موقع النيلين:
2024-09-30@14:28:21 GMT

عادل عسوم: نوال وعوالم الدراويش

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT


لقد أيقنت بأن هؤلاء الدراويش ماخلقهم الله الا لخير فيهم يفيض على من حولهم، ولغاية يعلمها هو جل في علاه!…
إذ لا اخال قرية أو مدينة؛ الا وفيها درويش…
كم لهذه الشخصية من بصمات في وجدان الناس!…
وكنت خلال صباي أظن السبب في وجود الدراويش انتفاء العناية الطبية، لكنني أستبعدت ذلك لاحقا عندما وجدت ذات الشخصية في العديد من دول العالم التي زرتها، وما كانت تفتقر إلى عناية الطبية، فتبين لي بأن الأمر ماهو إلا قدر مقدور من رب العباد…
ما كان مني إلا أن جلست أسائل نفسي بين يدي حديثٍ شريف لنبينا صلى الله عليه وسلم يفيد بأن الله لأرأف بعبده من الشاة بوليدها، فامتلأتُ يقينا بأن هؤلاء الدراويش أحبابٌ للّه، وفيهم من الأسرار والخبايا ما الله به عليم.


لقد قرأت في صباي كتابا وجدته في مكتبة الوالد رحمه الله لجان بول سارتر، إسمه (عبيط القرية)، يتحدث الكتاب عن رجل مفعم بالروحانية، تجد الإيجاب في كل حراك يقوم به وهو يتفاعل مع الناس من حوله، ثم قرأت زين طيبنا الصالح رحمه الله في روايته (عرس الزين)، الزين الذي ما ان تقع عيناه علي صبية من صبايا القرية إلا ويُلقي الله حبها في قلوب الشباب، فينفتح لها باب الزواج علي مصراعيه!…
واذا بي من بعد ذلك كلما قرأت سورة الكهف، ومررت على قصة الرجل الصالح وموسي عليهما السلام؛ أتوقف مَلِيّا بين يدي أفعال الخضر عليه السلام؛ من خرق للسفينة، وقتل للغلام، ثم إقامة للجدار!، بالرغم من يقيني بأنها تحكي عن تفاصيل القضاء والقدر والفرق بينهما؛ إلا إنني تبينت في ثناياها أسرارا ممتدة، وعوالم من أنوار ترفرف في فضاءاتها الأرواح، ارتقاء في درب مدارج السالكين…
واسمحوا لي بأن أحكي لكم عن قصة نوال وجعفر الدريويش، إنها قصة حدثت في إحدى القرى التي تقع على شاطئ النيل في اتجاه الشمال من قريتي البركل.
نوال هي الثانية من بعد شقيق يكبرها، وتليها شقيقات خمس،
وآخر العنقود جعفر، خرج إلى الدنيا بضمور في المخ ليعتاد الناس على تسميته بالدريويش منذ طفولته.
نشأت الأسرة كسواها من الأسر في شمالنا الحبيب على الكفاف، ولم يكن مصير نوال بأفضل عن العديد من بنات جيلها خلال السبعينات ممن تركن الدراسة في مراحلها المختلفة، أو لم يدرسن منذ البدء، فهي إن تساوت معهن في سمت المسغبة؛ إلا إنها تزيد عليهن بطول ملازمتها لأمها طريحة الفراش جرّاء مرض عضال، وما لبث أن سافر شقيقها الأكبر إلى ليبيا وانقطعت أخباره، وعندما طالبتها أدراة المدرسة الثانوية إيفاء مصاريف الجلوس لامتحانات الشهادة الثانوية (على قلتها)؛ لم تستطع لذلك سبيلا، فأخوها الأكبر -قبيل سفره- لم يدع لهم شيئا ليباع ويُنتفع بثمنه، وما بقي بيد والدها من مال لم يعد يكفي قيمة الدواء الذي يبتاعونه كل شهر لأمها…
في ذلك اليوم بكت نوال ما شاء الله لها أن تبكي، فإذا بالدريويش ينظر إليها في محبة مواسيا ويقول:
– ماتبكي يانوال، الله في…
وظل يهزج بها:
اللّه فيه …
اللّه فيه…
اللّه فيه…
أراح ذلك ذلك نوال كثيرا، فظلت تردد (اللّه في)، إلى أن نامت.
نوال كانت قد منّت نفسها بأن تصبح يوما معلمة تنير عقول النشئ، ثم تستعين بما تتحصل عليه من مال لرفعة شأن أسرتها، لكن ذهب كل ذلك ادراج الرياح، ومات الأمل، وتراجعت الميم لتذيّل وتقبر الأمل إلى الأبد…
قالت لها أمها يوما:
جعفر دا مااااا تستهونوا بيهوا يانوال يابتي، جعفر دا فيهو سر كبيييير والله!…
وَدّعت نوال المدرسة مكرهة لتتفرغ لأشغال البيت، ولم تكلّ أو تملّ، بقيت كالشمعة تذوب لتضئ لبقية أفراد الأسرة حياتهم، وانشغلت بممارضة والدتها المصابة بالسرطان، ولم تألُ جهدا في تلبية احتياجات والدها السبعيني، والذي ظل يعمل في أرضه الصغيرة التي بقيت، تناست نوال نفسها مع حراك حياة شقيقاتها الخمس، يضاف إلى ذلك إهتمامها بحياة شقيقها الأصغر جعفر الدريويش، فكانت تحرص على البحث عنه كل مساء لضمان مبيته في المنزل، ظلت تفعل كل ذلك بقلب محب ورؤوم…
وما أن مر عام حتي تزوجت شقيقاتها الخمس، ولكن شاب الأفراح شئ من حزن برحيل والدها.
وانتقلت شقيقاتها مع أزواجهن إلى مناطق أخرى في أرجاء السودان،
ولم تسع نوال إلى الاثقال على شقيقاتها للصرف على المنزل وقد اعتدن إنجاب التوائم، ولم يكن ازواجهن ميسوري الحال.
