بايدن ونتنياهو يتوصلان إلى صفقة حول استمرار حرب غزة.. هذه تفاصيله
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
إسرائيل يمكنها مواصلة عمليتها العسكرية في غزة، والولايات المتحدة لن تكون في عجلة من أمرها عندما يتعلق الأمر بتحرك إسرائيل نحو مرحلة أقل حدة في القتال، طالما يحصل القطاع على المساعدات الإنسانية، وطالما أن إسرائيل تقتل عددًا أقل من المدنيين.
هكذا يتحدث تحليل لصحيفة "هآرتس" العبرية، وترجمه "الخليج الجديد"، عن صفقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تنص على استمرار الحرب مقابل دخول المساعدات، وتتيح لإسرائيل المزيد من الوقت في طريقة حربها الحالية.
وبحسب المحلل العسكري عاموس هارئيل، فإنه طالما استمر إدخال المساعدات الإنسانية فإن واشنطن لن تضغط على إسرائيل من أجل تقليص الحرب على قطاع غزة.
لكنه أشار في ذات الوقت إلى أنه ليس مؤكداً أن ذلك سيخدم المصلحة الإسرائيلية في ظل الخسائر الكبيرة في صفوف جنود الاحتلال.
وكانت التوقعات المبكّرة، في واشنطن وإلى حد ما في تل أبيب، هي أن إدارة بايدن قد تطالب إسرائيل بإنهاء العملية البرية المكثفة في قطاع غزة بحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول الحالي، وأن الجانب الأمريكي سيسمح على الأكثر ببضعة أسابيع أخرى من القتال بشكله الحالي.
اقرأ أيضاً
حتى لا تتصاعد الحرب.. بايدن أقنع نتنياهو بعدم توجيه ضربة لحزب الله
وستعمل الإدارة الأمريكية على نحو مقلّص خلال فترة عيد الميلاد، وإذا لم يحدث شيء استثنائي خلال الحرب في قطاع غزة في الأيام المقبلة، فإن الأمريكيين لن يطلبوا من إسرائيل التوقف.
ولفت التحليل إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أجهضت خلال نهاية الأسبوع الماضي قراراً في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، مقابل تجاوب نتنياهو مع المطالب الأمريكية لضمان دخول مساعدات إنسانية كبيرة إلى القطاع، الذي يواجه أزمة إنسانية كبيرة جدا.
ويبرر الرئيس الأميركي الرد الإسرائيلي على هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويدعم تدمير سلطة "حماس"، ويعيق بدوره وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الأمريكيين لا يستعجلون تغيير شكل الحرب الإسرائيلية الحالي، لاتجاه تقليل القوات وتقليص المساحات التي يوجد فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والانتقال التدريجي إلى طريقة المداهمات، طالما استمرت المساعدات بالدخول.
لكنه التحليل أشار في ذات الوقت إلى "نقطتي ضعف" أساسيتين، في ظل الوضع الحالي، أولها أن المساعدات الإنسانية تساعد حركة "حماس" أيضاً، ذلك أنها لا تقلل فقط الضغط عليها من قبل المدنيين، ولكنها تستفيد من الوقود من أجل أنظمة تهوية الأنفاق كما تستفيد من الطعام من أجل عناصرها.
كما ذكر أنه ليس واثقاً بأن تأخير تغيير شكل الحرب الحالي يخدم المصلحة الإسرائيلية.
اقرأ أيضاً
فاتورة الهزيمة في غزة.. من يدفعها أولا: بايدن أم نتنياهو؟
وأوضح في هذا السياق أن ثمة مسؤولين في المستوى السياسي وكذلك في هيئة أركان جيش الاحتلال يرون أن هناك حاجة لتغيير طريقة إدارة الحرب في قطاع غزة، في أسرع وقت ممكن، وذلك على خلفية الخسائر الكبيرة في حياة الجنود الذين يُقتلون خلال المعارك.
وارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال الإسرائيلي المُعلن عنهم، إلى 489 منذ بدء عدوانه على القطاع المحاصر في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 162 قتلوا منذ بدء العملية البرية في القطاع في 27 من الشهر ذاته، وفق بيانات إسرائيلية.
ووفق مراقبين، فإن جيش الاحتلال لا يعلن عن خسائره في غزة كاملة، خوفا من رد الفعل الداخلي، بالإضافة إلى اعتبارات عسكرية وسياسية.
كما يدور نقاش، وفق التحليل، بشأن إن كانت عمليات البحث البطيئة والممنهجة خلف الأنفاق والوسائل القتالية تقرّب بالفعل الأهداف المعلنة للحرب، ومن ضمنها القضاء على قدرات "حماس" وخلق ظروف لإعادة الأسرى الإسرائيليين.
ويرى هارئيل، أن نتنياهو يواصل تضليل الجمهور في إسرائيل، وكأن الجيش الإسرائيلي يخطو مسرعاً نحو تحقيق النصر في قطاع غزة دون أية عراقيل.
