إدارة أو مدير ميناء إيلات الصهيوني يقول في تصريح له، أنه ومنذ سار الحوثيون في قرار إغلاق باب المندب انخفض نشاط الميناء بنسبة 95٪..
لقد تَعمّدتُ نقل التصريح بالنص بما فيها المفردة الرائجة، لأن محتوى التصريح أهم من الحاجية للتعامل مع مفردة لا تأثير لها ولا ضرر ..
يكفي أن مثل هذا التصريح يغني عن التعاطي مع هذا العمل والفعل اليمني، تقولات وتخرسات سامجة عرفت عن المنحرفين في الاصطفاف مع الشر وضد الحقيقة والحق كمرتزقة وأذيال وأذناب وفي أي مسار، فهؤلاء الذين لا قيم لهم ولا لهم قيمة لم يعودوا غير بوصلة لقياس العمالة والارتهان فحسب.
بدون أي مجاملة أو تجميل لا تغير شيئاً يذكر في حقائق واستحقاقات الواقع، فتوصيف صراع داخلي ظل ممكناً أو مقبولاً بعد تطورات ٢٠١١م، حتى شن العدوان على اليمن عام ٢٠١٥ م، أما بعد شن هذا العدوان فموقف الشعب بات أبو وأم كل الحقائق ضد العدوان..
وهب إلى موقف المساندة والإسناد للشعب الفلسطيني من وضع اليمن في قدراتها وموقعها الجغرافي، فإن أي مرض أو مرضى وفي أي تشكيك لم يعودوا بهذا يجسدون انحدارهم أو اندحارهم بل يمارسون الانتحار شعبياً ووطنياً بامتدادهم ومن يمدهم عربياً..
في ظاهرة استثنائية بارزة منذ شن العدوان على اليمن فإمكانيات وقدرات اليمن مادياً وإعلامياً لا تشكل نسبة تذكر مقارنة باصطفاف الأعداء والعدوان، والموقف والاصطفاف الشعبي هو الذي واجه العدوان بكل قدراته العسكرية والسياسية والإعلامية..
في ظل هذا الموقف والزخم الشعبي في اجتماع فوق الاستثناء ” النشاز “، وبالتالي فأي محاولة للتشكيك هو موقف ضد الشعب اليمني وضد إرادته وأي محاولة لالتفاف مخادع، فذلك غث وعبث لحثالة من يائسين ومحيطين لا يستحق مجرد الالتفات له وإن اضطررنا فبالتلميح وإسقاط الحجة وليس للتوضيح، كون ” توضيح الواضح عبث كذلك”، ودائماً لا معنى لاستهداف أي واقع إلا من خلال وقائع بديلة..
الذين لا يريدون مواجهة هذه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وفق الخيار الوطني اليمني، فما هو بديلهم للتعامل مع هذه الحالة والموقف؟!..
ماذا قدمت القمة العربية الإسلامية غير الانبطاح الذي لا يقدم شيئاً، فإذاً الإذعان والانبطاح هو خيار هؤلاء أو بديلهم، فاتركوا لأي خيار تجريب بديله المقدام والمتقدم..
إذاً محور المقاومة لم يعد يرتكز في التعاطي الخنوع والخضوع المذل والمخزي لأمريكا وإسرائيل، فمن المضحك المبكي محاولة التهجيم والتشكيك على موقف وطني وعروبي وإسلامي وإيماني لمحور المقاومة دفاعاً عن القدس وفلسطين والشعب الفلسطيني ودون حياء أو حمرة خجل..
دعوني أقول لو أن الاعتراض بالتشكيك وبأي آيديولوجية أو ” تباتيك “، هو على إعلام صنعاء فقد يكون ذلك مقبولاً لاستغفال واستغباء المتلقي، لكنه وعندما يعترف العدو الصهيوني ومن خلال إدارة ميناء إيلات بأن اليمن بخيارها وموقفها عطلت نشاط الميناء بنسبة 95٪، فكيف تريد أن أكذب اعترافا إسرائيلياً مؤكداً ومؤيداً عالمياً، وأصدق هراء واهتراء يقول غير ذلك بل ينفي ذلك ويتحدث عن فقدان أي تأثير للقوة الصاروخية اليمنية والطائرات المسيّرة..
لكم ترديد ” الأسطوانة ” إياها ربطاً بإيران والحرس الثوري وما شئتم وجادت به قريحتكم، ولكن فقط سلمّوا بما تعترف به إسرائيل، لا تكونوا بالصهينة أكثر منها صهيونية..
