المحكمة العليا في السنغال تؤيد حكما بالسجن على عمدة داكار
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
أيدت المحكمة العليا في السنغال، حكما بالسجن صدر بحق عمدة دكار الذي أدين بقتل رجل خلال موجة من العنف السياسي في عام 2011.
ومع ذلك ، لن يتم سجن بارتيليمي دياس ، وهو معارض شرس للرئيس ماكي سال ، لأن عقوبته كانت مشمولة بالاحتجاز السابق للمحاكمة الذي قضاه.
الحكم الذي تم تأييده هو السجن لمدة ستة أشهر والسجن لمدة 18 شهرا مع وقف التنفيذ.
وقال محاميه، سيري كليدور لي، إن الحكم لن يكلف المعارض منصبه كعمدة للعاصمة، لكنه قد يهدد مقعده في الجمعية الوطنية.
أعلن رئيس المحكمة عبد الرحمن ضيوف، المحكمة ترفض الاستئناف الذي قدمه بارتيليمي توي دياس، عمدة داكار.
لم يكن مطلوبا من دياس حضور قراءة الحكم. ويتعين على دياس أيضا دفع 25 مليون فرنك أفريقي (حوالي 38 ألف يورو) لورثة ندياغا ضيوف.
وقد قتل بالرصاص في 22 ديسمبر/كانون الأول 2011 خلال هجوم على دار البلدية في ميرموز ساكري كور، إحدى بلديات العاصمة، على أيدي مؤيدين مزعومين للحزب الحاكم تحت رئاسة عبد الله واد آنذاك.
كان دياس عمدة تلك المنطقة من المدينة في ذلك الوقت.
ويتهم من هم في السلطة بإحياء هذه القضية لعرقلة محاولة الانتخابات الرئاسية لعام 2024 لرئيس بلدية داكار السابق وحليفه المقرب خليفة سال.
ولم ترد وزارة العدل على طلبات وكالة فرانس برس للحصول على معلومات حول عواقب حكم المحكمة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية لعام 2024
إقرأ أيضاً:
العراق الذي أصبح بين كمّاشتين
آخر تحديث: 3 دجنبر 2024 - 9:06 صبقلم: سمير داود حنوش المنظومة السياسية في العراق تعيش حالة من الاسترخاء واللامبالاة، يدفعها شعور ببقائها الأبدي، غير مُبالية بالتحولات الكبرى التي بدأت تُعيد رسم الخارطة السياسية، وكأنها خارج اللعبة. ذلك الغرور السياسي يُبنى على وهم زائف وعدم الاعتراف بأن عنصر المفاجأة جزء من طبيعة العمل السياسي.بات في حُكم المؤكد أن المنطقة برمتها على موعد مع أربع سنوات حافلة بالمتغيرات، بدأت بعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، وتستمر مع جلوس دونالد ترامب في البيت الأبيض. ويسود الاعتقاد في الأوساط السياسية أن الملف الأهم لترامب سيكون عراقيا، بعد أن أدرك الجمهوريون الخطأ الذي وقع فيه الديمقراطيون حين سلّموا العراق على طبق من ذهب لإيران. لذلك، وكما يقولون، إن الكتاب يُقرأ من عنوانه، فقد اختار ترامب تشكيلة وزارية من شخصيات تُعرف بدعمها المطلق لإسرائيل وعدائها المُعلن لإيران. أول الغيث للعراقيين هو مغادرة السفيرة الأميركية في بغداد إلينا رومانوسكي لتحل محلها تريسي آن جاكوبسون، التي تعهدت أمام الكونغرس الأميركي بمحاربة إيران وقطع أذرعها في العراق بمواجهة علنية ومباشرة، في تحول جذري يمثل تغييرا في سياسة البيت الأبيض، عكس السياسة الناعمة التي كانت تنتهجها رومانوسكي. أوضح تقرير نشره معهد “منتدى الشرق الأوسط الأميركي” بعنوان “إذا غادر ترامب العراق، فسيكون ذلك هدية لإيران والصين”، أن أمام الولاية الثانية لترامب فرصة إعادة تعديل السياسة التي انتهجها جو بايدن، والتي من بينها محاولة استرضاء إيران، لتحل محلها سياسة الضغط الأقصى التي تجمع بين السياسة والاقتصاد. صورة الواقع السياسي العراقي تشبه سفينة تُبحر في بحر متلاطم الأمواج وعلى ظهرها أكثر من ربّان يريد القيادة، محصلتها غرق هذه السفينة بعد أن ضاعت بوصلتها.في الوقت الذي يسعى فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تجنيب العراق ويلات الحرب ويبعده عن الصراع الإقليمي، بعد أن اكتسب تأييدا عربيا من خلال الجامعة العربية، يحاول تجديد ذلك التأييد من خلال الاتحاد الأوروبي وكسب تأييد دولي لمنع قصف الأراضي العراقية من خلال زيارته إسبانيا. لكن بالمقابل، تصاعدت أصوات من الفصائل العراقية، من بينها حركة النجباء، تحذر الحكومة من التواطؤ مع العدو الإسرائيلي! وتؤكد أنها ستضحي بالنظام السياسي في العراق إذا تم تخييرها. كل الاحتمالات تؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة ستنضم إلى حليفتها إسرائيل في ضرب العراق، وقد يكون موعد الضربة قريبا من تاريخ تنصيب ترامب في البيت الأبيض، خصوصا مع الدلائل والوقائع التي أثبتت أن العراق يمتلك صواريخ تصل إلى مديات تتجاوز 150 كلم، متحديا الشروط والالتزام الدولي الذي ألزمه بوجوب ألاّ يمتلك صواريخ تبعد أكثر من ذلك المدى، تعتبرها الولايات المتحدة مخالفة للقانون الدولي قد تعيده إلى البند السابع. الضربة الإسرائيلية القريبة للعراق بدأت تُحشّد لها الفصائل من خلال التحشيد والتسليح، وإخلاء المواقع المهمة، واختفاء قادتها.يبدو أن سيناريو فصل الساحات وتشتيتها قد تم إقراره إسرائيليا بعد أن أوصلت الفصائل رسالتها باستمرار قصف الأهداف الإسرائيلية رغم إعلان الهدنة في لبنان، حيث منعت السفارة الأميركية في بغداد من إرسال المساعدات جوا إلى لبنان دون المرور بنقطة تفتيش مقامة في الأردن، على اعتبار أن تلك المساعدات قد تتضمن مواد ممنوعة تصل إلى حزب الله اللبناني من العراق، حسب صحيفة “ذا كرايدل الأميركية”.العراق الذي أصبح بين كماشة الفصائل المسلحة التي بدأت تُجهّز حشودها للمواجهة العسكرية، من خلال التدريب واستقبال شحنات المسيّرات والصواريخ التي تأتي من إيران، وبين الضغط الأميركي الذي بدأت عقوباته الاقتصادية وحتى العسكرية تلوح في الأفق، إضافة إلى ما يترتب عليه من تغييرات في النظام السياسي قد ترسم لهذا البلد بدايات أو نهايات لا يمكن التنبؤ بها.