سعت نوال للبحثت عن عمل للصرف على نفسها وأمها وجعفر، فوجدت ضالتها في نسج الطواقي وعمل السلال والبروش من سعف النخيل، تعينها والدتها طريحة الفراش بالتوجيه، وشرعت كذلك في صنع الطعمية والزلابية لبيعها لطلبة مجمع المدارس القريب، وساعدها أهل القرية بابتياع مستلزمات العمل، ووجدت صبيا من الأعراب الوافدين للإهتمام بالأرض الصغيرة، وظل جعفر بجوارها يعينها بهمة ونشاط، وانفرج الحال قليلا، فامتدت هبات نوال وعطاياها إلى شقيقاتها الخمس من خبيز وتمور واحتياجات رمضان كل عام، أصبحت لهم أُمًَّا كي لا تشعرهن بمنقصة دون الأخريات، وبقيت أها ترقب كل ذلك وهي على فراشها غترفع يديها تدعو الله لها بظهر الغيب، وبرغم كل هذا الجهد والحراك لم تكن الأبتسامة تغادر وجه نوال، وعندما يأتي الليل تنشغل نوال بامها المريضة، فلاتنام إلا النذر اليسير منه، قال لها جعفر يوما وهو يهزج:
نومك قليل…
نومك قليل…
نومك قليل…
فسألته، لكن أسوي شنو ياجعفر؟!
أشار بيده إلى منزل شيخ وراق المجاور، والذي اعتاد قيام الليل والتلاوة، حيث يصلهم صوته قبيل الفجر.
بدأت تقيم الليل وتقرأ صفحة من كتاب الله كل ليلة، ثم تدعو الله ماشاء لها من دعاء وهي تبلل حِجْرها بدموع الرجاء، وظل الدريويش يرصدها من تحت غطائه وهو يشارك أمه الفراش…
وأكملت نوال حفظ كتاب الله خلال سنوات ثلاث، وجاء رمضان الرابع فتفيئت كما اعتادت ظلال العشر الأواخر منه تزيد من عبادتها وتلاوتها، وفي ليلةٍ وترٍ من لياليه العشر؛ إذا بها ترى كل شئ يخر ساجدا لله، والملائكة تُحَوِّم داخل الغرفة يقرأون سورة الرحمن! …
هتف بها هاتف:
– يانوال، يانوال…
هذه ليلة القدر، ادعي الله بماشئت.
فاشتد وجيب قلبها، وتعالت منها الأنفاس وكأنها هاجر تهرول المسافات الطوال بين الصفا والمروة، وتلعثم منها اللسان، فإذا بصوت الدريويش يأتيها من عَلٍ:
– نوال قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، فرددت من خلفه ذلك مرات ثلاث، ونظرت إلى فراش امها فإذا هي نائمة لوحدها، ولم يكن للدريويش من أثر!
قفذت نوال وجِلَة إلى خارج الغرفة، فإذا به يرتفع عن الارض على مستوى بصر الرائي، وقد اعتمر له جناحين!..
ياللنور الباهر الذي يشع من وجه شقيقها جعفر!، وياااااللابتسامة الوضيئة التي ترتسم على شفتيه!…
قال لها جعفر -من علٍ- بلغة فصحى لم يعتد الحديث بها وهو يرفرف بجناحيه:
– يانوال، أنا ذاهب إلى ربي لأجاور الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أعالي الجنان، وقد سبقتني أمنا قبل قليل، فلا تحزني ياأختاه…
فصاحت به:
– سوقوني معاكم…
قال لها وقد تهلل وجهه أكثر:
– لا تحزني يانوال، أدعي الله ياشقيقتي، فإن الله قد كتب لك الرضى والسعادة في الدارين.
فأجابته وهي تبكي:
– لكن حتخلوني براي؟!
– لا لن تصبحي وحيدة، ستتزوجين بإذن الله، وستنجيبين البنين والبنات، ولكن عديني بأن لا تنسين تسمية ابنك البكر باسمي، ثم علا واختفى…
عادت نوال مهرولة إلى الغرفة لتجد والدتها فارقت الحياة، فثقل خطوها، وسقطت على الأرض ترتعش من هول الموقف، وتذكرت الدعاء الذي أوصاها به الدرويش، فدعت الله به مرارا، واظلمت الدنيا في عينيها…
فتحت نوال عينيها فوجدت نفسها طريحة الفراش وحولها بعض نساء الحي:
– أنا وين؟!
فأجبنها بأنها في مستشفى كريمة، وأن الله كتب لها عمرا جديدا بعد أن بقيت غائبة عن الوعي لأيام، وقمن بتعزيتها لوفاة أمها، ثم سمعت بهن يتهامسن بان الناس قرروا أن لايخبروها بالدريويش الذي أختفى ولا يجدون له أثر، فلم تعر ذلك اهتماما، فهي تعلم مكانه يقينا…
واجتمع شملها بشقيقاتها الخمس اللائي جئن لتلقي العزاء ومواساتها في وفاة أمهن،
ثم أقبل عيد الفطر…
وقبل أن تسافر شقيقاتها تقدم لها قريب لهم يعيش في بورتسودان قد توفيت زوجه قبل عام…
قال (فيصل) الذي قُدِّر له أن يكون زوجا لنوال:
– والله منذ أول ليلة أفضيت فيها إلى نوال؛ بارك الله لي في كل شئ!!!…
كان لي كشك صغير فقط، فأصبح لي من المحال التجارية ثلاثا، وما شرعت في صفقة الاّ وبارك الله لي فيها أضعافا مضاعفة!!…
أصبحت نوال زوجا لأغنى تجار بورتسودان، وأنجبت العديد من الأبناء والبنات، ولم تنس أن تسمي أولهم بأسم جعفر…
ومافتئت يدها ندية بالعطايا إلى شقيقاتها، بل إلى أهل القرية قاطبة.

