صحيفة البلاد:
2024-11-23@10:52:01 GMT

الذكاء الإصطناعي وغزو الترجمة

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

الذكاء الإصطناعي وغزو الترجمة

هل يحل الذكاء الإصطناعي محل ثاني أقدم مهنة في العالم؟
سؤال جوهري ضمن مقال من الجمعية الامريكية للترجمة بعنوان :”الترجمة الآلية مقابل الترجمة البشرية ..هل يحل الذكاء الإصطناعي محل ثاني أقدم مهنة في العالم؟”،كان قد أرسله لي مشكوراً أحد الأصدقاء.

الحقيقة إن الحديث عن مزاحمة الذكاء الإصطناعي
للموظفين والعاملين على وظائفهم وأعمالهم، زاد بصورة لافتة في الآونة الأخيرة ،حيث يعمل الذكاء الإصطناعي في مجالات عديدة من بينها الترجمة ،في وقت أصبحت فيه خدمات الترجمة ، أكثر أهمية من أي وقت مضى ،وسط عالم يزخر بالعديد من اللغات الحية ،حيث يلجأ الكثيرون منا -أحياناً – إلى برامج الترجمة لمعرفة فحوى محتوى تحريري بلغة لايجيدها كاليابانية مثلاً أو الصينية ، ليطرح السؤال نفسه هنا بصيغة أخرى :

هل الذكاء الإصطناعي ،ينافس الإنسان في سوق العمل ؟ ومع التطور السريع للذكاء الإصطناعي ، هل سيجد المترجمون المحترفون أنفسهم في مهبّ الريح؟

في هذا الصدد ، خصّص مجلس الأمن جلسة لبحث
تداعيات الذكاء الإصطناعي، أكد من خلالها أنه سيكون له تأثيرعلى جميع مناحي الحياة.


مضمون المقال معروف من عنوانه، فقد أصبح الإعتماد على برامج الترجمة بما فيها “Google Translation ” ،أمراً ضروريا للكثيرين، رغم
ركاكة اللغة التي تنتجها في كثير من الأحيان،فهي وبحسب علمي تنقل المعنى،ولكن بكثير من الأخطاء والجمل غير المترابطة وغير المفهومة.

وقبل الخوض في محتوى المقال، أذكر أن أحد أصدقائي، أُضطر إلى إغلاق مكتبه للترجمة بسبب برامج الترجمة المنتشرة التي أضرت بأعماله، فكثير ما كان يقول أن بعض العملاء الذين لا يعجبهم تكلفة ترجمة النصوص،يتساءلون :مافائدة وجود مكاتب الترجمة ،في ظل وجود برامج تقوم بذلك وبالمجان؟

خَلُصت المقالة إلى أن برامج ومواقع ترجمة الذكاء الإصطناعي جيّدة، ولكنها لن تحل محل الترجمة البشرية، ويُعزى ذلك لعدة أسباب ،من أهمها أن هذه البرامج تفتقر إلى قدرات البشر الإبداعية ، فالمترجمون المحترفون، ينقلون المعني بعد فهمهم له بشكل جيّد إلى نصّ إبداعي باللغة المترجم إليها، ولا يلتزمون بالترجمة نصّاً كما هو الحال في برامج الترجمة ، وهذا النقل الإبداعي هو الفيصل والحكم في جودة النصّ المُترَّجَم.

كما أن لدى المترجمين المحترفين ،القدرة على تجاوز المعنى الحرفي للكلمات، وموهبة الترجمة الفورية ،وفهم الفروق الدقيقة في اللغة ، والتي لا تستطيع برامج الترجمة إستيعابها، وأن بإمكان هؤلاء المترجمين إلتقاط التعابير واللهجة والعامية التي قد لا تكون موجودة في النصّ، ممّا يسمح لهم بنقل المعنى المقصود بشكل أكثر دقّة. على العكس من برامج الترجمة التي تعتمد على خوارزميات مبرّمجة للترجمة كلمة بكلمة، ممّا يصعب معه ، نقل المعنى المقصودة بدقّة.
وعلينا أيضا، أن نشير إلى أهمية البعد الثقافي للنصوص المُتَرجمة والتي يراعيها المترجمون البشر أكثر من البرامج الآلية. فعندما تُترجم نصوص أو كتب من ثقافة مختلفة، يراعي المُترجم بعض النصوص التي قد تكون من المحرّمات في اللغة المُتَرجَم إليها .

