شبوة 2023…الانفلات الأمني يساهم في عودة الثارات القبلية وجرائم القتل
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
يمن مونيتور/وحدة التقارير
شهدت محافظة شبوة خلال العام 2023 الكثير من الحوادث وتجرع السكان خلاله أزمات كبيرة في ظل سيطرة الميليشيات المدعومة من الإمارات على المحافظة.
وارتكب في العام 2023 أبشع جرائم القتل والاغتيال طالت شخصيات بارزة، من بينهم اغتيال الداعية والشخصية الاجتماعية البارزة عبد الله الباني في صبيحة عيد الفطر المبارك، نهاية شهر أبريل.
ونتيجة الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة منذُ سيطرة مليشيا الانتقالي على المحافظة في أغسطس 2022 عادت حوادث الثأر والخلافات القديمة إلى الوجه بين القبائل.
كما شهدت المحافظة احتجاجات متعددة تندد بتدهور الخدمات الأساسية، بما في ذلك التيار الكهربائي والمياه.
الثارات القبلية
شهد مطلع العام 2023 الكثير من الحوادث وكان من بينها الصلح القبلي الذي قام به المحافظ السابق محمد صالح بن عديو بين قبيلته، وقبيلة إخوانه ال عوض بن قمر للقموش يزيد عمرها عن80 عاما.
وقدم بن عديو حينها أولاده مصعب وأنس كمحابيس تحكيما مطلقا للقبيلة الأخرى للأخذ بالثأر أو العفو لإنهاء هذه القضية التي قتل على إثرها أكثر من 12 شخصا على مدى الثمانين السنة الماضية.
عملية الصلح القبلية التي بادر بها بن عديو كانت الحدث الإيجابي الوحيد على مدار العام، ومن بعدها برزت حوادث ثأر بشكل لافت في عدد من مناطق المحافظة، نتيجة حالة الفراغ الأمني، والصراعات بين قيادات المجلس الانتقالي.
وخلفت حوادث الثأر العديد من القتلى والجرحى في عدة مناطق، بما في ذلك مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة.
وباتت الاشتباكات القبلية أمر شائع في شبوة خلال العام الجاري 2023، بسبب حوادث ثأر عادت للظهور نتيجة ضعف السلطات في مواجهة الانفلات الأمني.
وشهدت عشرات الاشتباكات المسلحة، سواء بين مسلحين قبليين بدوافع الثأر، أو بين القبائل والمليشيات الانفصالية، وكذلك بين المليشيات المسلحة نفسها حول الموارد أو بدوافع مناطقية كالتي تتكرر بين ألوية العمالقة التي تتشكل في معظمها من محافظتي الضالع ولحج ، وألوية دفاع شبوة التي يغلب عليها العنصر المحلي.
حوادث القتل والاغتيال
في عام 2023 شهدت المحافظة عدة عمليات اغتيالات، طالت شخصيات بارزة، من بينها اغتيال الداعية والشخصية الاجتماعية البارزة عبد الله الباني وكذلك مدير إدارة شعبة الامتحانات والتوجيه بمكتب التربية والتعليم أحمد طريش الدياني.
وقُتل الشيخ الباني على يد عناصر من قوات دفاع شبوة المدعومة من الإمارات بعد انتهائه منْ أداء الخطبة، في جريمة هزت الشارع بشبوة واليمن بشكل عام.
وقتل الدياني على يد مسلحين أطلقوا عليه وابلا من الرصاص كانوا على متن سيارة وسط مدينة عتق، وتوفي بعد على الفور.
وخلال أشهر العام تحولت مدينة عتق مركز محافظة شبوة منطقة خصبة للقبائل لتصفية حساباتها واصطياد خصومها ويرجح مراقبون “أن حوادث القتل بدواعي الثارات القبلية لم تنته منذ زمن طويل، لكن الفارق أن العاصمة عتق كانت بمنأى إلى حد ما عن حوادث الثارات لأسباب عدة أبرزها السيطرة القوية للأجهزة الأمنية داخل عاصمة المحافظة، ووحدة القوات العسكرية والأمنية وواحدية القرار الأمني”.
