الخليج الجديد:
2024-11-27@01:29:33 GMT

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

أحد الأسئلة المسمومة: هل تعتقدون أن الإضراب الأخير الذي نجح تنفيذه تضامنا مع قطاع غزة يمكن أن ينظم لاحقا لأسباب «داخلية»؟

آن لمراكز القرار الحكومي عدم الاسترسال في تبرير عجز المواقف الرسمية العربية بـ«شيطنة» مظاهر التعبير بدلا من شيطنة العدو ومجازره ووكلائه.

من «السميات» التي ترتدي قميص «فضول الدبلوماسيين»: هل تعتقدون أن الأفضل للشعب الأردني أن تتوفر حاضنة شعبية لحركة حماس بنسبة 85% دوما؟

كيف تتصورون أن حكومتكم يمكنها الاستغناء عن «المساعدات الأمريكية والألمانية والغربية» للسنوات المقبلة بسبب تفاعل الشعب المتسرع مع «الإسلام السياسي»؟

نجح الإضراب محليا ليس لأن تلاوين سياسية كانت وراءه بل لأن الإنسان الأردني عموما يشعر بالعجز الرسمي والأهلي عن تقديم أي شيء يحدث فارقا قياسا بحجم المجزرة والجريمة.

* * *

يطرح دبلوماسيون وسفراء أجانب هذه المرة في اجتماعات يقولون إنها بهدف «التحاور والتشاور» في عمان «أسئلة مسمومة». بعض تلك الأسئلة تتقمص حالة «الباحث العفيف» وهي في جذرها غير نزيهة.

ورشة عمل لإحدى السفارات الغربية أحضرت بعض «أصدقائها القدامى» وطلبت منهم الإجابة على أسئلة استبيانية قيل إنها بسيطة وتبين أن معظمها يحاول تحليل وفهم طبيعة العلاقة الأردنية مع قضية فلسطين.

أحد تلك الأسئلة: هل تعتقدون أن الإضراب الأخير الذي نجح تنفيذه تضامنا مع قطاع غزة يمكن أن ينظم لاحقا لأسباب «داخلية»؟.

ثمة نماذج أخرى من تلك «السميات» التي ترتدي قميص «فضول الدبلوماسيين».

هل تعتقدون أن الأفضل للشعب الأردني أن تتوفر حاضنة شعبية لحركة حماس بنسبة 85% دوما؟

كيف تتصورون أن حكومتكم يمكنها الاستغناء عن «المساعدات الأمريكية والألمانية والغربية» للسنوات المقبلة بسبب تفاعل الشعب المتسرع مع «الإسلام السياسي»؟

طبعا لابد من أسئلة مماثلة تطرح في الزوايا والتكايا التي تتلاقح فيها الأفكار مع ممثلي الدبلوماسية الأوروبية حيث توجد طبقة محترفين محلية تلعب، وهي تتحدث باسم الناس، دور «الوكيل والسمسار» المصر على تكريس حبال الود والوصال مع الدول الغربية رغم كل مآسي وكوارث وجرائم غطائها الأخير الممنوح للعدو الإسرائيلي في قصفه الضعفاء في فلسطين المحتلة.

أكيد ثمة أصحاب رأي يمكن الاختلاف معهم بدون علبة اتهامات.

لكن بوضوح القصد من طرح أسئلة خبيثة من هذا الصنف الإيحاء أولا- بأن مراكز السفارات الغربية بيننا تراقب كل صغيرة وكبيرة وتتابع واجباتها وتخطط للتفكير بمراجعات لها علاقة بحقائق ووقائع موقف نبض الشارع الأردني.

وثانيا- الإيحاء بأن على قوى الشارع الأردني أن تتنبه لأن موجات التعاطف الكبير مع المقاومة الفلسطينية والتنديد بالسياسات الأمريكية والغربية ودعم حركات مثل حماس وغيرها يمكنها أن تلحق الأذى لاحقا بالمصالح الاقتصادية للأردنيين.

إن طرح تلك الأسئلة على أردنيين من صنفين الأول «متمكن من إجابة ورد» والثاني»غافل وضعيف» مؤشر على عملية منهجية تتقصد ما يمكن وصفه بعلم الاتصال «تغيير الإطار المرجعي القيمي» للشعب الأردني أو – وهذا الأهم – التلويح بالتهديد وركوب موجة التخويف.

