كتبت سابين عويس في" النهار": مع اندلاع حرب غزة، تراجعت أولوية الملف الاقتصادي والمالي أمام تقدّم الأولوية الأمنية في ظل المخاوف الشديدة من انفجار الحرب في أي لحظة. ولم تسع الحكومة أو المجلس النيابي إلى فصل الملف عن التطورات الجنوبية، على نحو تنصرف به المؤسستان إلى إنجاز الإجراءات والخطوات الآيلة إلى تحصين الوضع الداخلي على كل المستويات وفي كل المرافق.

وفيما تواصل لجنة المال والموازنة درس مشروع قانون موازنة ٢٠٢٤، تتزايد التساؤلات حيال الهامش المتاح أمام اللجنة لتعديل البنود الضريبية التي تهدد بشل الاقتصاد شللاً كاملاً، وسط توجهات حاسمة بالتزام المشروع السعر الفعلي لصرف الدولار، بحيث يسقط السعر الرسمي المعتمد اليوم وهو ١٥ ألف ليرة، مع كل ما يرتبه هذا الالتزام على سوق القطع في الدرجة الأولى، وعلى مستويات التضخم في درجة موازية.


هذه المخاوف أثارها البنك الدولي في آخر تقرير أصدره أول من أمس ضمن تقرير المرصد الاقتصادي للبنان تحت عنوان "في قبضة أزمة جديدة"، في إشارة إلى الأزمة الناجمة عن حرب غزة، إذ تحدث عن تأثير الصراع في الشرق الأوسط على الاقتصاد اللبناني، وآفاق نموّه وسط فراغ سياسي ومؤسسي طال أمده. وقد توقع البنك الدولي، كما كل التقارير والتوقعات الاقتصادية لنهاية السنة، أن الاقتصاد سيعود إلى حال الركود، ما دامت اختلالات الاقتصاد الكلي قائمة والعجز في الحساب الجاري الذي بلغ 12,8 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، والعجز سيتفاقم مدفوعاً بانخفاض سعر العملة والدولرة السريعة للمعاملات الاقتصادية.
لا يفوت البنك الدولي ملاحظة أن حرب غزة عكست خط الأساس الإيجابي الذي كان الاقتصاد قد بدأ يسجّله قبل الصراع ليعيد نموّ الناتج المحلي الإجمالي إلى الانكماش بنسبة 0,9 في المئة بعدما كان وصل إلى 0,2 في المئة.

والواقع أن كل التقديرات الاقتصادية كانت قد توقفت عند المنحى السلبي الذي سلكه الاقتصاد منذ اندلاع حرب غزة، بعدما بدأ يتلمس طريقه نحو شيء من التعافي، إذ كان الموسم السياحي في الصيف جيداً مع إقبال اللبنانيين المغتربين على المجيء إلى لبنان وتمضية العطلة فيه، فضلاً عن بروز آفاق واعدة مع بدء أعمال التنقيب عن النفط والغاز وعودة تحرك الاستثمارات الاجنبية بعد أعوام من الجمود بسبب الأزمة المالية معطوفة على جائحة كورونا. كما أن حركة التصدير قد سجلت تحسناً فاق فيه حجم الصادرات ثلاثة مليارات دولار.

لكن غموض المشهد السياسي في ظل استمرار تعطل مسار انتخاب رئيس للجمهورية، وما يرتبه من استمرار لتعطل عمل الحكومة والمجلس النيابي، فضلاً عن استمرار الضبابية وسط المخاوف من تدهور الوضع جنوباً في ظل استمرار وتيرة التهديدات الإسرائيلية بتدمير لبنان، كل هذه العوامل ألقت مجدداً بثقلها على المناخ العام، منذرة بسنة مقبلة صعبة مالياً واقتصادياً.

فكل الإجراءات ومشاريع القوانين الإصلاحية لا تزال معلقة، كما المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وأيّ نقاش اقتصادي جدي يعجز عن الخروج برؤية مستقبلية، بسبب القيود التي يفرضها المشهد السياسي والأمني غياب الإرادة أو القرار السياسي بإخراج البلاد من كبوتها.



المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حرب غزة

إقرأ أيضاً:

المخاوف من اتساع رقعة التوترات بالشرق الأوسط ترفع أسعار الذهب والنفط

ارتفعت أسعار كل من الذهب والنفط في ظل المخاوف من اتساع رقعة التوترات في الشرق الأوسط.
وتفصيلاً، أدى الإقبال على الذهب كملاذ آمن في المعاملات الفورية اليوم إلى ارتفاع أسعاره 0.3 % إلى 2662.50 دولار للأوقية “الأونصة” بحلول الساعة الـ03:25 بتوقيت جرينتش بعد أن قفز لأعلى مستوى له على الإطلاق عند 2685.42 دولار في 26 سبتمبر، محققًا بذلك مكاسب أسبوعية بواقع 0.2%. كما زادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.1 % إلى 2682.10 دولار.
وفي المعادن النفيسة الأخرى زادت الفضة في المعاملات الفورية 0.4% إلى 32.17 دولار للأوقية، وصعدت بنحو 1.8% منذ بداية الأسبوع حتى الآن، وقفز البلاتين 1.1% إلى 1001.79 دولار، وارتفع البلاديوم 1.4% إلى 1013.46 دولار.
كما ارتفعت أسعار النفط اليوم عند التسوية مع تركز الأنظار على كبار منتجي الخام في الشرق الأوسط، وتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع بالمنطقة، بما يهدد الإمدادات العالمية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.72 دولار أي 5.03 بالمئة إلى 77.62 دولار للبرميل، كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.61 دولار أي 5.15 بالمئة إلى 73.71 دولار.

مقالات مشابهة

  • التوم هجو يستنكر صمت الأفارقة على التآمر الدولي والإقليمي الذي حدث للسودان
  • استمرار دخول الوافدين من لبنان إلى سورية سيراً على الأقدام رغم استهداف العدو الإسرائيلي الطريق الدولي بين البلدين
  • مكاسب كبيرة للنفط وسط احتمال اتساع الصراع بالشرق الأوسط
  • المخاوف من اتساع رقعة التوترات بالشرق الأوسط ترفع أسعار الذهب والنفط
  • حجم المياه الذي وصل لبحيرة ناصر من حصة السودان حتى اليوم ومنذ بداية الحرب في إبريل 2023 يزيد عن (25 مليار متر مكعب)
  • النقد الدولي: استمرار الصراع بالشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة
  • مدارس غزة تئن تحت وطأة التدمير الممنهج.. الناجية 7 في المئة فقط
  • نائب:المخاوف بشأن تعديل قانون الأحوال الشخصية ما زالت مستمرة
  • الابراهيم : للمملكة تنوع اقتصادي بعيد عن النفط ومشتقاته ونعمل على تطوير الطاقة .. فيديو
  • الأمن السيبراني.. قطاع اقتصادي ضخم تتجاوز قيمته 2 تريليون دولار