حوادث التسرب النفطي وتسريح العمال
في 9 يناير نفّذ موظفو شركة الاستثمارات النفطية بمحافظة شبوة، وقفة احتجاجية أمام بوابة قطاع 4 بمنطقة عياذ تنديداً بالقرارات التعسفية بحقهم الصادرة من مدير قطاع 4 في الشركة، وتسريحهم من عملهم بحجة توقف عمليات الضخ نتيجة التهديدات الحوثية.
ورفع المحتجون لافتات تطالب الجهات المسؤولة في الدولة بوقف تجاوزات مدير قطاع 4،ووقف العبث الممنهج الذي يتعرض له الحقل النفطي، ومحاسبة المتسببن في ذلك الإهمال.
وفي 29 مايو واصل العشرات من عمال شركة العقلة النفطية اعتصامهم أمام بوابة الشركة بسبب إيقافهم عن العمل، وتسريحهم من وظائفهم.
وأكّد المعتصمون أن قرار فصلهم جاء بشكل تعسفي، دون الإيفاء بحقوقهم المالية رغم استمرار العمل في عدد من الحقول النقطية التابعة للشركة.
وفي 5 سبتمبر كشفت مصادر نفطية عن اتخاذ شركة OMV النمساوية العاملة في حقل العقلة النفطي بمحافظة شبوة قراراً بتسريح مائتي موظف اعتباراً من بداية العام المقبل على خلفية توقف تصدير النفط.
وقالت المصادر إن الشركة أعلنت أنها لم تتمكن من تحقيق أي إيرادات من أنشطتها في قطاع “إس تو”، بسبب التوقف الكلي لصادرات النفط والمبيعات، منذ أكثر من عشرة أشهر جراء الهجمات الحوثية على موانئ التصدير.
عودة التسرب النفطي
وفي 5 أغسطس شهدت مديرية الروضة عودة التسرب النفطي من الأنبوب الناقل للنفط الخام والذي يمر من المنطقة.
وقالت المصادر المحلية حينها أن هناك تسرب لكميات كبيرة من أنبوب نفط النشيمة في منطقة وادي غرير بمديرية الروضة بمحافظة شبوة”.
وفي 23 أغسطس أفادت مصادر محلية في مديرية حبان بمحافظة شبوة عن وقوع تسرّب نفطي من الأنبوب الناقل للنفط الخام الممتد إلى ميناء النشيمة النفطي.
وفي 11 نوفمبر قالت مصادر محلية في محافظة شبوة: إن قوات أمنية تحتجز ناقلات النفط في المدخل الغربي لمدينة عتق.
وأضافت المصادر أنَّ ناقلات النفط تتكدس منذ أكثر من شهرين على الطريق الدولي قادمة من محافظة مارب في طريقها إلى محافظات عدن وأبين وتعز.
الاحتجاجات
في 2 يوليو أقدم العشرات من منتسبي محور عتق بمحافظة شبوة، على إحراق الإطارات وإغلاق الشارع العام وسط المدينة، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.
وفي 7 يوليو شكا مواطنون في المحافظة من قيام برنامج الأغذية العالمي بتحويل مشروع المساعدات النقدية إلى مواد عينية.
وقال السكان إن المنظمة الأممية حولت مشروع المساعدات النقدية إلى مواد عينية، مؤكدين أنه يجري تلاعب كبير بتلك المساعدات التي تعيل الآلاف من الأسر الفقيرة وتلبي بعض احتياجاتها المنزلية.
في 19 أغسطس نظّم أهالي منطقة الكرموم بمديرية نصاب وقفة احتجاجية للمطالبة بإصلاح التيار الكهربائي.
وخلال الوقفة عبّر أبناء الكرموم عن استيائهم إثر انقطاع الكهرباء عن منطقتهم منذ عدة أيام، وطالبوا باستبدال محوّل الكهرباء بآخر نظراّ لتزايد أعداد السكان، وعدم قدرة المحوّل الحالي على تلبية الاحتياج المتزايد للكهرباء.
وفي 30 أغسطس شكا مواطنون في محافظة شبوة من تدهور كبير في خدمة الكهرباء، ظل ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
وقال المواطنون إن ساعات تشغيل التيار الكهربائي تراجعت، ووصلت ساعات الانقطاع إلى أكثر 12ساعة خلال اليوم؛ معبرين عن سخطهم الشديد من تدهور الخدمة التي قالو إنها الأسوأ منذ سنوات.
في 12سبتمبر طالب عدد من المواطنين بمديرية عسيلان في محافظة شبوة بخروج قوات “العمالقة”، من مستشفى المديرية، بعد أن حوّلته إلى ثكنة عسكرية.
