الخليج الجديد:
2024-11-07@23:33:55 GMT

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

هل يعرف الأردنيون مصلحتهم؟

أحد الأسئلة المسمومة: هل تعتقدون أن الإضراب الأخير الذي نجح تنفيذه تضامنا مع قطاع غزة يمكن أن ينظم لاحقا لأسباب «داخلية»؟

آن لمراكز القرار الحكومي عدم الاسترسال في تبرير عجز المواقف الرسمية العربية بـ«شيطنة» مظاهر التعبير بدلا من شيطنة العدو ومجازره ووكلائه.

من «السميات» التي ترتدي قميص «فضول الدبلوماسيين»: هل تعتقدون أن الأفضل للشعب الأردني أن تتوفر حاضنة شعبية لحركة حماس بنسبة 85% دوما؟

كيف تتصورون أن حكومتكم يمكنها الاستغناء عن «المساعدات الأمريكية والألمانية والغربية» للسنوات المقبلة بسبب تفاعل الشعب المتسرع مع «الإسلام السياسي»؟

نجح الإضراب محليا ليس لأن تلاوين سياسية كانت وراءه بل لأن الإنسان الأردني عموما يشعر بالعجز الرسمي والأهلي عن تقديم أي شيء يحدث فارقا قياسا بحجم المجزرة والجريمة.

* * *

يطرح دبلوماسيون وسفراء أجانب هذه المرة في اجتماعات يقولون إنها بهدف «التحاور والتشاور» في عمان «أسئلة مسمومة». بعض تلك الأسئلة تتقمص حالة «الباحث العفيف» وهي في جذرها غير نزيهة.

ورشة عمل لإحدى السفارات الغربية أحضرت بعض «أصدقائها القدامى» وطلبت منهم الإجابة على أسئلة استبيانية قيل إنها بسيطة وتبين أن معظمها يحاول تحليل وفهم طبيعة العلاقة الأردنية مع قضية فلسطين.

أحد تلك الأسئلة: هل تعتقدون أن الإضراب الأخير الذي نجح تنفيذه تضامنا مع قطاع غزة يمكن أن ينظم لاحقا لأسباب «داخلية»؟.

ثمة نماذج أخرى من تلك «السميات» التي ترتدي قميص «فضول الدبلوماسيين».

هل تعتقدون أن الأفضل للشعب الأردني أن تتوفر حاضنة شعبية لحركة حماس بنسبة 85% دوما؟

كيف تتصورون أن حكومتكم يمكنها الاستغناء عن «المساعدات الأمريكية والألمانية والغربية» للسنوات المقبلة بسبب تفاعل الشعب المتسرع مع «الإسلام السياسي»؟

طبعا لابد من أسئلة مماثلة تطرح في الزوايا والتكايا التي تتلاقح فيها الأفكار مع ممثلي الدبلوماسية الأوروبية حيث توجد طبقة محترفين محلية تلعب، وهي تتحدث باسم الناس، دور «الوكيل والسمسار» المصر على تكريس حبال الود والوصال مع الدول الغربية رغم كل مآسي وكوارث وجرائم غطائها الأخير الممنوح للعدو الإسرائيلي في قصفه الضعفاء في فلسطين المحتلة.

أكيد ثمة أصحاب رأي يمكن الاختلاف معهم بدون علبة اتهامات.

لكن بوضوح القصد من طرح أسئلة خبيثة من هذا الصنف الإيحاء أولا- بأن مراكز السفارات الغربية بيننا تراقب كل صغيرة وكبيرة وتتابع واجباتها وتخطط للتفكير بمراجعات لها علاقة بحقائق ووقائع موقف نبض الشارع الأردني.

وثانيا- الإيحاء بأن على قوى الشارع الأردني أن تتنبه لأن موجات التعاطف الكبير مع المقاومة الفلسطينية والتنديد بالسياسات الأمريكية والغربية ودعم حركات مثل حماس وغيرها يمكنها أن تلحق الأذى لاحقا بالمصالح الاقتصادية للأردنيين.

إن طرح تلك الأسئلة على أردنيين من صنفين الأول «متمكن من إجابة ورد» والثاني»غافل وضعيف» مؤشر على عملية منهجية تتقصد ما يمكن وصفه بعلم الاتصال «تغيير الإطار المرجعي القيمي» للشعب الأردني أو – وهذا الأهم – التلويح بالتهديد وركوب موجة التخويف.

طبعا توحي المسألة ضمنا بأن نشطاء السفارات هنا يحاولون خدمة مصالح ومواقف بلادهم عبر مسلسل «تخويف الأردنيين» من خياراتهم الوطنية وحصرا الفلسطينية مرحليا لا بل يجتهدون في إظهار قدرتهم على «العمل والإنتاج» في عمق المجتمع النخبوي الأردني لتغيير الانطباعات والقناعات أو على الأقل الإيحاء بأنهم «يحاولون ذلك» ولو بصيغة «طهي الحصاة».

الجهل الحقيقي في فهم عقلية المواطن الأردني هو الذي يدفع باتجاه هذا النمط من « التغابي أو التذاكي» بصياغة الأسئلة والادعاء بأنها مطروحة ببراءة بعدما سقطت في وجدان الأردنيين، إثر «أهوال القصف الوحشي» على غزة، كل الأقنعة والاعتبارات الذاتية.

الإضراب الذي التزم به الأردنيون بنسبة كبيرة نجح بكل بساطة محليا ليس لأن بعض التلاوين السياسية كانت وراءه بل لأن الإنسان الأردني عموما يشعر بالعجز الرسمي والأهلي عن تقديم أي شيء حقيقي يحدث فارقا قياسا بحجم المجزرة والجريمة.

