الخليج الجديد:
2024-07-06@03:30:20 GMT

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

أحد الأسئلة المسمومة: هل تعتقدون أن الإضراب الأخير الذي نجح تنفيذه تضامنا مع قطاع غزة يمكن أن ينظم لاحقا لأسباب «داخلية»؟

آن لمراكز القرار الحكومي عدم الاسترسال في تبرير عجز المواقف الرسمية العربية بـ«شيطنة» مظاهر التعبير بدلا من شيطنة العدو ومجازره ووكلائه.

من «السميات» التي ترتدي قميص «فضول الدبلوماسيين»: هل تعتقدون أن الأفضل للشعب الأردني أن تتوفر حاضنة شعبية لحركة حماس بنسبة 85% دوما؟

كيف تتصورون أن حكومتكم يمكنها الاستغناء عن «المساعدات الأمريكية والألمانية والغربية» للسنوات المقبلة بسبب تفاعل الشعب المتسرع مع «الإسلام السياسي»؟

نجح الإضراب محليا ليس لأن تلاوين سياسية كانت وراءه بل لأن الإنسان الأردني عموما يشعر بالعجز الرسمي والأهلي عن تقديم أي شيء يحدث فارقا قياسا بحجم المجزرة والجريمة.

* * *

يطرح دبلوماسيون وسفراء أجانب هذه المرة في اجتماعات يقولون إنها بهدف «التحاور والتشاور» في عمان «أسئلة مسمومة». بعض تلك الأسئلة تتقمص حالة «الباحث العفيف» وهي في جذرها غير نزيهة.

ورشة عمل لإحدى السفارات الغربية أحضرت بعض «أصدقائها القدامى» وطلبت منهم الإجابة على أسئلة استبيانية قيل إنها بسيطة وتبين أن معظمها يحاول تحليل وفهم طبيعة العلاقة الأردنية مع قضية فلسطين.

أحد تلك الأسئلة: هل تعتقدون أن الإضراب الأخير الذي نجح تنفيذه تضامنا مع قطاع غزة يمكن أن ينظم لاحقا لأسباب «داخلية»؟.

ثمة نماذج أخرى من تلك «السميات» التي ترتدي قميص «فضول الدبلوماسيين».

هل تعتقدون أن الأفضل للشعب الأردني أن تتوفر حاضنة شعبية لحركة حماس بنسبة 85% دوما؟

كيف تتصورون أن حكومتكم يمكنها الاستغناء عن «المساعدات الأمريكية والألمانية والغربية» للسنوات المقبلة بسبب تفاعل الشعب المتسرع مع «الإسلام السياسي»؟

طبعا لابد من أسئلة مماثلة تطرح في الزوايا والتكايا التي تتلاقح فيها الأفكار مع ممثلي الدبلوماسية الأوروبية حيث توجد طبقة محترفين محلية تلعب، وهي تتحدث باسم الناس، دور «الوكيل والسمسار» المصر على تكريس حبال الود والوصال مع الدول الغربية رغم كل مآسي وكوارث وجرائم غطائها الأخير الممنوح للعدو الإسرائيلي في قصفه الضعفاء في فلسطين المحتلة.

أكيد ثمة أصحاب رأي يمكن الاختلاف معهم بدون علبة اتهامات.

لكن بوضوح القصد من طرح أسئلة خبيثة من هذا الصنف الإيحاء أولا- بأن مراكز السفارات الغربية بيننا تراقب كل صغيرة وكبيرة وتتابع واجباتها وتخطط للتفكير بمراجعات لها علاقة بحقائق ووقائع موقف نبض الشارع الأردني.

وثانيا- الإيحاء بأن على قوى الشارع الأردني أن تتنبه لأن موجات التعاطف الكبير مع المقاومة الفلسطينية والتنديد بالسياسات الأمريكية والغربية ودعم حركات مثل حماس وغيرها يمكنها أن تلحق الأذى لاحقا بالمصالح الاقتصادية للأردنيين.

إن طرح تلك الأسئلة على أردنيين من صنفين الأول «متمكن من إجابة ورد» والثاني»غافل وضعيف» مؤشر على عملية منهجية تتقصد ما يمكن وصفه بعلم الاتصال «تغيير الإطار المرجعي القيمي» للشعب الأردني أو – وهذا الأهم – التلويح بالتهديد وركوب موجة التخويف.

طبعا توحي المسألة ضمنا بأن نشطاء السفارات هنا يحاولون خدمة مصالح ومواقف بلادهم عبر مسلسل «تخويف الأردنيين» من خياراتهم الوطنية وحصرا الفلسطينية مرحليا لا بل يجتهدون في إظهار قدرتهم على «العمل والإنتاج» في عمق المجتمع النخبوي الأردني لتغيير الانطباعات والقناعات أو على الأقل الإيحاء بأنهم «يحاولون ذلك» ولو بصيغة «طهي الحصاة».

