الخليج الجديد:
2024-09-16@17:03:46 GMT

فلسطين وأسئلة ما بعد 7 أكتوبر

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

فلسطين وأسئلة ما بعد 7 أكتوبر

الأسئلة الفلسطينية بعد 7 أكتوبر

ينبغي التفكير في التعامل مع التحوّلات البنيوية في المشهد الداخلي الفلسطيني والمشهد الإقليمي والمواقف الدولية تجاه قضية فلسطين ومستقبلها.

المطلوب من النخب السياسية الفلسطينية اجتراح أفق سياسي يُبنى على ما تحقّق عسكرياً من هدم لنظريات إسرائيلية وأميركية وعربية حول تصفية القضية.

تُظهر استطلاعات الرأي الفلسطينية انهياراً في شعبية السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، وارتفاعاً لشعبية المقاومة المسلحة خاصة بالضفة الغربية.

لوحظت عودة لتبادل التخوين والاتهامات المبطّنة، والصريحة أحيانا، بين القوى الفلسطينية، في تقييم الوضع الراهن، وهو آخر ما يفترض في هذا المنعرج الخطير.

حوّل نتنياهو التهديد الذي أنتجه طوفان الأقصى لفرصة لمشروعه التدميري وتصفية القضية بالإبادة والتهجير وإعدام شروط الحياة في قطاع غزّة، نموذجا لما يمكن أن تكون عليه الحال في الضفة الغربية.

كيف تستثمر القوى الفلسطينية هذه العملية واليقظة الدولية لمشروعية وشرعية قضية فلسطين وتجاوز الانقسامات والخلافات والانتقال لخطاب جديد وتوافقات واضحة للمشروع الفلسطيني؟

* * *

رغم أهمية قراءة الأرقام التي خرج بها المركز الفلسطيني للدراسات البحثية والمسحية الأسبوع الماضي (تُظهر انهياراً في شعبية السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس، وارتفاعاً لشعبية المقاومة المسلحة - كتائب القسّام، خاصة في الضفة الغربية)، إلا أنّ المطلوب اليوم ليس الوقوف عندها، وتقاذف المسؤولية والاتهامات وتحوّل الخطاب الداخلي الفلسطيني نحو استدعاء الخلافات الأيديولوجية والسياسية، وحتى الشخصية، في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، إنّما الانتقال إلى مستوى أعلى من الوعي بمصلحة الشعب ومصيره وسيناريوهات المرحلة المقبلة.

ثمّة رائحة مزعجة ومقلقة بدأت تتسرّب إلى المشهد السياسي والإعلامي في الأيام القليلة الماضية، ولوحظت العودة إلى تبادل التخوين والاتهامات المبطّنة، والصريحة في بعض الأحيان، بين القوى الفلسطينية، في تقييم الوضع الراهن، وهو آخر ما يفترض التفكير فيه في هذا المنعرج الخطير.

بدلاً من ذلك، لا بد من نقل الأسئلة والتساؤلات نحو المرحلة المقبلة، والتفكير في التعامل مع التحوّلات في المشروع الصهيوني وأجندة التيار اليميني الإسرائيلي، الذي بات يهيمن، بصورة مطلقة، على المشهد السياسي هناك، وفي كيفية التعامل مع التحوّلات البنيوية في المشهد الداخلي الفلسطيني والمشهد الإقليمي والمواقف الدولية تجاه قضية فلسطين ومستقبلها.

كما حوّل نتنياهو التهديد الذي أنتجته عملية طوفان الأقصى إلى فرصة لتنفيذ مشروعه التدميري وتصفية القضية عبر الإبادة والتهجير وإعدام شروط الحياة في قطاع غزّة، نموذجا لما يمكن أن تكون عليه الحال في الضفة الغربية، فإنّ المطلوب، في المقابل، أن تستثمر القوى الفلسطينية جميعاً هذه العملية واليقظة الدولية لمشروعية وشرعية قضية فلسطين وتجاوز الانقسامات والخلافات والانتقال إلى خطاب جديد يتأسّس على توافقات واضحة للمشروع الفلسطيني للمرحلة المقبلة، وإلا فإنّ التضحيات فوق الطبيعة البشرية التي قدّمها الفلسطينيون في غزّة ستضيع، ليس تحت القصف الإسرائيلي، بل الخلافات والتجاذبات الفلسطينية.

وكما أبدع الفلسطينيون، كتائب القسّام، في تقديم مشروع مقاومة مسلّحة مدهش، وأغرقوا إسرائيل في بحر من القلق والشك والحيرة غير المسبوقة، فإنّ المطلوب من النخب السياسية الفلسطينية أن تُبدع في اجتراح تصوّر وأفق سياسي يُبني على ما تحقّق عسكرياً من هدم لنظريات إسرائيلية وأميركية وعربية عديدة (بُنيت على قاعدة انتهاء أهمية القضية وتصفيتها).