وبالتالي لو كان باستطاعة الناس مثلا «التوجه إلى غزة للقتال أو للمساعدة» لأرسلت عشائر وتكوينات الأردنيين عشرات الآلاف من أولادها للتطوع والمساهمة ولما فكر أصغر تلميذ بأي مبادرة لها علاقة بفعاليات لا تعني الكثير بكل حال مثل الإضراب أو التظاهر.

لو وجد الأردنيون دولة عربية أو إسلامية واحدة تستطيع نقل وتأمين تبرعاتهم المادية والعينية للأهل في غزة مع ضمانات لما وجد الملتقى المختص بتنظيم التظاهرات ركابا يستطيع إلحاقهم بفعالياته.

لو قيّض لأي دولة أخرى أن تُحضر «أيتام غزة» أو جرحاها بإشراف الدولة الأردنية لوجدت طوابير الأردنيين على بوابات المساعدة والإغاثة والتضامن، ولتبرعت النشميات بالحلي وبكل ما يملكن مثلا ولباع الأردنيون رغيفهم أو تقاسموه.

لذلك يتجاوب الناس مع المتاح لهم حتى وإن فكر به آخرون أو غرباء أحيانا وأزعم، حتى لا يتحفنا «السفراء إياهم» وعباقرة «الشد العكسي» بحديث مضجر عن «مؤامرات ودسائس»، أن المتاح لتفريغ الإحساس الرهيب بالألم والخوف والميل لتقديم أي شيء كان حتى الآن تعبيرات مثل «مظاهرة… إضراب… مقاطعة منتجات… هتافات وصور لأبو عبيده».

عمليا لو أتحفنا عباقرة السفارات الغربية ووكلاؤهم المحليون بصمتهم لفهمت مراكز القرار بأن تلك المساهمات والمشاركات ليست ولا يمكنها أن تكون يوما موجهة لمناكفة «الدولة أو الحكومة والقرار الرسمي» لأن حجم ومستوى الاحتقان بسبب طبيعة ارتكاب المجازر في فلسطين.

ولاحقا بسبب «حجم الغطاء الأمريكي والغربي» لتلك المجازر هي الأساس في أولا تأزيم الجملة العصبية عند الأردني، وثانيا- اندفاع الجموع بطريقة عفوية وتلقائية نحو «التعبير بالمتاح عن مشاعرها».

أولا وثانيا بكل بساطة قوته عابرة للأخوان المسلمين وماكينتهم ولكل القوى الحزبية، وقد آن الأوان لمراكز القرار الحكومي والرسمي أن تفهم ذلك بدلا من الاسترسال في تبرير عجز المواقف الرسمية العربية عبر «شيطنة» مظاهر التعبير بدلا من شيطنة العدو ومجازره ووكلائه.

*بسام البدارين كاتب صحفي وإعلامي أردني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الأردن حماس قضية فلسطين الإضراب شيطنة أبو عبيدة الإخوان المسلمين الإسلام السياسي

إقرأ أيضاً:

«لا يعرف يبيع ولا يفرط».. مصطفى بكري: مواقف الجيش المصري ثابتة من القضية الفلسطينية

قال الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، إن الدولة المصرية و جيشها لم ولن يتخليا عن القضية الفلسطينية عبر التاريخ، وهذا موقف واضح وثابت لا يقبل أدنى شك، لافتاً إلى أن الرئيس السيسي أعلن أن القضية الفلسطينية قضية مصرية تخص الأمن القومي المصري.

وأضاف مصطفى بكري خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار" على قناة "صدى البلد" أن الرئيس السيسي لا هم له إلا وقف العدوان على غزة منذ عملية طوفان الأقصى، موضحاً أن الجيش المصري خاض حروباً عديدة من أجل القضية الفلسطينية.

وأوضح أن الرئيس السيسي استطاع أن يجمع العديد من قادة دول العالم لوقف الحرب على غزة، ولكن الغرب يقف مع إسرائيل في حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي انتقد الغرب لتعامله بازدواجية في القضية الفلسطينية.

وأشار مصطفى بكري، إلى أن الرئيس السيسي رفض استقبال مكالمة من نتنياهو عقب عملية طوفان الأقصى رفضاً منه لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، منوهاً أن مصر لم ولن تتواطأ أبداً في القضية الفلسطينية

وتابع، أن مصر موقفها شريف في القضية الفلسطينية ولديها وجه واحد في السر مثل العلن، معقباً أن مصر لا تلعب من وراء الستار:"ومصر لا تعرف تبيع ولا تعرف تفرط ومواقفها التاريخية واضحة وثابتة".

مقالات مشابهة

  • «لا يعرف يبيع ولا يفرط».. مصطفى بكري: مواقف الجيش المصري ثابتة من القضية الفلسطينية
  • لقطة قديمة من القصيم.. من منكم يعرف وش يسوي؟
  • الدجاجة أم البيضة أولا؟.. حيوان وحيد الخلية يفجر مفاجأة بشأن أكثر الأسئلة جدلا
  • دور الشباب الأردني في مكافحة الفساد
  • أسد إفريقيا.. تامر أمين: العالم يعرف الكرة المصرية من خلال النادي الأهلي
  • ترامب: الرئيس الصيني يحترمني ولن يجرؤ على استفزازي لأنه يعرف أنني مجنون
  • الأردنيون على موعد مع عطلة رسمية الشهر المقبل
  • العاهل الأردني يهنئ ترامب بالفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • تنصيب قائد جديد لما يعرف بـ القوات المشتركة في الساحل الغربي خلفاً لـ طارق صالح
  • ما الخطر الذي يخشاه الأردنيون؟