شاهد: قداس عيد الميلاد على أنقاض كنيسة دمرها الزلزال في أنطاليا
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
تقف شجرة صنوبر كبيرة ثابتة فوق الأنقاض، وهي الأثر الوحيد المتبقي من مبنى الكنيسة الأرثوذكسية في أنطاكيا بعدما دمره الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب تركيا في 6 شباط/فبراير.
تتأمل لورا سواديوغلو (53 عاما) الشجرة والمصابيح الصغيرة التي زينها بها مؤمنون رغم الخراب المحيط بها.
وتقول سواديوغلو "لقد زرعت هذه الشجرة بيدي قبل 12 عاما، إنها كل ما تبقّى من الكنيسة.
لم يكن الليل قد حلّ يوم 24 ديسمبر/كانون الأول، لكن السلطات فضلت التزام الحذر والاحتفال بقداس عيد الميلاد في منتصف فترة ما بعد الظهر، في مدينة لا تزال فريسة للفوضى بعد مرور عشرة أشهر على الهزات الأرضية العنيفة التي خلّفت 50 ألف قتيل على الأقل في تركيا وأكثر من 5000 في سوريا المجاورة.
لتنأى بنفسها عن روسيا.. أوكرانيا تحتفل بعيد الميلاد في 25 ديسمبر بدلا من7 يناير للمرة الأولىشاهد: زينة وإضاءة أشجار في باريس احتفالًا بعيد الميلادأنطاكيا القديمة، أحد مهود الكنيسة المسيحية، لم تعد قائمة لكن سكانها يرفضون تركها للحيوانات الشاردة والغبار.
كانت لورا مسؤولة عن صيانة الكنيسة الأرثوذكسية لمدة 28 عاما. وتشرح مازحة "لقد اقترح زوجي أن أحضر سريري إلى هنا لأنني قضيت الكثير من الوقت في المكان".
أما وهبي تادراسغيل (55 عاما) فيقول "أنا هنا، من المهم بالنسبة لنا أن نحتفل بميلاد يسوع. لكنه عيد ميلاد مؤلم للغاية".
فقد هذا الأب اثنين من أبنائه الثلاثة في الزلزال، وهما شابان يبلغان 28 و35 عاما عثر عليهما مع والدتهما متوفين تحت الأنقاض.
ويضيف تادراسغيل "آمل أن تكون أرواحهم هنا، وأنا متأكد من أن صلواتنا تصل إليهم".
- عائلات مشتتة -ويتذكر بأسى "في العام الماضي، كان هناك 1500 منا يتبادلون التبريكات ويضحكون".
لكن لا يكاد عددهم اليوم يصل إلى 500، يحملهم إيمانهم، للصلاة بين الجدران المنهارة.
قليلون هم الذين لم يتأثروا بالمأساة، فقد اضطر معظمهم إلى البحث عن ملجأ في مكان آخر من البلاد وما زالوا ينتظرون أن يتمكنوا من العودة إلى مدينتهم.
استقر التاجر مايكل بوغوسوغلو (30 عاما) في مدينة فتحية على الساحل الجنوبي، وهذه عودته الأولى إلى مدينته منذ غادرها.
ويقول "لقد جئت للمناسبة، نلتقي مع العائلة والأصدقاء. عيد الميلاد هذا يزعجنا. بعد الزلزال، تفرقنا، يعيش الجميع الآن في مدن مختلفة، حتى والدي وأخواتي. لم أتمكن من رؤيتهم لعدة أشهر".
ويضيف "إنه عيد الميلاد وهذه الكنيسة تجمعنا أخيرا بعد عام 2023 الصعب للغاية".
على بعد حوالى عشرين كيلومتراً من أنطاكيا، فقدت بلدة سمنداغ (السويدية) أيضاً جزءاً كبيراً من سكانها. جرفت المياه كنيسة القديس إلياس ما دفع الأب عبد الله يومورتا للانتقال إلى كنيسة القديسة تقلا للاحتفال بقداس عيد الميلاد.
هنا، يسمح وجود مولد كهربائي بإضاءة الشجرة المزخرفة، ويوزع بابا نويل الحلوى والألعاب على الأطفال.
يقول الأب يومورتا "دمر الزلزال بلدتنا التي كانت تقيم فيها 400 عائلة. ومع عيد الميلاد هذا العام، نريد أن نتمنى للجميع الحب والفرح والسلام. يجب علينا المضي قدما، وإعادة بناء حياة جديدة".
