قال مسؤولون إسرائيليون إن القيادة السياسية والأمنية ناقشت مؤخرا إمكانية نفي قادة حركة "حماس" من غزة، في إطار حل لإنهاء الحرب في القطاع الفلسطيني، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية الحكومية (كان).

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء أمس الأحد 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وأفاد مصدر مطلع على تفاصيل المناقشات بأنه "لا يوجد حاليا أي اقتراح ملموس على الطاولة، لكن هذا احتمال قيد الدراسة، بشرط ألا يُضر بالهدف الذي حدده كابنيت الحرب (المجلس الوزاري الحربي)، وهو تدمير القدرات الحكومية والعسكرية لحماس في غزة".

اقرأ أيضاً

ترجيحات بأن تأتي الحملة الإسرائيلية لاغتيال قادة حماس بنتائج عكسية.. كيف؟

أهداف الحرب

واعتبر مسؤول سياسي إسرائيلي أن "نفي قيادة حماس إلى الخارج لا يتناقض مع أهداف الحرب، ويوجد عدد غير قليل من الدول التي يمكنها استقبالهم، ومنها قطر".

ويُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب، على أمل الاستمرار في منصبه بعدها، عبر إعادة الأسرى الإسرائيليين، وإنهاء حكم "حماس" لغزة منذ يونيو/ حزيران 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تؤكد أنها تقام الاحتلال الإسرائيلي القائم لفلسطين منذ عقود.

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

اقرأ أيضاً

أبرزهم الضيف والسنوار.. خطة سعودية فرنسية لنفي قادة حماس إلى الجزائر

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: دول قطر إسرائيل قادة حماس نفي غزة حرب

إقرأ أيضاً:

صدمة في الجانب الإسرائيلي من صمود غزة وحضور القسام

القدس المحتلة – رسّخت صور ومشاهد المحتجزات الثلاث الإسرائيليات وهن ينقلن إلى مركبات الصليب الأحمر في قلب غزة، محاطات بآلاف الفلسطينيين بما في ذلك مئات المقاتلين من كتائب القسام، في الذهنية الإسرائيلية الهزيمة والإخفاق في القضاء على حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي ما زالت صامدة في قطاع غزة، حيث لا يزال أهله يوفرون لحماس الحاضنة الشعبية.

وعكست هذه المشاهد عمق الأزمة السياسية التي تعيشها إسرائيل، وارتدادات اتفاق وقف إطلاق النار على المجتمع الإسرائيلي باتهام حكومة بنيامين نتنياهو بالفشل السياسي في تقويض حكم حماس، وتوجيه انتقادات للجيش الإسرائيلي بالفشل في تحقيق الحسم العسكري، قبالة كتائب القسام التي تصدرت مشاهد احتفالات النصر للغزيين.

وعلى مدى 15 شهرا من الحرب الإسرائيلية على غزة، تغيّر الكثير في تصور الإسرائيليين للواقع في الشرق الأوسط وللصراع مع الشعب الفلسطيني، ففي الوقت الذي كان الجانب الإسرائيلي ينتظر عودة المحتجزات الثلاث، كان الغزيون يحتفلون بهتافات النصر، رغم كل مشاهد الدمار من حولهم.

وبينما أطّرت نشوة الانتصار المشاهد من ساحة السرايا في غزة، اتسمت اللحظات في الجانب الإسرائيلي بملامح الانتكاسة وغاب عنها الفرح، وهيمنت عليها المشاعر المختلطة بالحزن والغضب، وهي المقاربة التي تلخص القصة بأكملها حول الفشل والإخفاق في الحرب، وصدمة الإسرائيليين من صمود الغزيين ونهوضهم من بين الركام، بحسب قراءات للمحللين الإسرائيليين.

إعلان اليوم التالي

ذكرت الكاتبة الإسرائيلية نوعا ليمونا، في مقال لها بصحيفة "هآرتس"، أنه "من غير المعروف ماذا سيحدث في غزة في اليوم التالي للحرب، لكن ماذا عن اليوم التالي في إسرائيل؟"، في إشارة منها إلى الانتقادات الموجهة لحكومة نتنياهو، وإخفاقها في تحقيق أهداف الحرب، والمراوغة في مفاوضات صفقة التبادل من أجل البقاء في الحكم، وكذلك الاتهامات للمستوى العسكري والجيش الإسرائيلي بالفشل عسكريا في القضاء على حماس.

وفي قراءة لمشاهد الفشل والهزيمة مقابل الصمود والبقاء في قطاع غزة، تقول الكاتبة الإسرائيلية إن "صور الدمار في غزة هي من صنعنا"، وتضيف "بالنسبة لصورتنا كمحبين للحياة، نحن من زرع الموت في معظم الأحيان، وقبيل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، شن جيش الدفاع الإسرائيلي هجمات مكثفة قتلت العشرات من المدنيين الغزيين".

