شفاعــةُ غَــزَّة اعتذار للرسول الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم- عن كبوةٍ تداركناها.. عباس علي الديلمي
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
عباس علي الديلمي
نحنُ نَدْرِي بأيِ عينٍ تَرَانَا
مُذْ غَفَوْنَا وطَالَ ليلٌ طَوَانَا
وتَمَادَى أرَاذِلُ النَّاسِ فَاقْتَا
دُوا إلينا مُهَرِّجاً وجَبَانا
إنْ رَفَعْنَا يداً، لبيعةِ والٍ
أو تلونا للانقلابِ بيانَا
نحنُ في الحالَتَيْنِ أتْبَاعُ غِرٍّ
وغُثاءٍ تقلَّدوا تِيْجَانَا
إنْ تَدَاعُو لِمَحْفَلِ الزيفِ والتنــديد
والشجبِ خِلْتَهُمْ قُطْعَانَا
وإذا ما خَلَا بِعِجلِ يُهُودَا
خَدَماً أصبحوا وباتوا قِيَانَا
فَتَولّوا رُعَاةَ أَبْقَارِ صَهيو
نٍ أذِلاَّءَ يَنْشُدُونَ أَمَانَا
* * *
خَاتَمَ الأنبياءِ إنْ نحنُ حِدْنَا
عن طريقٍ لخيرِ دَاعٍ دَعَانَا
وجَبْنَّا أَمَامَ جلادِ باغٍ
سَخِرَتْ مِنْ فِعَالِهِ قِبْلتَانَا
وفُجِعْنَا بِنكبةٍ وبِأقْصَى
لبقايا الشتاتِ، غُدَّ كِيَانَا
نحنُ ندري بما جنَيْنَاهُ قِدْماً
وحَديثاً وكيف تَاهَتْ خُطَانَا
فأتيناكَ نادِمينَ وقُلْنَــــــاها
جِهاراً، أضَلَّنَا أَشْقَانَا
فاعفُ عمَّنْ شنِيْعَهُمْ عزةُ البأسِ
ويدعُو لنَصْرِهِمْ (أَقْصَانَا)
خاتمَ الرُّسْلِ ما أَتِيْنَاكِ نَشْكُو
ضَعْفَ مُسْتَسْلمٍ يَعُضُّ بَنَانَا
بَلْ خَرَجْنَا أَعِزَّةً وشَرُفْنَا
أَنَّنَا حيثُ ينبغي أن تَرَانَا
نَقْهرُ القهرَ، نُرْعِبُ الرُّعْبَ نَكْسُوا
الموتَ موتاً بَوَاسِلاً شُجْعَانَا
نَتَولَّى جزاءَ قَاتِلِ طِفْلٍ
ومُسِنٍّ، وهَادِماً بُنْيَانَا
نُشْهِدُ الأرْضَ، والسَّمَاواتِ أَنَّا
مَنْ أبَيْنَا، مَذَلَّةً وَهَوَانَا
فتنادى من نَاصَرُوا اللهَ صَوْتاً
لحقوقٍ، فَزَادَهُمْ إِيْمَانَا
وتَعَالَتْ بِسَاحِ غَزَّةَ تكبيرةُ
من صَالَ ذَائِداً عن حِمَانَا
وبَلَغْنَا مكارماً، وعُلُوَّاً
رَفَعَتْ صَرْحَهُ الشِموخَ يدَانَا
وجَعَلْنَا الرِّيَاحَ بالفُلْكِ تجري
حيثُ شِئْنَا، وحَدَّدَتهُ رُؤانَا
وأَزحْنَا القِنَاعَ عنْ كُلِّ زَيْفٍ
صَارَ بَعْدَ انْكِشَافِهِ هَذَيِانَا
* * *
بَعْدَ خمسٍ من السِنينِ وسبعينَ
جَلَونَا غشاوةً ودُخَانَا
وفَضَحْنَا عمالةً باسمِ دِيْنِ الله
تُذْكي بِخِسَّةٍ شَنآنَا
ومَسَحْنَا على قُلوبٍ طَوَوْهَا
بأبَاطِيْلِ زَيْفِهم أَزْمَانَا
وكَشْفَنَا عنِ الحقيقةِ سِتْراً
فَبَدَا ضَوؤهَا جهاراً عَيَانَا
وَتَلاَشى سرابُ بِيْدٍ عليها
زَرَعُوا الزَّيْفَ، علَّلوا ضمآنا
من على غَزَّةَ الفِدَاءِ خَلَعْنَا
هَجْعَةَ الموتِ نَنْفُضُ الأَكْفَانَا
وبُعِثْنَا لنستعِيْدَ حُقوقاً
وسمونا بَسَالةً ومَكَانَا
غَزَّةُ، حَدُ سَيْفِنَا، وهَي من
أنْبَتَ في هَامِ كلِّ رُمْحٍ سِنَانَا
فتهاوى من قبل عَنْهُ جيشٌ
قاهِرٌ، وارْتَمَى ذَلِيلاً مُهَانَا
* * *
يا فلسطينُ، هاكِ وعْداً وَعَهْداً
قَرِّ عَيْنَاً، فما عَنَاكِ عَنَانَا
إنَّهُ محورُ الثبَّاتِ يُلبِّيكِ،
فأجْرَىَ طَوفَهُ بُرْكَانَا
ورمينا الجِمَارَ، تَلْعَنُ شيْطَاناً
وتَصْلِي مُنَافِقاً خَوَّانَا
محورٌ، عاهدَ القداسةَ والقُد
سَ على النَّصْرِ رافِعاً قُرْآنَا
وبِأزْكَى النفوسِ منَّا أَقْمَنَا
بين حقٍ وباطلٍ فُرْقَانَا
وعلى صخْرَةِ الصمودِ نَقَشْنَا:
هي أرضى، مقابرٌ لعِدَانَا
إنَّهُ النَّصْرُ، أو شَهادةُ حُرٍ
فازَ في سَبْقِهِ إلى مُبْتَغَانَا
فغدا أكرمَ الجميعِ، ومَنْ ذَا
كعظيمٍ يُجَاوِرُ الرَّحْمَانَا
* * *
بَارَكَ اللهُ من أعالِيْهِ شاماً
وتولَّى بالمكرماتِ يمانَا
وعلى مَبدإٍ وتحت لُوَاءٍ
ضَمَّ عدْنَانُ، صُنْوَهُ قَحْطَانَا
