في العراق.. الحزب أحزاباً
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
آخر تحديث: 25 دجنبر 2023 - 9:40 صبقلم:سعد الكناني الأحزاب في العراق قبل 2003 كانت محدودة ، ومعروفة من حيث اسمائها وتاريخها وأيديولوجياتها ،ولكن بعد الاحتلال لغاية نهاية (2023) وصلت إلى( 316 ) منها (261 ) مجازة رسميا و(55) قيد التأسيس حسب ما معلن من قبل دائرة الأحزاب في المفوضية العليا للانتخابات، هذه الأحزاب هي عبارة عن دكاكين تجارية هدفها الدخول إلى الانتخابات للحصول على المناصب الحيوية وسرقة المال العام على حساب العراق وأهله ، جميع هذه الأحزاب تفتقد للهيكلة والبرامج ، وتكاثرت مثل الخلايا السرطانية ، لغياب الحوكمة والمسائلة والتقييم والدافع الوطني ، مصادرها المالية غير خاضعة للرقابة رغم وضوح المادة (33) من قانون الأحزاب رقم 36 لسنة (2015)، التي حصرت مصادر تمويل الاحزاب بالاشتراكات الداخلية والتبرعات والاستثمارات الداخلية, وإنها اشترطت الإعلان عن كل موارد الحزب في جريدة الحزب والتصريح بها أمام ديوان الرقابة المالية في تقريرها السنوي الذي يفترض رفعه لمجلسي النواب والوزراء ودائرة الاحزاب.
كما أنها منعت من السماح للتمويل الخارجي المادة (37/ثانياً). من جانب آخر منعت الاحزاب من استغلال نفوذها في مؤسسات الدولة وشركاتها المادة (37/أولاً) أو ممارسة أي نشاط سياسي في الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة واستغلالها لتحقيق مكاسب حزبية او سياسية المادة (24/خامساً ), كما حظرت من التنظيم والاستقطاب الحزبي في صفوف الجيش والمؤسسات الأمنية الاخرى والقضاء والهيئات المستقلة المادة (25/رابعاً).وجميع هذه الأحزاب تخالف ما ورد في النصوص القانونية أعلاه. زعماء أحزاب ائتلاف إدارة الدولة هم حيتان الفساد ومعاول تهديم العراق دون استثناء، وأحزابهم الدكاكين موجودة في البرلمان ومجالس المحافظات الفاسدة ، وهي نفسها من تترأس الدولة العميقة صاحبة القرار الأول سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا خاصة الإطارية. ورغم منع قانون الأحزاب من تشكيل أذرع ميليشياوية مرتبطة بالأحزاب ، إلى أن جميعها لها اجنحة مسلحة تمارس العنف ضد المواطن والدولة ، وهي تمثل الأداة التنفيذية للمشروع الإيراني في العراق . كما أن الأحزاب الرئيسية بمختلف مشاربها ” تلد ” أحزاباً جديدة في كل موسم انتخابي برلماني أو محلي لعدم مغادرة السلطة، واستمرار تدفق المال العام عليها، من خلال المشاريع الوهمية ، والعقود الفاسدة ، إلى أن أوصلت البلد عما هو عليه الآن. وبين فترة وأخرى تقوم ميليشيات هذه الأحزاب في بغداد وباقي المدن الأخرى باستعراضات عسكرية ، واحيانا التصادم مع القوات النظامية ، التي أصبحت من الظواهر الواضحة لحكومات التبعية ، بسبب الصراع المستمر على النفوذ ، وليس من أجل المصلحة الوطنية ، وجميعها تشترك في “الخيانة ، اللصوصية ، تكريس التخلف ، اضعاف البلد” لخدمة الأجندة الخارجية. هذه ليست أحزاب بناء ، بل مافيات ، ومقاطعة 80% من الشعب العراقي لانتخابات مجالس المحافظات لعام(2023) دليل على الرفض الجماهيري لها، لأنها السبب الرئيسي في الوضع المأساوي للبلاد جراء النظام السياسي