اكتشاف مواد عضوية من الوسط البينجمي في عينات كويكب ريوغو
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
اكتشف العلماء أن عينات المادة التي نقلت إلى الأرض من كويكب ريوغو تحتوي على جزيئات من المواد العضوية التي نشأت في الوسط البينجمي حتى قبل بدء تكوين النظام الشمسي.
أفادت بذلك الخدمة الصحفية لجامعة "كيرتن" الأسترالية.
وقالت كليتي غرايس الأستاذة في جامعة "كيرتن" في بيرث الأسترالية :" لقد قمنا بمقارنة التركيب النظائري للهيدروكربونات المتعددة العطرية الموجودة في المادة من كويكب ريوغو، ونيزك "مورشيسون" والنباتات الأرضية.
وتوصلت غرايس وزملاؤها إلى هذا الاستنتاج خلال تجارب على عينات التربة من كويكب ريوغو والتي نقلت إلى الأرض نهاية عام 2020 بواسطة المسبار الياباني "هايابوسا-2". تم إطلاقه إلى الفضاء في أوائل ديسمبر عام 2014 لجمع عينات من المادة في الكويكب ريوغو. وأظهرت دراستهم الأولى أن ريوغو يتكون من المادة الأولية للنظام الشمسي، والتي تحتوي على كمية كبيرة من المواد العضوية.
وإن اكتشاف هذه الجزيئات، كما ذكر الباحثون، أعطى علماء الكواكب فرصة أولى لمعرفة أين وكيف نشأت الاحتياطيات الأولية من المواد العضوية، التي كان يمكن أن تلعب دورا مهما في التطور الكيميائي للحياة على الأرض. وللحصول على مثل هذه المعلومات، قام الباحثون بتحليل التركيب النظائري للهيدروكربونات العطرية الموجودة في عيانات ريوغو وفي نيزك "مورشيسون" الذي سقط على الأرض في أستراليا عام 1999، بالإضافة إلى النباتات الأرضية.
ومع ذلك اكتشف علماء الكواكب أن الجزيئات العضوية "الكونية" المعقدة، مثل الأنثراسين والفينانثرين، نشأت في درجات الحرارة المماثلة لتلك التي تسود الآن على الأرض. وخلص الباحثون إلى أن ذلك يشير إلى وجود مصدرين محتملين للمادة العضوية في المادة الأولية للنظام الشمسي، أحدهما موجود داخله والآخر يقع خارجه.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الفضاء كواكب کویکب ریوغو
إقرأ أيضاً:
اكتشاف جزيرة ضخمة بحجم قارة موجودة داخل الأرض .. ما القصة؟
في اكتشاف علمي مدهش، أعلن فريق من العلماء عن اكتشاف منطقتين ضخمتين داخل وشاح الأرض، ويطلق عليها في الدراسة الحديثة اسم "الجُزر"، حيث تعتبر هذه المناطق الجوفية بمثابة معلم جديد يثير الكثير من الأسئلة حول طبيعة الأرض وتكوينها الداخلي.
ووفقا لموقع "إيرث"، حسب الأبحاث التي أُجريت في جامعة أوتريخت، يكشف العلماء أن هذه الجزر ليست مجرد مناطق أدفأ من المناطق المحيطة بها فحسب، بل هي أيضًا قديمة للغاية.
تشير النتائج إلى أن هذه المناطق قد تكون موجودة منذ أكثر من نصف مليار عام. هذا الاكتشاف يتحدى النظريات التقليدية التي كانت سائدة في العلوم الجيولوجية، والتي كانت تقول إن طبقة الوشاح الأرضي عبارة عن نظام مختلط يتحرك بسرعة وبشكل موحد.
بدلاً من ذلك، تشير النتائج إلى أن حركة المواد في هذه الطبقة أقل بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. وهذا الاكتشاف قد يؤدي إلى إعادة صياغة الكثير من الأفكار حول كيفية تدفق الحرارة داخل الأرض.
هياكل ضخمة على عمق هائلتقع هذه "الجزر" على عمق يصل إلى ححوالي 2000 تحت سطح الأرض، وتوجد في مناطق معينة تحت قارة أفريقيا والمحيط الهادئ. وتُظهر الأبحاث أن هذه المناطق الجوفية تمتد بارتفاعات تصل إلى نحو 1000 كيلومتر، مما يجعلها ضخمة لدرجة أن أكبر قمة جبلية على الأرض أو حتى على أي كوكب آخر في النظام الشمسي تبدو صغيرة مقارنة بهذه المناطق.
