"وول ستريت": توقعات بعودة التضخم إلى مستوياته الطبيعية للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
رجحت صحيفة "وول ستريت" الأمريكية، في توقعات نسبتها لخبراء اقتصاد، عودة التضخم إلى مستوياته الطبيعية للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات بالنسبة لاقتصادات كبيرة في العالم.
ولفتت الصحيفة، في تقرير لها، إلى أن التضخم الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة في مجموعة من الاقتصادات التي عانت من ارتفاع التضخم ما بعد وباء كورونا "كوفيد - 19"، مثل الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من الأسواق الناشئة، يمكن أن يسجل معدلا سنويا يقدر بـ 2.
وتوقعت اقتراب مستويات التضخم في الدول المشار إليها للأهداف التي وضعتها معظم البنوك المركزية الكبرى في العام 2024، حيث يسعى بنك الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" والبنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا إلى أن يكون معدل التضخم عند 2 في المئة.
وفي هذا السياق، توقع مايكل سوندرز، كبير المستشارين في مؤسسة "أوكسفورد إيكونوميكس"، أن يصل التضخم إلى 1.3 بالمئة في الربع الأخير من العام المقبل في منطقة اليورو، و2.7 بالمئة في المملكة المتحدة، وأشارت الصحيفة إلى أن التضخم في الولايات المتحدة سينخفض إلى 2.2 بالمئة وفقا لقياسات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي.
وذكرت أن انخفاض التضخم من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز القوة الشرائية للأسر، وتمكين البنوك المركزية من خفض أسعار الفائدة.
وأرجع سوندرز العوامل المشتركة التي تخفض التضخم إلى الغذاء والطاقة وأسعار السلع العالمية والسياسة النقدية، مضيفا أن التضخم سيكون أسرع في العودة إلى الهدف البالغ 2 بالمئة في منطقة اليورو، نتيجة مواجهة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضغوطا متمثلة في ضيق سوق العمل، موضحا أن ضغط سوق العمل الضيق سيزول، ولكن بصورة تدريجية.
ويكون سوق العمل ضيقا عندما يكون عدد الوظائف أكبر من المتقدمين لها، مما يؤدي إلى التفاوض على رواتب أعلى، وبالتالي استمرار ضغوط تكاليف العمالة بالنسبة للشركات، وهو ما يؤثر سلبا على معدلات التضخم.
وتطرقت الصحيفة إلى الأسباب التي قادت إلى معاناة العالم من التضخم، حيث ذكرت أنه وفي العام 2021، ارتفعت أسعار السلع بسبب تعطل الإنتاج والشحن العالميين، بالإضافة إلى الطلب القوي بسبب التحفيز المالي والنقدي.
كما أضافت أن الحرب الروسية في أوكرانيا خلال العام 2022، أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما أدى إلى وصول التضخم إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود.
وأوضحت أن التضخم في منطقة اليورو، التي عانت من انقطاع الغاز الروسي، بلغ ذروته عند 10.6 بالمئة في أكتوبر 2022.
وأشارت "وول ستريت" أيضا إلى أن تكاليف السكن أدت إلى زيادة تضخم أسعار الخدمات في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بنسبة 3.1 في المئة خلال نوفمبر، مقارنة بالعام السابق، ولكن بنسبة 1.4 في المئة عند استثناء المأوى، مضيفة أن التأثير أقل بكثير في أوروبا، حيث تم حذف المساكن التي يشغلها مالكوها من مقاييس التضخم الرئيسية.
واستطردت الصحيفة قائلة: إن سلاسل التوريد غير المقيدة أدت إلى انخفاض التضخم نهاية عام 2022 وطوال هذا العام، ومن المرجح أن يستمر ذلك في العام المقبل.
من جهته، بين نيل دوتا، رئيس الأبحاث الاقتصادية في "رينيسانس للأبحاث" أن أسواق الطاقة والسلع الأساسية قد تكيفت مع الاضطرابات التي شهدتها أوكرانيا، مما ساعد على خفض أسعار الطاقة واستقرار تكاليف الغذاء، مضيفا أن هذه العوامل من شأنها أن تستمر في التأثير على التضخم في عام 2024.
وذكرت الصحيفة أن أسواق العمل في العديد من الاقتصادات الكبرى بدأت في إعادة التوازن هذا العام أيضا، مما أدى إلى تباطؤ نمو الأجور، وهو المساهم الرئيسي في تكاليف الخدمات، ومن شأن ذلك أن يستمر في عام 2024.
ونقلت"وول ستريت " عن بيتر بيريزين، كبير الاستراتيجيين العالميين في"ي سي أي للأبحاث" قوله إنه "يمكن القول إن هذا قد حدث بالفعل في الولايات المتحدة"، مضيفا أن ضغوط الأجور تراجعت إلى حد كبير بسبب تدفق العمال إلى القوى العاملة، إلا أن الصحيفة شددت على أن التوقيت والتأثير بهذا الخصوص سيختلف باختلاف البلد.
المصدر: العرب القطرية
إقرأ أيضاً:
التضخم يلتهم رواتب المعلمين في أوروبا.. ما هي الدول التي شهدت انخفاضات حادة؟
شهدت رواتب المعلمين في أوروبا تغيرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، مع تسجيل تراجع واضح في قيمتها بسبب التضخم. وأدى هذا الانخفاض إلى تصاعد القلق بشأن مستقبل مهنة التدريس ومدى قدرتها على جذب الكفاءات الجديدة.
اعلانفي المقابل، كشفت البيانات عن تفاوتات ملحوظة في رواتب المعلمين بين الدول الأوروبية. عوامل مثل المؤهلات الأكاديمية، سنوات الخبرة، ومستويات القوة الشرائية تظل المحدد الرئيسي لدخل المعلمين، مما يبرز الفجوة الكبيرة بين الاقتصادات المختلفة في القارة.
