«الإفتاء» تحسم الجدل حول مشروعية الرقية وحكم طلبها من الصالحين
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
حسمت دار الإفتاء، الجدل حول مشروعية الرقية وحكم طلبها من الصالحين، رداً على سؤال ورد إليها جاء نصه: «هل ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام جواز الرقية بالقرآن الكريم؟ وما حكم طلب الرقية من الصالحين؟»، مشيرة إلى أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أجاز الرقية بأم القرآن.
وأضافت الدار في فتوى لها، نشرتها عبر بوابتها الرسمية، أن البخاري روى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك وقال: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
وأشارت الإفتاء إلى أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ».
العلاج بالرقية بالقرآنوتابعت الدار في الفتوى رقم 8063، أن جمهور الفقهاء أجاز العلاج بالرقية بالقرآن وبما رقى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبما شابهه؛ قال الإمام الزيلعي: ولا بأس بالرقى؛ لأنَّه عليه الصلاة والسلام كان يفعل ذلك، وما جاء فيه من النهي عنه عليه الصلاة والسلام محمول على رقى الجاهلية إذ كانوا يرقون بكلمات كفر.
طلب الرقية من الصالحينوأوضحت الافتاء أنه لا حرج في طلب الرقية من الصالحين؛ فقد روى الإمام مسلم في «صحيحه» عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ الله صَلى الله عَلَيهِ وآله وسَلَّمَ يَأمُرنِي أَنْ أَسْتَرْقِي مِنَ العَينِ»، وروى الإمام الترمذي في «سننه» عن أَسْمَاءَ بِنْتَ عُمَيْسٍ قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ وَلَدَ جَعْفَرٍ تُسْرِعُ إِلَيْهِمُ العَيْنُ؛ أَفَأَسْتَرْقِي لَهُمْ؟ فَقَالَ: «نَعَمْ؛ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء الرقية الشرعية الرقية بالقرآن النبی صلى الله علیه وآله وسلم من الصالحین
إقرأ أيضاً:
معنى حديث "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"
أجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، جاء مضمونه كالتالي: "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"، هل هذا القول قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ أم قول لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ ويطلب السائل بيان الحكم الشرعي.
قالت دار الإفتاء في إجابتها، إن الحديث المذكور لم يرد بهذا اللفظ، وإنما الذي ورد ما أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ، وَالْمَرْأَةَ الْمِغْزَلَ".
وأخرج ابن منده في "المعرفة" -واللفظ له- عن بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عَلِّمُوا أَبْنَاءَكُمْ السِّبَاحَةَ والرِّمَايَةَ، وَنِعْمَ لَهْوُ المُؤْمِنَةِ فِي بَيْتِهَا الْمِغْزَلُ.
وورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أهل الشام: "أنْ علِّموا أولادكم السباحةَ والفروسية".
اللهم إنا أستودعناك أبناءنا وبناتنا وأبناءهم وبناتهم اللهم أجعلهم في حِفظك، وكنفك، وأمانك، وجوارك، وعياذك، وحزبك، وحرزك، ولطفك، وسترك من كل شيطان، وإنس، وجان، وباغٍ، وحاسد، ومن شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، إنك على كل شيء قدير. آمين يآرب العالمين.
اللهم إني راضية عن ابنائي، فارضَّ عنهم.. واجعلهم في حفظك، وكنفك، وأمانك، وجوارك، وحزبك، وحرزك، ولطفك وسترك من شياطين الإنس والجن، ومن كل شرٍ أنت أخذٌ بناصيته، إنك على كل شيئٍ قدير.
اللهم اجعلهم ممن تواضع لك فرفعته،واستكان لهَيبتك فأحببته،وتقرب إليك فقربته،وسألك فأجبته اللهم اهدهم إلى ماتحبه ياغفار،اللهم افتح لهم أبواب رزقك الحلال من واسع فضلك، واكفهم بحلالك عن حرامك،وأغنهم بفضلك عمن سواك،اللهم عافيهم في أبدانهم واسماعهم وابصارهم.
«اللهم افتح عليهم فتوح العارفين، وارزقهم الحكمة والعلم النافع، وزين أخلاقهم بالحلم، وأكرمهم بالتقوى، وجملهم بالعافية». «اللهم علمهم ما جهلوا، وذكرهم ما نسوا، وافتح عليهم من بركات السماء والارض، إنك سميعٌ مُجيبٌ».
اللهم ألِّفْ بينَ قُلوبِهم، واجعَلِ الخَيرَ بينهم، ولا تَحرِمْني بِرَّهُم، وأصلِحْ حالَهُم، وذاتَ بينهم، واهدِهِم لِسُبُلِ الرَّشاد، واحفظْهُم بِحفظِك؛ فأنتَ خيرُ الحافِظِين.