اقرأ أيضاً
3 خلافات بين نتنياهو وبايدن.. غزة تدفع شريكي الحرب نحو صدام
وخلال الايام الماضية، سلطت وسائل إعلام عبرية، عن فجوة بين تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحرب، وواقع ميدان المعركة في قطاع غزة، ففي الوقت الذي يشدد السياسيون على أن الحرب مستمرة حتى تحقيق أهدافها، إلا أن الجيش متعثر ولا أحد يريد الاعتراف باستحالة تحقيق أهداف الحرب والقضاء على "حماس".
والأحد، تعهد نتنياهو أن إسرائيل ستواصل حربها على حركة "حماس" حتى تحقيق "نصر ساحق".
فيما قال رئيس القسم الاستراتيجي في هيئة الأركان الجنرال إليعيزر تولدانو، إن "هذه حرب ستستمر لعدة أشهر أخرى. ستتعيّن علينا إدارة اقتصاد بالسلاح. نحن لا نقتصد في الذخيرة في الحرب ونفعل كل ما هو ضروري لحماية أرواح جنودنا".
وسبق أن قال مسؤولون أمريكيون إنهم يريدون، ويتوقعون، أن تقوم إسرائيل قريبا بتحويل عملياتها العسكرية في غزة إلى مرحلة أقل كثافة، حيث ستكون هناك عمليات أكثر استهدافا تركز على قيادة "حماس" وبنيتها التحتية.
والأحد، رفض نتنياهو، تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أقنعت إسرائيل بعدم توسيع عملياتها العسكرية، وقال: "هذا ليس صحيحا.. إسرائيل دولة ذات سيادة.. قراراتنا في الحرب تُبنى على اعتباراتنا العملية".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأحد، 20 ألفا و424 قتيلا، و54 ألفا و36 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
الجارديان: لهذه الأسباب.. على بايدن أن يجبر نتنياهو على التنحي
المصدر | هآرتس - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة الحرب في غزة عيد الميلاد نتنياهو بايدن إسرائيل جیش الاحتلال فی قطاع غزة اقرأ أیضا فی غزة
إقرأ أيضاً:
مطالب وشروط نتنياهو أبعد من مجرّد صفقة لوقف الحرب
كتب غاصب المختار في" اللواء": يتضح من كل المشهد السياسي الفولكلوري والعسكري الدموي، ان لا مجال لإقناع إسرائيل بوقف الحرب، خاصة في ظل «الدلع» الأميركي الزائد وغض النظر عن المجازر التي يرتكبها الاحتلال وعن التقدم البرّي الذي أدّى الى تدمير قرى بكاملها عند الحد الأمامي الجنوبي، ما أوحى لبعض الجهات السياسية المتابعة بأن الكيان الإسرائيلي ذاهب الى أبعد من مجرد مطالب وشروط أمنية وسياسية لضمان حدوده الشمالية وإعادة المهجرين من المستوطنات الحدودية. فظهر من كلام نتنياهو في الأسابيع الأخيرة ان هدف الحرب هو تغيير خريطة الشرق الأوسط وواقعه السياسي، وصولا الى ما يخطط له من استكمال التطبيع مع بعض الدول العربية وإقامة سلام في الشرق الأوسط وفق رؤيته لهذا «السلام» بالخلاص من كل يتسبب بإفشال مشروعه، من لبنان الى سوريا والعراق وإيران وحتى اليمن.
وفي صورة أوسع من المشهد الحالي القائم، لا بد من العودة الى وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه سيعمل فور تسلّمه منصبه رسمياً على «تحقيق السلام في الشرق الأوسط بما يعيد الازدهار والاستقرار والامان الى شعوبه»، ويتضح ان السلام الذي يريده ترامب لا يختلف عن الذي يريده نتنياهو بل يتماهي معه الى حد التوافق التام. فأي سلام بالمفهوم الأميركي - الإسرائيلي يعني تغليب مصالح الدولتين على مصالح كل دول المنطقة الحليفة والصديقة منها كما الخصوم، بحيث تبقى إسرائيل هي المتفوّقة وهي المتحكّمة وهي التي تفرض الشروط التي ترتأيها على كل الراغبين بوقف الحرب وبتحقيق السلام الفعلي والشامل الذي يُفترض أن يعيد الحقوق الى أصحابها في فلسطين ولبنان وسوريا.
لذلك أي قراءة جيو - سياسية وعسكرية لوضع المنطقة الآن لا بد أن تأخذ بالاعتبار مرحلة حكم ترامب ومصير نتنياهو بعد الضغوط الدولية الكبيرة عليه، والتي تجلّت مؤخراً بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر بإعتقال نتنياهو ووزير حربه السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في غزة. فهل تبقى توجهات أميركا وإسرائيل هي ذاتها أم تكبح الضغوط الدولية السياسية والقانونية بعض الجموح والتطرف؟!
يتضح من موقف ترامب من قرار المحكمة الجنائية انه سيقف ضد أي إجراء بحق إسرائيل ونتنياهو شخصياً، وان مرحلة حكمه المقبلة ستكون مليئة بالتوترات في الشرق الأوسط لا سيما إذا استمر في السياسة العمياء بدعم إسرائيل المفتوح سياسيا وعسكريا والضغط على خصومها وأعدائها، والتوافق الى حد التماهي مع ما تريده إسرائيل ومحاولة فرض أي حل سياسي بالحديد والنار والمجازر.