واتَحْدنَا جَبَابرَا، وأُوْلُو بأسٍ
فكَانَتْ مَكَارِماً لا تُدَانَا
وتعالت بشائِرٌ لِصُمُوْدٍ
لم يَنَلْهُ في المَشْرِقَيْنِ سِوَانَا
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
حكم زراعة العدسات الملونة عن طريق العمليات الجراحية
قالت دار الإفتاء المصرية إن القيام بإجراء عملية جراحية لزرع العدسات الملونة للتداوي أو تصحيح النظر، أمرٌ جائزٌ ولا حرج فيه شرعًا، بشرط ألَّا يكون بغرض التدليس والخداع، وألَّا يكون هناك ضرر على من تُجرى له هذه العملية سواء في الحال أو في المستقبل.
وأكدت الإفتاء أن الشرع الشريف قد طلب الأخذ بالعلاج والتداوي وندبه وحثَّ عليه، وورد هذا المعنى في أحاديث كثيرة؛ منها: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين سئل عن التداوي قال: «تَداوَوا؛ فإنَّ اللهَ عز وجل لم يَضَع داءً إلا وَضَعَ له دَواءً، غيرَ داءٍ واحِدٍ: الهَرَمُ» و"الهَرَمُ": الكِبَر. رواه أبو داود والترمذي من حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه.
وقد ورد الحث على التداوي في الحديث مطلقًا غير مُقَيَّدٍ بقَيد، والقاعدة أن: "المطلق يجري على إطلاقه حتى يَرِد ما يقيده".
ضوابط الزينة التي أباحها الله للمرأةوأوضحت الإفتاء أن اللهُ تعالى أباح للإنسان الزينةَ بضوابطها الشرعية؛ فقال تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 32].
كما أباح للمرأة الزينةَ الظاهرةَ أمام غير المحارم؛ فقال تعالى: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾ [النور: 31]، والزينة الظاهرة: هي ما تتزين به المرأة في وجهها وكفيها؛ كما نص على ذلك العلماء وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جُبير وعطاء وقَتادة. ينظر: "جامع البيان" للطبري (19/ 157، ط. مؤسسة الرسالة).
وأضافت قائلة: وهو ما يدل عليه الحديث الذي رواه أبو داود في "سننه" عن أم المؤمنين عَائِشَةَ رضى الله عنها: أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ رضي الله عنهما دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَقَالَ: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا»، وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ.
وتابعت: وما ذاك إلا مراعاةً لفطرتها وما جُبِلَت عليه من حُب الزينة؛ حيث وصفها سبحانه وتعالى بالتنشئة في الْحِلْيَةِ في قوله: ﴿أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ﴾ [الزخرف: 18]، فالزينة بالنسبة لها تُعَدّ من الحَاجِيَّات والتي بفواتها تقع المرأة في المشقة والحرج.
وأكدت الإفتاء أن الإسلام عندما أباح للمرأة الزينة لتحصيل الجمال أو استكماله لم يطلق لها العنان في ذلك حال ظهورها بها أمام غير المحارم، وإنما وضع لها أسسًا وضوابط؛ منها:
أولًا: ألَّا يكون بها ضرر على المرأة؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ»، رواه ابن ماجه.
ثانيًا: ألَّا تكون بغرض التدليس والتغرير بمن يخطبها؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»، رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ثالثًا: ألَّا تتزين المرأة بشيء مما يختص به الرجال فتتشبه بهم؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم الْمُتَشَبِّهَاتِ بِالرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهِينَ بِالنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ"، رواه الترمذي.
رابعًا: ألَّا تتزين بما نهى عنه الشارع نهيًا صريحًا مطلقًا؛ كالوشم ونحوه مما فيه تغيير خلق الله.