وتم تحديد هذه الجزر لأول مرة في أواخر القرن العشرين عبر التحليل الزلزالي. حيث يُعتقد أن الزلازل الكبيرة التي تضرب الأرض تولّد تذبذبات تنتقل عبر الطبقات المختلفة للأرض، ويستطيع علماء الزلازل دراسة هذه التذبذبات لكشف الشذوذات تحت السطح.
باستخدام هذه الطريقة، تم اكتشاف ما يُسمى بالمقاطعات الكبيرة ذات السرعة الزلزالية المنخفضة (LLSVPs)، وهي مناطق أظهرت سرعات زلزالية أبطأ بكثير مقارنة بما حولها.
تحد للمفاهيم القديمةما يجعل هذا الاكتشاف مثيرًا للغاية هو أنه يقدم أدلة تشير إلى أن تدفق المواد في طبقة الوشاح الأرضي ليس كما كان يُعتقد من قبل. فعادةً ما كان يُعتقد أن طبقة الوشاح تتدفق بسرعة وبشكل متجانس، ولكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن هناك مناطق ضخمة من المواد التي قد تكون ثابتة نسبيًا أو تتحرك ببطء شديد، مما يفتح المجال لفهم جديد حول ديناميكيات الأرض.
إن اكتشاف هذه "الجزر" الخفية ليس مجرد إضافة جديدة إلى سجل الجيولوجيا، بل قد يساهم في فهم أعمق لعملية تكوين الأرض وتطورها على مر العصور، بالإضافة إلى تأثيرها المحتمل على النشاط البركاني والزلازلي في المستقبل.
نظرة للمستقبلبينما يتواصل العلماء في دراسة هذه النتائج المدهشة، من المتوقع أن تكشف المزيد من الأبحاث عن أسرار أخرى مختبئة في أعماق كوكبنا. قد يعيد هذا الاكتشاف تشكيل العديد من المفاهيم الأساسية في علم الأرض، ويفتح أبوابًا جديدة لفهم أعمق لكيفية تطور كوكبنا وعلاقته بالعوامل البيئية والمناخية التي تؤثر فيه.
اكتشافات جديدةأشار أروين ديوس، كبير مؤلفي الدراسة وعالم الزلازل في الجامعة، إلى أن العلماء لا يزالون يجهلون الكثير حول هذه المناطق. وقال: "لا أحد يعرف ماهية هذه الزلازل، ولا إذا كانت ظاهرة مؤقتة أو أنها موجودة منذ ملايين أو حتى مليارات السنين".
وتمثل هذه "الجزر" مناطق غير تقليدية في طبقة الوشاح، حيث تحيط بها صفائح تكتونية باردة وغارقة، ناتجة عن عملية الاندساس التي تؤدي إلى غرق إحدى الصفائح تحت الأخرى. وبخلاف المناطق المحيطة بها، فإن الموجات الزلزالية تتباطأ بشكل كبير داخل هذه الجزر بسبب الحرارة المرتفعة.
نهج جديد لدراسة الموجات الزلزاليةلمواصلة التحقيق في هذه المناطق الغامضة، اعتمدت ديوس وزميلتها سوجانيا تالافيرا سوزا منهجًا جديدًا لدراسة الموجات الزلزالية. فبالإضافة إلى قياس تباطؤ الموجات.
وقام العلماء أيضًا بدراسة "التخميد"، أو مقدار الطاقة التي تفقدها الموجات أثناء انتقالها عبر الأرض.
وقالت تالافيرا سوزا: "وعلى عكس توقعاتنا، وجدنا أن هناك القليل من التخميد في LLSVPs، مما جعل النغمات تبدو عالية جدًا. لكننا وجدنا الكثير من التخميد في مقبرة الصفائح الباردة، حيث بدت النغمات ناعمة جدًا."
مفاجآت غير متوقعةوأظهرت النتائج أن طبقات الوشاح العلوي، رغم حرارتها المرتفعة، لا تؤثر بشكل كبير على تخفيف الموجات الزلزالية. وهذا يتناقض مع التوقعات التي كانت تفترض أن الموجات ستكون أبطأ وأكثر تخفيفًا في المناطق الساخنة من الوشاح العلوي.
التأثير على الموجات الزلزاليةقد تكون الخصائص المعدنية للمناطق الخفية هي السبب وراء هذه الظواهر الغريبة. كما أشارت لورا كوبدن، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إلى أن حجم حبيبات المواد في LLSVPs يلعب دورًا محوريًا في سلوك الموجات الزلزالية.
وفي مقبرة الصفائح الباردة، تتبلور الصفائح التكتونية إلى حبيبات صغيرة أثناء غرقها في الوشاح، مما يؤدي إلى فقدان كبير للطاقة عند مرور الموجات الزلزالية عبر هذه الحدود.