البابا فرنسيس: قلبنا الليلة في بيت لحم
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، مساء الأحد، خلال قداس عيد الميلاد للروم الكاثوليك "قلبنا الليلة في بيت لحم"، بينما ألقت الحرب بين إسرائيل وحماس بظلالها على الاحتفالات في المدينة بالضفة الغربية المحتلة.
وعبر البابا فرنسيس عن أسفه لأن رسالة السلام التي نشرها المسيح تضيع تحت وطأة "منطق الحرب الخاسر" في نفس الأرض التي ولد فيها.
وترأس البابا فرنسيس، الذي يحتفل بذكرى مرور 11 عاما على توليه البابوية، قداسا رسميا عشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس، وتحدث خلال عظته عن الصراع في الأراضي المقدسة.
وقال "نحن قريبون من إخواننا وأخواتنا الذين يعانون من الحرب: دعونا نفكر في فلسطين، وإسرائيل، وأوكرانيا".
وأضاف البابا من كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان "قلبنا الليلة هو في بيت لحم، حيث لا يزال أمير السلام يتعرض للرفض من قبل منطق الحرب الخاسر، مع هدير الأسلحة الذي يمنعه اليوم أيضا من أن يكون له موضع في العالم".
ووجه البابا نداءات عديدة لوقف إطلاق النار في الصراع الدائر في غزة ودعا إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان.
ويُعتقد بأن الحركتين ما زالتا تحتجزان أكثر من 100 رهينة من بين 240 احتجزوا خلال هجومهما في السابع من أكتوبر تشرين الأول على بلدات في إسرائيل التي تقول إنه أدى لمقتل 1200 شخص.
وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ ذلك الحين ودمرت جزءا كبيرا منه. وتقول السلطات في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أدى لمقتل ما يزيد على 20400 فيما يُعتقد بأن آلافا آخرين لقوا حتفهم تحت الأنقاض. وتم تهجير الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن الأوضاع في القطاع كارثية.
وجاءت تصريحات البابا، البالغ من العمر 87 عاما، بعد ساعات من تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بمواصلة القتال في عمق قطاع غزة الفلسطيني بعد أن منيت قواته بأكبر خسائر ميدانية على مدى يومين.
وهجر الزوار، العام الجاري، مدينة بيت لحم، مهد المسيح وفق التقاليد المسيحية، وألغيت فيها غالبية احتفالات عيد الميلاد بسبب الحرب.
ومن بيت لحم قالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، رولا معايعة "يطل علينا عيد الميلاد المجيد هذا العام ونحن نعيش بأصعب وأحلك الظروف والأوقات نتيجة ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة المحاصر، وفي كافة مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية والقدس، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا".
وفي القداس البابوي الذي حضره 6500 شخص داخل كاتدرائية القديس بطرس وتابعه المزيد على الشاشات في الساحة بالخارج، قال البابا إن الرسالة الحقيقية لعيد الميلاد هي السلام والمحبة، وحث الناس على عدم الهوس بالنجاح الدنيوي "وعبادة النزعة الاستهلاكية".
وتحدث عن نزعة بشرية عبر التاريخ تتمثل في "البحث عن القوة والعظمة الدنيوية، الشهرة والمجد، والتي تقيس كل شيء بالنجاح والنتائج والأرقام. إنه عالم مهووس بالإنجازات".
وقال إنه رغم أن الكثيرين قد يجدون صعوبة في الاحتفال بعيد الميلاد في "هذا العالم الذي يصدر أحكاما ولا يرحم"، يجب عليهم أن يحاولوا تذكر ما حدث في أول عيد ميلاد.
وقال "هذه الليلة يغير الحب التاريخ".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: البابا فرنسیس عید المیلاد فی بیت لحم
إقرأ أيضاً:
إبراهيم النجار يكتب: المستشفى المعمداني .. ما أشبه الليلة بالبارحة
يبدو أن الوقت يداهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حيث نشرت وسائل إعلام عبرية، وتحديدا صحيفة يديعوت أحرونوت، أن هناك مهلة زمنية لـ نتانياهو، لإنهاء حربه علي غزة. هكذا صدرت له التعليمات خلال استدعاءه لـ واشنطن. نتانياهو، يعتقد أنه بالعنف وبطش القوة، والتفازض تحت إطلاق النار. يستطيع أن يحقق مكاسب أكثر. ومن ثم يتمكن من الحصول علي الأسري. وهذا لن يتم، ولم يتم في مرات سابقة.
يأبي التاريخ في غزة، إلا أن يكتب بالحبر القاني. وكأن المشهد لا يعرف غير التكرار.
في اكتوير 2023، كانت الأرض تهتز تحت أقدام الجرحي والمصابين في المستشفي المعمداني. حين دوي انفجار هز الضمير الإنساني، أو ما تبقي منه. وصدم العالم. مجزرة خلفت أكثر من 500 قتيل من المرضي والنازحين. رسمت ملامح الفاجعة. علي جدران مستشفي كان من المفترض أن يكون ملاذا آمنا. واليوم يعود المشهد ذاته بنفس التفاصيل. وكأن الزمن لم يتحرك خطوة واحدة إلي الأمام.
ما أشبه الليلة بالبارحة، 18 شهرا فقط، فصلت بين الجريمتين. غير أن الصواريخ لم تنسي الطريق. عادت لتقصف قسم الطواريء والاستقبال مرة أخري، لتخرج المعمداني عن الخدمة من جديد.
لا يوجد شبرا آمنا، تلك كانت صرخة الناجين، الذين اجبروا علي الهروب من الرعاية المركزة إلي المجهول. ثم لا حقتهم القذائف. ما حدث ليس استثناءا، بل جزءا من خطة ممنهجة. 34 مستشفا دمر، والعداد لا يتوقف. فمن يملك الجرأة ليحاسب الجاني. حين تكون الضحية محاصرة بالصمت.