وقال المواطنون إن ألوية العمالقة، المدعومة إماراتياً، سيطرت على العيادات الخارجية في الدور الثاني للمستشفى، إضافة إلى طوارئ النساء، وحوّلتها إلى سكن لأفرادها.
وفي 15 سبتمبر طالب مواطنون في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة قيادة السلطة المحلية بإزالة نقاط التفتيش غير القانونية من وسط المدينة.
وقال المواطنون:”نطالب المحافظ ومدير الأمن بإصدار توجيهاتهم للجنود برفع نقاط التفتيش المقامة على الطريق العام التي تربط بين شوارع ووسط المدينة”.
في 29 أكتوبر أثارت عودة انقطاع التيار الكهربائي في العديد من المناطق بمحافظة شبوة، موجة غضب في أوساط المواطنين خصوصاً أنها تأتي بعد انتهاء موسم الصيف الذي غالبا ما يتسبب بعجز لمحطة الكهرباء.
ويشكو المواطنون في مديريات عتق والصعيد ونصاب وأجزاء من المديريات الشرقية من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي، بصورة لم يعهدوها منذ مدة، حيث تجاوزت ساعات الانقطاع 21 ساعة في اليوم.
وفي 4 نوفمبر أعلن أطباء مستشفى عزان العام بمحافظة شبوة، البدء بإضراب جزئي بسبب عدم استلام رواتبهم منذ خمسة أشهر من قبل مؤسسة خليفة الإماراتية التي كانت تشغل المستشفى.
وقال مصدر طبي حينها إن الأطباء في مستشفى عزان قاطعوا العمل، وطالبوا بصرف رواتبهم، مالم فإنهم سيضطرون لمواصلة الإضراب.
وفي 17 ديسمبر نظّم عدد من الكوادر الصحية في المراكز والوحدات الصحية في شبوة المدعومة من منظمة الإغاثة الدولية، وقفة احتجاجية أمام مبنى مكتب الصحة والسكان بالمحافظة احتجاجاً على خفض رواتبهم بنسبة تزيد على 70%.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: أحداث عدن الاغتيالات الجرائم الحرب اليمن شبوة التیار الکهربائی بمحافظة شبوة محافظة شبوة مدینة عتق عدد من
إقرأ أيضاً:
مواطنون: نقلة نوعية في تنمية المحافظات مع تطبيق اللامركزية
ـ تحسُّن الخدمات العامة وانتعاش ريادة الأعمال وخطط استراتيجية لاستغلال الموارد
نجحت سلطنة عمان في توجهها الهادف إلى تحقيق (اللامركزية)، وإحداث تنمية مستدامة وشاملة في ربوع البلاد، من خلال المسار الذي وجّه به حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتعزيز دور المحافظات في التنمية واستغلال الموارد والإمكانيات التي تتمتع بها، وتعزيز المخصصات المالية لكل محافظة بمبلغ 20 مليون ريال عماني؛ لتحقيق مزيد من النمو.
واستطاعت المحافظات منذ بداية تطبيق (اللامركزية) أن تحقق نموًا في تنفيذ المشاريع التنموية، وإحداث نقلة نوعية في المشاريع المتوسطة والصغيرة لتحقيق طموحات الشباب العماني.
وعززت المجالس البلدية تطبيق نهج التنمية الشاملة من خلال السعي جنبًا إلى جنب مع بقية المؤسسات الحكومية والخاصة للنهوض بالمشاريع وإقامة المهرجانات في المحافظات عبر استغلال المقومات الطبيعية والمشروعات الاستراتيجية في جذب الزوار وتنشيط الحركة التجارية والاقتصادية ذات العوائد الإيجابية.
وأكد عدد من أعضاء المجالس البلدية لـ (عمان)، على أن (اللامركزية)، نهج أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله و رعاه- وتعمل المحافظات على تحقيقه بما ينسجم مع توجه البلاد لتحقيق التنمية والاستفادة من المقومات لقيام مشاريع استراتيجية.
