تزامنًا مع التصعيد العسكري الذي تشنه حماس في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجدت رواية "الشوك والقَرنْفُل" للقيادي في حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، يحيى السنوار ، إقبالًا شديدًا في الأسواق الأردنية خاصة وأنه كاتبها هو العقل المُدبر لعملية "طوفان الأقصى".

ووفقًا لاستطلاع أجراه فريق تحرير موقع البوابة الإخباري في عددٍ من متاجر الكتب المحلية وأكشاك الكتب وسط العاصمة الأردنية عمان، ذكر مالكوها بأن رواية "الشوك والقرنفل" نجحت في أسر قلوب القراء في الأردن، حيث تحولت إلى ظاهرة ثقافية تتسارع بشكل ملحوظ، خاصة وأنها تندرج ضمن روايات "أدب السجون".

يحيى السنوار

وذكر مالك كُشك صغير مخصص لبيع الكُتب أن الطلب على شراء رواية "الشوك والقرنفل" ازداد بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة مما جعلها تحقق مبيعات استثنائية والتفوق على روايات عالمية لطالما جذبت القراء الأردنيين.

وفي لقاء سريع مع أحد القراء الذي كان يتصفح رواية الشوك والسنوار، ذكر لموقع البوابة بأن أحداث طوفان الأقصى وما تبعها من تصعيدات عسكرية بين حركة المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي دفعه لشراء رواية أبو إبراهيم والتي انتهى من كتابتها في سجن بئر السبع/ ايشل، في ديسمبر 2004. 

وأشار إلى أنه وبعد معرفته بأن أحداث السابع من أكتوبر كانت من تخطيط السنوار سارع لشراء الرواية التي كتبها "الرجل الذي أرعب الكيان الصهيوني" وأذاقهم من الشوك، كما حرموا الفلسطينيين من القرنفل.

وأشار المُتصفح بأن الكثيرين أخبروه بأن السنوار سرد في روايته سيرته الذاتية وسير أخرى لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين، والحياة في المخيمات الأمر الذي دفعه لشرائها.

وقد أثنى النقاد على بنية السرد والغموض الرائع الذي يتخذه الكاتب في كشف أحداث الرواية. ويقول أحدهم: "الشوك والقرنفل هي رواية تحمل بصمة فريدة، حيث يجمع الكاتب بين الصدق والمنطق، وتعري الحقد الذي يكنه الاحتلال الإسرائيلي لكل ما هو عربي ومسلم، مما يجعلها تبرز بشكل لافت في عالم الأدب الفلسطيني".

ما يميز هذه الرواية أيضًا هو تأثيرها الاجتماعي، حيث أصبحت حديث الناس في مختلف أرجاء العالم، يُعزى ذلك إلى القضايا الإنسانية التي تطرحها الرواية والتي تلامس قلوب القرّاء بعمق خاصة وأن السنوار استذكر فيها طفولته وهو في أحد سجون الاحتلال.

بهذا الإقبال الكبير والمستمر، تظهر رواية "الشوك والقرنفل" كنجمة بارزة في سماء الأدب الفلسطينية.

رواية الشوك والقرنفل لـ يحيى السنور 

عندما نمسك برواية للكاتب ليحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، والعقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى"، يأخذنا المضمون الأول الذي ننظر إليه هو ما يحمله النص، وكيف يقرّبنا ذلك من فهم الكاتب ورؤيته لذاته، ولقضيته، ولأمته، والتحديات التي يواجهها من عدوه، فضلاً عن العالم الذي يعيش فيه.

قوة رواية السنوار تكمن في كونه سرد حياته الذاتية في محيط الألم الفلسطيني، وجعل القارئ يدرك أن الوضع يجب أن لا يبقى كما هو عليه، ليس بالانتحار، وإنما بنحر المتسبِّب في هذا الألم.

يبذل الإسرائيليون جهدًا كبيرًا لقبر رواية “الشوك والقرنفل”، ومنع عرضها أو الحديث عنها أو تحميلها، كما حاولوا أن يمنعوا حتى الأوكسجين والماء والغذاء عن سكان غزة، ولكنهم بالتأكيد سيضيعون وقتهم وجهدهم، لأن الشوك انتشر في كل مكان والقرنفل نبت أيضًا في كل مكان.

كتب السنوار روايته هذه في السِّجن، الذي قضى فيه ثلاثة وعشرين عامًا بعد أحكام بالسَّجن المؤبد، إثر اتهامه بالتخطيط لاختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل أربعة فلسطينيين كانوا عملاء للاحتلال.

في هذه الرواية، نتعرف على حياة ذلك البطل الشعبي (أعطاه اسم: أحمد)، وكيف نشأ وكيف عاش (السيرة مكتوبة بقالب روائي)، وكيف أنّه لا يتخلّى عن المبدأ، ولو كان على حدّ المقصلة.

 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: يحيى السنوار الشوك والقرنفل فلسطين غزة حماس حركة المقاومة الفلسطينية حماس الأردن التاريخ التشابه الوصف یحیى السنوار

إقرأ أيضاً:

توقيع رواية "حتى إشعار آخر" للكاتبة هناء عبدالكريم بمعرض الكتاب

  


ضمن جدول فعاليات كتبنا، أُقيم حفل توقيع رواية "حتى إشعار آخر" للمؤلفة هناء عبدالكريم وذلك يوم الأحد الموافق 2 فبراير 2025 في معرض القاهرة للكتاب في دورته ال 56.

