الشوك والقرنفل لـ يحيى السنوار .. الرواية الأكثر مبيعًا في الأردن
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
تزامنًا مع التصعيد العسكري الذي تشنه حماس في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجدت رواية "الشوك والقَرنْفُل" للقيادي في حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، يحيى السنوار ، إقبالًا شديدًا في الأسواق الأردنية خاصة وأنه كاتبها هو العقل المُدبر لعملية "طوفان الأقصى".
ووفقًا لاستطلاع أجراه فريق تحرير موقع البوابة الإخباري في عددٍ من متاجر الكتب المحلية وأكشاك الكتب وسط العاصمة الأردنية عمان، ذكر مالكوها بأن رواية "الشوك والقرنفل" نجحت في أسر قلوب القراء في الأردن، حيث تحولت إلى ظاهرة ثقافية تتسارع بشكل ملحوظ، خاصة وأنها تندرج ضمن روايات "أدب السجون".
يحيى السنوار
وذكر مالك كُشك صغير مخصص لبيع الكُتب أن الطلب على شراء رواية "الشوك والقرنفل" ازداد بشكلٍ ملحوظ في الآونة الأخيرة مما جعلها تحقق مبيعات استثنائية والتفوق على روايات عالمية لطالما جذبت القراء الأردنيين.
وفي لقاء سريع مع أحد القراء الذي كان يتصفح رواية الشوك والسنوار، ذكر لموقع البوابة بأن أحداث طوفان الأقصى وما تبعها من تصعيدات عسكرية بين حركة المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي دفعه لشراء رواية أبو إبراهيم والتي انتهى من كتابتها في سجن بئر السبع/ ايشل، في ديسمبر 2004.
وأشار إلى أنه وبعد معرفته بأن أحداث السابع من أكتوبر كانت من تخطيط السنوار سارع لشراء الرواية التي كتبها "الرجل الذي أرعب الكيان الصهيوني" وأذاقهم من الشوك، كما حرموا الفلسطينيين من القرنفل.
وأشار المُتصفح بأن الكثيرين أخبروه بأن السنوار سرد في روايته سيرته الذاتية وسير أخرى لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين، والحياة في المخيمات الأمر الذي دفعه لشرائها.
وقد أثنى النقاد على بنية السرد والغموض الرائع الذي يتخذه الكاتب في كشف أحداث الرواية. ويقول أحدهم: "الشوك والقرنفل هي رواية تحمل بصمة فريدة، حيث يجمع الكاتب بين الصدق والمنطق، وتعري الحقد الذي يكنه الاحتلال الإسرائيلي لكل ما هو عربي ومسلم، مما يجعلها تبرز بشكل لافت في عالم الأدب الفلسطيني".
ما يميز هذه الرواية أيضًا هو تأثيرها الاجتماعي، حيث أصبحت حديث الناس في مختلف أرجاء العالم، يُعزى ذلك إلى القضايا الإنسانية التي تطرحها الرواية والتي تلامس قلوب القرّاء بعمق خاصة وأن السنوار استذكر فيها طفولته وهو في أحد سجون الاحتلال.
بهذا الإقبال الكبير والمستمر، تظهر رواية "الشوك والقرنفل" كنجمة بارزة في سماء الأدب الفلسطينية.
رواية الشوك والقرنفل لـ يحيى السنورعندما نمسك برواية للكاتب ليحيى السنوار، قائد حركة حماس في قطاع غزة، والعقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى"، يأخذنا المضمون الأول الذي ننظر إليه هو ما يحمله النص، وكيف يقرّبنا ذلك من فهم الكاتب ورؤيته لذاته، ولقضيته، ولأمته، والتحديات التي يواجهها من عدوه، فضلاً عن العالم الذي يعيش فيه.
قوة رواية السنوار تكمن في كونه سرد حياته الذاتية في محيط الألم الفلسطيني، وجعل القارئ يدرك أن الوضع يجب أن لا يبقى كما هو عليه، ليس بالانتحار، وإنما بنحر المتسبِّب في هذا الألم.
يبذل الإسرائيليون جهدًا كبيرًا لقبر رواية “الشوك والقرنفل”، ومنع عرضها أو الحديث عنها أو تحميلها، كما حاولوا أن يمنعوا حتى الأوكسجين والماء والغذاء عن سكان غزة، ولكنهم بالتأكيد سيضيعون وقتهم وجهدهم، لأن الشوك انتشر في كل مكان والقرنفل نبت أيضًا في كل مكان.
كتب السنوار روايته هذه في السِّجن، الذي قضى فيه ثلاثة وعشرين عامًا بعد أحكام بالسَّجن المؤبد، إثر اتهامه بالتخطيط لاختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل أربعة فلسطينيين كانوا عملاء للاحتلال.
