فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
بقلم _ عباس الزيدي ..
الحلقة الثالثة ..
أستعراض القوات البحرية الدولية ( للعدة والعديد )
اولا _ الولايات المتحدة الامريكية
تمتلك الولايات المتحدة الامريكية عشرات القواعد البحرية المزودة بانواع الاسلحة التكتيكية والاستراتيجية مع( سبع ) أساطيل بحرية داخل الخدمة الفعلية مع (عشرة ) قيادات قتالية موحدة على مستوى العالم.
1_ الأسطول الثاني _ ومقره الرئيس في نورفولك بولاية فيرجينيا الأمريكية وهو مسؤولا عن مهام الدورية والعمليات في شمال الأطلسي والساحل الشرقي للولايات المتحدة •
2_الأسطول الثالث_ مقره الرئيس في سان دييغيو بولاية كاليفورنيا، ومسؤوليته تتضمن شرقي وشمالي المحيط الهادئ والساحل الغربي الأمريكي حتى ألاسكا شمالا•
3_الأسطول الرابع_ مقره الرئيس في مايبورت بولاية فلوريدا الأمريكية مسؤوليته جنوبي الأطلسي والبحر الكاريبي وكل ما يحيط بأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية •
3_ الأسطول الخامس_ مقره في البحرين تغطي مسؤوليته الخليج الفارسي وأجزاء من المحيط الهندي وبحر العرب والبحر الأحمر•
5_الأسطول السادس_ مقره في إيطاليا ومهامه تشمل البحر المتوسط وأوروبا وإفريقيا•
6_الأسطول السابع_ في يوكوسوكا باليابان، ومسؤوليته تشمل غرب وشمال المحيط الهادئ والمحيط الهندي وجنوب شرق وشرق آسيا منطقة الإندوباسيفيك•
7_ الأسطول العاشر_ مقره في فورت ميد بولاية ماريلاند الأمريكية، لا يعتبر أسطولا بحريا بمعنى الكلمة الحرفي، بل يعد مزود القوة للقيادة السيبرانية لأساطيل البحرية الأمريكية، والمسؤولة بدورها عن برامج الحرب السيبرانية او ما يعرف بحرب الشبكات البحرية •
ثانيا _ روسيا
البحرية الروسية لديها اربع أساطيل إستراتيجيةهي ….
1_ أسطول بحر الشمال.
2_ أسطول المحيط الهادئ.
3_ اسطول بحر البلطيق
4_ اسطول البحر الاسود
اما مناطق العمليات فهي ….
1_بحر الشمال
2_ المحيط الهادئ
3_ بحر البلطيق
4_ البحر الأسود
5_ بحر قزوين
6_ البحر الأبيض المتوسط
ثالثا_ المفردات التسليحية لاقوى 5 اساطيل بحرية في العالم …..
◇ _ بحسب تصنيف موقع “Global Firepower”أقوى 5 أساطيل حربية في العالم التي تمكنها من تغيير مسار الحرب براً وبحراً وجواً.. وتمتلك 5 دول 1688 سفينة حربية
1_ الصين التي تملك 714 قطعة بحرية
2_ الولايات المتحدة الأمريكية 415
3_ وروسيا 352، 4_اليابان 131، 5_ بريطانيا 76..
◇_ بحسب مجلة الدفاع العربي حيث تستعرض هذه الأساطيل وفق تقريرها بما يلي …
تضم الأساطيل الحربية العملاقة مئات القطع البحرية، بداية من كاسحات الألغام البحرية وسفن الإنزال الخاصة بدعم القوات الأرضية، وحتى حاملات الطائرات التي تمكنها من قصف مواقع العدو من البحر، إضافة إلى المدمرات التي تمكنها من خوض الحروب البحرية لبسط سيطرتها في أعالي البحار، والغواصات، التي تعد سلاح الردع الاستراتيجي لتلك الدول.
وقد جاء ترتيب الأساطيل البحرية العملاقة وفق المراكز التالية:
1- الأسطول الأمريكي
هو أكثر الأساطيل البحرية قوة، حيث يمتلك 288 سفينة حربية، تضم 10 حاملات طائرات، و9 سفن إبرار بحري، و22 طراداً، و62 مدمرة، و17 فرقاطة، إضافة إلى 72 غواصة، بينها 54 غواصة نووية، ويمتلك الأسطول الأمريكي قوة جوية هائلة بعضها على حاملات الطائرات، وأخرى تدعم عملياته من قواعد برية، وتحمل غواصات الأسطول الأمريكي قوة صواريخ باليستية نووية تصل إلى 336 صاروخاً نووياً.