مشاريع حيوية
وأكد عبدالله بن يحيى بن سالم الجابري نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة ممثل ولاية صحار على أن نهج (اللامركزية)، عزز القدرة على إنجاز المشاريع، وتسريع اتخاذ القرار، والعمل على استغلال إمكانيات الولايات، كما أن رفع المخصصات المالية للمحافظات كان له أثر بالغ في ضخ المزيد من المشاريع التنموية، وهو ما لمسناه بشكل مباشر في محافظة شمال الباطنة، حيث إن الزيادة في الدعم المالي مكّنت من تنفيذ عدد من المشاريع التنمية على مستوى الواجهات البحرية والحدائق والمتنزهات، وكذلك مشاريع الساحات والطرق الداخلية في مختلف ولايات المحافظة، مما يعزز من مكانة المحافظة باعتباره مركزا اقتصاديا وسياحيا مهما.
وقال: إن الإحصائيات تشير إلى أن محافظة شمال الباطنة من خلال المهرجانات التي أقيمت فيها استطاعت أن تستقطب أعدادًا قياسية من الزوار، حيث اقترب عدد الحضور إلى مهرجان صحار من 400 ألف زائر، وهو مؤشر واضح على مدى جاذبية المحافظة كوجهة سياحية بارزة.
وأضاف الجابري: الجهود المبذولة لتطوير القطاع السياحي وتعزيز الاستثمار تعكس التوجه الوطني نحو تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات.
وأشار عبدالله الجابري إلى أن محافظة شمال الباطنة تزخر بمواقع جذب سياحي متنوعة، تجمع بين جمال الطبيعة وعبق التاريخ، وشواطئها الممتدة تُعد من الوجهات المثالية لمحبي الاستجمام والرياضات البحرية، إضافة إلى التراث التاريخي مثل قلعة صحار، مشيرا كذلك إلى وجود عدد من الأودية التي تعد من الوجهات الجميلة لمحبي الطبيعة مثل وادي حيبي ووادي الجزي ووادي بني عمر ووادي الحواسنة، وتمثل تجربة رائعة لمحبي المغامرة والاستكشاف.
وأكد عبدالله الجابري أن المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة يعمل للنهوض بالقطاع السياحي، ويضع في مقدمة أولوياته تطوير البنية الأساسية، ودعم المشاريع الترفيهية، مشيرا إلى جملة من المشاريع تقام بالمحافظة من بينها مشروع "الدرة"، الذي فازت به المحافظة بجائزة أفضل مشروع إنمائي لعام 2024، وهو خطوة مهمة في دعم التراث والثقافة المحلية وتعزيز التنمية الاقتصادية، ومشروع "منتجع أكوا بارك" في ولاية السويق، ومشاريع تطوير الحدائق والمتنزهات، التي قال: إنها ستساهم في جعل المحافظة وجهة سياحية أكثر تنوعًا وجاذبية.
تنويع واستدامة
من جانبه قال محمد بن درويش بن صالح الشحي عضو المجلس البلدي بمحافظة مسندم: إن المحافظة تشهد إقامة مشاريع استراتيجية منها مستشفى خصب الجديد ومستشفى محلي بولاية مدحاء والواجهة البحرية بولاية دبا، والواجهة البحرية بولاية بخاء، ومطار خصب الجديد، ومشروع طريق دبا –ليما- خصب، والمركز الثقافي بولاية خصب، وسوق الخضار والفواكه والأسماك بولاية خصب.
إضافة إلى مشاريع سياحية بينها فندق كلوب ميد "راس عمود"- و فندق خليج ايمس- النزل الخضراء، إضافة إلى تطوير قرية غب علي البحرية بولاية خصب وتطوير جزيرة مقلب بولاية خصب.
وأشار الشحي إلى أن نهج (اللامركزية) حقق نجاحات على مستوى المحافظات، ومن بينها محافظة مسندم، وذلك يأتي من خلال ارتفاع عدد الزوار للمحافظة حيث بلغ عدد زوار محافظة مسندم في العام الماضي 2024م إلى أكثر من 70000 زائر، مشيرا إلى أن المحافظة تتمتع بمقومات جذب بيئية بينها البيئة الجبلية والبيئة البحرية وتنوع الخلجان والأخوار والفعاليات التراثية والمناشط المقامة ضمن الشتاء مسندم.
