الحكومة تحاصر العشوائيات.. الدولة تنفق رقما ضخما لتغيير وجه الحياة بكافة المحافظات
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
شهدت الدولة المصرية على مدار السنوات التسع الماضية طفرة ونهضة عمرانية متكاملة، في ظل إنشاء مدن ومجتمعات جديدة، وتطويرالمناطق العشوائية والبنية التحتية، ضمن خطط الدولة للتنمية العمرانية ومساعيها المستمرة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠، وكل ذلك يأتي في إطار توفير حياة كريمة تليق بالمواطن المصري.
وتسارعت خطى الدولة المصرية من أجل تحقيق نهضة وتنمية عمرانية متكاملة تعيد التوازن للخريطة الاجتماعية، وتتعامل بشكل جذري وحاسم مع ملف العشوائيات الشائك، وذلك من خلال بناء مناطق سكنية حضارية، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، وإعادة تنظيم وبناء المناطق غير المخططة، وتطوير البنية التحتية بها وتوفير مختلف المرافق والخدمات الأساسية على نحو مستدام، فضلاً عن توفير بيئة صحية وآمنة والاهتمام بجودة حياة المواطنين.
تطوير العشوائياتفي هذا الصدد، نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريراً شمل انفوجرافات تسلط الضوء على تجربة مصر الاستثنائية في القضاء على العشوائيات لضمان حق المواطن في حياة آمنة وكريمة بعد تسع سنوات من اقتحام الملف الشائك للعشوائيات وتنفيذ استراتيجيات التخطيط والبناء والرقابة.
وأبرز التقرير التغير الإيجابي لرؤية المؤسسات الدولية لجهود الدولة في القضاء على المناطق العشوائية، حيث أشار تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2021، إلى اهتمام القيادة المصرية بملف تطوير العشوائيات باعتباره أحد أهم أولوياتها، لافتاً إلى أنه تم افتتاح عدد من المشروعات وعلى رأسها "بشائر الخير والأسمرات" بما ساهم فى انخفاض عدد السكان فى المناطق غير الآمنة.
يأتي ذلك على عكس ما ذكره التقرير عام 2010، حيث أكد حينها أن المناطق العشوائية تفتقد لأدنى معايير التنظيم والأمن، مما أدى إلى انتشار الجريمة والمخدرات، كما أدى ارتفاع أعداد سكان العشوائيات في القاهرة إلى تدنى مستوى التعليم بشكل خاص.
وأكد برنامج الأغذية العالمي في عام 2023 أن هناك تكاملاً فى سياسات التنمية المستدامة فى مصر، وقد أثبتت مبادرة حياة كريمة النهج المصري المتكامل في التنمية، حيث تضمنت إعادة تأهيل البنية التحتية، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية والصحية لتحسين جودة الحياة فى القرى الأكثر فقراً بالمناطق الريفية المهمشة.
وكان البرنامج ذاته يرى عام 2011، أن المناطق العشوائية والمناطق الريفية البعيدة والمحرومة فى مصر تعاني من مشكلات عديدة، مثل تدهور الصحة العامة والمياه الملوثة وتدهور أنظمة الصرف الصحي وغياب المساواة في الرعاية الصحية ونقص القدرات اللازمة لتوفيرها.
وأشاد مكتب الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية عام 2020 بمشروع الأسمرات، مشيراً إلى أنه يعد بمثابة نموذج جديد لاستيعاب المواطنين ونقلهم من المناطق الخطرة، حيث تم تطوير الأسمرات عبر توفير المرافق الصحية والتعليمية والرياضية، ويتمتع المشروع بشوارع متسعة، ويوفر الخصوصية للسكان وهو ما ساهم بشكل كبير فى تحسين جودة حياة السكان.
وجاء تطوير العشوائيات على محورين، الأول المناطق الخطرة، والثانى المناطق غير المخططة,
أ - تطوير العشوائيات يقف البناء غير المخطط والتكدس السكاني خلف الكثير من المناطق العشوائية وغير الآمنة، وقد تدخلت الدولة لتوفير حياة كريمة لقاطني تلك المناطق وخاصة غير الآمنة منها، وذلك بتكلفة إجمالية بلغت أكثر من 67.8 مليار جنيه خلال الفترة (2023-2014) لتطوير 342 منطقة غير آمنة، وأكثر من 318 مليار جنيه إجمالي التكلفة التقديرية لتطوير 60 منطقة غير مخططة في الفترة (2014-2023).
وبلغ إجمالي الوحدات السكنية المنفذة حتى عام 2022 236.8 ألف وحدة سكنية، و9.3 آلاف وحدة جار تنفيذها، وذلك في الـ 342 منطقة غير آمنة التي انقسمت كما يلي: 268 منطقة بواقع 28 منطقة من الدرجة الأولى (المهددة للحياة) 190 منطقة من الدرجة الثانية، و29 منطقة من الدرجة الثالثة (المهددة للصحة) 21 منطقة من الدرجة الرابعة تفتقر إلى الحيازة المستقرة) ومن أهم المشروعات التي قامت بها الدولة في هذا الإطار ما يلي:
مشروع حدائق أكتوبر بمحافظة الجيزة، بإنشاء 2432 وحدة سكنية التطوير منطقتي "نزلة السمان" و"سن العجوز".
