25 ديسمبر، 2023
بغداد/المسلة الحدث:
محمد حسن الساعدي
أجريت انتخابات مجالس المحافظات في العراق بعد مضي أكثر من 10 سنوات على إجراء آخر انتخابات محلية وسط أجواء مستقرة وآمنة إذ لم تسجل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أي خروقات انتخابية تصل إلى الدرجة الحمراء ويمكن أن ترقى لمستوى الطعن بها أو إلغاء مراكز اقتراع.
إن إجراء هذه الانتخابات ينظر له على أنه اختبار للديمقراطية في البلاد، إذ تعد الحلقة الأساسية للانتخابات البرلمانية القادمة والتي من المقرر إجراءها بداية عام 2025، حيث ستحدد توازن القوى السياسية خلال المدة القادمة،وتأتي هذه الانتخابات على أثر الاستقرار السياسي والأمني بعد سنوات من الحرب على العصابات الإرهابية وتحول التركيز إلى الخدمات العامة ومعالجة معدلات البطالة ومحاربة الفساد المتفشي في مؤسسات الدولة كافة.
الانتخابات المحلية ينظر لها على أنها اختبار لرئيس رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي تولى السلطة بعد انغلاق سياسي دام أكثر من ثمانية شهور، وبعد إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات إن نسبة إقبال الناخبين بلغت 41% من نسبة من يحق لهم المشاركة أي نحو 6.6 مليون ناخب من أصل اكثر من 16 مليون، والتي أظهرت نتائجها فوز الائتلاف الشيعي الحاكم في البلاد وحصوله على أكبر كتلة من الأصوات في أغلب المحافظات الجنوبية، بالمقابل حصول ثلاث قوائم مدعومة من قبل محافظات (البصرة وكربلاء وواسط)على أعلى الأصوات ما يظهر مؤشر على التغير السريع على الخارطة السياسية المقبلة في عموم البلاد.
أفرزت هذه الانتخابات قناعة بأن الشعب العراقي لا يزال يحتفظ بالثقة بالنظام السياسي، ويعتقد أنها فرصة مهمة للتغيير،وهي إحدى وسائل الديمقراطية التي ستساعد على تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للفرد العراقي، بالمقابل هناك من يرى أن مجالس المحافظات ما هي إلا حلقة أخرى من الحلقات الفساد وسرقة المال العام وسيطرة المتنفذين على المشاريع والاستثمارات في عموم المحافظات، وأن إجراء هذه الانتخابات واختيار أعضاء المجالس ستكلف الدولة مليارات من الرواتب والمخصصات والنثريات الزائدة من الحاجة ،بالإضافة إلى أن مجالس المحافظات تشكل بؤر الفساد والمحسوبية وقد تم حلها في أواخر عام 2019 بعد احتجاجات حاشدة مناهضة الحكومة قبل إعادة تشكيل وإجراء الانتخابات الأخيرة ، ما دفعهم إلى عدم المشاركة في هذه الانتخابات بالإضافة إلى عدم مشاركة التيار الصدري ما يجعل قوى الإطار التنسيقي الكتلة الأكبر في المحافظات العراقية بعد سيطرته على أغلب المقاعد فيها.
سيكون تأثير انتخابات مجالس المحافظات مهمة في تحديد النظام السياسي في كل محافظة،وهذه مسألة مهمة لبناء التحالفات قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة كما أنها حاسمة للسماح بتطبيق المحاصصة وستكون المنافسة شرسة في المحافظات الغنية بالموارد مثل البصرة وكركوك، لذلك اذا أجريت انتخابات مجالس المحافظات بنجاح فمن شأنها أن تقوي فترة الاستقرار النسبي في العراق وتمنح حكومة السوداني الثقة لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة أو استكمال ولايته بالكامل.