ويعد الأسطول الأمريكي الأوسع نطاقاً من حيث المناطق، التي تعمل فيها سفنه حول العالم بداية من المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والمحيط الهندي والبحر المتوسط والخليج العربي والقرن الأفريقي إضافة إلى حشد سفن إضافية لليابان وأوروبا.. وتتكون القوة الجوية للأسطول الأمريكي من 3700 طائرة حربية، وتعد ثاني أكبر قوة جوية في العالم.
2- الأسطول الصيني
زادت قوة الأسطول الصيني بصورة كبيرة منذ اعتماد خطة تطويره عام 1989، وأصبح يمتلك حاملة طائرات و3 سفن نقل برمائية، و25 مدمرة، و 42 فرقاطة، و8 غواصات نووية هجومية، إضافة إلى 50 غواصة هجومية تقليدية، بينما يصل عدد جنوده إلى 133 ألف جندي.. وتتكون قوته الجوية من 650 طائرة حربية ومروحية على حاملة الطائرات وسفن السطح بينها جي ـ 15 و جي 10 متعددة المهام، وطائرة الدورية واي ـ 8 وطائرة زت ـ 9 المضادة للغواصات.
3- الأسطول الروسي
يمتلك الأسطول الروسي قوة بحرية هائلة، تجعله واحداً من أقوى الأساطيل البحرية في العالم، خاصة قوة الغواصات، التي يمكن لصواريخها إصابة أي هدف حول العالم في أي وقت دون أن يتم رصدها، ويصل عدد سفن الحربية إلى 352 قطعة بحرية، متنوعة، بينها حاملة الطائرات الأدميرال كوزنستوف.. وتمثل الطرادات جزءاً مهماً من تسليح الأسطول الروسي وعددها 78 طراداً، إضافة إلى 9 فرقاطات، و13 مدمرة.. ويمتلك الأسطول الروسي 62 غواصة، بينها 15 غواصة نووية و16 غواصة ديزل، و6 غواصات حاملة لصواريخ كروز، و9 غواصات حاملة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ويستخدم الأسطول البحري الروسي 41 سفينة دورية، إضافة إلى 47 كاسحة ألغام.
وتحمي القوات البحرية الروسية سواحل روسيا، التي تمتد لأكثر من 37 ألف كيلومتراً، وتمكنها الغواصات النووية من تأمين مصالحها في أعالي البحار وفي محيطات العالم.. وبحسب موقع وزارة الدفاع الروسية، فإن القوات البحرية الروسية يمكنها تنفيذ هجمات ضد المنشآت العسكرية للدول المعادية على اليابسة وتقديم الدعم للقوات الأرضية، إضافة إلى قدرتها على خوض معارك بحرية مع القوات المعادية في أي مكان حول العالم.
ولفت الموقع إلى أن غواصات الصواريخ الروسية تقوم بدوريات حول العالم لتأمين قدرة روسيا على الرد الصاروخي في أي وقت على أي تهديد لها، كما تقوم الغواصات والسفن الحربية الروسية بدوريات لمراقبة أي عمليات إطلاق صواريخ باليستية وتدميرها، ويقول الموقع إن الغواصات التي تحمل صواريخ نووية تمثل مكون مهما من مكونات قوة الردع النووي للجيش الروسي، وتقول مجلة “The National Interest” إن أكثر 5 غواصات فتكاً في العالم بينها 3 غواصات روسية هي “بوري” و”دلفين” و”ياسن”.. وتعد الغواصات المنتمية لمشروع “ياسن” والفرقاطات من “مشروع 22350” بما فيها فرقاطة “الأميرال غورشكوف” وصواريخ “تسيركون” و”كاليبر” من بين أخطر أسلحة الأسطول الروسي.
وتمتلك روسيا أخطر سلاح نووي في العالم يعرف باسم “طوربيد يوم القيامة” الذي تم الكشف عنه عام 2015، وأكدته وثائق تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، ويطلق عليه “ستاتس – 6” ويمكنه أن يدمر شواطئ العدو بشكل كامل ويقضي على مظاهر الحياة فيها لأجيال، وفقاً لمجلة “بوبيلر ميكانيكز” الأمريكية.. وتعد صواريخ “تسيركون” التي تحملها سفينة “بيوتر بيرفي” (بطرس الأكبر) النووية، قوة ضاربة في الأسطول الروسي، حيث تستطيع التحليق بسرعة 5 – 6 ماخ إلى مسافة 300 – 400 كيلومتر.