طبعا توحي المسألة ضمنا بأن نشطاء السفارات هنا يحاولون خدمة مصالح ومواقف بلادهم عبر مسلسل «تخويف الأردنيين» من خياراتهم الوطنية وحصرا الفلسطينية مرحليا لا بل يجتهدون في إظهار قدرتهم على «العمل والإنتاج» في عمق المجتمع النخبوي الأردني لتغيير الانطباعات والقناعات أو على الأقل الإيحاء بأنهم «يحاولون ذلك» ولو بصيغة «طهي الحصاة».

الجهل الحقيقي في فهم عقلية المواطن الأردني هو الذي يدفع باتجاه هذا النمط من « التغابي أو التذاكي» بصياغة الأسئلة والادعاء بأنها مطروحة ببراءة بعدما سقطت في وجدان الأردنيين، إثر «أهوال القصف الوحشي» على غزة، كل الأقنعة والاعتبارات الذاتية.

الإضراب الذي التزم به الأردنيون بنسبة كبيرة نجح بكل بساطة محليا ليس لأن بعض التلاوين السياسية كانت وراءه بل لأن الإنسان الأردني عموما يشعر بالعجز الرسمي والأهلي عن تقديم أي شيء حقيقي يحدث فارقا قياسا بحجم المجزرة والجريمة.

وبالتالي لو كان باستطاعة الناس مثلا «التوجه إلى غزة للقتال أو للمساعدة» لأرسلت عشائر وتكوينات الأردنيين عشرات الآلاف من أولادها للتطوع والمساهمة ولما فكر أصغر تلميذ بأي مبادرة لها علاقة بفعاليات لا تعني الكثير بكل حال مثل الإضراب أو التظاهر.

لو وجد الأردنيون دولة عربية أو إسلامية واحدة تستطيع نقل وتأمين تبرعاتهم المادية والعينية للأهل في غزة مع ضمانات لما وجد الملتقى المختص بتنظيم التظاهرات ركابا يستطيع إلحاقهم بفعالياته.

لو قيّض لأي دولة أخرى أن تُحضر «أيتام غزة» أو جرحاها بإشراف الدولة الأردنية لوجدت طوابير الأردنيين على بوابات المساعدة والإغاثة والتضامن، ولتبرعت النشميات بالحلي وبكل ما يملكن مثلا ولباع الأردنيون رغيفهم أو تقاسموه.

لذلك يتجاوب الناس مع المتاح لهم حتى وإن فكر به آخرون أو غرباء أحيانا وأزعم، حتى لا يتحفنا «السفراء إياهم» وعباقرة «الشد العكسي» بحديث مضجر عن «مؤامرات ودسائس»، أن المتاح لتفريغ الإحساس الرهيب بالألم والخوف والميل لتقديم أي شيء كان حتى الآن تعبيرات مثل «مظاهرة… إضراب… مقاطعة منتجات… هتافات وصور لأبو عبيده».

عمليا لو أتحفنا عباقرة السفارات الغربية ووكلاؤهم المحليون بصمتهم لفهمت مراكز القرار بأن تلك المساهمات والمشاركات ليست ولا يمكنها أن تكون يوما موجهة لمناكفة «الدولة أو الحكومة والقرار الرسمي» لأن حجم ومستوى الاحتقان بسبب طبيعة ارتكاب المجازر في فلسطين.

ولاحقا بسبب «حجم الغطاء الأمريكي والغربي» لتلك المجازر هي الأساس في أولا تأزيم الجملة العصبية عند الأردني، وثانيا- اندفاع الجموع بطريقة عفوية وتلقائية نحو «التعبير بالمتاح عن مشاعرها».

أولا وثانيا بكل بساطة قوته عابرة للأخوان المسلمين وماكينتهم ولكل القوى الحزبية، وقد آن الأوان لمراكز القرار الحكومي والرسمي أن تفهم ذلك بدلا من الاسترسال في تبرير عجز المواقف الرسمية العربية عبر «شيطنة» مظاهر التعبير بدلا من شيطنة العدو ومجازره ووكلائه.

