طهران تنفي صحة اتهام أمريكي بمهاجمة ناقلة كيماويات قرب الهند
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين اتهاما أمريكيا بأن إيران هاجمت ناقلة كيماويات قرب الهند، قائلا إن الاتهامات "لا أساس لها".
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد قالت الأحد إن طائرة مسيرة انطلقت من إيران استهدفت ناقلة كيماويات في المحيط الهندي السبت.
ويسلط الحادث الضوء على التوترات الإقليمية المتصاعدة والمخاطر الجديدة التي تهدد الممرات الملاحية بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
في نفس السياق، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" أن مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية تمكنت السبت من إسقاط أربع طائرات مسيرة هجومية كانت تستهدفها في البحر الأحمر.
وأضافت سنتكوم على منصة إكس أن المدمرة "يو إس إس لابون" التي كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر "أسقطت أربع طائرات مسيّرة انطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن وكانت تحلق باتجاه السفينة الحربية الأمركية"، مضيفة أنه "لم تقع إصابات أو أضرار".
كما أعلن الجيش الأمريكي أن ناقلة نفط ترفع العلم الهندي أبلغت عن تعرضها لهجوم بطائرة مسيّرة أطلقها متمردون حوثيون خلال عبورها البحر الأحمر، حيث قامت بإرسال نداء استغاثة إلى سفينة حربية أمريكية منتشرة في المنطقة.
وأفادت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الناقلة "إم في سايبابا" المملوكة للغابون لم تبلغ عن وقوع إصابات جراء الهجوم.
ارتباطا بحادث ناقلة المواد الكيماوية، قال متحدث باسم وزارة الدفاع موضحا "تعرضت السفينة كيم بلوتو، وهي ناقلة كيماويات ترفع علم ليبريا وتملكها اليابان وتشغلها هولندا، لهجوم في حوالي الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة صباحا بتوقيت غرينتش) في المحيط الهندي على بعد 200 ميل بحري من ساحل الهند، بطائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه أطلقت من إيران".
وتسببت جماعة الحوثي المدعومة من إيران وتسيطر على الكثير من أراضي اليمن في اضطراب التجارة العالمية على مدى أسابيع، بسبب شنها هجمات على السفن المارة عبر مضيق باب المندب عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر فيما تقول إنه رد على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
من جهتها، ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في وقت سابق أن منظومة جوية غير مأهولة انفجرت بالقرب من سفينة في مضيق باب المندب، على بعد 45 ميلا بحريا جنوب غربي الصليف باليمن. وأطلقت الولايات المتحدة عملية "حارس الازدهار" قبل ثلاثة أيام، قائلة إن أكثر من اثنتي عشرة دولة وافقت على المشاركة في جهد سيشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
"تحالف الازدهار" وتهديدات إيران
السبت أيضا، حذر المسؤول في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي من أن ممرات ملاحية أخرى ستصبح غير صالحة لحركة الشحن إذا لم توقف إسرائيل حربها في غزة.
ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء عن المسؤول العسكري قوله "فيما تستمر الجرائم، يجب على أميركا وحلفائها أن يتوقعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى".
وأضاف "يجب عليهم أن يتوقعوا إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق وممرات مائية أخرى قريبا".
ويعتبر البحر الأحمر بمثابة "طريق سريع" يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي عبر قناة السويس، وبالتالي أوروبا بآسيا.
وتمر عبر قناة السويس حوالى 20 ألف سفينة سنوياً، وتعتبر حيوية للتجارة العالمية.
واتهم البيت الأبيض إيران بأنها "متورطة بشكل كبير في التخطيط" للهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون على السفن من خلال تزويدهم "بمعدات عسكرية متطورة" و"مساعدة استخباراتية".
وأكد البيت الأبيض أنه من دون هذه المساعدة الإيرانية لكان من الصعب على الحوثيين "رصد وضرب" هذه السفن.
وتعترف إيران بتقديم دعم سياسي للحوثيين الذين يخوضون حرباً منذ 2014 ضد الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.
لكن طهران تنفي تقديم معدات عسكرية للحوثيين.
