من مايا الجبيلي وخليل العشاوي بيروت – (رويترز) – يخشى سوريون فروا من حكم بشار الأسد من أن الرئيس السوري قد يتمكن قريبا من منع المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة، حيث تتحرك دمشق لفرض سيطرتها على عمليات دخول مساعدات الأمم المتحدة إلى شمال غرب البلاد، آخر المعاقل الرئيسية في قبضة المعارضة. واستفاد الأسد من خلاف في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على عمليات المساعدات، إذ استخدمت روسيا حليفة الرئيس السوري حق النقض (الفيتو) هذا الأسبوع لمنع تمديد تفويض مجلس الأمن الخاص بتوصيل المساعدات، الأمر الذي مهد الطريق أمام دمشق للموافقة تفويض بنفسها، ولكن بشروطها الخاصة.

وقال موظفو المساعدات إن مستقبل واحدة من أكبر العمليات الإنسانية في العالم محاط بالشكوك، إذ تثير مطالبات دمشق “بالتعاون والتنسيق الكاملين مع الحكومة السورية” مخاوف من تعقيدات ضخمة تعطل عملهم. وقال أبو أحمد عبيد، وهو أب لسبعة أطفال ويعيش في مخيم بشمال غرب البلاد منذ فراره في 2018 من منزله بمنطقة تسيطر عليها الحكومة، لرويترز عبر الهاتف “من أول ما سمعنا فيه (عن القرار) كل العوائل (في المخيم) ضايعين مشربكين خايفين”. وأضاف “نعتمد على هالمساعدات لكل شي، الطبية، الغذائية كله”. وقال خالد الإدلبي (27 عاما) عبر الهاتف إن الأسد “هو الشخص المسؤول عن مأساة هاي الناس وهاي الأهالي، فكيف رح يكون هو المسؤول عن إغاثتهم؟”. وفر الإدلبي من منزله في عام 2019. وتدفق سوريون على شمال غرب البلاد من جميع أنحاء سوريا بعدما استعاد الأسد، بدعم من روسيا وإيران، الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في المراحل الأخيرة من الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011. ويعيش في شمال غرب البلاد 4.5 مليون شخص، نزح منهم 2.9 مليون خلال الصراع الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف منذ اندلاعه إثر احتجاجات مناهضة للحكومة قوبلت باستخدام القوة المميتة. وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص يعيشون في مخيمات. ولطالما نسقت منظمات غير حكومية ودول بمفردها إرسال قوافل مساعدات من طرف واحد إلى الشمال الغربي. لكن منظمات الأمم المتحدة لن تجتاز المعبر بدون موافقة الحكومة السورية أو مجلس الأمن. ولم يوافق المجلس يوم الاثنين على إرسال المساعدات، إذ واجهت الدول الأعضاء صعوبة في إقناع روسيا بتمديد عملية إرسال المساعدات لأكثر من ستة أشهر. عندئذ أبدت دمشق موافقتها على استمرار دخول المساعدات من تركيا من خلال معبر باب الهوى لستة أشهر. ولطالما رفضت دمشق العملية بوصفها انتهاكا لسيادتها، قائلة إن المساعدات ينبغي توصيلها من داخل سوريا. وبالنسبة للأسد، يشكل هذا أحدث حلقة في سلسلة من التطورات التي صبت في مصلحته على الساحة الدولية، بعد عودته لجامعة الدول العربية. ويُنظر إلى هذا التحرك على أنه يتيح للأسد مصدرا محتملا للنفوذ مع دول الغرب التي تمول المساعدات إلى حد كبير ويمنحه أداة لممارسة الضغوط على منطقة معارضة تسيطر عليها جماعات مسلحة قاتلت للإطاحة به. * “السيناريو الأسوأ” قال عبد السلام ضيف، كبير المستشارين الاستراتيجيين في منظمة سوريا للإغاثة والتنمية التي مقرها الولايات المتحدة “هذا هو السيناريو الأسوأ”. وأضاف “إذا أصبح هذا في يد النظام، فعندئذ قد يكون للنظام أن يوقفه في أي وقت. إنه يحاول محو كل ما تم بناؤه على مدى السنوات العشر الماضية والاستيلاء عليه”. ولم ترد الحكومة السورية على الفور على طلب من رويترز للتعليق على المخاوف التي أثيرت. وقالت سوريا في في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة تعلن فيها قرارها، إنها تريد تحسين “الظروف الإنسانية والمعيشية لجميع السوريين” وتسهيل وصول المساعدات. كما نصت الرسالة على منع موظفي الأمم المتحدة من الاتصال مع “المنظمات والجماعات الإرهابية والكيانات الإدارية غير الشرعية التابعة لها”. وشمل ذلك حكومة معارضة تابعة لهيئة تحرير الشام التي كانت في السابق فرعا للقاعدة. وصنفت الأمم المتحدة هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية. لكن عدم الوضوح في الرسالة حول ما يُعتبر منظمة إرهابية هو أحد مصادر قلق عمال الإغاثة. ووصفت دمشق إلى حد كبير أي شخص يحاربها بأنه إرهابي وطبقت هذا المفهوم أيضا على المنظمات الأخرى العاملة في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، مثل عمال الإنقاذ. وقالت شيرين إبراهيم، مديرة منظمة كير في تركيا التي تعمل على توصيل المساعدات عبر الحدود “استنادا إلى الأمثلة السابقة… نحن قلقون من كيفية تأويل هذا”. وأضافت “نشعر بقلق عميق إزاء تداعيات عدم تجديد آلية المساعدة عبر الحدود”، وأن التأثير الكامل سيتبين في الأسابيع المقبلة. وقالت الرسالة السورية إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري سيُسمح لهما بتوزيع المساعدات في شمال غرب البلاد. ويضيف هذا أيضا المزيد من العراقيل. فقد رفضت هيئة تحرير الشام التعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري في عروض مساعدات سابقة، وتحديدا في أعقاب زلزال فبراير شباط. وقالت المستشارة الإعلامية للجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان لرويترز إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا تقدم مساعدات عبر الحدود في سوريا برعاية الأمم المتحدة، لكنها “مستعدة لتقديم الدعم بطرق في حدود قدراتنا وبالتنسيق مع جميع الجهات الفاعلة على الأرض”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

