عربي21:
2024-12-23@07:12:59 GMT

بين مونديال غزّة ومونديال العرب في كرة القدم!

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

بداية أنا لا أستهين أبدا بمقدّرات وإمكانيّات تحرّك أمّة العرب، ولولا أن أملي فيها كبير لما كتبت هذا المقال. والهدف من هذه المقارنة ليس التبخيس والاستخفاف بل هو الاستنهاض والتحريك بإذن الله.

لو افترضنا أن فريقا عربيا لكرة القدم قد تأهل للمباراة النهائية في كأس العالم، كيف ستتفاعل جماهير الأمة العربية مع هذا الحدث؟ ستحطّم الشاشات أرقاما قياسية وستقام العروض في الأماكن المفتوحة والصالات ودور العرض، سيخرج الناس بكلّ أحاسيسهم ومشاعرهم العروبيّة، باختصار سيلتهب الشارع العربي ويهيج ويموج ويصرخ ويهتف ويصفّق، سيقف على قدم وساق بانتظار هذه المباراة الحاسمة في تاريخ العرب الكروي، ولا شكّ سيسافر آلاف العرب إلى حيث المونديال لحضورها مباشرة وسيدفعون ثمن التذاكر حبّا وطواعية، وستمتلئ الصحف بالمقالات والتحليلات والتوقعات.

. سيكون الأمر قضيّة العرب الأولى ولن يقف أحد مكتوف الأيدي، بل سيساهم ويتحرّك ويشجّع بكلّ إمكاناته وبكل ما أوتي من جهد وقوّة.

اليوم أيها الإخوة الكرام تأهلّ فريق غزة لمباراة نهائية في كأس العالم لكرة الدمّ واللهب بين أنصار الحقّ وأنصار الباطل، تأهلت غزّة لتقود أمّة العرب والإسلام وكلّ أحرار العالم وكلّ الباحثين عن الحق والعدالة الكونية للبشر أجمعين، تأهلت لمباراة تاريخيّة فاصلة..

فرضت نفسها بالقوّة والجدارة العالية بعد أن أهملها العالم ولم يعطها فرصتها في إثبات ذاتها، طرقت جدران الخزان بقوّة سمعها كلّ العالم، أبدعت وتألقت وأحدثت ثغرة كبيرة في الجدار الفاصل بين فريق المستكبرين وفريق المستضعفين، نجحت في شقّ طريقها وسط غابات وأدغال عالم متوحّش يدعم المحتلّ ويتنكّر لحقوق المحتلين.. ببراعة عالية سدّدت ضربة قاسمة لجحافله المتقدّمة في ديارنا والمتوغّلة في دمائنا والمستهترة بحقوقنا والمستعلية على آمالنا وطموحنا.. بهذا تأهلت للدوري الممتاز بحق وجدارة.

عندئذ وقف عالم الاستكبار داعما بكلّ ما أوتي من قوّة فريقه المجرم في وجه هذا الفريق الغزّاوي الفلسطيني الحرّ، لم يكتف بالتشجيع كما تُشجّع فرق كرة القدم، بل مدّه بأعتى أنواع الأسلحة المدمّرة وفتح كلّ مخازنه ومدّه بجسر يتدفّق كالنهر بالقذائف والصواريخ والمعدّات والآليّات وكل وسائل القتل والتدمير..

أمّا العالم العربي فلم يقف مع فريقه بالدعم والنصرة ولا بأي شكل من الأشكال، ولم يسلك طريق المؤازرين للفريق المعادي أبدا، بل بالعكس تماما اكتفى بالفرجة الباهتة التي لا ترتقي لتفاعله مع مباراة كرة قدم عاديّة محليّة.. قامت مسيرات أسبوعية في بعض الدول، ودول أخرى ما زالت تعتبر المسيرة والمظاهرة بدعة، بينما تشجيع فريق كرة القدم واجب شرعي.