عادل عسوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الل ه فی

إقرأ أيضاً:

عادل الباز: غادر الجيش ثكناته.. انفتح أفق الخلاص

1 بالأمس غادر الجيش ثكناته وانفتح على جميع المحاور… ولكن لماذا الآن ؟ وما مستقبل هذا التحرك؟ وما الغرض من ورائه؟.. هل يسعى الجيش لكسب نقاط في الحرب تصرف على طاولة أي مفاوضات قادمة؟ أم هو بداية لدحر الجنجويد في كافة البلاد وتجريعهم هزيمة ساحقة، أم هى محاولة لكسر عظم المليشيا لحملها على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جدة.؟. تلك كلها خيارات ممكنة وكلها تقود لإنهاء التمرد والحرب، مما يجعل الجيش في وضع يمتلك فيه اليد العليا وزمام المبادرة. وهذا أهم مافي هذا التحرك.
2
لم يكن الإعداد والوصول لهذه الخطوة سهلاً، فمن خلال المتابعة وسؤال المعنيين، اتضح لى إنه كان يتوجب على قيادة الجيش أن تقطع أشواطاً بعيدة للوصول لبوابة انفتاح شاملة لكل المتحركات. كان عليها في البدء امتصاص صدمة الانقلاب الذي سرعان ما تحول إلى حرب، ثم عليها التكيف مع حصار متطاول لأغلب المناطق العسكرية بالعاصمة والأقاليم اتخذت لأجل ذلك تكتيكات عديدة تقوم على وعي عميق بطبيعة المعركة وتعقيداتها ومداها الزمني والاستعداد اللازم لها بنفس طويل وخطة محكمة لابد ان تتوفر لها كافة الإمكانات..