وفي 18 كانون الأول/ديسمبر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي لحماية حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن. وانضمت إلى هذا التحالف حتى اليوم أكثر من عشرين دولة.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة الحرب بين حماس وإسرائيل اليمن الحوثيون مضيق باب المندب الولايات المتحدة إيران إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل غزة المغرب فرنسا الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا ناقلة کیماویات البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
هل اقتربت الحرب .. تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وتهديدات بشأن النووي | تقرير
ندّدت طهران بشدة بتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي لوّح بالخيار العسكري لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، واصفةً هذه التهديدات بأنها "غير منطقية ومُشينة".
تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد المخاوف الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، خاصة بعد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية كشف عن زيادة "مُقلقة جداً" في مخزون طهران من اليورانيوم المخصب.
وفي مقابلة مع موقع "بوليتيكو" الأمريكي، أكد ساعر أن إيران باتت تمتلك ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلتين ذريتين، محذراً من أن "الوقت ينفد لمنعها من تحقيق ذلك".
وأضاف الوزير الإسرائيلي أن "الخيار العسكري يجب أن يكون مطروحًا بشكل جاد وموثوق به"، في إشارة إلى احتمال تنفيذ ضربات عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
إيران ترد: تهديدات غير مبررة ودفاعنا ضرورة حتميةفي رد رسمي على هذه التصريحات، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن تصريحات ساعر تعكس ازدواجية إسرائيل في التعامل مع القضايا الأمنية. وأوضح في منشور عبر منصة "إكس"، نقلته وكالة "إرنا" الإيرانية، أن "مسؤولي إسرائيل يهددون إيران باستمرار بعمليات عسكرية، بينما يلومها الغرب بسبب قدراتها الدفاعية، وهذا تناقض صارخ وغير مقبول". كما شدد على أن تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية هو "إجراء ضروري ومسؤول" في ظل وجود "كيان احتلالي معتاد على العدوان" في المنطقة، في إشارة واضحة إلى إسرائيل.
نتنياهو: إسرائيل "ستُنهي المهمة" بدعم أمريكيفي سياق متصل، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من لهجته تجاه إيران، مؤكداً أن إسرائيل "ستُنهي المهمة" في التعامل مع التهديد النووي الإيراني، وذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في وقت سابق من فبراير الجاري. هذا التصعيد يتماشى مع استراتيجية إسرائيل التقليدية، التي لطالما أعلنت أنها لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، ولو تطلب ذلك تدخلاً عسكريًا.
الوكالة الذرية: إيران تسرّع التخصيب بوتيرة خطيرةفي تطور مقلق، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير غير معدّ للنشر، أن إيران رفعت بشكل كبير من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب من العتبة الحرجة البالغة 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية. ووفقاً للتقرير، فقد بلغ المخزون الإيراني 2744 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بحلول الثامن من فبراير، مقارنةً بـ 1822 كيلوغرامًا قبل ثلاثة أشهر فقط، مما يشير إلى تسارع ملحوظ في معدل الإنتاج.
تداعيات الاتفاق النووي وعودة "الضغوط القصوى"يُذكر أن طهران بدأت في التراجع تدريجياً عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعدما انسحبت الولايات المتحدة منه بشكل أحادي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أعاد فرض عقوبات اقتصادية خانقة على إيران ضمن سياسة "الضغوط القصوى". هذه العقوبات أضعفت الاقتصاد الإيراني وعزلت طهران على المستوى الدولي، إلا أنها لم توقف تقدمها النووي، ما جعل الملف الإيراني نقطة توتر رئيسية في العلاقات الدولية.
تصعيد غير مسبوق وخيارات محدودةمع تصاعد اللهجة العدائية بين إيران وإسرائيل، واستمرار فشل الجهود الدبلوماسية في احتواء الأزمة النووية، تبدو الخيارات المتاحة محدودة. ففي حين تسعى الدول الغربية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي، لا تزال إسرائيل مصرة على أن الخيار العسكري قد يكون السبيل الوحيد لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وبينما تستعد المنطقة لاحتمالات تصعيد جديد، يبقى السؤال: هل سنشهد مواجهة عسكرية مباشرة، أم ستنجح الدبلوماسية في احتواء الأزمة قبل فوات الأوان؟