3 مجموعات.. تعرَّف على موقف دول جنوب شرق آسيا من فلسطين
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
اعتمادا على مستوى العلاقات التي تربطها بكل من فلسطين وإسرائيل، تختلف وجهات نظر ومواقف كل دولة من دول منطقة جنوب شرق آسيا بشأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، بحسب "نور حياتي" في مقال بموقع "مودرن دبلوماسي" الأمريكي (Modern diplomacy) ترجمه "الخليج الجديد".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء أمس الأحد 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
وقالت "نور حياتي" في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "بعض دول جنوب شرق آسيا تختار البقاء على الحياد للحفاظ على العلاقات الدبلوماسية، بينما تتخذ دول أخرى خطوات ملموسة للتعبير عن الدعم أو الإدانة، وعامة يمكن تصنيف هذه الدول إلى ثلاث مجموعات: دول تدعم فلسطين، وأخرى تؤيد إسرائيل، ومجموعة محايدة".
وأوضحت "إندونيسيا وماليزيا وبروناي تعلن صراحة عن تضامنها مع فلسطين، وتعرب عن دعمها القوي للحقوق الفلسطينية وتدين الإجراءات الإسرائيلية التي تعتبر انتهاكا لحقوق الإنسان. وحتى الآن، لم تقم هذه الدول ذات الأغلبية المسلمة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل".
وأضافت أن "هذه الدول تساعد فلسطين، إذ تقدم ماليزيا مساعدات إنسانية، وبالمثل، ترسل إندونيسيا إلى غزة مساعدات مثل الغذاء والإمدادات الطبية والبطانيات والخيام وغيرها من الخدمات اللوجستية الضرورية".
وفي غزة يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل هذه الحرب من أوضاع كارثية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في عام 2006.
اقرأ أيضاً
رئيس وزراء ماليزيا لبايدن: تطلب منا إدانة روسيا وتصمت عن فظائع إسرائيل بغزة
دعم لإسرائيل
من ناحية أخرى، تتمتع الفلبين وسنغافورة بعلاقات جيدة مع إسرائيل، وتعد الفلبين من بين الدول التي اعترفت بدولة الاحتلال حين أٌقيمت في 14 مايو/ أيار 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، كما أضافت "نور حياتي".
وأفادت بـ"وجود تعاون اقتصادي وعسكري بين الفلبين وإسرائيل؛ ولذلك تميل الفلبين إلى إظهار الدعم لإسرائيل، واختارت الامتناع عن التصويت على مشروع قرار بالأمم المتحدة في أكتوبر الماضي".
وزادت بأن "الفلبين تدين بشدة الهجمات التي تشنها الجماعات الفلسطينية (المقاومة) وتعرب عن تعازيها لمقتل إسرائيليين، حتى أنها تعتبر تصرفات إسرائيل شكلا من أشكال الدفاع عن النفس ضد العدوان الخارجي".
وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.
وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
"نور حياتي" قالت إنه "تماشيا مع الفلبين، ترتبط سنغافورة أيضا بتعاون اقتصادي ودفاعي مع إسرائيل. ومنذ عام 1969، أقامت سنغافورة وإسرائيل علاقات دبلوماسية وفتحت كل منهما سفارة في الأخرى".
وتابعت: "كما أقامت سنغافورة علاقات دبلوماسية مع فلسطين في عام 1989. واستمرت العلاقات الدبلوماسية في التطور، وافتتحت سنغافورة سفارة بفلسطين في عام 2015".
و"قد أدانت سنغافورة هجمات حماس على إسرائيل، وتحث جميع الأطراف على وقف الصراع لحماية المدنيين، وتنظر إلى علاقتها مع إسرائيل وفلسطين كجزء من سياسة خارجية تقوم على المصالح"، كما زادت "نور حياتي".
اقرأ أيضاً
بروناي وإندونيسيا وماليزيا تدعو إلى هدنة إنسانية فورية في غزة
على الحياد
وفي الوقت نفسه، بحسب "نور حياتي"، "تسعى بقية دول جنوب شرق آسيا إلى البقاء على الحياد والامتناع عن الإدلاء بتصريحات صريحة لصالح أي من الطرفين، وتتبنى دول مثل تايلاند وفيتنام ولاوس وميانمار وكمبوديا نهجا أكثر إنغلاقا".
وأوضحت أن "بعض الدول، مثل فيتنام وتايلاند، لديها سفارات في إسرائيل وتميل إلى البقاء على الحياد في هذا الصراع. وهذا الموقف المحايد ليس سياسيا دائما ويختلف من بلد إلى آخر. فمثلا، تنتهج تايلاند سياسة خارجية تدعم حل الدولتين (فلسطينية إلى جانب إسرائيلية)".
وقالت إنه "من خلال الاستجابات المتنوعة في كل دولة، يمكن ملاحظة أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يؤثر فقط على توازن القوى في الشرق الأوسط، بل له أيضا تأثيرات معقدة على الديناميكيات في منطقة جنوب شرق آسيا".
و"على الرغم من الانفصال الجغرافي، فإن عوامل بينها التضامن الديني وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي والأدوار الجيوسياسية العالمية، تجعل هذه الصراع يتغلغل في حياة وسياسات جنوب شرق آسيا"، كما ختمت "نور حياتي".
اقرأ أيضاً
رئيس وزراء ماليزيا: دمار غزة تجاوز أضرار هيروشيما بالحرب العالمية
المصدر | نور حياتي/ مودرن دبلوماسي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مجموعات موقف دول جنوب شرق آسيا فلسطين إسرائيل جنوب شرق آسیا على الحیاد مع إسرائیل نور حیاتی
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني: خرق إسرائيل اتفاق وقف النار يهدد الاستقرار جنوب لبنان
بيروت - حذر الرئيس اللبناني جوزاف عون، الثلاثاء 8 ابريل2025، من أن انتهاك إسرائيل للقرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الخريف الماضي، يهدد الاستقرار في جنوب بلاده.
كلام عون جاء خلال لقائه وزير الدفاع اليوناني نيكولاس داندياس في القصر الرئاسي شرق بيروت، بحضور وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسّى، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
ووفق البيان، "أطلع عون الوزير اليوناني على الوضع في الجنوب والدور الذي يقوم به الجيش المنتشر في القرى والبلدات التي انسحب منها الجيش الاسرائيلي أخيرا".
ولفت إلى أن "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية وعدم الانسحاب من التلال الخمسة وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين، يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 ولمندرجات الاتفاق الذي تم التوصل إليه في (نوفمبر) تشرين الثاني الماضي، ومن شأن ذلك تهديد الاستقرار في الجنوب".
وعام 2006، اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 نوفمبر 2024، لتنفذ انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ووفق البيان ذاته، أعرب الرئيس عون عن تقديره "للتعاون القائم بين الجيشين اللبناني واليوناني"، منوّها بمساهمة أثينا في القوة البحرية العاملة في قوات حفظ السلام الأممية "يونيفيل".
ورحّب بأي دعم تقدمه اليونان للقوات المسلحة اللبنانية "لأنه يشكل دليلاً على حرص متبادل على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى متقدم".
من جهته، أعلن الوزير اليوناني استعداد بلاده لـ "تقديم الدعم اللازم للقوات المسلحة اللبنانية وفق حاجاتها والاستفادة من الخبرة اليونانية في مجالات عسكرية عدة، والتطور الذي حققته اليونان على صعيد البنى العسكرية".
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وحتى الاثنين، ارتكبت إسرائيل ما لا يقل عن 1388 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار، ما خلّف 122 قتيلا و367 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.