أمريكا تأتي بأساطيلها وبوارجها ومدمراتها وكل أفتك وأحدث أسلحتها لتبيد الشعب الفلسطيني الأعزل وأنتم في غياب ” معرادة ” وعربدة إسفاف وسفاهة لا تحسون ولا تخجلون..
إيران دولة إسلامية في محور المقاومة ونحن في اليمن نتعامل من هذا الأساس وعلى هذا الأساس، فهل تستطيعون إثبات استقلالية ليس فقط عن أمريكا والغرب بل حتى عن ” إسرائيل “، بمستوى حقيقة واستحقاق واستقلالية اليمن أمام إيران..
مع الأسف فقضية ميناء إيلات تثبت أنكم لا تملكون استقلالية حقيقية مع إسرائيل وكأنكم أصبحتم تقدمون لسيدكم الإسرائيلي لترضوه وتنالوا رضاه حتى بما لا يريده أن يطلبه منكم..
لم يعد يعنينا أي أثر أو تأثير لكم على الشعب اليمني أو في واقعه، ولكننا نشفق عليكم من استمراء واستمرار هذه المهانة والإهانة غير المعروفة أو المسبوقة في التاريخ البشري، فأي بشر أنتم وماذا بات بمقدوركم تفعيله في هذا السياق المهين.. ولماذا؟!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: مأساة الشعب الفلسطيني تحدث أمام مجتمع دولي يقف متفرجًا وعاجزًا
أكد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، اليوم الأحد، أن انعقاد النسخة الخامسة من الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بجامعة الدول العربية، تحت عنوان «حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور» يثبت أن الدولة المصرية مواكبةٌ لما يجري في الساحة من حراك اقتصادي واجتماعي، وأنَّها حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أهمية توفير حياة كريمة لجميع المصريين، واهتمام أجهزة الدولة بمقاومة ومكافحة الفقر وهو ما تبينه بوضوح الأجندة الوطنية للتنمية المستدامة، رؤيةِ مصر2030، التي تمثِّل إرادةً حقيقيَّةً نابعةً من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومن فكرٍ منظمٍ، ومن أملٍ في مستقبلٍ مختلفٍ.
وأشار خلال كلمته في المؤتمر الذي عقد بجامعة الدول العربية بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وعدد من الهيئات المعنية في مصر والمنطقة العربية، إلى أهميَّة هذا المؤتمر التي تكمن في محاولة إيجاد صيغٍ للتكامل بين: (التنميةِ المستدامة والاقتصادِ الإسلامي بهدف مقاومةِ الفقر) وتبعاته، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ لبلورة رؤية شاملة حول مقاومة الفقر، ورسم السياسات الحقيقيَّة لمواجهته. كما يمثل المؤتمر جرس إنذار إلى كل العقلاء في العالم كي يتكاتفوا ويكثفوا جهودَهم من أجل انتشال الفقراء من واقعهم المؤلم، حتى لا يصبحوا فريسة سهلة لجماعاتِ العنف والجريمة والإرهاب الذي يصيب الجميع بالألم.
وقال الضويني إن التنمية المستدامة ليست شعارا، بل هو واجب تفرضه الظروف المتغيرة، ولقد أصبحت هذه التنمية المستدامة هدفا ساميا لأي وطن يسعى نحو التقدم والريادة، وسبيلا للمحافظة على الهوية من أي اختراق أو استهداف. وفي ضوء ذلك واستجابةً لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعنى الأزهر الشريف بنشر ثقافة الاستدامة، والتأصيل لها، والتوعية بأهميتها، وترسيخ قيمها، وتحقيق أهدافها في المجتمع، وفي مقدمة هذا (مقاومة الفقر)، فعقد الأزهر العديد من المؤتمرات التي تتعلق بالتنمية المستدامة، ومواجهة أزمات الحياة، ومنها: مؤتمر «مواجهة الأزمات المعيشية وتداعياتها.. رؤية شرعية قانونية» بكلية أصول الدين بالمنصورة، ومؤتمر «التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر من منظور الفقه الإسلامي والقانون الوضعي» بكلية الشريعة والقانون بتَفهنا الأشراف.
