى حياة جديدة، لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمون ومسيحيون ويهود».

وتابع: «إن الروح التى تزهق فى الحرب، هى روح الإنسان سواء كان عربيا أو إسرائيليا‘ إن الزوجة التى تترمل.. هى إنسانة من حقها أن تعيش فى أسرة سعيدة سواء كانت عربية أو إسرائيلية‘ إن الأطفال الأبرياء الذين يفتقدون رعاية الآباء وعطفهم هم أطفالنا جميعا، على أرض العرب أو فى اسرائيل.. لهم علينا المسؤولية الكبرى فى أن نوفر لهم الحاضر الهانئ والغد الجميل من أجل أن تنتج مجتمعاتنا وهى آمنة مطمئنة».

وتسائل الرئيس الراحل: «لماذا نورث هذه الأجيال نتائج سفك الدماء، وإزهاق الارواح، وتيتيم الأطفال، وترمل الزوجات، وهدم الأسر، وآنين الضحايا؟.

رسائل السادات من الكنيست

وجه الرئيس محمد أنور السادات، رسائل نارية في خطابه من الكنيست، قائلا: "إن الانسحاب الكامل من الأرض العربية المحتلة بعد ١٩٦٧، أمر بديهى لا نقبل فيه الجدل ولا رجاء فيه لأحد أو من أحد، ولا معنى لأى حديث عن السلام العادل ولا معنى لأى خطوة لضمان حياتنا معا فى هذه المنطقة من العالم فى أى أمن وأمان، وأنتم تحتلون أرضا عربية بالقوة المسلحة، فليس هنالك سلام يستقيم أو يبنى مع احتلال أرض الغير، نعم، هذه بديهية لا تقبل الجدل والنقاش إذا خلصت النوايا لإقرار السلام الدائم العادل لجيلنا ولكل الأجيال من بعدنا". 

وواصل السادات: "أحمل إليكم رسالة السلام رسالة شعب مصر الذى لا يعرف التعصب والذى يعيش أبناؤه من مسلمين ومسيحيين ويهود بروح المودة والحب والتسامح، فيا كل رجل وامرأة وطفل فى إسرائيل شجعوا قياداتكم على نضال السلام ولتتجه الجهود إلى بناء صرح شامخ للسلام، بدلا من بناء القلاع والمخابئ المحصنة بصواريخ الدمار، قدموا للعالم كله، صورة الانسان الجديد، فى هذه المنطقة من العالم".

واختتم السادات قائلا: "بشروا أبناءكم أن ما مضى، هو آخر الحروب ونهاية الآلام، وأن ما هو قادم هو البداية الجديدة للحياة الجديدة حياة الحب والخير والحرية والسلام، ويا أيتها الأم الثكلى ويا أيتها الزوجة المترملة ويا أيها الابن الذى فقد الأخ والأب، يا كل ضحايا الحروب املأوا الأرض والفضاء، بتراتيل السلام، املأوا الصدور والقلوب، بآمال السلام".

كيف استعادت مصر أراضيها المحتلة؟

فى يوم ‏25‏ أبريل ‏1982‏ تم رفع العلم المصرى على حدود البلاد الشرقية، على مدينة رفح بشمال سيناء، ومن قبلها بـ4 أيام استعادت مصر شرم الشيخ بجنوب سيناء، وتم استكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء.

كانت المدينة تعتبر جزءًا مهما من أراضى سيناء فى إطار "اتفاقية السلام المصرية – الإسرائيلية"، قبل رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء فى 25 أبريل من العام ذاته.

  الزيارة التاريخية للرئيس الراحل محمد أنور السادات، لإسرائيل وإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلى من أجل دفع عملية السلام بين مصر وإسرائيل، وذلك فى 19 نوفمبر عام 1977.

جاءت الزيارة بعد مرور 4 سنوات على حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، بسبب عدم التطبيق الكامل لبنود القرار رقم (338 ).

خطاب الرئيس محمد انور السادات

ووصل السادات القدس في 19 نوفمبر 1977م ، ووقف في اليوم التالي أمام الكنيست الإسرائيلى وألقى خطابًا تاريخيًا:

محمد انور السادات

"السلام عليكم ورحمة الله، والسلام لنا جميعا، بإذن الله، السلام لنا جميعا، على الأرض العربية وفي إسرائيل، وفي كل مكان من أرض هذا العالم الكبير، المعقَّد بصراعاته الدامية، المضطرب بتناقضاته الحادَّة، المهدَّد بين الحين والحين بالحروب المدمِّرة، تلك التي يصنعها الإنسان، ليقضي بها على أخيه الإنسان .

محمد انور السادات

واستطرد حديثه قائلا: "وقد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكي نبني حياة جديدة، لكي نُقِيم السلام وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحدا وتعاليم الله ووصاياه، هي حب وصدق وطهارة وسلام، املأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام، إملأوا الصدور والقلوب بآمال السلام، اجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر، اجعلوا الأمل دستور عمل ونضال".

