طهران - الوكالات
نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين اتهاما أمريكيا بأن إيران هاجمت ناقلة كيماويات قرب الهند، قائلا إن الاتهامات "لا أساس لها".

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم السبت إن طائرة مسيرة أطلقت من إيران أصابت ناقلة كيماويات في المحيط الهندي.

وكانت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري، قد أفادت يوم السبت، إن سفينة تجارية تابعة لإسرائيل صدمتها طائرة مسيّرة قبالة الساحل الغربي للهند، مما أدى إلى نشوب حريق.

وأضافت أنه تم إخماد الحريق الذي اندلع على متن السفينة، وهي ناقلة منتجات كيماوية وترفع العلم الليبيري، من دون وقوع إصابات بين أفراد الطاقم.

وأشارت الشركة على موقعها الإلكتروني، إلى أن الحادث وقع على بعد 200 كيلومتر جنوب غربي فيرافال في الهند.

وقالت: "تم الإبلاغ أيضا عن بعض الأضرار الهيكلية ووصول بعض الماء إلى متن السفينة. السفينة تابعة لإسرائيل وكانت متجهة إلى الهند في ذلك الوقت".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

القفز من السفينة الغارقة

«ربما تتفاجؤون لو أقول إنه لم يكن هناك نظام بأي مرحلة، لو كان هناك نظام لدافع عن نفسه، بل كان هناك منظومة فساد مافيوية رهنت مصالح البلاد لخدمة مآربها الشخصية، ولذلك سقطت بهذه السرعة». هكذا رَطَنَ بشار الجعفري سفير سوريا في موسكو في احتفالية السفارة بسقوط نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، بعد ساعات فقط من سقوط الرئيس ولجوئه إلى روسيا! ولقد تفاجأنا بالفعل كما توقع الجعفري، ليس فقط لأنه كان جزءًا من هذا النظام الذي ينعته بالفساد، ولكن أيضًا لهذه السرعة القياسية التي غيّر فيها موقفه مائة وثمانين درجة.

عندما كان بشّار الجعفري مندوبَ سوريا الدائم في الأمم المتحدة عُرِفَ بدفاعه الشرس عن النظام السوري، وهجومه اللاذع على كل من ينتقد حكومة بلاده؛ فالمعارضة السورية ليست سوى «جماعات إرهابية»، والدول التي تطالب بشار الأسد بحماية شعبه هي دول متآمرة وراعية للإرهاب، والأمانة العامة للأمم المتحدة «منحازة للجماعات المسلحة» ضد حكومة بلاده، إلى آخر التُهم التي كان يطلقها في خطاباته النارية، وكانت هذه الخطابات تلقى ترحيبًا كبيرًا ليس فقط من نظام بلاده، بل من كثير من المثقفين العرب المؤيدين لما كان يسمى «محور الممانعة»، والمؤمنين بأن نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد هو «آخر حائط صدّ» في وجه الصهيونية العالمية. ولأنه أثبتَ إخلاصًا وولاء منقطعَيْ النظير للنظام السوري فقد اختاره هذا النظام ممثلًا له ليكون «كبير المفاوضين» باسمه للمعارضة السورية في مؤتمر جنيف 2 مطلع عام 2014، وفي جولات التفاوض اللاحقة به في عامَيْ 2015 و2016. باختصار كان بشار الجعفري المتحدث الرسمي باسم النظام السوري، وجزءًا لا يتجزأ من منظومة الفساد التي يتحدث عنها، ولا أدري كيف سوّلتْ له أفكاره أن ذاكرة الشعب السوري ضعيفة إلى هذه الدرجة.

قد يجد البعض العذر للجعفري بالقول إنه في حال سقوط الأنظمة الاستبدادية، غالبًا ما يسارع الموالون السابقون إلى القفز من السفينة الغارقة والتنصل من مواقفهم لتجنب المحاسبة القانونية أو الشعبية، أو لضمان سلامتهم الشخصية وسلامة عائلاتهم، أو الرغبة في أن يكون لهم دور في القيادة الجديدة للبلد. وهذا كله صحيح، لو أن الجعفري اكتفى بالاعتذار للشعب السوري، دون أن يدعي بطولة زائفة، فقد قال في الكلمة نفسها في سفارة سوريا في موسكو: «في الأمم المتحدة كنتُ ابتدعتُ كلمة بلادي ووطني ولم أكن أذكر النظام أو رأسه، لأن بلادنا هي التي تجمعنا، وكان يُوجَّه لي اللوم «من النظام المخلوع» على ذلك»!

قبل سقوط نظام البعث في سوريا بأكثر من عشرين عامًا سقط نظام البعث في العراق عام 2003، وأستدعيه الآن لأن الشيء بالشيء يُذكَر. فقد كان وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف الناطقَ الرسمي باسم العراق خلال الحرب، ورغم انتشار أصوات إطلاق النار كان يدعي أن القوات الأمريكية محتَجَزة خارج بغداد من قبل القوات العراقية، وأن الجنود الأمريكيين كانوا يقتلون أنفسهم بالمئات، إلى آخر الأكاذيب التي انتشرت آنئذ، ثم صارت بعد ذلك مجال تندّر في العالم العربي. وحين سقط الرئيس صدام حسين، كان بإمكان الصحاف أن يركب الموجة ويدعي أنه كان مرغمًا على اقتراف تلك الأكاذيب، ويرمي الأمر على رئيسه، لكنه لم يفعل. وهكذا فعل طارق عزيز، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، الذي كان يُعرف في الغرب بالوجه الدبلوماسي لصدام حسين، ففي شهادته التي أدلى بها في محاكمة الرئيس العراقي رفض عزيز إدانته، بل كان يدافع عنه باستماتة، وهو ما تسبب له أن يقضي ما تبقى من عمره في السجن.

خلاصة القول إن بشار الجعفري الذي أرخ لسياسة بلاده في عدد من الكتب، لم يتعلم على ما يبدو درس التاريخ، وهو أن الشعوب، وإن أبدت تسامحًا مؤقتًا، لا تنسى بسهولة من أسهموا في معاناتها أو كانوا أدوات طيّعة في أيدي الأنظمة القمعية، وأن ما يميز المواقف هو الصدق والاعتراف بالمسؤولية، لا اختلاق البطولات الزائفة أو التنصل من المواقف السياسية المشينة، أو القفز من السفينة الغارقة في اللحظة الأخيرة.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • القفز من السفينة الغارقة
  • إيران.. الإطاحة بشبكة تابعة لمجاهدي خلق خططت لزعزعة الامن في البلاد
  • بوتين يتصل بنظيره الأذري معتذرا بشأن الطائرة.. وشركات تعلق رحلاتها إلى روسيا
  •  الخطوط الأذربيجانية تعلق رحلاتها إلى روسيا
  • إقلاع أول رحلة من مطار صنعاء الدولي بعد توقفه نتيجة الغارات “الإسرائيلية”
  • أذربيجان تعلق رحلاتها لمدن روسية واتهامات لموسكو بإسقاط الطائرة
  • الخطوط الجوية الأذربيجانية تعلق رحلاتها إلى 7 مدن روسية
  • إيران تعلق على اتهامها بالوقوف وراء الأحداث والاحتجاجات الأخيرة في عدة مدن سورية
  • رويترز: روسيا أسقطت الطائرة الأذربيجانية في كازاخستان
  • فيديو.. هذه أسوأ حوادث الطيران في 2024