موقع النيلين:
2025-04-07@15:10:47 GMT

حرب بلا إعلام (2من 5)

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT


حرب بلا إعلام (2من 5)
النهج الذي اعتمدته القوات المسلحة في هذه الحرب هو التكتم
كتب ـ عثمان أبوزيد
قلنا في الحلقة السابقة إن من المظاهر الأولى لحرب الخرطوم توقف وسائل الإعلام الرسمية الحكومية توقفًا تامًا.
انقطع إرسال التلفزيون القومي وكذلك الإذاعة وإذاعات الأف أم، وتوقفت الصحف. وهذا مظهر لمركزية شديدة في الإعلام على الرغم من وجود إذاعة وتلفزيون في كل ولاية، إذ ظل الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية (SNG) في التلفزيون القومي.

نتذكر في عهد الرئيس جعفر نميري حينما تعطلت إذاعة أم درمان في إحدى المحاولات الانقلابية أمكن الاستعاضة بإذاعة جوبا.
وبغياب الصوت الرسمي والقومي، توجهت الأنظار والأسماع إلى وسائل التواصل الاجتماعي بمنصاتها المعروفة وأكثرها استخداما بين السودانيين واتس أب وفيسبوك، وتعذر لدى الأغلبية في داخل البلاد الوصول إلى منصات الفيديو بل حتى المقاطع الصوتية لضعف الشبكات. وبرز تواصل شفوي بتبادل الأخبار عبر المكالمات الهاتفية وجماعات الأنس حيث يتأثر الناس بالشائعات والأخبار المصنوعة والمختلقة.
في 26 أبريل بعد أسبوع تقريبا من اندلاع القتال كتبتُ على صفحتي في
فيسبوك أن هذه الحرب في السودان، مثل سائر الحروب جزءٌ كبير منها حرب إعلامية.
نقول حرب إعلامية تجاوزًا لأن مفهوم الإعلام الذي نعرفه هو: تزويد الجمهور بالمعلومات الصحيحة، أو الحقائق الواضحة والصريحة لتشكيل رأي عام مستنير. وقد نتفهم أنه حين تندلع المعركة العسكرية يصبح الأساس هو الدعاية والحرب النفسية والدعائية.
إن النهج الذي اعتمدته القوات المسلحة في هذه الحرب هو التكتم، وهو النهج المتبع في ظروف الأزمات الأمنية عالية الحساسية، فهذه المواجهة بتوصيف القوات المسلحة تمرد وتفلت أمني، ومن طبيعة التغطية الإعلامية الرسمية خلال فترة الأزمات الأمنية من هذا النوع؛ التكتم والتقيد بما تنشره الجهات الرسمية.
وللمقارنة بين إعلام الجيش وإعلام الدعم، فقد رصد مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في مصر نشاط منصات التواصل الاجتماعي لكل من الجيش والدعم، ومما أبرزه الرصد:
امتلكت القوات المسلحة صفحة على «فيسبوك» تابعها منذ الشهر الأول
للحرب مليون ونصف المليون متابع، وبلغ حجم التفاعل عليها 359 ألفاً،
غير أن حسابها على «تويتر» كان غير نشط يتابعه ألفان فقط وتعود آخر
تغريدة عليه إلى 10 مارس 2023م.
خلال الفترة من 15 إلى 24 إبريل 2023، حصل استخدام مكثف لتلك
الحسابات لنشر أخبار تدعم انتصارات كل جهة مع توجيه الاتهامات للجهة الأخرى، وجرى خلال ذلك توظيف تقنيات النص والصورة والفيديو، ويمكننا تقديم نظرة أكثر عمقاً لذلك من خلال رصد التغريدات المنشورة على حساب الإعلام العسكري للقوات السودانية وحساب قوات الدعم السريع على «تويتر.
خلال الفترة المذكورة، نشر حساب الإعلام العسكري للقوات المسلحة السودانية
119 تغريدة تضمنت 11 مقطع فيديو وكان عليها 17081 إعجاباً و3792 رداً،
تضمنت 1883 كلمة، وبالتحليل التكراري لتلك الكلمات يظهر استفاضة
الجيش السوداني في استخدام صفات تنزع الشرعية القانونية عن قوات الدعم السريع، حيث تكرر استخدام أوصاف «المتمردة» و«متمردون» و«تمرد» بإجمالي 56 مرة، فضلاً عن أوصاف «الميليشيا» 19 مرة و«العدو» 5 مرات،
وبالمقابل عمد إلى ذكر المدنيين ومخاطبة الشعب السوداني بنحو 38 مرة،
لتأكيد رغبته في حماية الشعب من اعتداءات «الطرف المضاد». فيما نشر حساب قوات الدعم السريع على «تويتر» 179 تغريدة، عليها 74037 إعجاباً، و10532 رداً، وهو ما يعكس حجماً أكبر من النقاش والسجال الرقمي، زاد منه استخدام المواد المصورة، حيث بلغ عدد الفيديوهات المتضمنة 57 فيديو. وبالتحليل التكراري لكلمات تلك التغريدات والبالغ عددها 2277 كلمة. (تقرير فاطمة الزهراء، مركز الأبحاث ودراسات المستقبل).
وعلى الرغم من كثافة تغريدات منصة الدعم السريع، فإن الملاحظ
وجود ردود معارضة لتوجهها وهجوم مكثف عليها مما يدل على تعاظم رأي عام أوسع مساند للجيش ومعارض لموقف الدعم السريع.
استطاعت منصات الدعم السريع تمرير معلومات تعطي انطباعًا أوليًا بحيازة النصر وحسم المعركة، وأصبح هذا هو الانطباع السائد لدى الكثير من المراقبين.
وسرعان ما تناقصت فاعلية هذه المنصات بسبب تناقض الأخبار ونشر الأكاذيب.
وفي العموم لا تعد حسابات الجيش ولا الدعم في تويتر أكس حاليا وفيسبوك من المنصات الرائجة بمعيار رواج حسابات أخرى تحظى بمتابعة الملايين.
ولا شك أن الإعلام المساند للجيش أو للدعم من الفاعلين والناشطين والداعمين أقوى انتشارًا، وهو ما يشير إليه البعض على سبيل التقليل والاستهانة بالدجاج الالكتروني.
ومن الواضح أن غرفًا متخصصة ولا سيما لدى الدعم تعمل على توجيه هذه الحسابات بأساليب مختلفة منها استخدام الخوارزميات مما يؤدى إلى قدر من التحكم في صناعة محتوى معين يجري الترويج له عبر إنشاء الكثير من الحسابات الزائفة واستخدام الروبوتات في إغراق الشبكة بمضمون يهدف إلى تصوير تقدم الدعم السريع.
واستخدام إعلام الدعم السريع الذكاء الاصطناعي، والمستهدف به على وجه خاص هم جنود الدعم السريع ورفع معنوياتهم بمخاطبات افتراضية من قائدهم الذي لم يعرف مصيره منذ أيام الحرب الأولى.
واستطاعت غرف الدعم السريع زرع أخبار سرعان ما رددها المناوئون لها، مثل أخبار استيلاء الجيش على الإذاعة.
والغرض من ذلك هو التأثير السلبي على معنويات الجهة الأخرى، فبعد تصيدهم بمثل هذه الأنباء الطيبة ورفع التوقعات، يظهر جنود الدعم يوجهون تكذيبًا من داخل مباني الإذاعة والتلفزيون.
لكن إعلام الجيش استطاع بشكل لافت تحقيق انتصار معنوي كان له الأثر السلبي في خفض معنويات عدوهم. وهذا ما نتناوله في الحلقة القادمة.
(نواصل)