ومن أهم مشروعات تطوير المناطق العشوائية غير المخططة ما يلي:
وتم تنفيذ برنامج تطوير المناطق العشوائية القديمة، ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين البيئة المعيشية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق العشوائية القديمة، ويشمل البرنامج إعادة تخطيط المناطق وتطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية والتوعية بأهمية العيش في بيئة صحية وآمنة.
برامج تطوير المناطق العشوائيةوبرنامج "حكاية وطن" وهو يهدف هذا البرنامج إلى تحسين المناطق العشوائية وتوفير الإسكان الاجتماعي للفئات الأكثر احتياجًا، ويتضمن البرنامج إعادة تأهيل المناطق وبناء وحدات سكنية جديدة وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والكهرباء.
وبرنامج "أنا مصري"، ويعتبر هذا البرنامج جزءًا من جهود تحسين العشوائيات وتطوير المناطق الفقيرة في مصر، ويهدف البرنامج إلى توفير الإسكان الاجتماعي للأسر الفقيرة وتحسين ظروفهم المعيشية وتوفير فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية في المناطق العشوائية، وتتجاوب الحكومة المصرية بشكل مستمر مع مشكلة العشوائيات وتعمل على تنفيذ المزيد من المبادرات والبرامج للتصدي لهذه المشكلة الهامة، وتهدف هذه الجهود إلى تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة حياة المواطنين وتطوير المجتمعات تطوير العشوائيات في مصر في عهد السيسي يمثل تحديًا هامًا يتطلب جهودًا متواصلة ومتكاملة. من خلال المبادرات الحكومية وتعزيز التوعية وتنفيذ السياسات العمرانية الفعالة، يمكن تحقيق تطور ملموس في هذا المجال، ويجب أن يكون للتنمية المستدامة دور أساسي في هذه الجهود، حيث تهدف إلى تحسين جودة حياة السكان وتعزيز النمو الاقتصادي في المدن المصرية، من خلال التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف المعنية، يمكن تحقيق تحول حقيقي في المشهد العمراني وتحقيق مصر المستقبل التي يستحقها المواطنون.
من جانبه، قال الدكتور الحسين حسان، خبير التنمية المستدامة والتطوير الحضاري، إن مصر تعالج مراحل الغفلة لدور التخطيط الحضاري للحفاظ على القاهرة التاريخية، فكان هناك عدم اهتمام بالبعد الاقتصادي للمدينة التاريخية وللعاصمة، سواء من فعاليات ثقافية وفنية وغيرها، أما اليوم فيتم إحياء هذه المباني بإعادة التخطيط بما يتلاءم مع الطابع المعماري المميز، وفي نفس التوقيت حماية المباني التراثية، مشيرا أن ما يحدث من إعادة تأهيل المناطق العشوائية في القاهرة، لأن القاهرة كانت من أكثر المناطق العشوائية بشكل كبير، فما يحدث الآن هو إعادة تخطيط تدخل تحت معادلة تزويد كفاءة الخدمات وتوسيع الميادين ورفع الكفاءة الخاصة بالبنية التحتية وتغيير الشكل والمخططات القديمة التي كانت متواجدة عليها هذه المناطق.
وأضاف "حسان" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن المناطق العشوائية كانت تعاني من ستينات القرن الماضي من عدم التطوير وكانت تزداد العشوائية، لذلك مصر في هذا التوقيت تهتم بفكرة إعادة بناء القاهرة بشكل يليق بالجمهورية الجديدة، مع الحفاظ على الشكل الجمالي الذي كانت عليه من الأساس بشكل مطور على عكس العشوائية في ستينات القرن الماضي، مؤكدا أن تأهيل القاهرة هو تمهيد لأشياء كثيرة قادمة، فالقاهرة أنفقت معدلات ضخمة للتطوير، مثل نموذج الفسطاط وكيف تحول المكان العشوائي من سور مجرى العيون والمدابغ التي تم نقلها وتطويرها في هذا الإطار، فمصر تستكمل مخطط القاهرة الجديدة أو القاهرة الخديوية.