محمد انور السادات

وبعد نجاح نتائج زيارة السادات للقدس تم توقيع إتفاقية " كامب ديفيد " بين الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى "مناحيم بيجن " فى 17 سبتمبر عام 1978 م، وذلك بعد 12 يومًا من المفاوضات في المنتجع الرئاسي "كامب ديفيد" في ولاية ميريلاند القريب من واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السادات محمد انور السادات إسرائيل سيناء أكتوبر 73 ا الموقف المصري محمد أنور السادات محمد انور السادات الرئیس الراحل

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا على مشارف كارثة نووية تهدد أمن القارة العجوز بأكملها.. ماذا يحدث؟

تزداد المخاوف العالمية خلال الفترة الأخيرة بشأن التهديدات النووية التي قد تطال أوروبا؛ فالهجمات الروسية الأخيرة على شبكة الكهرباء الأوكرانية، باستخدام الصواريخ والطائرات المُسيّرة، وضعت ثلاث محطات نووية رئيسية في خطر، ما أثار دعوات عاجلة للتدخل الدولي وتكثيف الرقابة لتجنب كارثة نووية جديدة، بحسب ما وصفت قناة القاهرة الإخبارية.

ماذا حدث في الهجمات الروسية الأخيرة؟

وقد أفادت مذكرة إحاطة أعدتها منظمة السلام الأخضر، ونشرتها صحيفة الجارديان البريطانية، بأن الهجمات الروسية على شبكة الكهرباء الأوكرانية، الأحد الماضي، زادت من خطر الفشل الكارثي، ما يهدد بتوقف عمل المفاعلات النووية في البلاد؛ إذ استهدفت تلك الهجمات محطات كهرباء فرعية حيوية ترتبط مباشرة بتشغيل محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية في أوكرانيا، وهي محطات ريفني وخميلنيتسكي في الغرب، ومحطة جنوب أوكرانيا.

وقال شون بيرني، الخبير النووي في منظمة السلام الأخضر، وفق صحيفة كييف بوست الأوكرانية، إن هذه الضربات تشكّل استخدامًا متعمدًا للتهديد النووي كسلاح في الصراع، محذرًا من أن روسيا تخاطر بوقوع كارثة نووية تتجاوز في خطورتها هيروشيما وتشيرنوبيل.

دعوات للتدخل الدولي

وقد دعت منظمة السلام الأخضر روسيا إلى وقف فوري لهجماتها على شبكة الطاقة الأوكرانية، كما طالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنشر مراقبين دائمين في المحطات الفرعية المرتبطة بالمفاعلات النووية، فيما أكدت الحكومة الأوكرانية دقة التحليل الفني لمنظمة السلام الأخضر، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تضع المحطات النووية أمام تحديات غير مسبوقة.

وقد شملت الهجمات الروسية أكثر من 210 صواريخ وطائرات بدون طيار، استهدفت منشآت توليد ونقل الكهرباء في جميع أنحاء أوكرانيا.

وسُمع دوي انفجارات في عدة مدن رئيسية، منها «كييف، أوديسا، وميكولايف جنوبًا، وكريفي ريه وبافلوهراد وفينيتسا» وسط البلاد، إضافة إلى «ريفني وإيفانو فرانكيفسك» غربًا، وامتدت تأثيرات الهجمات إلى المناطق الحدودية مع مولدوفا، حيث تتصل شبكة الكهرباء الأوكرانية بشبكة أوروبا.

إلى أين تشير التقديرات بخصوص المفاعلات الثلاثة؟

وتشير التقديرات إلى أن المواقع الثلاثة للمفاعلات النووية تمثل نحو ثلثي إنتاج الكهرباء في أوكرانيا، ما يجعلها شريان حياة البلاد في ظل تدمير معظم محطات الطاقة العاملة بالفحم والنفط، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالمرافق الكهرومائية.

وفي حالة فقدان الإمدادات الرئيسية، تعتمد المفاعلات النووية على مولدات ديزل وبطاريات احتياطية توفر طاقة أساسية لفترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، إلا أن استمرار انقطاع الطاقة أو تعذّر صيانة هذه المصادر قد يؤدي إلى نتائج كارثية، وفقًا لتحذيرات منظمة السلام الأخضر.

كارثة نووية محتملة

ومع تصاعد الهجمات الروسية واستمرار الضغط على شبكة الكهرباء الأوكرانية، تبدو احتمالية وقوع كارثة نووية أقرب من أي وقت مضى؛ ليحذّر الخبراء من أن استهداف البنية التحتية للطاقة لا يهدد فقط أمن أوكرانيا، بل يضع أوروبا والعالم بأسره أمام أزمة غير مسبوقة.

ووسط هذه المخاطر المتزايدة، بات تدخل المجتمع الدولي ضروريًا لضمان حماية المفاعلات النووية الأوكرانية، ومنع تحول الأزمة إلى كارثة عالمية قد تمتد آثارها لأجيال.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط في منتدى حوارات روما المتوسطية: إسرائيل تريد ابتلاع كل الأرض الفلسطينية
  • في ذكرى ميلاد عماد حمدي.. ما سبب زيارة الشعراوي له؟
  • في ذكرى ميلاده.. محطات فنية هامة في حياة عماد حمدي
  • ذكرى ميلاد أسمهان.. كتب القدر نهايتها في سن مبكرة
  • أثرت القلوب والعقول بجمالها وصوتها.. محطات فنية في حياة أسمهان
  • بذكرى ميلادها.. محطات فنية مهمة في حياة الفنانة أسمهان (فيديو)
  • في ذكرى ميلادها.. محطات فنية مهمة في حياة الفنانة أسمهان
  • «المجلس العالمي للتسامح» يطلق ميثاق السلام
  • في عيد ميلاد ميرفت أمين.. محطات الرحلة الفنية في حياة حسناء السينما
  • أوكرانيا على مشارف كارثة نووية تهدد أمن القارة العجوز بأكملها.. ماذا يحدث؟