العرب القطرية:
2024-12-18@11:09:33 GMT
الحرب قلبت حياة سكان غزة 180 درجة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
حولت الحرب الدائرة في قطاع غزة بين قوات الاحتلال وحركة حماس حياة سكانه إلى صراع دائم للبحث عن أبسط مقومات الحياة من طعام ومياه وحتى الحمام.
ونزح نحو 1,9 مليون شخص في قطاع غزة منذ بدء الحرب أي 85 % من السكان.
فيما تروي ثلاث نساء في قطاع غزة لوكالة فرانس برس كيف فرضت الحرب عليهن واقعا جديدا.
ومكثت الطبيبة نور الوحيدي 38 يوما في مستشفى الشفاء في مدينة غزة بعد بداية الحرب، لتضطر للنزوح بعدها إلى رفح في جنوب القطاع.
وتعمل حاليا في قسم الاستقبال والطوارئ في المستشفى الكويتي في مدينة رفح.
تروي نور كيف عملت لمدة 38 يوما متواصلا، وتقول لوكالة فرانس برس «لم أذهب للبيت إطلاقا، تمت محاصرة المستشفى فنزحت في اليوم الـ 38 (..) منذ أكثر من شهر».
تؤكد نور وجود «اختلاف شاسع بين حياتي السابقة في بيتي حيث جميع مقومات الحياة متوافرة، وبين وجودي في مكان غريب بدون مواد غذائية أو مياه، أي مقومات الوضع كارثي، إنسانيا واقتصاديا ومعيشيا وصحيا».
وتقول إنها تقيم في رفح الآن مع «أكثر من عشرين شخصا في شقة صغيرة جدا، المكان لا يتسع للجميع. بقيت عائلتي من جهة والدتي في مدرسة تابعة للأونروا، أما باقي عائلتي، جدتي وعمي وعمتي فما زالوا في غزة للأسف والاتصال بهم منقطع، مستودعينهم الله».
وتضيف «كل يوم، أشاهد قصص معاناة لم أكن يوما اتخيل مشاهدتها. وسائل الراحة ليست متوافرة، لا يمكنني أن ارتاح وأنام بعد الدوام، عدد الموجودين في البيت كبير».
لكنها توضح «نحن أفضل من غيرنا» مشيرة إلى أنها بعد تركها العمل «أعود للبيت (..) أطبخ معهم على النار وأقوم بإشعال النار، أقوم بالغسيل على يدي حين تتوافر المياه».
وتلاحظ «أصبحنا نفكر في إمدادات الطعام والشراب والمياه وشحن الهواتف النقالة وغيرها. أشياء لم نفكر بها يوما. نفكر كيف نحيا».
وتشير نور إلى أنها «عملت خلال العامين الماضيين اثناء تصعيدات عسكرية لكن هذه الحرب مختلفة في كل شيء» موضحة «المدة طويلة وعدد الشهداء ونوع الإصابات لم يمر من قبل بسبب شدتها والنزوح».
وتروي أنها كانت خلال نزوحها «كنت أسير في الشوارع وأنا في حالة صدمة. لم أتخيل حجم هذه الحرب» مشيرة إلى أن الحرب «خلقت من كل شخص فينا شخصا مختلفا تماما. لا نستحق هذه الحياة، لا أحد يجب أن يعيش هذه الحياة».
وبعد الحرب، تؤكد نور أن «الجميع يفكر بالسفر لأن البلد لم يتبق فيها شيء. لا بشر ولا حجر ولا شجر».
تؤكد سندس البايض وهي الأم لثلاثة أطفال أن حياتها «انقلبت 180 درجة» منذ بدء الحرب .
وتعيش سندس الآن في خيمة صغيرة أمام المستشفى الكويتي في مدينة رفح، تتذكر حياتها السابقة قائلة «حياتنا قبل الحرب كانت مستقرة وسعيدة. كان يوجد كل شيء في منزلي. كنت أقيم في شقة في مبنى يعود لعائلة زوجي. وأطفالي يذهبون للمدارس» موضحة أنها تشتاق لروتينها اليومي.
وتتابع «روتين حياتي اليومي إيقاظ أطفالي صباحا للمدرسة وتجهيزهم وتحضير الطعام قبل النوم مرة اخرى ثم شرب القهوة مع زوجي (..) حياة بسيطة ومستقرة ليتها تعود».
أما اليوم فتشير السيدة المتزوجة من صحفي إلى أن نزوحها مع أطفالها تم على مراحل، بينما بقي زوجها في غزة في البداية. وتوضح أنها مكثت في دير البلح لأكثر من أسبوعين لكن «اصحاب المنزل خافوا من وجودي لأن زوجي صحفي وهم يعتقدون أن الصحفيين مستهدفون، بكيت بشدة لم أعرف ماذا سأفعل» وطلبوا منها المغادرة.
وبعدها توجهت إلى خان يونس ثم فرت مرة أخرى إلى رفح.
وتوضح «الاستحمام صعب جدا وبماء بارد. أغسل في وعاء بلاستيكي» مشيرة إلى أنه «لا يوجد خبز. ونحضر وجبات غذائية لكن الأطفال يرفضون أكلها. الأكل سيئ جدا وملوث. ونعتمد على الخضار وبعض المعلبات» ما تسبب لهم بأعراض معوية حادة.
وتضيف «هذه الحرب أرهقتنا نفسيا بشدة. أطفالي سلوكهم تغير وأصبحنا جميعا بمزاج حاد. جميعنا بحاجة لعلاج نفسي بعد الحرب».
وتؤكد سندس أنها اتفقت مع زوجها على البقاء «نحن متعلقون بعائلاتنا. الغربة صعبة وفراق الأهل والذكريات صعب».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة حركة حماس الحرب على غزة الاحتلال الإسرائيلي إلى أن
إقرأ أيضاً: