الخليج الجديد:
2024-10-01@21:15:40 GMT

حماس ومناورات اليوم التالي للحرب

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

حماس ومناورات اليوم التالي للحرب

حماس ومناورات اليوم التالي للحرب

السلاح وحده لا يكفي. لا بد أن يكون مصحوبا ببرنامج سياسي قابل للتنفيذ. هذا هو التحدّي الكبير الذي تواجهه المقاومة حاليا.

ما تحقق حتى اللحظة يسمح للفلسطينيين، إذا اتحدوا، بالتحكّم من جديد في مصيرهم، سواء من خلال استمرار القتال أو من خلال التفاوض.

الذين يطالبون "حماس" بالتخلي عن السلاح يرتكبون خطيئة لا تُغتفر.

فمن يتخلَّ عن سلاحه يتخلَّ عن حقّه وأرضه، ويصبح ورقة في مهبّ الريح.

إذا استسلم الفلسطينيون للمخطّط الاستعماري وانخرط بعضهم في تنفيذه، وقبلوا العودة لوضع ما قبل 7 أكتوبر، فسينتهون كأصحاب حقّ، ويفقدون شرعيتهم التاريخية والسياسية، ويصبحون مرتزقة.

* * *

كثر الحديث عن مرحلة اليوم التالي للحرب، خصوصا من الأميركيين والأوروبيين. يريدون معرفة النوايا الحقيقية لإسرئيل من هذه الحرب المفتوحة، رغم أن حكومة تل أبيب لم تخف ذلك. كرّرت عدة مرّات أن عدوانها لن يتوقف إلا بعد القضاء على "حماس" وإرجاع الرهائن والسيطرة الكاملة على قطاع غزّة، وهي أهداف أيدتها ضمنا معظم الدول الغربية. ليس الخلاف بشأن الأهداف، وإنما بشأن اختصار الزمن، واحترام إسرائيل قدر المستطاع القانون الإنساني، من دون المساس بحقّها في الدفاع عن نفسها.

ما تبحث عنه هذه الأطراف هو كيفية التخلص من "حماس" لاعتقادهم أنها "الخطر الداهم الذي يهدّد السلم والاستقرار في الشرق الأوسط". ويؤيدهم في ذلك جزءٌ غالب من الأطراف العربية الوازنة. لقد أثبتت الحرب أن المقاومة أعادت عقارب الساعة إلى الخلف، بعد أن ظن الجميع أن القضية في طريقها نحو التصفية النهائية، فإذا بهم يجدون أنفسهم من جديد أمام حقّ الشعب الفلسطيني في الاستقلال وتقرير المصير.

التآمر على الشعب الفلسطيني مستمر. ستكون المرحلة المقبلة أصعب. سيعمل الخصوم على إضعاف المقاومة بكل الوسائل، من الداخل والخارج. سيسعون إلى تجفيف مصادر التمويل، وتصفية قياداتها السياسية والعسكرية، وتشديد الحصار الأمني والسياسي على عناصرها، وسيفرضون على الجميع عدم التعامل معها بكل حجّة، كونها حركة إرهابية.

سيعملون على تفتيت "حماس" لتصبح مشلولة بمن دون مخالب ولا أسنان تمهيدا لدفن المقاومة، وتوريط السلطة الفلسطينية في أن يكون لها دور غير نظيف في مسرحيةٍ وهمية.

تشعر الدول الأساسية في العالم لأول مرة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، أن إسرائيل رغم الدعم الذي تتلقاه يمكن أن تتحوّل إلى كيان هشّ قابل للانهيار والتفتّت. هذه الرغبة المسعورة لدى الإسرائيليين في التوسّع وضم كل التراب الفلسطيني حولتها إلى عبء ثقيل على حلفائها، وأثارت فيهم مخاوف من احتمال فشلهم في تحقيق ذلك.

هذه الرغبة الشيطانية استفزت حتى آرييل شارون الذي كان يوصف بالجزار، إذ قال مرّة: "الاعتقاد أن وضع مليونين ونصف باستمرار تحت الاحتلال أمر سيئ، لا يمكننا الاستمرار عليه إلى الأبد". استفزّ كلامه معظم الحاضرين في ذلك الاجتماع، من بينهم نتنياهو، إلا أنه أصرّ على اعتبار ذلك خطأ على الإسرائيليين تجنّبه.

يجري الحديث علنا عن دور السلطة فيما بعد الحرب ضمن سياق الترتيبات الأميركية وحتى الإسرائيلية. قد يقع الاعتماد مرحليا على محمود عبّاس، لكنهم أشاروا إلى "العائق البيولوجي"، في إشارة منهم إلى سنه (88 عاما).