رافد حيوي
من جانبه أكد محمد بن خليفة الجابري نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة البريمي على أن هناك تزايدًا ملحوظًا في زوار المحافظة وخاصة خلال المناسبات والإجازات الرسمية حيث أصبحت المحافظة محل جذب للزوار، ويتزامن ذلك مع تنفيذ العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية الجاذبة للسياح كذلك ما تمتاز به المحافظة من تنوع اقتصادي وجغرافي، موضحًا بأن نسبة الزوار لمختلف الفعاليات التي نفذتها المحافظة في عام ٢٠٢٤م بلغ ما يزيد عن ٢٠٠ ألف زائر.
وأوضح أن أبرز المشاريع القائمة حاليًا مشروع واحة البريمي ومشروع البحيرة الاصطناعية وكذلك مشاريع رصف وصيانة الطرق الداخلية ومشروع تأهيل وتجميل بعض الطرق في المحافظة.
وأشار الجابري إلى أن المحافظة تزخر بعدد من المواقع الأثرية والسياحية كفلج الصعراني وواحة محضة إلى جانب القلاع والحصون علاوة على الفعاليات والمهرجانات المتخصصة كبطولة حفيت للسيارات والتي أقيمت خلال هذا العام ولاقت إقبالا كبيرا من سلطنة عمان وخارجها.
نجاح النهج
من جانبه قال ناصر بن سعيد اليزيدي عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الشرقية - رئيس لجنة تنمية وتطوير المحافظة: إن نهج (اللامركزية)، بدأ يحقق أهدافه الناجحة وبدأت المحافظات بجني ثمار التوجه بتسريع وتيرة المشاريع وتفعيل المهرجانات ذات العوائد الاقتصادية للمحافظة، وأشار إلى أن زوار محافظة شمال الشرقية تجاوز خمسمائة ألف زائر حسب الإحصائيات التقديرية، وهذه الأعداد تسهم في انتعاش الكثير من المشاريع، وهناك مهرجانات للفروسية والهجن والمهرجانات الشتوية التي أدت إلى تنامي عدد الزوار.
كما أشار اليزيدي إلى جملة من المشاريع الجاري تنفيذها بالمحافظة، من بينها إنشاء حي “السمو” بولاية المضيبي، وإنشاء عقبة وادي بني خالد، وتنفيذ مشاريع سكنية في ولايات دماء والطائيين ووادي بني خالد، وتطوير سوق الموارد بولاية سناو وسوق المضيرب بولاية القابل، وإنشاء شبكة من الطرق من بينها ازدواجية الطريق الداخلي ورصف طرق داخلية بولاية براء وازدواجية الطريق من محطة النبع بولاية بدية إلى ولاية سناو وإنشاء مدينة المضيبي الصناعية، وإنشاء مستشفى النماء وإنشاء مركز لرعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية بدية، وطرح فرص استثمارية في منطقة الامتياز “B-25”.
تسريع المشاريع
وقال محمد بن ناصر العريمي عضو المجلس البلدي بمحافظة جنوب الشرقية: إن توجه الحكومة نحو اللامركزية، حقق العديد من النتائج الإيجابية، من بينها تسريع اتخاذ القرار والتركيز على المشاريع في كل محافظة، كما عززت الموارد المالية التي تم تخصيصها لكل محافظة من قدرة المسؤولين بالمحافظات على اختيار المشاريع ذات الأولوية بكل ولاية، والاهتمام بالمشاريع ذات العائد الأكبر لأبناء المحافظة.
وأشار العريمي إلى أن محافظة جنوب الشرقية، تشهد إقامة قرابة 20 مشروعًا من المشاريع السياحية والتاريخية والخدمية من بينها مشروع مسار البر (بوليفارد) صور ومركز شبابي ثقافي مع مكتبة عامة بصور ومشروع حفر خور البطح والمتحف البحري و5- ميدان الفروسية وغيرها من المشاريع التطوير للواجهة البحرية والمنتجعات والمسارات وتطوير القرى وغيرها.
وأوضح محمد العريمي بأن ولايات المحافظة تشهد إقبالًا سياحيًا طول العام سواء للسياح من محافظات سلطنة عمان أو من الخارج، حيث تزخر المحافظة بعدد من المقومات التي تميزها عن غيرها من المحافظات، وأيضا تتمتع بالأجواء المعتدلة، مشيرا إلى أن المحافظة شهدت تسارعا في إنجاز المشاريع الخدمية والتنموية في ظل توجه الحكومة بتسريع تنمية المحافظات.