أربع خطوات كانت ضرورية اتخذتها القيادة منذ اللحظات الأولى للحرب، الخطوة الأولى هى التمسك بالمواقع العسكرية الاستراتيجية مهما كان الثمن، ولقد نجحت فى تحقيق ذلك فلم تسقط داخل العاصمة من المواقع الاستراتيجية العسكرية إلا قاعدة جبل أولياء، ما عدا ذلك بقيت كل معسكرات الجيش متماسكة وصامدة رغم الحصار المطبق عليها استطاعت أن تدافع عن نفسها وترد المعتدين مئات المرات وتدحرهم في معارك المهندسين والمدرعات وقبلها القيادة العامة التي كانت نموذجاً باهرا لقدرة المواقع العسكرية في الدفاع عن نفسها في ظروف بالغة التعقيد.

الخطوة الثانية كان القرار الذي اتخذته قيادة الجيش بعدم التمسك بالأرض لأنها كما هو معلوم في حرب المدن الأرض لا قيمة لها، فاتجهت مباشرة وهي في تلك الوضعية لإضعاف قدرات العدو المادية والبشرية وأعمال تكتيك الاستدراج إلى أرض القتل، فأضحت تستدرج قوات العدو إلى ساحاتها التي تعرفها جيداً كما حدث في المدرعات الأمر الذي أضعف قوات المليشيا لحد بعيد وأفقدها الآلاف من مقاتليها.
الخطوة الثالثة وهي الحاسمة عمدت قيادة القوات المسلحة على تجميع قوتها وتعزيزها بالمسارعة باستدعاء ضباط وضباط صف وجنود العسكريين خارج الخدمة ثم فتحت الأبواب لعشرات الآلاف من المستنفرين الذين تلقوا خلال فترة العام والنصف تدريباً جيداً ومتقدما، إضافة إلى آلاف من المجاهدين الذين سارعوا بالانضمام لقوات الجيش، ثم أخيراً خرجت قوات الحركات المسلحة من الحياد إلى ساحات القتال المباشر مع الجيش، فانشأت ماعرف بـ(القوات المشتركة) التي صنعت الفارق في غرب السودان وصمدت مدينة الفاشر بسببها وتفوقت في دفاعها المستميت عن المدينة.