انخفاض كبير في الرواتبوفقًا لتقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "التعليم في لمحة 2024"، انخفضت الرواتب القانونية لمعلمي المرحلة الإعدادية بالقيمة الحقيقية في 10 من بين 22 دولة أوروبية بين عامي 2015 و2023.
تصدرت لوكسمبورغ قائمة الدول التي شهدت أكبر انخفاض، حيث تراجعت رواتب المعلمين بنسبة 11% خلال هذه الفترة. تبعتها اليونان بنسبة 9%، ثم أيرلندا وفنلندا وإيطاليا بنسبة 6% لكل منها.
وفي إنجلترا، التي تعاني من نقص حاد في المعلمين، انخفضت الرواتب بنسبة 5%، بينما شهدت البرتغال انخفاضًا بنسبة 4% والمجر بنسبة 3%.
وفي المقابل، ارتفعت الرواتب بمعدل 4% فقط في دول الاتحاد الأوروبي الـ25 مجتمعة، مع تسجيل زيادات متواضعة في بعض الاقتصادات الكبرى مثل إسبانيا (2%) وألمانيا (1%).
وعلى النقيض، سجلت تركيا أعلى زيادة في رواتب المعلمين، بنسبة 31%، تلتها التشيك بزيادة قدرها 16% واسكتلندا بنسبة 12%.
تغييرات طويلة الأمد وفجوة بين الدولأثرت جائحة كوفيد-19 بشكل كبير على القوة الشرائية للمعلمين، حيث سجلت العديد من الدول انخفاضات في الرواتب بالقيمة الحقيقية بعد الجائحة. في إنجلترا، انخفضت الرواتب إلى 95% من مستوياتها في عام 2015، مما يعكس تدهورًا واضحًا في القدرة الشرائية للمعلمين مقارنة بفترة الجائحة.
وتختلف رواتب المعلمين بشكل كبير عبر أوروبا. وفقًا لتقرير Eurydice، تراوحت الرواتب القانونية السنوية للمعلمين المبتدئين بين 9897 يورو في بولندا و84,589 يورو في لوكسمبورغ في عام 2022/2023. في ألمانيا، بلغ متوسط الرواتب 62,322 يورو، وهو ما يقارب ضعف ما يكسبه المعلمون في فرنسا (32,186 يورو).
ولإجراء مقارنة أكثر عدلاً، استخدمت بعض الدراسات معايير القوة الشرائية (PPS). وفقًا لهذه المعايير، تراوحت الرواتب السنوية للمعلمين المبتدئين داخل الاتحاد الأوروبي بين 11,826 في سلوفاكيا و49,015 في لوكسمبورغ. ورغم أن هذه المعايير تقلل الفجوة بين الدول، إلا أنها لا تلغيها.
الحاجة إلى حلول عاجلةأكد تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن الرواتب ليست العامل الوحيد لجذب المعلمين إلى المهنة، مشددًا على أهمية توفير فرص التطوير المهني وضمان بيئة عمل محفزة.
من جانبه، دعا جاك وورث من مؤسسة NFER إلى اتخاذ إجراءات سياسية فعالة لمعالجة أزمة نقص المعلمين، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي يهدد جودة التعليم في القارة الأوروبية.
وبالنظر إلى التفاوتات الكبيرة في رواتب المعلمين بين الدول، فإن معالجة هذه الفجوة تمثل تحديًا كبيرًا، لكنها تظل ضرورية للحفاظ على استدامة وجودة التعليم في أوروبا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إليكم الدولة الأكثر اكتئابًا في أوروبا.. هل بلدكم ضمن القائمة؟ رئيسة البنك المركزي الأوروبي تحذر: أوروبا بحاجة إلى استعداد شامل أمام التحولات التجارية الأمريكية هل تعود قناة السويس إلى دورها المحوري وتعوض الخسائر بعد وقف النار في غزة؟ مدارس مدرسةوظائفثقافةتعليمأوروباحد أدنى للأجوراعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. عودة النازحين مستمرة لشمال غزة وإسرائيل تؤكد إصابة 15 ألف جندي في صفوفها وتعيد انتشارها بجنوب لبنان يعرض الآنNext ترامب: تحدثت مع الرئيس المصري وسيوافق كما سيوافق ملك الأردن على استقبال الفلسطينيين.. والسيسي ينفي يعرض الآنNextعاجل. بعد أشهر من الاحتجاجات.. استقالة رئيس وزراء صربيا ميلوس فوتشيفيتش يعرض الآنNext روسيا تهاجم خاركيف جوًا.. إصابات في صفوف المدنيين وخسائر مادية كبيرة يعرض الآنNext بين تعريفات ترامب وذكاء ديب سيك.. هل تتغير موازين أسواق العملات؟ اعلانالاكثر قراءة نحو 300 ألف نازح عادوا لشمال قطاع غزة وإسرائيل توسع عملياتها بالضفة وحزب الله يرفض أي تمديد للهدنة لصوص يستخدمون المتفجرات لسرقة قطع أثرية من متحف في هولندا الاتحاد الأوروبي نحو "تعليق" العقوبات عن سوريا.. وكايا تؤكد: "خطوة تتبعها خطوة" واشنطن تمدد الهدنة في لبنان لثلاثة أسابيع وقوافل الجنوبيين تستعد للدخول إلى القرى الحدودية عنوة إليكم الدولة الأكثر اكتئابًا في أوروبا.. هل بلدكم ضمن القائمة؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلدونالد ترامبقطاع غزةحركة حماسغزةمهرجانتقاليدضحاياروسياالاتحاد الأوروبيالحرب في أوكرانيا جنوب لبنانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025