تنمية شاملة
من جانبه أكد أحمد بن حمد النبهاني عضو المجلس البلدي بمحافظة الداخلية على أن نهج اللامركزية نجح في رفع وتيرة إنجاز المشاريع في المحافظات وعزز من قدرة المحافظات على اتخاذ القرارات المناسبة لتنميتها وتلبية احتياجات سكانها، كما أسهم رفع المخصصات المالية للمحافظات بشكل كبير في تعزيز القدرة على تنفيذ مشاريع تنموية تلبي احتياجات السكان وتساهم في تحقيق "رؤية عُمان 2040".
وأتاح نهج اللامركزية الفرصة لتنفيذ برامج ومشروعات استراتيجية تهدف إلى تنمية المحافظات والمدن المستدامة، وتحفيز المزايا النسبية التنافسية لكل محافظة، وتوسيع نطاق المشاريع التنموية، وتحسين البنية الأساسية والخدمات، حيث مكنت من تنفيذ مشاريع خدمية متنوعة، بما في ذلك تطوير البنية الأساسية، وإنشاء الحدائق والمتنزهات، وتحسين شبكات الطرق، مما يسهم في رفع مستوى المعيشة للمواطنين.
وأشار النبهاني إلى أن ولاية الجبل الأخضر وحدها شهدت العام الماضي زيارة 203,629 زائرًا، حيث شهد القطاع السياحي نموًا ملحوظًا خلال عام 2024م، مؤكدًا أن هذه المؤشرات تعكس زيادة عامة في عدد الزوار والسياح لمحافظة الداخلية.
وقال: إن محافظة الداخلية تشهد إقامة عدد من المشاريع في مجالات ترفيهية واقتصادية وسياحية حيث وقّعت المحافظة عددًا من الاتفاقيات المتعلقة بمشروعات تنموية وخدمية بهدف تحسين البنية الأساسية والخدمات المقدمة للزوار، مما يعزز من جاذبية المحافظة كوجهة سياحية.
ومن بين المشاريع تنفيذ ورصف الطرق الداخلية وتتضمن هذه المشاريع رصف طرق بطول 58 كيلومترًا في ولايات نزوى، وبهلا، وأدم، والحمراء؛ بهدف تحسين شبكة الطرق وتسهيل حركة المرور.
كما أن من بين المشاريع المنفذة توسعة مواقف السيارات في سوق نزوى حيث يهدف المشروع إلى معالجة الازدحام المروري وتحسين انسيابية الحركة في المنطقة التجارية.
و كذلك مشروع تأهيل وتطوير سوق بهلا الذي يهدف إلى تنشيط الحركة السياحية وتعزيز الثقافة المحلية من خلال توفير مساحات جديدة للتفاعل الاجتماعي، ومشروع "أصالة بهلا" الذي يقع في مركز الولاية بالقرب من معالم رئيسية مثل بوابة بهلا وقلعة بهلا، ويهدف إلى تقديم تجربة متكاملة تعكس التراث العماني، مع الالتزام بالسياسات الوطنية التي تدعم "رؤية عمان 2040".
ومن بين المشاريع السياحية مشروع واجهة جبل شمس "جراند كانيون" حيث تم توقيع اتفاقية الخدمات الاستشارية للتصميم والإشراف على المشروع، والذي يهدف إلى تطوير واجهة جبل شمس لتعزيز السياحة البيئية وتوفير فرص استثمارية ووظيفية.
وكذلك مشروع تطوير وتأهيل مسفاة العبريين بولاية الحمراء الذي يهدف إلى ترميم وتطوير المواقع التاريخية والتراثية لتعزيز القطاع السياحي.
وأشار النبهاني إلى مشاريع لإنشاء الحدائق والمتنزهات العامة، وذلك لتعزيز البعد الاجتماعي والاقتصادي للتنمية وتوفير مرافق ترفيهية للمجتمع ومن أبرزها "بوليفارد الداخلية" وحديقة نزوى العامة، ومشاريع تحسين شبكات الطرق الداخلية وإنارتها باستخدام تقنيات موفرة للطاقة (LED) وتجميل المرافق العامة.
وتعكس هذه المشاريع النهج الساعي إلى تطوير البنية الأساسية وتعزيز القطاع السياحي والاقتصادي في محافظات سلطنة عمان بما يتماشى مع "رؤية عُمان 2040" لتحقيق تنمية مستدامة ورفع مستوى المعيشة للمواطن.