دردشة في المصطلحات السياسيّة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
هل سيسمح الزمان لأهل الصناعة المعجمية السياسية بلفتة إلى المصطلحات التي عثرت فيها الشعوب، فوقعت فانهدمت أسنانها؟ تلك الاصطلاحات أضحت تدعو إلى السخرية والاستهزاء بمختلقيها، أو الرثاء لمن لا يزالون واهمين أن لفقاقيعها مبنىً ومعنى.هذه قضية ثقافية ولغوية استراتيجية.
لقد تحوّلت قيم الحضارة الغربية إلى «صندوق باندورا» لكل أنواع الشرور: الشرعية الدولية، المجتمع الدولي، مكافحة الإرهاب، القواعد الدولية التي سطت على مصطلح القانون الدولي… هل لأكبر دماغ في العلوم السياسية والفكر السياسي والقانون الدولي والقوانين المقارنة، أن يشرح لنا ما هي القواعد الدولية؟ أين رآها مطبوعة في مقال أو كتاب، أو سمع عنها شيئاً على لسان مفكّر أو باحث علمي غير أفّاق لفّاق، وليس كلامه رثّاً ولا غثّاً.
شركات الإنتاج الفني يخونها الابتكار في أغلب الأحيان، وإلا فما أبدع كوميديا الصفوف الجامعية في العلوم السياسية.المشهد: من فضلك أستاذ، ما هي القواعد الدولية؟ وما هي السلطة العالمية التي تشرّعها أو تشرعنها؟ الأستاذ: لا وجود لشيء من هذا في العلاقات الدولية. أستاذ: وما هي الشرعية الدولية؟ الأستاذ: لا وجود لها في القانون الدولي أو العلاقات الدولية. أستاذ: كيف يصحّ الحديث عن مجتمع دولي، وهو لا يضمّ الصين، روسيا، أمريكا اللاتينية، القارة السمراء، وعدداً من الدول العربية؟ هل هم يطبّقون المثل: «واحدٌ كألف، وألفٌ كأفّ»؟
الأستاذ: عندما تنضمّون إلى الحياة العملية، في السياسة والدبلوماسية، ستدركون أن عليكم أن تضعوا على الرفّ الكثير ممّا تعلمتموه، فمثاليات الفلاسفة، ألقى بها في سلال المهملات منظّرو الواقعية والبراغماتية، ورهط برجنسكي وكيسنجر، وفي انتظار بزوغ نظام عالمي جديد، يعيد تأليف معجم العلاقات الدولية، لا مفرّ للكوكب من حفلات باربكيو عند كل مضيق، من جبل طارق إلى تايوان.لزوم ما يلزم: النتيجة الثقافية: جميل التفكير في المصطلحات البديلة، لكن ما هو الثمن الذي ستدفعه البشرية مقابل ذلك؟ فوق أثمان الحربين الأولى والثانية، قطعاً.
عبداللطيف الزبيدي – صحيفة الخليج
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
إحسان الخطيب: منفذ تفجيرات حافلات في تل أبيب لم يكن يريد إيذاء الأشخاص
قال الدكتور إحسان الخطيب أستاذ العلوم السياسية، إنّ الذي نفذ تفجيرات تل أبيب أمس لم يكن يريد أن يؤذي أشخاص، وهذا ما يشكل علامات استفهام كثيرة.
وأضاف الخطيب، في لقاء مع قناة «القاهرة الإخبارية»: «كاتب إسرائيلي ليبرالي في نيويورك تايمز قال إن هناك تعاون وثيق بين المخابرات الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية، وهذا يؤدي إلى إفشال عمليات كثيرة، وأن نتنياهو يخاف من سقوط السلطة الفلسطينية، رغم أنه لا يريد إعطاء أي انطباع جيد للرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن».
وتابع أستاذ العلوم السياسية: «ربما يكون ما حدث عمل مقاومة أو عمل داخلي، ولكن، في السياق العام لا يغير من طبيعة الحكومة الإسرائيلية وبرنامجها الذي هو برنامج حرب لن يتغير، ربما حصل على ذريعة، وفي نهاية المطاف حكومة نتنياهو لا تريد السلام، فقد قال نتنياهو في واشنطن إنه جاء للقضاء على حماس وإيران، ويريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهاء الحرب وإخراج الرهائن بالمفاوضات وتنفيذ عملية السلام الإبراهيمية، والحكومة الإسرائيلية المتطرفة لا تكترث لحياة الإسرائيليين إطلاقا».