وتعد حاملة طائرات “المستقبل” واحدة من أخطر 5 أسلحة بحرية روسية، سيطورها الجيش الروسي تليها الغواصة المحدثة “فارشافينكا” والغواصة الغواصة غير النووية من مشروع 677 “لادا” ثم الغواصة النووية حاملة الصواريخ من مشروع 955، وفي المرتبة الخامسة السفينة البرمائية الكبيرة “إيفان غرين” من مشروع 11711.
4- الأسطول البريطاني
يحتل الأسطول الملكي البريطاني المرتبة الرابعة بين أقوى 5 أساطيل حربية في العالم سيمتلك حاملة طائرات في المستقبل تحمل اسم “أمير ويلز” إضافة إلى حاملة الطائرات “كويز إليزابيث” التي تجتاز مرحلة تجارب ما قبل دخول الخدمة رسمياً، وتم تزويدها بمقاتلات شبحية طراز “إف ـ 35 بي” متعددة المهام، التي تعد من أكثر الطائرات العسكرية تطوراً في العالم، مشيرة إلى أنه يمتلك 3 سفن إنزال برمائية ضخمة، 19 فرقاطة ومدمرة، و7 غواصات نووية هجومية، و4 غواصات يحمل كل منها 16 صاروخاً نووياً بعيد المدى، إضافة إلى أسطول طائرات حربية يتكون من 149 طائرة ومروحية مجهزة برادار “سامبسون” المتقدم.
ويمتلك الأسطول البريطاني 6 مدمرات “تايب 45″، حاملة لصواريخ موجهة، وتعد لبّ القوة البحرية للأسطول، حيث يمتلك كل منها 48 صارخ “أستر” سطح – جو، بصورة تجعلها قادرة على مواجهة هجوم جوي ضخم ومواجهة الصواريخ الباليستية.
5- الأسطول الياباني
يمتلك الأسطول الياباني 114 سفينة حربية، و45.8 ألف بحار، ويضم مجموعة متنوعة من المدمرات السريعة التي تمتلك قدرات نيرانية عالية، وغواصات ديزل هجومية بإمكانات متطورة، إضافة إلى سفن الإنزال، التي يمكن استخدامها في إبرار القوات من البحر بسرعة تناسب سرعة التغيير في الحروب الحديثة ايضا تمتلك اليابان 4 حاملات طائرات، و46 مدمرة، و6 كورفيتات، إضافة إلى 25 كاسحة ألغام بحرية.
وربما يكون تصنيف الأسطول الياباني ضمن أقوى 5 أساطيل حربية في العالم، أمراً غير مألوف، فمن الناحية الفنية، يعد ضمن ما يطلق عليه “قوات الدفاع الذاتي اليابانية” ويعتبر أفراده عمال مدنيين وليسوا بحارة.. لكن واقع الأمر أن اليابان استطاعت أن تصنع أسطولاً من أكثر الأساطيل تقدماً في العالم، وأن أفراده يمثلون نخبة من أفضل القوات البحرية المدربة في العالم، لكنهم يتوارون تحت مسمى قوة الدفاع الذاتي.
وتكمن قوة الأسطول الياباني، في أسطول المدمرات، التي تم تصميمها لحامية ممرات السفن من وإلى اليابان عقب الحرب العالمية الثانية، حيث يضم 46 مدمرة، وهو عدد أكبر من عدد مدمرات الأسطولين البريطاني والفرنسي مجتمعين تقريباً.. ومنذ عام 2000 بدأت اليابان إنشاء جيل جديد من سفن السطح، تحمل اسم “مدمرات المروحيات” التي تشبه حاملات الطائرات، وتستطيع حمل المروحيات، كما أنها مصممة لتحمل مقاتلات “إف ـ 35 بي” الشبحية، كما تخطط اليابان لزيادة أسطول غواصاتها إلى 22 غواصة.
وتعد سفن الإنزال إحدى مكونات الأسطول الياباني، الذي يمتلك 3 سفن تستطيع كل منها نقل 300 جندي وعشرات المركبات إلى مناطق الصراع بسرعة كبيرة، إضافة إلى الأسطول الحالي من الغواصات المكون من 16 غواصة، أبرزها غواصة “سوريو” التي يمكنها البقاء تحت الماء لفترات طويلة مقارنة بالغواصات التقليدية الأخرى، وتعد الأحدث في العالم بين الغواصات التقليدية.
……يتبع لطفا ……….