هم يريدون قيادة جديدة تتّصف بالعديد من الصفات، أولها الخضوع سياسيا وأمنيا لتل أبيب، فالرئيس بايدن قالها بوضوح: "نحن مستمرّون في تقديم المساعدة العسكرية إلى السلطة حتى تتخلص من حماس". ذلك هو شرط مسبق، لكن نتنياهو أضاف أنه يعمل من أجل "إنشاء جسم فلسطيني حديث، وليس السلطة الفلسطينية".

بقطع النظر عن الصيغ، هم يخطّطون بناء على فرضية أساسية، وهي إلحاق الهزيمة بحركة حماس، واقتلاعها من جذورها. وسيضعون الميزانيات اللازمة لتحقيق هذا الهدف في محاولة منهم طمس ما حقّقته المقاومة بفضل صمودها البطولي.

من الطبيعي أن يشعر الفلسطينيون بأنهم يخوضون معركة وجود، تتجاوز حركة حماس. المسألة أخطر بكثير، فهم حاليا إن استسلموا لهذا المخطّط الاستعماري، وانخرط بعضهم في تنفيذه، وقبلوا أن يعودوا إلى وضعية ما قبل 7 أكتوبر، فسينتهون كأصحاب حقّ، ويفقدون شرعيتهم التاريخية والسياسية، ويصبحون مجرّد مرتزقة.

ما تحقق حتى اللحظة مشأنه أن يسمح للفلسطينيين، إذا اتحدوا، بالتحكّم من جديد في مصيرهم، سواء من خلال استمرار القتال أو من خلال التفاوض، فالذين يطالبون "حماس" بالتخلي عن السلاح يرتكبون خطيئة لا تُغتفر.

فمن يتخلَّ عن سلاحه يتخلَّ عن حقّه وأرضه، ويصبح ورقة في مهبّ الريح، لكن السلاح وحده لا يكفي. لا بد أن يكون مصحوبا ببرنامج سياسي قابل للتنفيذ. هذا هو التحدّي الكبير الذي تواجهه المقاومة حاليا.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين أميركا حماس شارون 7 أكتوبر السلطة الفلسطينية محمود عباس اليوم التالي للحرب من خلال

إقرأ أيضاً:

حماس: العدوان الإسرائيلي على اليمن وسوريا تصعيد خطير

صفا

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن القصف الإسرائيلي الإرهابي على اليمن، واستهدافه منشآت مدنية في ميناء الحُديدة، وكذلك العدوان صبيحة اليوم على سوريا، يُعَدُّ تصعيداً خطيراً وامتداداً لعدوان الاحتلال وإجرامه في فلسطين ولبنان والمنطقة العربية، بدعم أمريكي فاضح ومفتوح.

وأدانت حماس في تصريح صحفي وصل وكالة "صفا"، يوم الأحد، العدوان الإسرائيلي الغاشم؛ معربة عن تضامنها الكامل مع الشعب اليمني وحركة أنصار الله في وجه العدوان الصهيوأمريكي، وثمنت موقفهم الأصيل في الاستمرار بإسناد فلسطين، والانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني.

وأكدت حماس أن "العدو المجرم لن ينال من معنويات شعبنا أو شعوب منطقتنا، ولن يكسر عزيمة المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق والمنطقة، المستمرة في دك معاقل العدو الإسرائيلي، وتدفيعه ثمن جرائمه حتى وقف عدوانه على طريق التحرير والعودة بإذن الله".

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة في فلسطين: نبارك الرد الإيراني الصاعق الذي استهدف عمق الكيان الصهيوني
  • الشعبوية والوعود الاقتصادية المكسورة
  • حماس وسرايا القدس تنعيان مقاوما طاردته السلطة وقتله الاحتلال
  • حماس تنعى الشهيد عبد الحكيم شاهين
  • لماذا استهدفت إسرائيل قادة المقاومة في لبنان؟
  • عن الذي يبسط كفيه إلى السيسي ليبلغ رضاه وما هو ببالغه
  • مباشر. اليوم الـ360 للحرب: إسرائيل تكثف قصفها على غزة ولبنان وتستعد لعملية برية "محدودة" في الشمال
  • حماس: العدوان الإسرائيلي على اليمن وسوريا تصعيد خطير
  • الفرق بين المقاومة والمغامرة..
  • وماذا عن فلسطين؟