الطائفي التحاصصي الميليشياوي، وكذلك غياب قوة القانون. مخطئ من يدعي إصلاح الوضع العراقي أو حتى إجراء تغيير بوجود هذا النظام من خلال الانتخابات التي تشرف عليها نفس الأحزاب الفاسدة المتمسكة بالسلطة والتي اعتادت على استغلال الانتخابات لصالحها وتمرير مخططاتها وقتل ابسط احلام المواطن، فهي تتعامل مع الديموقراطية بطريقة انتقائية، تؤمن بالانتخابات ولكنها لا تؤمن بالحقوق والحريات التي تندرج ضمن مبادئ الديموقراطية . دون إصلاح النظام الحزبي لايمكن إصلاح النظام السياسي، وإنتاج حكومات متجانسة وقوية وفعالة. وتأخر إعلان موت هذه الأحزاب الفاسدة ليس بسبب قوتها ، وإنما لعدم توفر البديل لكي يفرض نفسه، ومن هذا المنطلق يجب أن يعي العراقيون خطورة الوضع في وطنهم ويرفضوا التعامل مع السلطة المتحايلة ويحرصوا على التغيير الجذري وتشكيل حكومة وطنية من كفاءات الداخل والخارج ،والبداية من الاعتصام السلمي.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: هذه الأحزاب
إقرأ أيضاً:
الديمقراطي الكردستاني يوجه انتقاداً جديداً للمحكمة الاتحادية
انتقد الحزب الديمقراطي الكردستاني، المحكمة الاتحادية، واصفاً قراراتها بالمتهورة وغير القانونية.
وجاء في مقال لعضوة المكتب السياسي للحزب آمنة ذكري، “واضح ومشروع بان الحزب الديمقراطي الكوردستاني لن يشارك في عملية بنيت بطريقة غير قانونية ودستورية وان تكون تهديداً للقضاء على النظام الديمقراطي في اقليم كردستان، الذي اسسه الحزب الديمقراطي والرئيس بارزاني”.
واعتبرت أن “الانتخابات ليست الموضوع الرئيسي لهذه الرسالة السياسية من الحزب الديمقراطي، بل التهديدات للقضاء على النظام الفيدرالي واعادة نظام المركزية في العراق وخرق الاتفاقات مع العراق وترسيخ مبدأ التوافق والتوازن والشراكة”.
ولفتت ذكري الى ان “معاداة حكومة اقليم كردستان وشخص السيد مسرور بارزاني تاتي في اطار الجهود المكثفة الرامية الى القضاء على الحكومة واضعافها وتدميرها عن طريق ملف النفط وقطع مصادر الواردات وعدم معالجة المشاكل وعدم احترام الاتفاقات وعدم تنفيذ حتى فقرة واحدة منها”.
واشارت الى أن “القرارات السياسية وغير الدستورية المتتالية للمحكمة غير الدستورية المسماة بالاتحادية، اصبحت سببا لخرق مبدأ فصل السلطات، بشكل وضعت المحكمة نفسها مكان السلطة التشريعية والتنفيذية، ومنحت لنفسها سلطات وخصوصيات لم تذكر في الدستور”.
وتابعت “بهذه الخطوة اصبحت محكمة معادية لكردستان، حاقدة، لذا قراراتها السياسية لاقيمة لها”، مؤكدة أن “الحزب الديمقراطي في هذا الملف يضع حداً للتهور والقرارات غير القانونية لهذه المحكمة، واذا كان هناك اي شخص في العراق حريص على الاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد، فعليه الالتفات الى حقوق شعب كردستان، وعدم القبول بتجويع ابناء شعب كردستان بهذه الطرق غير الدستورية اكثر من ذلك”.
واختتمت مقالها بالقول “بالعكس اذا لم يوضع اي حد للمحكمة وخطواتها فإن مستقبل العراق سيصل الى نفق مظلم ولن يستطيع اي احد اصلاح مساره”، موضحة أن “القرارات الكبيرة والصعبة تصدر من الاشخاص الكبار والاحزاب الكبيرة وهذه المسؤولية تقع على عاتق الحزب الديمقراطي لا اي شخص آخر”.