عباس الزيدي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الأسطول الأمریکی الأسطول الروسی القوات البحریة المحیط الهادئ حول العالم إضافة إلى فی العالم
إقرأ أيضاً:
مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة يستعرض التحديات الكبرى التي تواجه الأسر العربية والعالمية
نوفمبر 4, 2024آخر تحديث: نوفمبر 4, 2024
المستقلة/- سلَّطت فعاليات مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، الذي عُقد بالدوحة على مدار يومين 30-31 تشرين الأول/أكتوبر، بعنوان “الأسرة والاتجاهات الكبرى المعاصرة”، الضوء على السياسات الكفيلة بحماية الأسر في البلدان المتضررة من النزاعات، وسُبل معالجة التحديات الكبرى التي تواجهها الأسر لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، والتصدي لأضرار الإفراط في استهلاك التكنولوجيا على الأجيال الناشئة، بالإضافة إلى آثار التغير المناخي على استقرار الأسر.
وقد شهد المؤتمر الذي نظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بالتعاون مع كل من وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، ووزارة الخارجية في قطر، وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، حضور أكثر من 2000 مشارك من الخبراء وصناع السياسات وقادة الفكر من المنطقة العربية وجميع أنحاء العالم، الذين استعرضوا السياسات والبرامج التي من شأنها أن تعزز مكانة الأسرة في قلب المجتمع، وذلك خلال جلسات وفعاليات ركزت على الاتجاهات العالمية الكبرى التي تؤثر على حياة الأسرة.
تخلل المؤتمر مشاركة شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم العربي منهم: سعادة السيدة شاناز إبراهيم أحمد، حرم فخامة رئيس جمهورية العراق؛ وسعادة الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي في مصر؛ وسعادة الدكتورة أمثال هادي هايف الحويلة، وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وشؤون الأسرة والطفولة في دولة الكويت؛ والدكتور هيكتور حجار، وزير الشؤون الاجتماعية في لبنان، إلى جانب عدد كبار الشخصيات وأصحاب السعادة.
وألقت الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، شدّدت فيها على أهمية التنبه للتأثيرات التكنولوجية العميقة على الأُسر العربية، وقالت:”لا شكَّ أنّ قضايا الأسرة وتحدياتِها تتماثلُ في المجتمعاتِ جميعِها، ولكنَّها تختلفُ في خصوصياتِها من بلدٍ إلى آخر، فهناك مشتركاتٌ كثيرةٌ بينَ الأُسرِ من شَمالِ العالمِ إلى جنوبِهِ، أبرزُها تحدياتُ التكنولوجيا وتأثيرُها، واللغةُ الأم في عالمٍ معَولَم، وصراعُ الهويات”.
وفي هذا الإطار، تشير دراسة بحثية رائدة نشرتها جامعة ديوك بالتعاون مع معهد الدوحة الدولي للأسرة، إلى أن 84% من أولياء الأمور في المنطقة يشعرون بالقلق حيال تأثير الأوقات التي يمضيها أفراد أسرهم أمام الشاشات على العلاقات الأسرية، فيما يخشى 67% من احتمالية فقدان أبنائهم لهويتهم وخسارة قيمهم الثقافية في خضم هذا العصر الرقمي.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر، في سياق الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة، حيث كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت عام 1994 سنةً دولية للأسرة، مؤكدة على دور الأسرة باعتبارها الوحدة الأساسية للمجتمع، والتي ينبغي أن تحظى بأكبر قدر ممكن من الحماية والمساعدة وذلك وفقًا للمواثيق المصادق عليها دوليًا. ويضطلع مؤتمر السنة الدولية للأسرة، الذي يُعقد مرة كل عشر سنوات بدور محوري في تطوير السياسات والبرامج التي يمكنها دعم وتمكين الأسر عبر العالم.
وتحدثت خلال الجلسة الافتتاحية أيضًا، السيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، عن أهمية الجهود الدولية في حماية الأسرة قائلةً: “غالباً ما يقع العبء على نسائنا وأطفالنا من غزة إلى السودان، ومن السودان إلى أوكرانيا، ومن أوكرانيا إلى ميانمار، والعديد من الأماكن الأخرى. من واجبنا في هذا المؤتمر أن نسعى لضمان أن تكون الأسرة من حق الجميع، وألا نترك أحداً خلف الركب.”
وقد تناول المشاركون في المؤتمر بالنقاش أربعة اتجاهات عالمية معاصرة تؤثر على الأسرة في قطر والمنطقة والعالم، وهي: التغير التكنولوجي، والاتجاهات الديموغرافية، والهجرة والتمدّن، وتغيّر المناخ.