مخاوف من مجاعة في بورما بسبب تراجع المساعدات الأمريكية

أعلن برنامج الأغذية العالمي اليوم الجمعة، إلغاء المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في بورما اعتباراً من أبريل (نيسان) بسبب "النقص الحاد في التمويل".

ساهمت الولايات المتحدة بمبلغ قدره 4,4 مليار دولار من التمويل المخصص لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة والبالغ 9,7 مليار دولار عام 2024، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر خفض تمويل بلاده للمساعدات الدولية. 

WATCH: “We may even witness people dying on a large scale due to starvation.” The U.N. World Food Programme has announced it will slash food rations for Rohingya refugees in Bangladesh to just $6 a month. Here’s what Rohingya refugees have to say: pic.twitter.com/EkFr2ZbnSh

— Fortify Rights (@FortifyRights) March 12, 2025

تشهد بورما حرباً أهلية منذ انقلاب العام 2021 العسكري ويشير برنامج الأغذية العالمي إلى أن أكثر من 15 مليوناً من سكان البلاد البالغ عددهم 51 مليوناً غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية اليومية.

وأفادت المنظمة الدولية في بيان بأنه "سيتم إلغاء مساعدات برنامج الأغذية العالمي الغذائية الضرورية للحياة لأكثر من مليون شخص في بورما اعتباراً من أبريل (نيسان) نتيجة النقص الحاد في التمويل".
وأضافت أن القرار يأتي "في وقت يفاقم ازدياد النزاعات وحالات النزوح والقيود على الوصول (إلى الأساسيات) الاحتياجات للمساعدات الغذائية بشكل كبير".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات المتحدة إلى 28
  • في ذكراها الـ14.. هذه محطات الثورة السورية من الشرارة الأولى إلى دخول دمشق
  • مجلس الأمن يدين "عمليات القتل" في سوريا ويطالب بحماية المدنيين
  • أخبار العالم | حملات تحريضية لتهجير العلويين من دمشق .. لجنة أممية تتهم روسيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في أوكرانيا.. وأمريكا تمنع مواطني 5 دول عربية من دخول أراضيها
  • المبعوث الأممي لسوريا: ندعو لإنهاء جميع أشكال العنف فورًا وحماية المدنيين
  • مخاوف من مجاعة في بورما بسبب تراجع المساعدات الأمريكية
  • البرتغال تتجه لانتخابات مبكرة في مايو بعد سقوط حكومة مونتينيجرو
  • مسؤولان كبار في مجال الإغاثة لمجلس الأمن الدولي: المتحاربون في السودان يذكون أزمة المساعدات “الأشد تدميرا” في العالم
  • الرياض تقدم عرضاً جديداً لـ صنعاء وسط مخاوف من تصاعد عمليات اسناد غزة
  • اليابان تستعد لفرض تأشيرة دخول للأتراك!