ومثل هذا المشروع من الضروري اليوم أن يكون وطنياً بمعنى الكلمة، وأن يقوم على إدماج أكبر عدد من الممثلين الفلسطينيين، خاصة من جيل الشباب الفلسطيني الذي بدأ يشعر بالاغتراب السياسي، ليس فقط بسبب الإحباط من المسارات السياسية، بل لعدم تمثيله بما يكفي في الأطر السياسية للمنظمات والقوى الفلسطينية، لتكون له كلمة تمثله وتعكس رؤيته إلى ما يحدُث وسيحدُث، وهو المعنيّ الأكبر اليوم بحقّ تقرير المصير والمستقبل.

ثمّة أسئلة عديدة، من الضروري الوقوف عليها؛ فإذا كانت التسوية السلمية وصلت إلى طريق مسدود، وكما اعترف أمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، بأنّ "أوسلو انتهت تحت جنازير الدبابات الإسرائيلية"، وأصبحت السلطة الفلسطينية مرهونة بأجندة بن غفير وسموتريتش وحتى غالانت وغانتس، فضلاً عن نتنياهو، وهم الطبقة السياسية الإسرائيلية اليوم بين اليمين ويمين الوسط الذين يرون أنّ "أوسلو" والسلطة كانا خطأ فادحاً، فإنّ المقاومة المسلحة التي أبدعت عسكرياً تواجه استعصاءً سياسياً في التعامل مع الخارج بصورة عامة، وجرى شيطنة حركة حماس في الدوائر الغربية النافذة، فضلاً عن المحيط العربي المتربّص بها، فإنّ ذلك يدفع إلى وضع جملة هذه المتغيّرات في مصفوفةٍ من المدخلات والأسئلة التي تتطلب البحث والتفكير في المستقبل والمصير، ليس على صعيد فصائلي أو أيديولوجي فحسب، بل المشروع والمآل الفلسطيني بأسره، لأنّ الفلسطينيين جميعاً اليوم يواجهون هذا التهديد الوجودي.

تعاني المشروعات الأيديولوجية والفصائلية من أزماتٍ كبيرة على الصعيد الفردي، والكيان الصهيوني هو الآخر دخل في مأزق استراتيجي كبير، لكنه يمتلك أوراقاً متعدّدة دولياً وإقليمياً وعسكرياً. فالمطلوب التعامل مع هذه الوقائع بروح جديدة، وبتصعيد قيادات مختلفة تكون قادرة على مخاطبة الداخل أولاً، وتوحيد المشاعر والطموح والخارج ثانياً، لتعزيز حلفاء الفلسطينيين وأصدقائهم، وقطع الطريق أمام المشروع اليميني الإسرائيلي في مرحلته الجديدة.

*د. محمد أبورمان باحث في الفكر الإسلامي والإصلاح السياسي، وزير أردني سابق.

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلسطين 7 أكتوبر محمود عباس كتائب القسام طوفان الأقصى حسين الشيخ الكيان الصهيوني القوى الفلسطینیة قضیة فلسطین التعامل مع

إقرأ أيضاً:

اليوم.. محكمة جنح أكتوبر تنظر دعوى التشهير ضد نجم منتخب مصر السابق

تنظر محكمة جنح أكتوبر اليوم السبت، أولى جلسات الجنحة المباشرة المقدمة من ضحية أزمة إمام عاشور، لاعب النادي الأهلي، ضد الكابتن أحمد حسن، نجم منتخب مصر السابق، بتهمة التشهير به عبر منصة "فيسبوك"، وذلك على خلفية الأزمة التي وقعت بين عاشور وفرد أمن بمول الشيخ زايد.

وشهدت الأزمة تطورات جديدة بعد أن قام المحامي علي فايز، ممثل دفاع عبد الله مصطفى، فرد الأمن المتضرر، برفع دعوى جنحة مباشرة ضد أحمد حسن بناءً على طلب موكله.

وأوضح فايز أن الدعوى تتضمن اتهام موكله للكابتن أحمد حسن بالتشهير والإساءة لسمعته، مشيراً إلى أن حسن نشر مقطع فيديو على صفحته على "فيسبوك" يدعي فيه أن عبد الله مصطفى تلقى أموالاً من إمام عاشور يوم الواقعة، وهو ما نفاه عبد الله تماماً واعتبره ادعاء باطلاً وتشويهاً لسمعته.

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الإثنين 16 سبتمبر 2024
  • الحرب الغربية على الشعب الفلسطيني ‏والتنكر لحق المقاومة
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024
  • أسعار الخضروات والفاكهة اليوم في سوق الجملة بـ6 أكتوبر.. الملوخية بـ5 جنيهات
  • لقاء الشويفات اليوم: انهاء الإشكالات والانحياز الكامل للقضية الفلسطينية
  • وزيرة الخارجية الفلسطينية: نريد إقامة دولتنا على 22% من أرض فلسطين التاريخية
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم السبت 14 سبتمبر 2024
  • بعد إفادة تؤكد وصولهم فعليا شمال فلسطين المحتلة.. لواء من قوات النخبة اليمنية يستعد للالتحام بالمقاومة الفلسطينية
  • اليوم.. محكمة جنح أكتوبر تنظر دعوى التشهير ضد نجم منتخب مصر السابق
  • الرئاسة الفلسطينية: غزة جزء لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين