اعتمادا على مستوى العلاقات التي تربطها بكل من فلسطين وإسرائيل، تختلف وجهات نظر ومواقف كل دولة من دول منطقة جنوب شرق آسيا بشأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بحسب "نور حياتي" في مقال بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء أمس الأحد 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وقالت "نور حياتي" في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "بعض دول جنوب شرق آسيا تختار البقاء على الحياد للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية، بينما تتخذ دول أخرى خطوات ملموسة للتعبير عن الدعم أو الإدانة، وعامة يمكن تصنيف هذه الدول إلى ثلاث مجموعات: دول تدعم فلسطين، وأخرى تؤيد إسرائيل، ومجموعة محايدة".

وأوضحت "إندونيسيا وماليزيا وبروناي تعلن صراحة عن تضامنها مع فلسطين، وتعرب عن دعمها القوي للحقوق الفلسطينية وتدين الإجراءات الإسرائيلية التي تعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان. وحتى الآن، لم تقم هذه الدول ذات الأغلبية المسلمة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل".

وأضافت أن "هذه الدول تساعد فلسطين، إذ تقدم ماليزيا مساعدات إنسانية، وبالمثل، ترسل إندونيسيا إلى غزة مساعدات مثل الغذاء والإمدادات الطبية والبطانيات والخيام وغيرها من الخدمات اللوجستية الضرورية".

وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006.

اقرأ أيضاً

رئيس وزراء ماليزيا لبايدن: تطلب منا إدانة روسيا وتصمت عن فظائع إسرائيل بغزة

دعم لإسرائيل

من ناحية أخرى، تتمتع الفلبين وسنغافورة بعلاقات جيدة مع إسرائيل، وتعد الفلبين من بين الدول التي اعترفت بدولة الاحتلال حين أٌقيمت في 14 مايو/ أيار 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، كما أضافت "نور حياتي".

وأفادت بـ"وجود تعاون اقتصادي وعسكري بين الفلبين وإسرائيل؛ ولذلك تميل الفلبين إلى إظهار الدعم لإسرائيل، واختارت الامتناع عن التصويت على مشروع قرار بالأمم المتحدة في أكتوبر الماضي".

وزادت بأن "الفلبين تدين بشدة الهجمات التي تشنها الجماعات الفلسطينية (المقاومة) وتعرب عن تعازيها لمقتل إسرائيليين، حتى أنها تعتبر تصرفات إسرائيل شكلا من أشكال الدفاع عن النفس ضد العدوان الخارجي".

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

"نور حياتي" قالت إنه "تماشيا مع الفلبين، ترتبط سنغافورة أيضا بتعاون اقتصادي ودفاعي مع إسرائيل. ومنذ عام 1969، أقامت سنغافورة وإسرائيل علاقات دبلوماسية وفتحت كل منهما سفارة في الأخرى".

وتابعت: "كما أقامت سنغافورة علاقات دبلوماسية مع فلسطين في عام 1989. واستمرت العلاقات الدبلوماسية في التطور، وافتتحت سنغافورة سفارة بفلسطين في عام 2015".

و"قد أدانت سنغافورة هجمات حماس على إسرائيل، وتحث جميع الأطراف على وقف الصراع لحماية المدنيين، وتنظر إلى علاقتها مع إسرائيل وفلسطين كجزء من سياسة خارجية تقوم على المصالح"، كما زادت "نور حياتي".

اقرأ أيضاً

بروناي وإندونيسيا وماليزيا تدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة

على الحياد

وفي الوقت نفسه، بحسب "نور حياتي"، "تسعى بقية دول جنوب شرق آسيا إلى البقاء على الحياد والامتناع عن الإدلاء بتصريحات صريحة لصالح أي من الطرفين، وتتبنى دول مثل تايلاند وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا نهجا أكثر إنغلاقا".

وأوضحت أن "بعض الدول، مثل فيتنام وتايلاند، لديها سفارات في إسرائيل وتميل إلى البقاء على الحياد في هذا الصراع. وهذا الموقف المحايد ليس سياسيا دائما ويختلف من بلد إلى آخر. فمثلا، تنتهج تايلاند سياسة خارجية تدعم حل الدولتين (فلسطينية إلى جانب إسرائيلية)".

وقالت إنه "من خلال الاستجابات المتنوعة في كل دولة، يمكن ملاحظة أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يؤثر فقط على توازن القوى في الشرق الأوسط، بل له أيضا تأثيرات معقدة على الديناميكيات في منطقة جنوب شرق آسيا".

و"على الرغم من الانفصال الجغرافي، فإن عوامل بينها التضامن الديني وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي والأدوار الجيوسياسية العالمية، تجعل هذه الصراع يتغلغل في حياة وسياسات جنوب شرق آسيا"، كما ختمت "نور حياتي".