في هذه الرواية، نتعرف على حياة ذلك البطل الشعبي (أعطاه اسم: أحمد)، وكيف نشأ وكيف عاش (السيرة مكتوبة بقالب روائي)، وكيف أنّه لا يتخلّى عن المبدأ، ولو كان على حدّ المقصلة.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: يحيى السنوار الشوك والقرنفل فلسطين غزة حماس حركة المقاومة الفلسطينية حماس الأردن التاريخ التشابه الوصف یحیى السنوار
إقرأ أيضاً:
ما دور العلماء وكيف ينبغي أن تكون علاقتهم بالحكام؟
وحول هذا الموضوع، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة السجدة: "وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ ۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ" (الآية 24).
وعن دور علماء المسلمين عبر العصور المختلفة في أداء هذه المهمة الجليلة، يقول الدكتور عبد العظيم إن الله سبحانه وتعالى جعل مهمة بلاغ الدين وتعليم الناس وتقديم النموذج والأسوة والقدوة رسالة ووظيفة الأنبياء، وكان العلماء في الأمم وفي المراحل السابقة تحت إمرة الأنبياء، الذين كانوا هم القادة الحقيقيين.
ولما بعث الله سبحانه وتعالى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وقدر أن تنتهي النبوة وترتفع، جعل علماء الأمة هم ورثة الأنبياء. وقد قال صلى الله عليه وسلم إن" العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر" أخذ سهما من سهام النبوة.
وبعد وفاة النبي، صلى الله عليه وسلم، أصبحت وظيفة العلماء أن يملؤوا شيئا من الفراغ الذي تركه في الأمة وأن يقوموا ببعض وظائف النبوة.
ويعدد وظيفة العلماء في قيادة الناس إلى إنكار المنكر وإلى منع الفساد في الأرض، وإلى إقامة الدين ونظامه العام، ويقول إن العلماء إذا غرقوا في المسائل الفرعية وضيّعوا القضايا الأصلية، تركوا واقع الأمة الحضاري ونهضتها ووحدتها ومنع سرقة ثرواتها لخصومها.
إعلانوتتجاوز عبودية العلماء لله سبحانه وتعالى -كما يقول الدكتور عبد العظيم- إقامة الصلوات وأداء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت إلى تحمل الأمانة الكبرى التي ورثوها عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وبينما يتسلط الأمراء والحكام على الناس، جعل الله سبحانه وتعالى للعلماء ولاية على قلوب الناس وعقولهم، مشيرا إلى أن العلماء في الأمة الإسلامية ليسوا مجرد أفراد متناثرين، بل مؤسسة اعتبارية اسمها مؤسسة العلماء، وتتجلى في الأمة بأشكال مختلفة، صورة المذهب أو العالم الكبير أو الشيخ والمريد.
ويبيّن أستاذ الفقه الإسلامي -في حديثه لبرنامج "الشريعة والحياة في رمضان"- أنه خلال مراحل التاريخ الإسلامي، كان منوطا بالعالم أن يكون رقيبا للأمة على الحكام، وعينها الباصرة ولسانها ويدها الطائلة في الإنكار على الحكام إذا انحرفوا أو أفسدوا، ولم يخذلوا الأمة فيما انتدبته لهم.
فتنة كبرىولما جاءت هيمنة الدولة والحكام على مؤسسات العلماء وسلبت منهم استقلاليتهم وحولتهم إلى موظفين عموميين دخلت الأمة -يتابع الدكتور عبد العظيم- في فتنة كبرى وصار من العلماء من يباهي بأنه موظف عند الدولة يتقاضى راتبه منها.
وكان العلماء في السابق فطنا لمسألة أن العالم لا يجب أن يكون من أدوات الحاكم، ويضرب الدكتور عبد العظيم مثالا على ذلك بالإمام مالك الذي دعاه أبو جعفر المنصور إلى قصره ليسمع منه العلم، فرد عليه بالقول: "العلم يؤتى إليه ولا يأتي.. من يريد يتفضل إلى مجالسنا ويسمع من العلم..".
ويتأسف أستاذ الفقه الإسلامي لكون العلماء في هذا الزمن صاروا تابعين أحيانا للحكام وأحيانا للأحزاب أو المدارس أو التيارات الفكرية التي نشؤوا فيها أو تربوا عليها، و"أحيانا تكون تبعية العالم للرأي العام الضاغط".
والعالم المسلم هو الذي قال الله سبحانه وتعالى في حقه في سورة الأحزاب: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا (الآية 39).
إعلانويذكّر الدكتور عبد العظيم بأن النبي، صلى الله عليه وسلم، قد أنذر كل عالِم وحذره حين أخبر أن أول من تُسعّر بهم النار يوم القيامة 3 أشخاص، وأن من هؤلاء الثلاثة عالِما تعلم العلم وقرأ القرآن فيوقفه الله يوم القيامة للحساب.
19/3/2025