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوات المسلحة الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

اشتباكات في السودان بين الجيش والدعم السريع ونزوح جديد لـ 5 آلاف شخص

أعلن الجيش السوداني السبت إسقاط عدد من الطائرات المسيرة أطلقتها "قوات الدعم السريع"، فيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من جهة، وبين قوات الدعم السريع  من جهة أخرى، في مدينة أم درمان.

اقرأ ايضاًالعثور على هاتف قرب جثته.. اللحظات الأخيرة لـ"مسعفي غزة" قبل إعدامهم

وجاء في بيان بصفحة "الفرقة 19 مشاة" على منصة "فيسبوك" أن الدفاعات الأرضية أسقطت طائرات مسيرة أطلقتها "قوات الدعم السريع" مستهدفة مقر قيادة الفرقة بالولاية الشمالية وسد مروي شمال السودان.

وفيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، غربي وجنوبي مدينة أم درمان، وفي مدينة الفاشر، تستمر عمليات تمشيط التي يقوم بها الجيش بمحلية جبل الأولياء جنوبي العاصمة الخرطوم.

ونقلت "الجزيرة" عن مصادر بحكومة ولاية الخرطوم قولها "إن سلطات الولاية أجلت نحو 5 آلاف (سوداني) من سكان منطقة الجموعِية جنوبي مدينة أم درمان إلى شمال المدينة".

اقرأ ايضاًوصول 60 شهيدا وأكثر من 160 إصابة في قصف عنيف على غزة

ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

المصدر: الجزيرة + وكالات


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند اشتباكات في السودان بين الجيش و"الدعم السريع" ونزوح جديد لـ 5 آلاف شخص زيارة جديدة لنتنياهو للبيت الأبيض هل يناقش "الرسوم الجمركية"؟ العثور على هاتف قرب جثته.. اللحظات الأخيرة لـ"مسعفي غزة" قبل إعدامهم وصول 60 شهيدا وأكثر من 160 إصابة في قصف عنيف على غزة قرارات ترامب تثير الفوضى.. تخطيط لأكثر من 1200 مظاهرة تشعل أميركا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اقرأ ايضاًتكريم ملكي بريطاني لدانيال كريغ.. والسبب "جيمس بوند"

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • آخر تطورات المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • الجيش السوداني: مرتزقة من اليمن ودول أخرى يقاتلون مع الدعم السريع!
  • رئيس قطاع الإعلام بالتجمع الاتحادي يكشف أسباب استهداف الدعم السريع لمحطات الكهرباء 
  • الجيش السوداني يضع يده على مخزن صواريخ تابع لـ”الدعم السريع” 
  • اشتباكات في السودان بين الجيش والدعم السريع ونزوح جديد لـ 5 آلاف شخص
  • الجيش السوداني يصد هجمات لـ"الدعم السريع" على مقر "الفرقة 19 مشاة" وسد مروي  
  • إعلام سوداني: الدعم السريع يقصف بعض المناطق في الفاشر ومخيم زمزم للنازحين
  • الجيش السوداني يحبط استهداف «الدعم السريع» لسد مروي
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع جنوب وغرب أم درمان
  • الجيش السوداني يحبط استهداف "الدعم السريع" لسد مروي