وأضافت ليمونا "لقد استقبلنا هنا الفظائع التي ارتكبناها في غزة على نطاق عاطفي يتراوح بين اللامبالاة والفرح والاشمئزاز، وليس فقط لم يهمنا المصير المرير لسكان قطاع غزة، بل أيضا مصير المختطفين الإسرائيليين، ولم نخرج إلى الشوارع بشكل جماعي للمطالبة بعودتهم، ولم نفرح بتحرير الدفعة الأولى".

وفي حالة تشير إلى التخبط والصراعات الداخلية بإسرائيل حول وقف إطلاق النار واليوم التالي للحرب والتهرب من تحمل المسؤولية، تقول محررة صحيفة "ذا ماركر" سيفان كلينجبيل إن "الخطر الرئيسي ليس التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بل رفض الاعتراف بفشل السابع من أكتوبر وعدم تحقيق أهداف الحرب".

وقالت كلينجبيل في مقالة لها إن "الحكومة وزعيمها يمتنعان عن القول بوضوح: لقد فشلنا وأخفقنا في الحرب، ويبدو الامتناع عن تحمل المسؤولية واضحا بالفعل، وعليه فإن عدم إجراء تحقيق معمق في الفشل والإخفاق والهزيمة، وتقديم التوصيات واستخلاص العبر، سيشكل خطرا واضحا على مستقبل إسرائيل".

إعلان

وتعتقد المحررة أن إسرائيل على وشك أن تدفع ثمنا باهظا جدا مقابل صفقة التبادل وأيضا الحرب، قائلة "إننا ندفع ثمنًا باهظا لأننا فشلنا، لقد فشلنا في إبقاء المواطنين في منازلهم، لقد فشلنا في حماية حدود البلاد، ولا ينبغي أن يظل هذا الفشل يتيما، يجب محاسبة قادة الجيش والحكومة على الفشل والهزيمة".

كابوس مستمر

عنون المتخصص في الشؤون العربية آفي يسخاروف مقاله في صحيفة يديعوت أحرونوت بـ"بين النصر والهزيمة"، واستعرض من خلاله المشاهد الأولى من صفقة تبادل الأسرى في ساحة السرايا في غزة، وبدا أكثر وضوحا ونقدا حين أكد أن هذه المشاهد تعبر عن "حجم الهزيمة السياسية التي منيت بها إسرائيل وحكومة نتنياهو، التي اضطرت لقبول إدامة حكم حماس في غزة حتى بعد 15 شهرا من الحرب".

واعتبر يسخاروف أنه وإن عبرت صور النساء الثلاث عن "انتصار الروح الإنسانية بالبقاء على قيد الحياة رغم الأسر"، فإن هذه المشاهد تؤكد أيضا على "حجم الهزيمة السياسية التي لحقت بحكومة نتنياهو الذي وعد بالنصر المطلق، لتأتي الصور وتؤكد أن حماس لا تزال صامدة".

"كان الهدف النهائي لحماس خلال الحرب أن تُظهر -بمجرد وقف القتال- أنها صامدة وباقية"، يقول يسخاروف، ويضيف "وبذلك تتحدى حكومة نتنياهو التي أعلنت أنها ستعمل على القضاء عليها، إلا أن الحركة لم تنجُ عسكريا فحسب، بل ظل حكمها سليما ومتماسكا، وبات واضحا أنه لا يمكن إقامة حكم بديل في غزة في اليوم التالي للحرب، بمعنى أن حماس راسخة ولم تفقد قدراتها السلطوية".

ويقول المختص بالشؤون العربية إن "بقاء حماس في الحكم في غزة يعتبر الفشل الأكبر لهذه الحرب، وإن الإخفاق الاستخباراتي الذي حدث في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 أصبح معروفا للجميع، ولكن الفشل السياسي الأكبر هو الإهمال المتعمد من جانب الحكومة الإسرائيلية لكل ما يتصل باليوم التالي للحرب، فهي لم تقدم أي خطة".

إعلان

وخلص يسخاروف "إذن، ها نحن في اليوم التالي، ولو مؤقتًا، وإسرائيل تستيقظ من كابوس إلى الكابوس نفسه، على الجانب الآخر من الحدود ستواصل حماس الحكم وبناء الأنفاق وتجنيد المقاتلين، يبدو أن أولئك الإسرائيليين الذين اعتبروا حماس ذات يوم حالة مؤقتة، اتضح أنهم لا يستطيعون التخلص منها بعد الآن".

مقالات مشابهة

  • السعودية تعرب عن إدانتها واستنكارها للهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على جنين
  • بعد زلزال هاليفي.. إسرائيل تبحث عن قائد جديد لإنقاذ جيشها من فشل 7 أكتوبر
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • ما الذي تحقق من أهداف نتنياهو بعد 15 شهرا من الحرب؟
  • عن عدد مقاتلي حزب الله و حماس الذين استهدفتهم إسرائيل.. مسؤول عسكري يكشف الأرقام
  • مسؤول تركي يعلق على إمكانية استئناف التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي
  • حماس تؤكد أن غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • صدمة في الجانب الإسرائيلي من صمود غزة وحضور القسام
  • حماس : غزة ستنهض من جديد رغم الدمار الذي خلفته الحرب الصهيونية
  • كيف نجت حماس من عام الحرب ضد إسرائيل؟