اقرأ أيضاً

رئيس وزراء ماليزيا: دمار غزة تجاوز أضرار هيروشيما بالحرب العالمية

المصدر | نور حياتي/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مجموعات موقف دول جنوب شرق آسيا فلسطين إسرائيل جنوب شرق آسیا على الحیاد مع إسرائیل نور حیاتی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة التبادل

قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مساء اليوم السبت،29 يونيو 2024 ، إن تل أبيب ترصد إمكانية حصول تغيير في موقف حركة حماس في إطار المفاوضات الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى بموجب اتفاق على وقف إطلاق النار في قطاع غزة .

جاء ذلك بحسب ما أوردت القناة 13 الإسرائيلية، وذلك في ظل "التغييرات" التي تدفع بها الإدارة الأميركية على المقترح الذي كان قد عرضه الرئيس جو بايدن على أنه مقترح إسرائيلي، ويتألف من 3 مراحل تنتهي بإرساء "هدوء مستدام" في غزة.

وشدد التقرير على عدم حدوث اختراقة في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس التي ترعاها واشنطن، ولا تفاؤل خاص في إسرائيل إزاء ما قد تسفر عنه الخطوة الأميركية، غير أن التقديرات تشير إلى إمكانية حدوث تغيير في موقف حماس.

واعتبر المسؤول أنه "إذا وافقت حماس على الصياغة الجديدة التي قدمتها الولايات المتحدة فسوف يسمح ذلك بإتمام الصفقة"؛ علما بأن القيادي في حماس، أسامة حمدان، قال إنه لا يوجد أي تطور جديد حقيقي في المفاوضات.

وبحسب القناة، "لا تعتزم تل أبيب الاعتراض على التغييرات التي تدفع بها إدارة بايدن لإحداثها في بنود وصيغة المقترح المطروح"؛ ووصفتها بأنها تغييرات هامشة لا تتعلق بالمرحلة الأولى من الاتفاق والتي تتضمن الإفراج عن "الفئة الإنسانية" من الأسرى.

والجزء الذي تعتزم إدارة بايدن تعديله في المقترح، بحسب ما جاء في تقرير أورده موقع "واللا" في وقت سابق اليوم، يتعلق بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ خلال تنفيذ المرحلة الأولى من أجل تحديد شروط الانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق.

ووفقا لتقرير موقع "واللا"، فإن المسؤولين في واشنطن "صاغوا من جديد البند الـ8 من أجل سد الفجوة بين إسرائيل وحماس، ويضغطون على قطر ومصر للضغط على حماس لقبول المقترح الجديد".

من جهة أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مصدر قالت إنه "عربي مشارك في المفاوضات إن المسودة الجديدة تهدف إلى "جسر الفجوات حول قضيتين أساسيتين: إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، والمصطلحات الواردة في المقترح لمفهومي وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزة".

وعبّر المصدر العربي الذي تحدث لـ"كان 11" (لم تسمه) عن تفاؤله وقال: "ربما نكون قريبين من التوصل إلى اتفاق، لكن الكرة الآن في ملعب كل من إسرائيل وحماس"؛ في خين شدد المسؤول الإسرائيلي على أن "إسرائيل ملتزمة بصيغة المقترح الذي رحب به الرئيس بايدن. ولا تغيير في موقفها".

وذكرت "كان 11" نقلا عن مصادر مطلعة أن إدارة بايدن تسعى لتحقيق انفراجة في المفاوضات، وتعتزم عقد اجتماع وجاهي بمشاركة الوسطاء خلال الأيام المقبلة في محاولة للتوصل إلى حلول وسط، وذكرت المصادر أن المقترح الأميركي المعدل قدم إلى الوسطاء بالتنسيق مع إسرائيل.

وقال مسؤولون إسرائيليون تحدثوا لـ"كان 11" إن هناك "استعدادًا في تل أبيب للمضي قدما في المفاوضات حتى قبل انتهاء العملية في رفح"، ولم يستبعدوا إمكانية حدوث تقدم "في المستقبل القريب"، واعتبر المسؤولون أن الأيام القبلة "ستكون مهمة في ظل المساعي الأميركية للتوصل إلى تسوية".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • غارات إسرائيلية على منازل في جنوب لبنان .. والاحتلال يزعم أنها لحزب الله
  • فلسطين.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة خربة بني حارث غرب رام الله
  • نتنياهو: موقف إسرائيل ثابت بشأن صفقة الرهائن المدعومة من بايدن
  • مقتل وإصابة 43 شخصا جراء انفجار بمستودع للألعاب النارية جنوب الفلبين
  • قبلان متوجها للعرب: المطلوب موقف يزلزل إسرائيل
  • سنغافورة تسعى لاستقطاب شركات الذكاء الاصطناعي من الصين
  • إسرائيل ترصد إمكانية تغير موقف حماس من مقترح صفقة التبادل
  • بشأن فلسطين.. دولة جديدة تنضم لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل
  • انتشال 5 شهداء من منطقة مواصي رفح
  • أبو عمر.. شهيد لسرايا القدس في جنوب لبنان