انا لا أنكر الدموع التي ذرفتها العيون الحزينة المشفقة، ولكن حجم الحدث يتطلّب أكثر من هذا بكثير. المباراة التي تجري في ملعب غزّة ليست مباراة كرة قدم، هي مباراة ستنتج عنها أمور عظيمة جدا، سينتج عنها إن كانت الغلبة (لا سمح الله) للمحتلّ تسويد الاحتلال على المنطقة كلّها والذهاب نحو التطبيع، وكلمة التطبيع هذه غير كافية، إذ تعني بعد هذه المعركة ما لم تكن تعنيه قبل المعركة، ستطبّع المنطقة بالطبع الإسرائيلي لا العكس، وهذا الإسرائيلي يريد أن يقود المنطقة على الهوى الأمريكي والصهيوني، وبالتالي تفريغ العربي من المحتوى العربي وإعادة تعبئته بالمحتوى الإسرائيلي، يعني ذلك أننا سنكون خدما وعبيدا للسيّد الإسرائيلي، سياساتنا وأسواقنا مفتوحة له ومربوطة به.

أمّا إذا خرج مهزوما وانتصر فريق غزّة بعدم تمكين هذا الفريق المجرم من الوصول إلى أهدافه؛ فستبقى الثغرة التي فتحت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في توسّع مستمر وستبقى مفاعيل الهزيمة تفعل فعلها نفسيّا وروحيا نحو المباراة الفاصلة في الموسم القادم والذي لن يكون بعيدا، وسيكون تفكيك المشروع الصهيوني أمرا ممكنا، خاصّة إذا أنتج هذا الفوز في المباراة تأثيره الكبير على ثقافة أمّتنا المأزومة، وصار هذا الفريق نموذجا للتحرّر وطريقة عمل في الوقوف في وجه الظالمين.

وهنا لا بدّ للجماهير العربية المتفرّجة على هذه المعركة أن تغيّر من طريقة إسنادها، فلا يمكن استيعاب أن المساندة لا ترتقي لمستوى تشجيع فريق كرة قدم. وهنا لا بدّ من الاهتمام بثقافة هذه الامّة هذه الأيام وعن دور الدين فيها، وهنا لا بدّ وأن نفرّق بين الدين الشكلي الذي لا يُنتج إلا في هوامش ضيّقة وتحت سقف منخفض (حسب ما يريده أعداؤه)، وبين الدين الذي يُنتج ثورة على الباطل والفساد والظلم بكلّ أشكاله، الدين الذي يسحب البساط من تحت الصنميّة والجاهلية بكلّ أشكالها وألوانها وأنواعها، باختصار الدين الذي يحرّر الانسان وهذا الذي حرّره الإسلام يكون عنصرا من عناصر جيل التحرير، وبالتالي تحرير شعوبنا العربية من الطغاة الذين يمنعون الناس من الوقوف مع قضيتهم المركزية، القدس وفلسطين، ويمنعون الناس من النصرة الكاملة لإخوانهم الذين يتعرضون لمجازر الصهيونازية والأمريكية المتصهينة.

لقد تأهلت المقاومة في غزة لقيادة الأمّة ونجحت نجاحا باهرا في صناعة النموذج الذي يطبّق الدين كما هو: ثورة في حياة الناس وثورة على الظلم والظالمين، وبطريقة عملية منظورة للعالمين. لقد أخرجت الأمر من الحيّز النظري والمعرفي إلى الميدان العملي، لذلك تكالبت كلّ قوى الشرّ على هذا النموذج لأنها تعرف ديننا جيّدا وتعرف الطاقة الكامنة فيه، ولأنها تريده لنا فقط تحت السقف المنخفض الذي يريدونه لأمتنا، دين إسقاط الواجب ودون أن يكون لأهله قوة أو تمكين بل تبع للآخرين وفي ذيل القافلة.

لقد تأهلت غزّة لقيادة الأمة بجدارة، والمطلوب من الأمّة أن تأخذ الكتاب بقوّة وأن تفعّل دين الثورة بدل الدين الذي تريده أنظمة المحور الأمريكي في المنطقة. وقد قالها عبد الوهاب المسيري أن قوة كيان الاحتلال تكمن في الدعم الأمريكي غير المحدود والغياب العربي بلا حدود.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الاحتلال المقاومة الدعم غزة الاحتلال المقاومة الدعم الجماهير مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدین الذی کرة القدم ة العرب

إقرأ أيضاً:

«مونديال 2026» يُشعل الأجواء ويُلهب الحماس في «خليجي 26»

الكويت (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الأبيض» يدشن «رحلة الطموح» في «خليجي 26» أمام «العنابي» قطر.. استعادة «الهيبة القارية» في بطولة الخليج خليجي 26 تابع التغطية كاملة