ويفكّ هذا الإشتباك المترجم البشري المحترف الذي يعالج النصّ بأسلوب إحترافي ، وينقل المعنى بأسلوب مختلف وطريقة آمنة، وهذا ما لا يوجد لدى برامج الترجمة.

هذا لا ينطبق في الأساس على عامة الناس التي تريد فهم المعنى أكثر من الإهتمام بدقّة النصّ، حتّى وإن ضاع 30 % منه ، فالمهم لديهم هنا هو الفهم العام للموضوع وبشكل سريع عكس ذلك من يهتم بالكتب المترجمة، حتى أن البعض لديهم مترجمون مفضَّلون ،و يحرصون على اقتناء الكتب التي تُترجم من خلالهم لجودة الأسلوب ودقّة النقل.
نعم ،المترجمون المترفون في أمان حتّى هذه اللحظة، ولكن لا يجب أن نغفل أن الذكاء الإصطناعي يتطوَّر بشكل رهيب، والله وحده يعلم أن من هو في أمان اليوم، قد يكون مهدّداً بعد عام.!

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الإصطناعی التی ت

إقرأ أيضاً:

بعد انتهاء فعالياته.. ننشر توصيات مؤتمر أدب الطفل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهدت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة  في دار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، اليوم، ختام فعاليات المؤتمر السنوي التاسع لمركز توثيق وبحوث أدب الطفل تحت عنوان "أدب الطفل والذكاء الاصطناعي". 
انعقدت على مدار يومين ٤ جلسات شارك فيها ١٩ باحثًا وباحثة من المهتمين بأدب الطفل وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وأعلنت إدارة المؤتمر مساء اليوم توصياته التي جاءت كالتالي:

١- السعي لتغذية برامج الذكاء الاصطناعي بمحتوى الصناعات  الأدبية المقدمة للطفل العربي لصون تراثنا الثقافي.
٢- تحفيز الوعي العام بعصر الذكاء الاصطناعي وحتمية ولوج أدباء الطفل لخوض هذه الصناعة.

٣- أهمية التوعية بالمخاطر الأخلاقية التي قد يتعرض لها الطفل بمحتوى الأدب الناتج عن الذكاء الاصطناعي.
٤- تنظيم ورشة عمل للأطفال حول سمات أدب الطفل الياباني.

٥- الاهتمام بتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال أدب الطفل لغرس وتعزيز تراثنا الثقافي بعقول الطفل المتلقي.

٦- تجنب مخاطر التعدي على حقوق الملكية الفكرية لأدباء الأطفال وللطفل المبدع.

٧- تنظيم برامج تفاعلية لتدريب الأطفال على التعامل الآمن مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحقيقا لمفهوم الأمن الثقافي متمسكين بقيم وعادات وأعراف مجتماعتنا العربية وبما يضمن الأمن السيبراني.

مقالات مشابهة

  • النص الكامل لتعديلات قانون التجارة البحرية قبل مناقشته بـ الشيوخ
  • ضبط 8 شركات غير مرخصة بتهمة النصب على المواطنين بزعم تنظيم برامج سياحية
  • أدوات جوجل الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجعل حياتك أسهل
  • مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
  • واتساب يطلق ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نص
  • بعد انتهاء فعالياته.. ننشر توصيات مؤتمر أدب الطفل
  • المحكمة الدستورية تُقّر بعدم دستورية التعديلات الواردة في قانون المالية 2025
  • السعودية: العرب سيرفضون أي نص في كوب29 يستهدف الوقود الأحفوري
  • مش هنخرج عن الأدب.. شوبير يوجه رسالة عن مبادئ الأهلي
  • منال الشرقاوي تكتب: هل النص السينمائي لبنة أولى أم كيان مكتمل؟