الجهل الحقيقي في فهم عقلية المواطن الأردني هو الذي يدفع باتجاه هذا النمط من « التغابي أو التذاكي» بصياغة الأسئلة والادعاء بأنها مطروحة ببراءة بعدما سقطت في وجدان الأردنيين، إثر «أهوال القصف الوحشي» على غزة، كل الأقنعة والاعتبارات الذاتية.

الإضراب الذي التزم به الأردنيون بنسبة كبيرة نجح بكل بساطة محليا ليس لأن بعض التلاوين السياسية كانت وراءه بل لأن الإنسان الأردني عموما يشعر بالعجز الرسمي والأهلي عن تقديم أي شيء حقيقي يحدث فارقا قياسا بحجم المجزرة والجريمة.

وبالتالي لو كان باستطاعة الناس مثلا «التوجه إلى غزة للقتال أو للمساعدة» لأرسلت عشائر وتكوينات الأردنيين عشرات الآلاف من أولادها للتطوع والمساهمة ولما فكر أصغر تلميذ بأي مبادرة لها علاقة بفعاليات لا تعني الكثير بكل حال مثل الإضراب أو التظاهر.

لو وجد الأردنيون دولة عربية أو إسلامية واحدة تستطيع نقل وتأمين تبرعاتهم المادية والعينية للأهل في غزة مع ضمانات لما وجد الملتقى المختص بتنظيم التظاهرات ركابا يستطيع إلحاقهم بفعالياته.

لو قيّض لأي دولة أخرى أن تُحضر «أيتام غزة» أو جرحاها بإشراف الدولة الأردنية لوجدت طوابير الأردنيين على بوابات المساعدة والإغاثة والتضامن، ولتبرعت النشميات بالحلي وبكل ما يملكن مثلا ولباع الأردنيون رغيفهم أو تقاسموه.

لذلك يتجاوب الناس مع المتاح لهم حتى وإن فكر به آخرون أو غرباء أحيانا وأزعم، حتى لا يتحفنا «السفراء إياهم» وعباقرة «الشد العكسي» بحديث مضجر عن «مؤامرات ودسائس»، أن المتاح لتفريغ الإحساس الرهيب بالألم والخوف والميل لتقديم أي شيء كان حتى الآن تعبيرات مثل «مظاهرة… إضراب… مقاطعة منتجات… هتافات وصور لأبو عبيده».

عمليا لو أتحفنا عباقرة السفارات الغربية ووكلاؤهم المحليون بصمتهم لفهمت مراكز القرار بأن تلك المساهمات والمشاركات ليست ولا يمكنها أن تكون يوما موجهة لمناكفة «الدولة أو الحكومة والقرار الرسمي» لأن حجم ومستوى الاحتقان بسبب طبيعة ارتكاب المجازر في فلسطين.

ولاحقا بسبب «حجم الغطاء الأمريكي والغربي» لتلك المجازر هي الأساس في أولا تأزيم الجملة العصبية عند الأردني، وثانيا- اندفاع الجموع بطريقة عفوية وتلقائية نحو «التعبير بالمتاح عن مشاعرها».

أولا وثانيا بكل بساطة قوته عابرة للأخوان المسلمين وماكينتهم ولكل القوى الحزبية، وقد آن الأوان لمراكز القرار الحكومي والرسمي أن تفهم ذلك بدلا من الاسترسال في تبرير عجز المواقف الرسمية العربية عبر «شيطنة» مظاهر التعبير بدلا من شيطنة العدو ومجازره ووكلائه.

*بسام البدارين كاتب صحفي وإعلامي أردني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأردن حماس قضية فلسطين الإضراب شيطنة أبو عبيدة الإخوان المسلمين الإسلام السياسي

إقرأ أيضاً:

بيان أمني بخصوص قاتل والدته في الكرك

قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام إنّ قوّة أمنيّة تمكّنت قبل قليل من إلقاء القبض على الشخص الذي أقدم على قتل والدته في محافظة الكرك أمس، ولاذ بالفرار بعد ذلك، وستتم إحالته للمدعي العام لمحكمة الجنايات الكبرى.

أخبار ذات صلة الفارس الأردني قطيشات يحصد المركز الأول في الماراثون الدولي .... الفارس الأردني قطيشات يحصد .... الفارس الأردني قطيشات يحصد .... الفارس الأردني قطيشات يحصد المركز الأول ....

منذ 47 دقيقة

تضم تنوعا حيويا فريدا.. جهود حكومية لإدراج محمية العقبة .... تضم تنوعا حيويا فريدا.. جهود .... تضم تنوعا حيويا فريدا.. جهود .... تضم تنوعا حيويا فريدا.. جهود حكومية ....

منذ ساعتين

هل تشمل البلاغات الحكومية بشأن العطل مؤسسات القطاع الخاص في .... هل تشمل البلاغات الحكومية بشأن .... هل تشمل البلاغات الحكومية .... هل تشمل البلاغات الحكومية بشأن العطل ....