وفي جلسة نقاشية حملت عنوان:” التأرجح بين الأسرة والعمل”، تحدثت الدكتورة ميمونة خليل آل خليل، الأمين العام لمجلس شؤون الأسرة، بالمملكة العربية السعودية، عن التحديات والفرص الرئيسية التي تواجه الأسر العاملة في سعيها لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية، قائلة: “أثبتت الأبحاث أن ابتعاد الأب والأم لساعات طويلة عن المنزل بسبب العمل، يؤثر على الخصوبة وسن الزواج وكذلك معدلات الطلاق. لذا، لا بد من تقديم مبادرات تهدف إلى التأكد أن النساء نشيطات في القوى العاملة، ولكن التأكد أيضًا أننا نمارس دور الأبوة والأمومة بشكل جيد”.
وأضافت:” بينما نعمل على تمكين الأسر ونطلب منهم توفير حياة أفضل لأطفالهم، علينا أن نتأكد أننا ندعمهم أيضًا بمبادرات مختلفة، مثل العمل المرن، والتربية النشطة. ويتعين على أرباب العمل إدراك أن هذه السياسات سوف تجعل النساء العاملات أكثر إنتاجية وتركيزًا في العمل، وبالتالي يسهمن بشكل أفضل في التنمية الوطنية.”
وفي جلسة أخرى جاءت بعنوان “حياة ممزقة: الأسرة في ظل الحروب والنزاعات”، تحدثت الباحثة والأكاديمية الفلسطينية، الدكتورة نور نعيم، المدير التنفيذي لأكاديمية “آي أي مايندز” عن التدمير الممنهج لكل من الطبقة الوسطى والتعليم في قطاع غزة، قائلة: “تأتي قوة المجتمع في غزة من الأسر والترابط الأسري القوي جدًا، حيث تنزح الأسر إلى منازل بعضها البعض، دون التمييز بين القريب والغريب، ويعيشون معًا كأنهم أسرة واحدة، فهذه هي القيم والمبادئ التي يقوم عليها المجتمع في غزّة، عكس ما يحدث دائماً في الحروب. وهناك مجتمع مدني تطوعي شبابي داخل الخيام والمشافي لدعم الأسر الفقيرة، والمتطوعين في مجال التمريض”.
وأضافت: “حالة التكافل المجتمعي في غزة يجب أن تدرّس في الكتب وعلم الاجتماع في العالم بأسره، والدافع الأساسي لهذا التكافل هو أننا كلنا سواسية تحت الموت في كل لحظة، وليس أمامنا الآن رفاهية البكاء، خيارنا هو التماسك والصبر”.
وفي جلسة نقاشية أخرى دارت حول تأثيرات التغير المناخي على استقرار الأسر، سلَّط المتحدثون الضوء على آثار الهجرة الناجمة عن المناخ والأمن الغذائي وندرة المياه والقلق حيال قضايا البيئة، وجاءت بعنوان: “حماية كوكبنا تبدأ من الأسرة”.
وخلالها، قالت السيدة ماهينور أوزدمير جوكتاش، وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية في الجمهورية التركية: “لأجل التوصل إلى حلول ناجعة، يبقى الأهم هو تحمل المسؤولية بشكل جماعي، ودعم المؤسسات الحكومية في مختلف البلدان بكوادر بشرية مؤهلة، بالإضافة إلى الدعم المالي اللازم. كما تبقى الحاجة ماسّة لتعزيز التعاون بين مختلف الدول عن طريق تبادل خبراتنا والانخراط في تحالف بيئي من خلال وضع سياسات فعالة ومستدامة تستهدف مواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي”.
بدوره، سلَّط الدكتور محمد بهناسي، وهو خبير بيئي أول في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومقره في العاصمة المغربية، الرباط، الضوء على ثلاث ظواهر بيئية مترابطة تؤثر على الأسر وهي: “النزوح الناجم عن تأثير المناخ وانعدام الأمن الغذائي الذي يتفاقم بسبب التغير المناخي، وانعدام الأمن بفعل الحروب.” وشدّد على أن “هذه التحديات المترابطة باتت تفضي إلى ما نسميه الهجرة المناخية – أي الهجرة التي ترجع أسبابها إلى قضايا بيئية، وتتضخم أكثر بسبب ندرة المياه والفيضانات والتصحر وإزالة الغابات”.
واُختتمت فعاليات المؤتمر بالإعلان عن “نداء الدوحة للعمل” الذي تضمن سلسلة من التوصيات الرامية إلى التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه الأسر حول العالم ودعا الحكومات إلى دعم الأسر وتمكينها من المساهمة في عملية التنمية. ومن المقرر أن تتم مشاركة هذا النداء للتباحث مع جميع المشاركين في مواقع صناعة القرار، ومنظمات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز الفكر، والجامعات، والجهات المعنية.