ويضيف "مع ولادة الطفل يسوع، تبدأ حياة جديدة، بداية جديدة. وبالنسبة لنا أيضا، هنا، ستكون بداية جديدة".
ويختم "عندما أرى هذا الحشد، ينشرح قلبي. آمل أن يبقى هذا الفرح وأن تظل هذه الكنيسة عامرة دائما".
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: "ميلاد تحت الأنقاض".. زينة مختلفة في بيت لحم تضامنًا مع قطاع غزة شاهد: سباق للشخصيات الكرتونية في مدينة روسية خلاف جديد بين واشنطن ومدريد.. إسبانيا: لن نشارك بالتحالف العسكري في البحر الأحمر الكنيسة الأرثوذوكسية تركيا أنطاليا أعياد مسيحية زلزال تركيا وسورياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: تركيا أنطاليا زلزال تركيا وسوريا روسيا إسرائيل غزة فلاديمير بوتين عيد الميلاد حركة حماس فلسطين الضفة الغربية إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني فولوديمير زيلينسكي روسيا إسرائيل غزة فلاديمير بوتين عيد الميلاد حركة حماس یعرض الآن Next عید المیلاد
إقرأ أيضاً:
الكنيسة تُحيي ذكرى شهداء ليبيا اليوم.. تضحية لن ننساها
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى شهداء ليبيا العاشرة، الذين استشهدوا على يد تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا.
الاحتفال بعيد شهداء العصر الحديثوأقامت الكنائس القبطية الأرثوذكسية على مستوى إيبارشيات الكرازة القداسات الإلهية احتفالا بهذا العيد حيث أقر المجمع المقدس للكنيسة برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن يكون يوم 15 فبراير من كل عام عيدا لشهداء الكنيسة في العصر الحديث.
وترأس الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، قداس ذكرى شهداء ليبيا العاشرة وذلك بكاتدرائية شهداء ليبيا بالعور«مسقط رأس العدد الأكبر من الشهداء»، بعد نهضة عدة أيام، وقام الأب المطران بتدشين كنيسة شهداء إيبارشية سمالوط بمبنى خدمات كنيسة مارمرقس بسمالوط، هذه الكنيسة هي الثانية في داخل المبنى.
القصة الكاملة لشهداء ليبياوتعود القصة شهداء ليبيا إلى يوم 15 فبراير من عام 2015، عندما بث الجناح الإعلامي لتنظيم داعش في ليبيا فيديو على الإنترنت ظهر فيه 20 قبطيا وواحد من دولة غانا وهم راكعين على إحدى شواطئ مدينة طرابلس في مكان غير معلوم، وظهروا خلفهم أشخاص ملثمة ممسكين بـ لافتة مكتوب عليها «رسالة موقعة بالدماء إلى أمة الصليب»، وأظهر الفيديو الذي استمر لمدة 5 دقائق مجموعة من أعضاء التنظيم الإرهابي، وكل واحد منهم يمسك برأس قبطي ويذبحه.
وفي اليوم التالي من إعلان تنظيم داعش لقتل الأقباط جاء رد الدولة المصرية، التي اقتصت لأبنائها، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتقديم العزاء للبابا تواضروس في الشهداء وقال له «أخدنا تارنا» بحسب تصريحات للبابا تواضروس، ودون انتظار لإجراء أي ترتيبات مراسمية، أو إعداد موكب رسمي، كما قدم العزاء لأهالي الشهداء من أبناء قرية سمالوط في المنيا وأمر بتعويضهم وبناء كنيسة في مسقط رأس الشهداء الـ 20 باسم «كاتدرائية شهداء الإيمان والوطن».
وفي 7 أكتوبر 2017 أعلنت القوات الليبية العثور على جثامين شهداء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهي مكبلة الأيادي ومقطوعة الرؤوس بالزي البرتقالي الذي كان يرتديه الضحايا في تسجيل مصور نشره التنظيم في وقت الحادث، إذ أوضحت الكنيسة أن من المقرر التنسيق مع الدولة لسرعة وصول الجثامين مصر ودفنهم في بلدهم، حيث شارك فريق من الطب الشرعي المصريين في عملية تحليل الحمض النووي لرفات الأقباط المذبوحين في ليبيا.
وفي يوم 14 مايو من عام 2018 أعلن التليفزيون المصري أن جثامين 20 مسيحيا مصريا قتلوا في ليبيا عام 2015 على يد تنظيم داعش عادت إلى القاهرة يوم الاثنين، وكان في استقبالهم البابا تواضروس وعدد من أحبار الكنيسة بجانب وزيرة الهجرة.