منذ ساعتين

الأردن يستضيف مؤتمر اليونسكو للدراية الإعلامية والمعلوماتية الأردن يستضيف مؤتمر اليونسكو .... الأردن يستضيف مؤتمر اليونسكو .... الأردن يستضيف مؤتمر اليونسكو للدراية ....

منذ ساعتين

مصدر: قاتل والدته بالكرك وجه لها 40 طعنة باستخدام "موس قرن .... مصدر: قاتل والدته بالكرك وجه .... مصدر: قاتل والدته بالكرك وجه .... مصدر: قاتل والدته بالكرك وجه لها 40 ....

منذ 4 ساعات

خبير: 20 انعكاساً سلبياً لنظام الموارد البشرية على الموظف .... خبير: 20 انعكاساً سلبياً لنظام .... خبير: 20 انعكاساً سلبياً .... خبير: 20 انعكاساً سلبياً لنظام الموارد ....

منذ 4 ساعات

أحدث الأخبار الأكثر شيوعاً

بيان أمني بخصوص قاتل والدته في الكرك

الأردن | منذ دقيقتين

تركيا تكبح جماح التضخم في حزيران

اقتصاد | منذ 15 دقيقة

منصّة زين تطلق برنامج مجتمع الرياديين الصغار (YESJO) في عمان واربد والكرك والعقبة

هنا وهناك | منذ 25 دقيقة

عملية طعن داخل مجمع تجاري تفضي إلى مقتل جنديين وارتقاء المنفذ

فلسطين | منذ 25 دقيقة

الفارس الأردني قطيشات يحصد المركز الأول في الماراثون الدولي الأول - صور

الأردن | منذ 47 دقيقة

قفزة بأسعار الذهب في الأردن الأربعاء خلال التسعيرة الثانية

اقتصاد | منذ ساعة للمزيد

الأمن: القبض على مصور وناشر فيديو حادث الدعس في شارع الأردن

الأردن

الأمن يحذر السائقين في الأردن من ارتكاب هذه المخالفة

الأردن

مصدر: قاتل والدته بالكرك وجه لها 40 طعنة باستخدام "موس قرن غزال".. تفاصيل

الأردن

مصدر أمني: عشريني يقدم على قتل والدته طعنا في الكرك

الأردن

التربية تعلن موعد بدء امتحانات التوجيهي 2024 وتنشر جدول الامتحانات

الأردن

قبل امتحان الرياضيات الورقة الثانية.. مهم لطلبة التوجيهي في الأردن - فيديو

الأردن الطقس

اقتراب كتلة هوائية حارة من الأردن الأربعاء

أجواء صيفية اعتيادية الثلاثاء.. وارتفاع الحرارة الخميس

فيديو - هل تستمر درجات الحرارة أعلى من معدلاتها الثلاثاء في الأردن؟

المزيد من الطقس كاريكاتير المزيد من الكاريكاتير وفيات المزيد من وفيات عن رؤيا الإخباري

موقع أخباري أردني تابع لقناة رؤيا الفضائية ينقل لكم الأخبار المحلية الأردنية وأخبار فلسطين وأبرز الأخبار العربية والدولية.

اتصل بنا

مكاتب رؤيا في عمّان، الأردن، أم الحيران، مبنى المدينة الاعلامية، شارع الصخرة المشرفة بجانب مبنى الاذاعة والتلفزيون
هاتف رقم:0096264206419
فاكس رقم: 0096264206524
صندوق البريد: 961401 عمّان-الأردن 11196

تواصلوا معنا سياسة الخصوصيةالملكية الفكريةمعايير التصحيح جميع الحقوق محفوظة © 2024 رؤيا

مقالات مشابهة

  • إضراب يشل محطات الوقود في باكستان احتجاجا على الضريبة الجديدة
  • شيخ الأزهر: النهج الوسطي الذي لا يعرف الإقصاءأو شيطنة تلقتها جماهير الأمة بالقبول
  • مارتينيز جدار الأرجنتين الذي لا يعرف الاستسلام
  • وزير الخارجية الأميركي يناقش مع نظيره الأردني جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • مجموعات الدفاع عن المرضى في كوريا الجنوبية تدعو الأطباء لإنهاء الإضراب
  • من حق كل مصرى أن يعرف
  • منفذ الوديعة يتصدر كواحد من أكثر المنافذ البرية تخلفا وفسادا في العالم .. ارباح بالمليارات لا يعرف مصيرها والعابرون يحترقون بلهيب الشمس خلال إجراءات العبور
  • زعيمة عصابة.. ركين سعد تبدأ تصوير فيلم «بومة» الأردني
  • إفيه يكتبه روبير الفارس.. شر السؤال
  • بيان أمني بخصوص قاتل والدته في الكرك