إذا اكتملت الانتخابات بنجاح وبدأت الحكومات المحلية في انتخاب المحافظين وتقديم الخدمات فانها الخطوة الاولى نحو استعادة بعض الثقة، كما انه سوف ينظر إلى مجالس المحافظات على أنها ناجحة وخلاف ذلك، سيتم اعتبار الانتخابات المحلية غير ضرورية وأداة لتمكين الفساد والتي ستؤثر مستقبلا على شرعية الدولة العراقية ككل وتهدد النظام السياسي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مجالس المحافظات هذه الانتخابات
إقرأ أيضاً:
موعد الإعلان النهائي عن الفائز في انتخابات أمريكا 2024
ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق انتخابات أمريكا 2024، مما يثير تساؤلات حول موعد الإعلان النهائي، ومن سيكون الفائز: مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، أم منافسها عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، في منافسة ستكون شرسة للغاية خلال الأيام المقبلة.
انتخابات أمريكا 2024وبحسب مراقبين لانتخابات أمريكا 2024، فإن المنافسة هذا العام تشهد تقاربًا شديدًا بين المرشحين، ما يجعل من الصعب التنبؤ بمن سيفوز بمنصب الرئيس، خاصةً في ظل استطلاعات الرأي التي أشارت إلى فارق ضئيل للغاية بين هاريس وترامب.
وتوقعت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الإعلان النهائي عن نتيجة انتخابات أمريكا 2024 قد يتأخر لعدة أيام بعد انتهاء الانتخابات.
وذكرت الصحيفة أنه إذا كانت استطلاعات الرأي غير دقيقة، وتقدم أحد المرشحين بشكل واضح على الآخر- كما حدث عندما فاز رونالد ريغان في 49 ولاية عام 1984- فقد تُعلن النتيجة خلال ساعات.
أما في ظل تقارب الانتخابات مثلما حدث في عامي 2016 و2020، فالتوقعات تشير إلى أن النتيجة قد تستمر في التأرجح طوال الليل وربما أيامًا بعدها.
وأشارت الصحيفة إلى احتمال وقوع نزاعات قانونية مطولة، إذ دفع مانحون جمهوريون ومليارديرات محافظون ما يقرب من 140 مليون دولار لخمسين مجموعة معنية بـ«نزاهة الانتخابات» للتصدي لأي نزاعات محتملة، على غرار ما حدث في انتخابات 2020 عندما رفض ترامب الاعتراف بفوز جو بايدن، مما أسفر عن أحداث العنف في الكونجرس يوم 6 يناير 2021.
موعد الإعلان النهائي للنتيجة انتخابات أمريكا 2024وبعد انتهاء التصويت في الخامس من نوفمبر الجاري، يعمل المسئولون المحليون فرز الأصوات، ويرسلون النتائج إلى المسؤولين في الولايات.
يتعين على كل ولاية تعيين ممثليها من الناخبين بحلول 11 ديسمبر، ليجتمع هؤلاء الناخبون في عواصم ولاياتهم للتصويت للرئيس ونائبه في 17 ديسمبر.
وفي 6 يناير، يعقد الكونجرس جلسة مشتركة لفرز وتأكيد النتائج الانتخابية، حيث يترأس نائب الرئيس الجلسة لإعلان النتيجة.
وفي هذه الحالة، قد تجد هاريس نفسها تعلن عن فوزها أو هزيمتها في ذكرى اقتحام الكابيتول، كما فعل مايك بنس نائب ترامب عام 2021.
في بعض الأحيان، ربما تتأخر النتائج الرسمية نحو شهر كامل؛ ففي عام 2000، بين جورج بوش الابن وآل جور، تأجل إعلان النتيجة إلى 12 ديسمبر، بعد نزاع على إعادة فرز الأصوات في فلوريدا حتى تدخلت المحكمة العليا.
وفي عام 2020، أعلنت وكالة أسوشيتد برس فوز جو بايدن بعد 4 أيام من الانتخابات، بينما استمر ترامب بالطعن في النتيجة عبر أكثر من 60 دعوى قضائية، ويخشى المحللون تكرار هذا السيناريو في الانتخابات المقبلة.