*بسام البدارين كاتب صحفي وإعلامي أردني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأردن حماس قضية فلسطين الإضراب شيطنة أبو عبيدة الإخوان المسلمين الإسلام السياسي

إقرأ أيضاً:

إضراب عام في ميلانو وتأثير كبير على حركة المواصلات العامة

في خطوة احتجاجية ضد السياسة الاقتصادية للحكومة، أعلن الاتحاد العام لنقابات العمال "سي جي إل" و"يو إي إل" إلى جانب النقابات الأساسية عن إضراب عام في إيطاليا يوم الجمعة 29 نوفمبر. 

حادث مأساوي في ميلانو بعد مطاردة مع الشرطة.. مقتل شاب مصري في العشرينات خطر متزايد في ميلانو.. تشكيل مخيم عشوائي جديد في ضواحي المدينة

الإضراب سيشمل عدة قطاعات، بما في ذلك النقل العام في ميلانو، ما سيؤدي إلى اضطراب حركة القطارات والحافلات والترام في العاصمة الاقتصادية لإيطاليا.

مواعيد الإضراب وتأثيره على وسائل النقل في ميلانو

حسب البيان الصادر عن شركة النقل العام "أت إم"، فإن الإضراب سيؤثر على خطوط المواصلات العامة في ميلانو خلال فترتين: الأولى من الساعة 8:45 صباحاً حتى 3:00 مساءً، والثانية بعد الساعة 6:00 مساءً وحتى نهاية الخدمة. ومن المتوقع أن يعاني المسافرون من تأخيرات واختلالات في مواعيد الرحلات. كما ستتأثر حركة القطارات في مسار "فونيكولاري كومو-بورناتي" من الساعة 8:30 صباحاً وحتى الساعة 4:30 مساءً، ومن بعد الساعة 7:30 مساءً.

أسباب الإضراب ودعوات للاحتجاج

تأتي هذه الاحتجاجات في إطار رفض النقابات لمجموعة من الإجراءات الاقتصادية التي فرضتها الحكومة، بما في ذلك تقليص الإنفاق على قطاعات مثل الصحة والتعليم والنقل، وتقليص الحقوق العمالية. كما تطالب النقابات بزيادة الأجور والمعاشات، وحماية حقوق العاملين في جميع القطاعات، والتصدي لتقليص الخدمات العامة.

مسيرة احتجاجية في ميلانو

بالإضافة إلى الإضراب، سيشهد يوم 29 نوفمبر تنظيم مسيرات واحتجاجات في العديد من المدن الإيطالية، بما في ذلك ميلانو. ستنطلق المسيرة الرئيسية من ساحة "فونتانا" في الساعة 9:30 صباحاً، حيث سيتم وضع إكليل من الزهور تكريماً للضحايا الذين سقطوا في أحداث "ساحة فونتانا" في السبعينيات، وسيتم رسم جدارية تعبيراً عن استمرار النضال من أجل العدالة الاجتماعية.

تستعد ميلانو ليوم حافل بالتحديات على الصعيدين الاجتماعي والنقابي، مما يفرض على المواطنين التخطيط مسبقاً لتفادي الازدحام والتأخيرات في التنقل عبر وسائل النقل العامة.

 

مقالات مشابهة

  • مهم لطلبة 2007 حول امتحانات التوجيهي
  • القاصر انجي مفقودة.. هل من يعرف عنها شيئًا؟
  • الأسئلة الاستراتيجية في الاتفاق اللبناني/ الإسرائيلي المحتمل
  • ظروف صحية طارئة تُغيّب الوزير قيوح عن البرلمان
  • إرسال 372 مشرفا على للتأطير الديني لمغاربة الخارج سنة 2024
  • مجلس النواب يستقبل تعديلات قانون الإضراب
  • النقابات تندد بتوقف الحوار الاجتماعي
  • إضراب عام في ميلانو وتأثير كبير على حركة المواصلات العامة
  • الأردنيون على موعد مع مواجهة ساخنة بين قيس زيادين وطلال الشرفات
  • التربية: اجراءات لعقد امتحانات التوجيهي الكترونيا نهاية العام الحالي