ربما تكون نسخة «خليجي 26» هي الأكثر إثارة وندية وسخونة فنية، مقارنة بالنسخ الأربع الأخيرة، بسبب الظروف والمعطيات التي تسبقها، وتنطلق اليوم «نسخة استثنائية» من البطولة التي نجحت في إعادة اكتشاف نفسها في «وطن الصباح»، حيث تحتضن الكويت أبناء الخليج على أرضها كالعادة دائماً.
في مسرح الكرة الخليجية التي تحتفل بالتراث والهوية، وتجمع أبناء الخليج على محبة اللعبة، تأتي النسخة الجديدة من كأس الخليج في الكويت المتعطشة للفوز بلقب ربما يكون الأغلى في مسيرة «الأزرق»، وليس غريباً أن تحتضن الكويت هذا الحدث الكبير، فهي بلد التراث العريق والحضارة التي تعكس هوية أبناء الخليج العربي، وتحمل إرثًا كبيراً ورصيداً أكبر من المحبة في قلوب أبناء المنطقة.
كأس الخليج بالكويت ليست مجرد بطولة رياضية، بل احتفال بالتراث الخليجي وبوحدة شعوب المنطقة، برعاية الكويت التي ترغب في أن تعكس قيمة استضافة الفعاليات الرياضية بروح تعكس أصالة وتاريخ البلد المضياف، حيث تنتظر الجماهير بشغف انطلاق المباريات، واللاعبون يستعدون لتقديم أفضل ما لديهم في أجواء مليئة بالحماس والإثارة، وهكذا تستمر كأس الخليج في كتابة فصل جديد من فصول المجد الخليجي.
ومنذ النسخة الأولى لكأس الخليج عام 1970، أثبتت البطولة أنها أكثر من مجرد مسابقة رياضية، حيث باتت حدثاً يحمل في طياته روح الأخوة والتضامن بين شعوب الخليج العربي، الكويت، باعتبارها واحدة من الدول المؤسسة، كانت دائماً في قلب هذا الحدث، وشاركت فيه بأداء مشرف يعكس حبها وشغفها بكرة القدم، وكل نسخة من البطولة تذكرنا بتاريخها الحافل بالمواقف البطولية واللحظات التي لا تُنسى.
جهزت الكويت التي تشتهر بكرم الضيافة والبنية التحتية، ملاعبها على أعلى المستويات استعداداً لاستقبال الحدث من ملعب جابر الأحمد الدولي الذي يُعتبر من أجمل الملاعب في الخليج، إلى ملعب صباح السالم، وغيرهما من المرافق الرياضية الحديثة، التي أكدت جاهزية الدولة المستضيفة، لتقديم تجربة استثنائية للاعبين والجماهير على حد سواء، وشملت التجهيزات توفير تقنيات حديثة وخدمات تسهّل التنقل والاستمتاع بالمباريات، كأس الخليج دائماً ما تكون منصة لبروز نجوم كرة القدم الخليجية.
وتحمل النسخة الحالية وعوداً بمواهب شابة تتطلع لإثبات نفسها على الساحة الكروية، ومنافسة لاعبين كبار تركوا بصمتهم في النسخ السابقة، وتتطلع الجماهير الخليجية لمشاهدة مباريات مليئة بالإثارة، حيث يتقابل فيها الجيل الجديد مع الخبرات المخضرمة.
في «خليجي 26»، تعيد البطولة اكتشاف نفسها، بعدما عانت النسخ الأخيرة من غياب التشكيلة الأساسية ومشاركة أغلب منتخباتها بالصف الثاني، أو تراجع الروح التنافسية بين بعضها، لأسباب عديدة، ولكن مع «خليجي 26» تغير كل شيء، حيث أعلنت جميع المنتخبات أن المنافسة على اللقب هدفا هو الأهم، ما يجعل المنتخبات في النسخة الحالية، أمام روح جديدة تدفعها لإعادة الإثارة والندية لجميع المواجهات في مشوار البطولة، ما يشعل التنافس ويمتع الجماهير منذ «صافرة البداية».
تتمثل الدوافع الجديدة التي تحرك المنتخبات المشاركة في الرغبة القوية لإثبات الذات، والتأكيد على التطور الملحوظ في مستوى الكرة الخليجية خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن بحث المنتخبات القوية عن تأكيد التفوق، والحصول على جرعة ثقة قبل استئناف مشوار التصفيات المؤهلة إلى «مونديال 2026».
وأعلنت المنتخب السعودي دخول هذه النسخة بتشكيلة من الصف الأول، في خطوة تؤكد جديته في استعادة لقب البطولة الغائب منذ 21 عاماً، وكانت الرسالة واضحة وقوية من مدربهم الفرنسي هيرفي رينارد بأنهم قادمون لتحقيق اللقب، ولا شيء غيره.
وتسعى السعودية التي تعد واحدة من أنجح المنتخبات الآسيوية، لتعزيز مكانتها الخليجية أيضاً، مستفيدة من التشكيلة القوية التي قدمت مستويات مبهرة في مونديال قطر، كما يريد «الأخضر» طوي ما قدمه الفريق من مستويات متواضعة في تصفيات كأس العالم، ويرى أن الفوز بالبطولة ليس مجرد تتويج، بل رسالة تعكس تطور الكرة السعودية والطموح المستمر في حصد إنجازات إقليمية ودولية.