وجاء في الرواية: العلاقة بين الرجل والمرأة لا زالت لغز لم يستطع أحد فك طلاسمه، تبدو سلسة في ظاهرها إلا أن باطنها متشابك فكل منهما يرى هذه العلاقة من منظوره وزاويته، كل شيء في هذه العلاقة مشترك لا يوجد جانٍ ومجني عليه بل الإثنين جناة والمجني عليه هي الحياة بينهما، تتحول المشاكل إلى كوارث بالتجاهل والإنكار، يموت الحب موت بطيء حين يتسلل إهمال المشاعر بين الشريكين وتموت الروح تدريجياً حين تعيش الحياة حتى إشعار آخر...

هناء عبدالكريم 
كاتبة روائية، كاتبة قصة وسيناريو وعضو في ورشة كتابة د. مدحت العدل للأعمال الدرامية، شاركت في كتابة أكثر من مسلسل والإعداد لأكثر من مسرحية غنائية.

مناقشة "رواد وقادة" في آخر فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب


شهدت قاعة "فكر وإبداع"، اليوم الأربعاء، آخر فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، وذلك ضمن محور "كاتب وكتاب"، حيث تمّت مناقشة كتاب "رواد وقادة" للكاتب محمد الشافعي.
حضر الندوة نخبة من الكتاب وأساتذة الأدب، وجلس على المنصة كلٌّ من: الدكتورة عزة هيكل، رئيس لجنة الثقافة بالمجلس القومي للمرأة وأستاذ الأدب المقارن، الكاتب والشاعر أحمد سويلم، الدكتور جمال شقرة، والدكتور راضي جودة. فيما أدار الجلسة الإذاعي محمد عبد العزيز.


قدم الإذاعي محمد عبد العزيز الكاتب محمد الشافعي، واصفًا إياه بأنه أديب ومؤرخ للمقاومة، وصحفي بارز تولى رئاسة تحرير عدد من إصدارات دار الهلال.
وأشار إلى أن الشافعي أصدر ما يقرب من 40 كتابًا، تناول فيها البطولات المصرية، كما وثّق في أعماله جوانب مختلفة من تاريخ محافظات مثل الإسماعيلية، والسويس، وبورسعيد.

في كلمته، رحب محمد الشافعي بالمنصة وجميع الحضور من كُتّاب وقراء وفنانين، وقدّم كتابه "رواد وقادة"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
وأوضح أن الكتاب يضم حوالي 10 دراسات حول شخصيات مصرية بارزة، من بينها عزيز صدقي، أحمد هيكل، بليغ حمدي، حافظ إبراهيم، رشدي سعيد، حسن دياب، جابر عصفور، محمد سيد طنطاوي، فاروق إبراهيم، خالد محمد خالد، والبطل أحمد منسي.

من جانبها، أشادت الدكتورة عزة هيكل بالكتاب، مؤكدة أنه يتميز بجمعه بين مختلف الاتجاهات، حيث تناول سِيَر ملحنين وشيوخ وقادة عسكريين ورياضيين، دون تبني توجه واحد.
كما أعربت عن امتنانها للكاتب محمد الشافعي لما قدّمه من إضاءات حول شخصية والدها، الباحث والأديب أحمد هيكل، مشيرة إلى أهمية هذه الإضافة للأجيال الجديدة والراغبين في التعرّف على سيرته الطيبة.

من جانبه، عبر الدكتور جمال شقرة عن تقديره للكاتب محمد الشافعي، واصفًا إياه بأنه أحد أهم الكتاب المؤرخين.
كما أشاد باعتماده المنهج التاريخي وجمعه للمادة العلمية الشاملة، وهو ما جعل كتاباته تخلو من الأخطاء التاريخية. وأثنى كذلك على أسلوبه الذي يجمع بين السرد الأدبي والعرض العلمي الدقيق.

مقالات مشابهة

  • سوريا بعد الأسد.. كيف تزور دمشق القديمة وكأنك تقرأ رواية ملحمية؟
  • «كرسي السنوار».. مزار الأطفال لاستكمال مسيرة المقاومة الفلسطينية: سلاما على «يحيى»
  • «فتاة وبحيرتان».. رواية تُبحر فى أعماق النفس والقدر
  • تفاصيل تُكشف لأول مرة: لقاء لم يتم بين السنوار ونصر الله
  • المسيحيون في سوريا.. ما وراء رواية نظام الأسد
  • الأردن وفلسطين: موقف ثابت في وجه مخططات التهجير والتصفية
  • توقيع رواية "حتى إشعار آخر" للكاتبة هناء عبدالكريم بمعرض الكتاب
  • المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط: يجب إيجاد حل لمشكلة المكان الذي سيذهب إليه سكان غزة
  • 19 فبراير.. ندوة لمناقشة كتاب "مدرسة حسن نصر الله وآيات يحيى السنوار"
  • لافروف .. خطط الاحتلال التهجير والسيطرة على الجزء الشمالي الغربي من نهر الأردن