"غزة" حلف داخلي أمريكي بامتياز!
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
لا يتعامل الرئيس بايدن مع ملف أمن إسرائيل، على أنه ملف سياسة خارجية، لكنه – حكماً – ملف داخلي أمريكي بامتياز.
يبلغ المجمع السياسي اليهودي الأمريكي 7.5 ملايين مواطن أمريكي، منهم 6 ملايين في سن الانتخاب، يؤثرون بنسبة تزيد على 65% من المناصب القيادية في المال والإعلام والتجارة والتسويق السياسي.
يعاني الرئيس بايدن، أو بالأصح، المرشّح الديمقراطي جو بايدن، من التراجع في الشعبية – حسب آخر استطلاعات – في 6 ولايات رئيسة مؤثرة في معركة الانتخابات التمهيدية للرئاسة المقبلة.
بالمقابل...
يتكوّن المجمع السياسي العربي مما لا يزيد على 4 ملايين، منهم 2.5 مليون في سن الانتخاب، معظمهم ينتمون تاريخياً - مثلهم مثل اليهود الأمريكيين- إلى حزب الأقليات، وهو الحزب الديمقراطي.
يتوقع ألا يعطي العرب صوتهم هذه المرة للمرشّح الرئاسي الديمقراطي، بسبب موقف الإدارة الأمريكية شديد الانحياز، دون قيد أو شرط، لإسرائيل، في حربها الوحشية في غزة.
داخلياً يصعب، إن لم يكن يستحيل على بايدن، أن يرضي، وبالتالي، يحصل على أصوات اليهود الأمريكيين والعرب الأمريكيين في آن واحد.
هذه المرة، إنه خيار أن تحصل على هذا الصوت وتخسر الآخر، وفي هذه المرّة، سيحصل الرجل على الصوت اليهودي، وسوف يخسر الصوت العربي.
في ولاية ميتشيغان الصناعية الكبرى، يخشى أن يتحول الصوت العربي المنظم نقابياً تاريخياً من التصويت للمرشّح الديمقراطي، إلى اللجوء للتصويت العقابي للمرشّح الجمهوري.
ويثير حصول بايدن على نسبة 34 % من رصفاء عينة الاستطلاع، حالة قلق شديدة داخل أوساط الماكينة الانتخابية الديمقراطية.
كان منطق بايدن الشخصي والفلسفة السياسية لفريقه الانتخابي، تقوم على المعادلة التالية: "الدعم غير المشروط لإسرائيل، سوف يؤدي – حكماً – إلى دعم انتخابي للصوت اليهودي الأمريكي في معركة الرئاسة".
الذي لم يحسبه بايدن، هو 3 أمور:
1 - الإحراج السياسي الذي يسببه سلوك نتنياهو السياسي وائتلافه الحاكم، بسبب التعنّت الذي وصل إلى حالة وصفت بأنها «جنون سياسي»، يمكن أن يضحي بكل سمعة إسرائيل.
2 - رد فعل العالم الغربي الغاضب شعبياً تجاه الدعم الأمريكي، وحالة التشكّك والتخوّف لصناع القرار العرب من هذه الإدارة.
3 - رد فعل قطاعات كبرى من الأنتلجنسيا الأمريكية المؤيدة تقليدياً للحزب الديمقراطي الراعي لحقوق الإنسان، والقانون الإنساني الدولي، ومبادئ الحريات العامة، والمساواة تجاه سياسة إسرائيل الوحشية، وبالتالي، تجاه الدعم غير المشروط من قبل إدارة بايدن.
وقد ظهر ذلك بقوة في الاستقالات الجماعية لكثير من الدبلوماسيين والموظفين التنفيذيين في الخارجية الأمريكية، وفي المظاهرات الشعبية في المدن الأمريكية، واحتجاجات طلاب كبريات الجامعات الأمريكية العريقة، مثل كولومبيا وهارفارد وبرستون ويتل.
وهنا أصبح على بايدن تأمل الخسارة التي أوصلته لها سياسة دعم نتنياهو.
أصبح نتانياهو عبئاً على بايدن، والأخطر أنه "أي نتانياهو" أصابته حالة متزايدة من الحماقة السياسية، التي دفعته إلى التفاخر علناً "بأنه وحده القادر على التعامل مع موقف القوة مع بايدن، والقادر على رفض أي ضغوط أو مساومات من إدارة البيت الأبيض".
خلاصة القول.. غزة أصبحت ملفاً داخلياً أمريكياً في معركة الانتخابات، أصبح ضاغطاً على الحزب الديمقراطي، يضاف إلى إشكاليات ملف سوء إدارة الحرب الروسية الأوكرانية!
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
إدارة بايدن تشتري آخر دفعاتها من النفط لملء "الاحتياطي"
قالت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم الجمعة، إنها اشترت آخر دفعة من النفط لملء الاحتياطي الاستراتيجي بعد بيع كمية قياسية من الاحتياطي في عام 2022 لمواجهة الارتفاع في أسعار الوقود بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت وزارة الطاقة إنها اشترت 2.4 مليون برميل من النفط للاحتياطي للتسليم في الفترة من أبريل إلى مايو إلى موقع الاحتياطي الاستراتيجي في برايان ماوند بولاية تكساس.
وأضافت أن المشتريات استنفدت صندوق الوزارة. وبلغت حصيلة بيع 180 مليون برميل من النفط الخام في عام 2022 ما يقرب من 17 مليار دولار من الإيرادات الطارئة لإعادة الشراء، لكن الكونغرس ألغى حوالي 2.05 مليار دولار للمساعدة في تعويض العجز على المستوى الوطني.
وأعادت إدارة بايدن شراء 59 مليون برميل بعد بيع عام 2022 بسعر أقل من 76 دولارا للبرميل في المتوسط، وهو سعر أقل بكثير من 95 دولارا للبرميل الذي باعت به في عام 2022. وقالت وزارة الطاقة إن ذلك أدى إلى ربح بلغ حوالي 3.5 مليار دولار.
وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم إن هذا الجهد يعزز "التزام الإدارة بوضع أمن الاقتصاد والطاقة للشعب الأميركي في المقام الأول من خلال إجراءات أدت إلى استقرار الأسعار للمستهلك، ووفرت حالة اليقين للصناعة، وحافظت على الاحتياطي الاستراتيجي باعتباره أكبر مصدر لإمداد النفط الخام الطارئ في العالم".
وكان بيع 180 مليون برميل في عام 2022 على مدى ستة أشهر هو الأكبر على الإطلاق من الاحتياطي الاستراتيجي. وساعد في مواجهة ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية تزيد عن خمسة دولارات للغالون في يونيو 2022.
كما أدى ذلك إلى انخفاض مستويات الاحتياطي الاستراتيجي إلى أدنى مستوى في 40 عاما عند أقل من 350 مليون برميل، مما أثار انتقادات من بعض المشرعين الذين قالوا إن ذلك اخترق حاجز أمن الطاقة في الولايات المتحدة.
ويحتوي الاحتياطي الاستراتيجي حاليا على ما يقرب من 390 مليون برميل. وبلغ أكبر مستوياته على الإطلاق عند ما يقرب من 727 مليون برميل في عام 2009.
وأصبحت الولايات المتحدة الآن أكبر منتج للنفط والغاز في العالم، بفضل تقنيات مثل التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي. وتتمتع بمستويات أعلى لأمن الطاقة مقارنة مع منتصف سبعينيات القرن العشرين عندما أنشأت واشنطن الاحتياطي الاستراتيجي، وهو أكبر مخزون نفطي طارئ في العالم، بعد صدمات الإمدادات مثل حظر النفط العربي.