وأشار وكيل الأزهر خلال كلمته إلى جهود الأزهر في هذا المسار، وقال إن الأزهر الشريف لم ينفصِل عبر تاريخه الطويل عن قضايا الواقع ومشكلات الأمة ومعضلات المجتمع؛ حيث أسهم برجاله وعلمائه وجميع منسوبيه وقطاعاته وأدواته المتعددة والمتنوعة، في تحقيق التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي؛ من أجل مقاومة الفقر بكافة صوره وأشكاله، وفي إطار هذه الجهود تم إنشاءُ (بيت الزكاة والصدقات المصري) الذي قام بتنفيذ العديد من البرامج التي تهدف إلى مد يد العون إلى الفقراء والمحتاجين والغارمين والمرضى، الذين يجدون صعوبة في تحمل نفقات الحياة وتحمل أعبائها.
ودعا وكيل الأزهر إلى تعزيز التكامل بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي من أجل القضاء على الفقر وآثاره، فهذا لم يعد ترفًا، بل ضرورة ملحة. وأن يسير هذا جنبًا إلى جنب مع التنمية في البناء القيمي والأخلاقي والروحي للإنسان، وصيانة حياته حاضرًا ومستقبلًا. وإن هذا التكامل بين التنمية المستدامة بمفهومها الإسلامي الأكثر شمولًا وعمقًا، والاقتصاد الإسلامي بأدواته المتعددة ينبغي أن يتجاوز الحلول المؤقتة المسكِّنة، إلى حلول دائمة تعزز العدالة الاجتماعية، وتدعم توزيع الثروات على نحو صحيح.
وأوضح وكيل الأزهر أن الاقتصاد الإسلامي يسعى إلى المحافظة على الحياة ومكوناتها ومواردها وإنسانها، بما فيه من أدوات متعددة تقوم على تبادل المنافع بين الغني والفقير، والتي يتربح منها الأغنياء ليزدادوا غنًى، وتساعد الفقراء في الارتقاء بحالهم، وتحسين معيشتهم، والحد من درجة الفقر لديهم، ومنها أنواع الزكاة والصدقات، ومنها الحرص على التوزيع العادل للثروة، ومنها تشجيع العمل والإنتاج، ومنها تطوير الموارد البشرية، ومنها دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومنها دفع الشركات والمؤسسات إلى مباشرة مسؤوليتها المجتمعية وغير ذلك من أدوات. فضلا عن أنواع العقود المستحدثة كشركات العِنان والمضاربة، وغيرها من أنواع الشركات التي أباحتها وأقرتها الشريعة الإسلامية، والتي تعمل على الحد من الفقر، وتحقق التنمية المستدامة للفرد والمجتمع.
وأردف وكيل الأزهر أن الفقر مشكلةٌ صعبة تعاني منها معظم المجتمعات، وللقضاء على هذه المشكلة وآثارها لا بُدَّ من الوقوف على أسبابها. فالفقر ظاهرة ذات جذور متشابكة، وإن ما يدور على الساحة العالميَّة اليوم، من حروب وقتل وتدمير من أبرز الأسباب السياسية والاجتماعية التي تصنع الفقر، وترهق به المجتمعات لفترات طويلة؛ لما ينتج عنها من تدهور اقتصادي وعمراني، يتبعه تراجعٌ وتَدَنٍّ في مستوى المعيشة، وفقدانٌ لمقومات الحياة الأساسية، ناهيك بما تتركه الحروب من خلل سياسي مقصود، وكلما اتسعت رقعة الفقر والجوع والتهميش ابتعد العالم عن الأمن والاستقرار.
وذكَّر وكيل الأزهر الحاضرين في المؤتمر والضمير العالمي بمأساة الشعب الفلسطيني الأَبي، وما يعانيه الأبرياء الذين يتخطفهم الجوع والخوف، ويتوزعون ما بين ألم التهجير والتشرد والجوع، وبين قسوة القتل والتنكيل والترويع، من كِيانٍ محتلٍ ظالمٍ لا يَرقب فيهم إلًا ولا ذمة، فيما يقف المجتمع الدُّولي متفرجًا وعاجزًا عن مساعدتهم ووقف معاناتهم. مشيرًا فضيلته إلى أن التكامل المنشود بين التنمية المستدامة والاقتصاد الإسلامي لمواجهة الفقر، يواجه تحدياتٍ كبيرة في التنفيذ والمتابعة، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًّا وإرادة سياسية قوية، وبناء منظومة شاملة تحقق الأهداف المرجوة من هذا التكامل.