أهداف كبيرة
ويدخل منتخب العراق «حامل اللقب»، هذه النسخة من البطولة بروح التحدي وإثبات الجدارة بقيادة الإسباني خيسوس، والبناء على البطولة الماضية ثم التوهج في كأس آسيا وتصفيات المونديال، بعد الأداء المتميز في تصفيات كأس العالم، ويسعى «أسود الرافدين» إلى مواصلة تقديم مستويات قوية، تُظهر مدى تطور الكرة العراقية، ويدرك منتخب العراق أهمية البطولة لتأكيد مكانته بين كبار الخليج، ويأمل في الحفاظ على لقبه وسط منافسة شديدة.
فيما يحاول منتخب قطر «بطل آسيا آخر نسختين» القتال على التتويج باللقب، لاستعادة الهيبة بعد التعثر في التصفيات المؤهلة إلى المونديال، لذلك يدخل كأس الخليج بهمة عالية وطموحات كبيرة، وإلى جانب السعودية والإمارات والعراق والكويت وقطر، تأتي باقي المنتخبات الخليجية مثل البحرين وعُمان، التي تحمل آمالاً كبيرة وطموحات جديدة، وتسعى هذه المنتخبات التي شهدت تطوراً ملحوظاً في الأداء الفني والتنظيمي، لتحقيق المفاجآت والتركيز على الدفع بالصف الأول.

خبرات المدربين
يطمح منتخبنا الوطني للمنافسة على اللقب الغائب منذ نسخة «خليجي 21» عام 2013، مع المدرب الوطني مهدي علي، ويدخل بدوافع كبيرة للغاية بعد تقديم مستويات جيدة ورائعة آخرها الخماسية في شباك قطر بطل آسيا في تصفيات المونديال، معتمداً على خبرات المدرب البرتغالي الكبيرة باولو بينتو، والأمر كذلك بالنسبة لمنتخب الكويت الدولة المستضيفة، المتسلح بالأرض والجمهور، لبلوغ إنجاز كبير، يستعيد به بريقه التاريخي في البطولة التي تُعتبر جزءاً من تراثه الكروي، والجماهير الكويتية المتعطشة لرؤية فريقها على منصة التتويج ستكون العنصر الأساسي في دعم المنتخب، ما يمنح اللاعبين دافعاً إضافياً لتقديم أفضل أداء، كما يطمح أصحاب الأرض للعودة إلى لقب غائب منذ 2010 مع الأرجنتيني المخضرم خوان بيتزي.

مقالات مشابهة

  • عودة محمد عبد المنعم إلى الأهلي قبل مونديال الأندية.. القصة كاملة
  • عودة فريق الطائرة بالزمالك إلى القاهرة بعد المشاركة بكأس العالم للأندية
  • بعثة الزمالك تصل القاهرة بعد المشاركة في مونديال الكرة الطائرة للسيدات
  • وفاة بطل «مونديال 1966»
  • إنفانتينو ينعى الناخب الوطني الأسبق الراحل محي الدين خالف
  • إنفانتينو ينعي الناخب الوطني الأسبق الراحل محي الدين خالف
  • أنفنتينو ينعي الناخب الوطني الأسبق الراحل محي الدين خالف
  • نتفليكس تحصل على حقوق البث لكأس العالم للسيدات
  • «مونديال 2026» يُشعل الأجواء ويُلهب الحماس في «خليجي 26»
  • أسطورة ألمانيا لوثار ماتيوس يصف فينيسيوس بأنه نيمار الجديد