الخطوة الرابعة وكانت هي المعضلة الكبرى، وهي الخطوة التي كانت تحقيقها أو إنفاذها بحاجة لمعجزة، ليس سراً أن كل المخازن التي كان الجيش يخزن فيها أسلحته قد فقدها منذ أول يوم للحرب حين استولت المليشيا على المخازن واستولت كذلك على كل مصانع الأسلحة بالخرطوم.
3
المعضلة كانت أن الجيش بفقده لتلك المواقع افتقد الذخائر والأسلحة الكافية للمعركة، كما فقدت الدولة أكثر من 80% من مواردها، فأصبحت تواجه عدواً مدججاً بالسلاح، وكفيله ماشاء خزائنه تفيض بمليارات الدراهم ولا توجد لديه مشكلة تسليح ولا ذخائر. إزاء هذا الوضع كان التحدي هو معالجة كل هذه المعضلات في آن واحد في زمن حرج، الحصول على موارد مالية مهولة للصرف العسكري وغيره وفي ذات الوقت الاسراع في الحصول على الأسلحة والذخائر نفسها من الخارج. ليس بالضرورة الكشف الآن عن كيف استطاعت قيادة الدولة تدبير تلك الموارد دون أي دعم خارجي ولا المعارك التى كانت تجري حول العالم للحصول على الذخائر والسلاح، تلك قصة طويلة تجلت فيها مقدرات أبناء الشعب السوداني والقوات المسلحة في صنع المستحيل وهي قصة تستحق أن تروى يوماً ما، المعركة لا زالت مستمرة.
هنالك جوانب أخرى تستحق النظر إليها بتقديرٍ كافٍ في تلك المعركة وهي الحصول و استخدام التكنولوجيا الحديثة والأسلحة الاستراتيجية ذات الفعالية العالية وكيف غيرت تلك الاسلحة وستغير موازين القوى في الأرض. سنترك كل ذلك للمستقبل.
4
كانت دعوة (فك اللجام) قد تصاعدت بين قطاعات واسعة من الشعب لا تعلم ماهى حقيقة الأوضاع داخل الجيش، امكاناته، سلاحه، إعداده النفسي والبدني، ووصلت صيحات (فك اللجام) إلى الاتهام المباشر لقيادة الدولة واتهامها بالتخاذل عن خوض المعركة، ولم يكن يدركون أن لهم ذلك، إن فك اللجام دون أن تعلف الحصان جيداً يعني أنك تدفعه للمجهول وقد تعرضه للخسران المبين والتفكك، ولذا ظلت القيادة صامتة، إذ لا يمكنها أن تُكاشف الشعب بحقائق وضع الجيش وقتها ولا يمكنها الاستجابة غير الواعية للصيحات بفك اللجام وأعتقد أن ذلك أقسى ما يمكن أن تواجهه قيادة لجيش وهو تقود معركة مصيرية هى ان تجد نفسها فريسة للاتهامات، في وقت هى عاجزة عن كشف الحقائق للشعب.!.
5
الآن حين وجدت قوات الجيش التسليح الكافي واكتمل بناؤها النفسي والبدني وإعدادها من كل النواحي، سارعت بالبدء في إنفاذ مهامها دون حاجة لمن يذكرها بفك اللجام، وانفتحت في كافة مسارح العمليات بالعاصمة والأقاليم في وثبة أو موجة أولى، استطاعت خلالها وفي ساعات أن تستلم أهم كباري العاصمة وتوغلت إلى وسطها، في انتظار موجات أخرى بالعاصمة والأقاليم تغير كثيراً في موازين الحرب.

أما مستقبل هذا التطور الذي حدث بالأمس فلقد أعلنه الرئيس البرهان أمس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة… حين قال (إن خارطة طريق لإنهاء الحرب واضحة المعالم، يجب أن تنتهي العمليات القتالية، ولن يتم ذلك إلا بانسحاب المليشيات المتمردة من المناطق التي احتلتها وشردت أهلها، وتجميعهم في مناطق محددة وتجريدهم من السلاح.). إذن هى ذات الأجندة والمواقف التي حددها منذ وقت مبكر الرئيس البرهان وهاهو يكررها أمام العالم، بهذا فالمستقبل يقبع بين خيارين أما التزام المليشيات المتمردة بما وقعت عليه في إعلان جدة أو الانتحار بمواجهة هذه الموجات المتصاعدة من الضربات المميتة في كافة مسارح العمليات. فأي الخيارين ستختار؟، إذا اختارت الأول فخير وبركة، أما إذا اختارت الثاني، فإن إرادة الشعب السوداني ستنتصر أو كما قال الرئيس بالأمس

عادل الباز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يشوق الجمهور لـ فيلمه الجديد "أسد".. وهذا موعد طرحه
  • نوال الكويتية تروج لأحدث أعمالها الغنائية الجديدة
  • فاروق جعفر : الزمالك كان بمقدوره حسم السوبر الأفريقي بالوقت الأصلي حال المزيد من الدقائق
  • فاروق جعفر : كولر سهل مهمة الزمالك في العودة بنتيجة السوبر الأفريقي بعد تغييرات أجراها لأهم لاعبيه
  • فاروق جعفر: بنتايك هو نجم لقاء السوبر الإفريقي.. والشناوي لم يكن موفقا في ركلات الترجيح
  • مسلسل أزمة منتصف العمر .. مُتاح قريبًا على هذه القناة
  • جعفر الميرغني: انتصارات قواتنا المسلحة تؤكد أن مؤسسات الدولة لم تمت
  • بايدن يعلق على اغتيال نصر الله: إجراء عادل وندعم إسرائيل
  • بايدن يعلق على اغتيال نصرالله: إجراء عادل وندعم إسرائيل
  • عادل الباز: غادر الجيش ثكناته.. انفتح أفق الخلاص