قالت مصادر إسرائيلية إن مصانع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل تجد صعوبة في استيراد المكونات من الصين التي تفرض "عقوبات غير معلنة" على تل أبيب على خلفية حربها في قطاع غزة، بحسب نافيت زومر في تقرير بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية (Yedioth Ahronoth) ترجمه "الخليج الجديد".

وبشكل واضح، تتخذ الحكومة الصينية خطا مؤيدا للفلسطينيين في الحرب المدمرة، التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي؛ ما خلّف حتى مساء أمس الأحد 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

وبحسب مستوردين إسرائيلييين فإن الموردين الصينيين بدأوا وضع عراقيل بيروقراطية دون الإعلان عن عقوبات على إسرائيل، ويطلبون ملء استمارات عديدة، ويؤخرون الشحنات بحجة عدم ملء النماذج بشكل صحيح؛ ما يخلق صعوبات في الحصول على الإمدادات.

وقال مصدر حكومي إسرائيلي إنه "في الأسابيع الأخيرة، اشتكت شركات التكنولوجيا الفائقة من التأخير في توريد المكونات ذات الاستخدام المزدوج (مدني وعسكري) من الصين".

وتابع أنه "في جميع عمليات التحقق التي أجريناها مع الهيئات الرسمية، لم يكن هذا تغييرا في اللوائح، بل كان إجراءً لم يتم في الماضي. ونخشى أن يتم تنفيذ الإجراء بشكل صارم ونحن في حالة حرب".

وجرى لفت انتباه وزارتي الخارجية والاقتصاد الإسرائيليتين إلى صعوبات الاستيراد من الصين، وتواصلتا مع نظيرتيهما في الصين، بحسب زومر.

وأردف المصدر الحكومي أن "تم توجيه نداءات إلى الصينيين، وكان ردهم الرسمي هو أنه لا يوجد تغيير في السياسة. المشكلة هي أنه حتى يتم استيفاء جميع المتطلبات الجديدة، من المستحيل معرفة ما إذا كان سيتم تنفيذ التوريد أم لا. من الواضح لنا جميعا أن هذا له صلة مباشرة بالحرب (على غزة)".

اقرأ أيضاً

وفد وزاري عربي-إسلامي في الصين بشأن غزة.. وبكين تدعو لـ "تحرك المجتمع الدولي"

تأخير الشحنات

ووفقا لمصدر رفيع المستوى في أحد المصانع فإن "الصينيين يفرضون نوعا من العقوبات علينا. إنهم لا يعلنون ذلك رسميا، لكنهم يؤخرون الشحنات إلى إسرائيل. لديهم ذرائع وأعذار مختلفة، مثل مطالبة الموردين من الصين بإصدار تراخيص تصدير إلى إسرائيل لم تكن موجودة من قبل".

و"كما يُطلب منا ملء الكثير من النماذج، التي تستغرق وقتا. لم يحدث لنا ذلك في السابق أبدا. وهذا في العديد من أنواع المكونات المختلفة"، بحسب المصدر.

وأوضح أن "المنتج الإلكتروني يحتوي على عشرات الآلاف من المكونات، ولكن إذا لم يصل أحد المكونات، فلا يمكن توفير المنتج".

زومر قال إن بعض المستوردين في إسرائيل، الذين يستوردون المنتجات من الصين، وجدوا حلا بديلا عبر الاستيراد من الصين من خلال طرف ثالث، لكن هذا يؤدي إلى ارتفاع التكاليف وتأخير أوقات التسليم.

وترفض الصين إرسال عمال إلى إسرائيل خلال الحرب؛ على خلفية نقص العمال في قطاعي البناء والزراعة، وبكين ليست مهتمة بالاعتبارات الإسرائيلية مثل "مَن معنا في الحرب ومَن ليس معنا"، بحسب مسؤولين إسرائيليين كبار.

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط غزة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

اقرأ أيضاً

حذرت من تصاعد الصراع.. الصين: الوضع في غزة خطير للغاية

المصدر | نافيت زومر/ يديعوت أحرونوت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: عقوبات صينية إسرائيل الحرب غزة شحنات من الصین

إقرأ أيضاً:

وسط مطالب باعتقاله.. وزير خارجية الاحتلال في لندن بزيارة غير معلنة

التقى وزير الخارجية ديفيد لامي، نظيره في دولة الإحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، خلال زيارة غير معلنة قام بها الأخير إلى لندن.

وبحسب البيان الصادر عن السلطات البريطانية، فقد وصفت الخارجية في لندن الزيارة بأنها «خاصة» لكنها أوضحت أن لامي ناقش مع ساعر جميع القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط.

وأكدت الخارجية البريطانية أن اللقاء بين لامي وساعر ناقش الوضع في غزة وعددا من القضايا الملحة في الشرق الأوسط، وذلك خلال ما وصفته الخارجية بـ«زيارة خاصة» أجراها ساعر إلى المملكة المتحدة.

وقالت إن لامي ناقش خلال لقائه مع ساعر عدة ملفات، من بينها المفاوضات الجارية بشأن الأٍسرى، وحماية عمال الإغاثة، والحاجة إلى إنهاء الحصار الإنساني على غزة، ووقف التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.

كما تطرق لامي إلى «أهمية» زيارات أعضاء البرلمان البريطاني إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد أن منعت السلطات الإسرائيلية دخول نائبين من حزب العمال.

ومن جانبه، قالت النائبة المستقلة عن كوفنتري الجنوبية، زارا سلطانة، إن زيارة ساعر «تشكل إهانة مباشرة للقانون الدولي وللشعب الفلسطيني الذي يعاني من الإبادة الجماعية والاحتلال العسكري والفصل العنصري تحت حكومته».

وأثار وجود ساعر في المملكة المتحدة، في وقت تشن فيه إسرائيل هجوما متصاعدا على قطاع غزة بعد انتهاء وقف إطلاق النار الشهر الماضي، غضبا واسعا بين منتقدي إسرائيل. كما تقدم نشطاء بطلب رسمي لإصدار مذكرة اعتقال بحقه، متهمين إياه بالتواطؤ في ارتكاب جرائم حرب مزعومة.

اقرأ أيضاًجيش الإحتلال يرد على حزب الله: «قاعدة رمات دافيد لم تتعرض لـ أذى»

مواجهات بين الفلسطينيين والإحتلال الإسرائيلي في مناطق مُتفرقة بنابلس

جيش الإحتلال يشن غارات على 10 مناطق في عمق وجنوبي لبنان

مقالات مشابهة

  • من النكبة إلى الإبادة .. لماذا تتعلم “إسرائيل” العربية؟
  • تحليل يكشف هل يتحول الانفصال بين الصين وأمريكا إلى فوضى اقتصادية؟
  • وسط مطالب باعتقاله.. ساعر في لندن بزيارة غير معلنة
  • وسط مطالب باعتقاله.. وزير خارجية الاحتلال في لندن بزيارة غير معلنة
  • لماذا أجّلت إسرائيل تسليم طابا لمصر 6 أشهر؟.. مفيد شهاب يوضح
  • تتعلق بالنفط الإيراني.. عقوبات أمريكية جديدة ضد الصين
  • واشنطن تفرض عقوبات على مصفاة صينية لشرائها نفطًا إيرانيًا بقيمة مليار دولار
  • عقوبات أميركية جديدة تستهدف مستوردي نفط إيران في الصين
  • الأمين العام للأمم المتحدة: “إسرائيل” تحرم المدنيين في غزة من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم على قيد الحياة
  • الصين تسلم المكونات الرئيسة لأكبر شمس اصطناعية في العالم