وأشار إلى أن الدولة أعادت تأهيل مبانٍ ومناطق وتحسين الأوضاع المعيشية للمنطقة، وجدت فكرة التصميم الحضري من هذه المناطق من خلال وضع مخططات والاهتمام بالخدمات العامة بشكل كبير، فالقادم بالنسبة للدولة هو دعم التطوير الحضاري بشكل مفتوح وإحياء تاريخي لثقافة وتراث المدن التاريخية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العشوائية المناطق العشوائية العشوائيات تطوير العشوائيات القاهرة تطوير المناطق العشوائية المناطق العشوائیة التنمیة المستدامة الخدمات الأساسیة تطویر العشوائیات بمحافظة القاهرة تطویر المناطق جنیه مشروع ملیون جنیه تحسین جودة وحدة سکنیة جودة حیاة من خلال فی هذا
إقرأ أيضاً:
هيئة الدواء: ضبط 46 مكانًا غير مرخص ومخالفات دوائية بقيمة 57 مليون جنيه خلال شهرين
قامت هيئة الدواء المصرية، خلال شهرى يناير وفبراير الماضيين، بتكثيف جهودها بحملات تفتيشية موسعة على المنشآت الصيدلية العامة والخاصة، والأماكن غير المرخصة، وذلك بالتنسيق مع الجهات الرقابية والأمنية المختلفة.
شمل المرور ما يزيد على 30 ألف مؤسسة صيدلية من "الصيدليات العامة والخاصة بالمستشفيات، ومخازن الأدوية وشركات التوزيع ومصانع الأدوية"، وتنفيذ حملات تفتيشية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بعدد يزيد عن 450 حملة مشتركة، حيث تم ضبط ما يزيد عن 3 آلاف مخالفة تنوعت ما بين ضبط أدوية مجهولة المصدر وغير مسجلة بهيئة الدواء المصرية، ومستلزمات طبية مجهولة المصدر، وذلك قبل تداولها بالأسواق، وأدوية مخدرة وأدوية مؤثرة على الحالة النفسية، وعدم تواجد المدير الصيدلي المسئول أو من ينوب عنه، ومزاولة مهنة الصيدلة بدون ترخيص، وأماكن غير مرخصة تفتقد الاشتراطات الصحية اللازمة للحفاظ على المستحضرات الطبية.
كما تمكن مفتشو هيئة الدواء بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية من ضبط 46 مكان غير مرخص، حيث تم ضبط مكاناً غير مرخص بمحافظة القاهرة لتعبئة وتغليف وتخزين المستلزمات الطبية والأدوية والمطهرات ، وآخر غير مرخص بمحافظة الغربية لتصنيع الأدوية البيطرية له مخزن تابع غير مرخص لتخزين المنتج النهائي، وضبط مكاناً غير مرخص بمحافظة الدقهلية لتخزين الأدوية الإستراتيجية والمدرجة على قوائم نواقص الأدوية وحجبها عن التداول بالأسواق بداخله كميات كبيرة من عبوات من أدوية المضاد الحيوي والإنسولين والفوارات ومسكنات الآلام، بالإضافة إلى ضبط عدد من المخازن غير مرخصة لتخزين نواقص الأدوية بمحافظات الإسكندرية والإسماعيلية والمنوفية والسويس والشرقية، وضبط مخزن غير مرخص بمحافظة الغربية لتخزين الأدوية مجهولة المصدر، وآخر لتخزين المواد الخام والأدوية والمكملات الغذائية.
كما تم التنسيق مع إدارات العلاج الحر بمديريات الشئون الصحية بمحافظات القاهرة والجيزة والقليوبية والأسكندرية وكفر الشيخ والغربية للمرور على العيادات والمستشفيات الخاصة، وتم ضبط عدداً من الأدوية مجهولة المصدر والغير مسجلة بهيئة الدواء المصرية، ومستلزمات طبية مجهولة المصدر، وأدوية مخدرة وأدوية مؤثرة على الحالة النفسية، ومزاولة مهنة الصيدلة بدون ترخيص، وأماكن تخزين غير مرخصة، وضبط بمحافظتي سوهاج والفيوم عدد 4 صيدليات غير مرخصة، بالإضافة إلى ضبط عدد من الباعة الجائلين بمحافظة القاهرة بحوزتهم كمية من الأدوية منتهية الصلاحية، وضبط سيارتين واحدة بمحافظة الدقهلية والأخرى بمحافظة الأقصر محملة بكميات من الأدوية إلى أماكن غير معروفة لحجبها عن التداول بالأسواق، وتنفيذ حملة على محال المستلزمات الطبية المخالفة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بمحافظتي الجيزة والقاهرة، وبلغت القيمة التقديرية للمضبوطات بأكثر من 57 مليون جنيه مصري.
وجود مخالفات بخصوص تداول الأدويةوتهيب هيئة الدواء المصرية بكافة الصيادلة والمواطنين التواصل معها عبر سبل التواصل المختلفة، في حال وجود مخالفات بخصوص تداول الأدوية، من خلال الخط الساخن ١٥٣٠١ أو موقع الهيئة الرسمي.
يأتي ذلك في إطار جهود هيئة الدواء المصرية الخاصة بضبط سوق الدواء ، والحفاظ على جودة وفاعلية وأمان المستحضرات الدوائية، والمستلزمات الطبية المتداولة بالمؤسسات الصيدلية، كذلك متابعة أماكن التخزين والتداول ومداهمة الأماكن غير المرخصة.