صحيفة البلاد:
2025-02-03@12:40:27 GMT

الذكاء الإصطناعي وغزو الترجمة

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

الذكاء الإصطناعي وغزو الترجمة

هل يحل الذكاء الإصطناعي محل ثاني أقدم مهنة في العالم؟
سؤال جوهري ضمن مقال من الجمعية الامريكية للترجمة بعنوان :”الترجمة الآلية مقابل الترجمة البشرية ..هل يحل الذكاء الإصطناعي محل ثاني أقدم مهنة في العالم؟”،كان قد أرسله لي مشكوراً أحد الأصدقاء.

الحقيقة إن الحديث عن مزاحمة الذكاء الإصطناعي
للموظفين والعاملين على وظائفهم وأعمالهم، زاد بصورة لافتة في الآونة الأخيرة ،حيث يعمل الذكاء الإصطناعي في مجالات عديدة من بينها الترجمة ،في وقت أصبحت فيه خدمات الترجمة ، أكثر أهمية من أي وقت مضى ،وسط عالم يزخر بالعديد من اللغات الحية ،حيث يلجأ الكثيرون منا -أحياناً – إلى برامج الترجمة لمعرفة فحوى محتوى تحريري بلغة لايجيدها كاليابانية مثلاً أو الصينية ، ليطرح السؤال نفسه هنا بصيغة أخرى :

هل الذكاء الإصطناعي ،ينافس الإنسان في سوق العمل ؟ ومع التطور السريع للذكاء الإصطناعي ، هل سيجد المترجمون المحترفون أنفسهم في مهبّ الريح؟

في هذا الصدد ، خصّص مجلس الأمن جلسة لبحث
تداعيات الذكاء الإصطناعي، أكد من خلالها أنه سيكون له تأثيرعلى جميع مناحي الحياة.


مضمون المقال معروف من عنوانه، فقد أصبح الإعتماد على برامج الترجمة بما فيها “Google Translation ” ،أمراً ضروريا للكثيرين، رغم
ركاكة اللغة التي تنتجها في كثير من الأحيان،فهي وبحسب علمي تنقل المعنى،ولكن بكثير من الأخطاء والجمل غير المترابطة وغير المفهومة.

وقبل الخوض في محتوى المقال، أذكر أن أحد أصدقائي، أُضطر إلى إغلاق مكتبه للترجمة بسبب برامج الترجمة المنتشرة التي أضرت بأعماله، فكثير ما كان يقول أن بعض العملاء الذين لا يعجبهم تكلفة ترجمة النصوص،يتساءلون :مافائدة وجود مكاتب الترجمة ،في ظل وجود برامج تقوم بذلك وبالمجان؟

خَلُصت المقالة إلى أن برامج ومواقع ترجمة الذكاء الإصطناعي جيّدة، ولكنها لن تحل محل الترجمة البشرية، ويُعزى ذلك لعدة أسباب ،من أهمها أن هذه البرامج تفتقر إلى قدرات البشر الإبداعية ، فالمترجمون المحترفون، ينقلون المعني بعد فهمهم له بشكل جيّد إلى نصّ إبداعي باللغة المترجم إليها، ولا يلتزمون بالترجمة نصّاً كما هو الحال في برامج الترجمة ، وهذا النقل الإبداعي هو الفيصل والحكم في جودة النصّ المُترَّجَم.

كما أن لدى المترجمين المحترفين ،القدرة على تجاوز المعنى الحرفي للكلمات، وموهبة الترجمة الفورية ،وفهم الفروق الدقيقة في اللغة ، والتي لا تستطيع برامج الترجمة إستيعابها، وأن بإمكان هؤلاء المترجمين إلتقاط التعابير واللهجة والعامية التي قد لا تكون موجودة في النصّ، ممّا يسمح لهم بنقل المعنى المقصود بشكل أكثر دقّة. على العكس من برامج الترجمة التي تعتمد على خوارزميات مبرّمجة للترجمة كلمة بكلمة، ممّا يصعب معه ، نقل المعنى المقصودة بدقّة.
وعلينا أيضا، أن نشير إلى أهمية البعد الثقافي للنصوص المُتَرجمة والتي يراعيها المترجمون البشر أكثر من البرامج الآلية. فعندما تُترجم نصوص أو كتب من ثقافة مختلفة، يراعي المُترجم بعض النصوص التي قد تكون من المحرّمات في اللغة المُتَرجَم إليها .

ويفكّ هذا الإشتباك المترجم البشري المحترف الذي يعالج النصّ بأسلوب إحترافي ، وينقل المعنى بأسلوب مختلف وطريقة آمنة، وهذا ما لا يوجد لدى برامج الترجمة.

هذا لا ينطبق في الأساس على عامة الناس التي تريد فهم المعنى أكثر من الإهتمام بدقّة النصّ، حتّى وإن ضاع 30 % منه ، فالمهم لديهم هنا هو الفهم العام للموضوع وبشكل سريع عكس ذلك من يهتم بالكتب المترجمة، حتى أن البعض لديهم مترجمون مفضَّلون ،و يحرصون على اقتناء الكتب التي تُترجم من خلالهم لجودة الأسلوب ودقّة النقل.
نعم ،المترجمون المترفون في أمان حتّى هذه اللحظة، ولكن لا يجب أن نغفل أن الذكاء الإصطناعي يتطوَّر بشكل رهيب، والله وحده يعلم أن من هو في أمان اليوم، قد يكون مهدّداً بعد عام.!

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الإصطناعی التی ت

إقرأ أيضاً:

«رباعية الشيطان».. أدب الرعب مغناطيس الشباب

تصدرت روايات الرعب المشهد في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وشهدت دور النشر التي تعرض هذا النوع من الأدب إقبالا كبيرا خاصة من اليافعين والشباب، وامتدت طوابير القراء للحصول على توقيع الكتاب.

بين روايات وقصص الرعب بالمعرض كانت رواية "رباعية الشيطان" التى تفوقت فى أرقام مبيعاتها رغم أنها العمل الروائى الأول لكاتبها الشاب محمد إبراهيم عبد العظيم، وإن كانت له العديد من الكتابات والقصص خلال السنوات العشر الأخيرة، تميزت الرواية بالحبكة والتشويق والنهاية غير المتوقعة، واتسع خيال الكاتب ليخلق عالما مخيفا أسهمت فى خلقه الأماكن التى لعبت دورا أساسيا فى النص حيث امتزجت الحقائق مع الكوابيس لبطلتها التى تطاردها لعنة قديمة تسلبها كل ما تعرفه عن حياتها، وتحقق الرواية المعادلة الصعبة في كتابات الرعب ذات البعد الإنسانى.

صدرت الرواية عن دار بيت الياسمين، ومن أجواء النص:" أجفل عندما أغلق باب الغرفة بقوة من ورائه، نظر له وما زالت علامات الذهول على وجهه، وجد باب الغرفة واقفا بثبات وخلفه فارغ، كأنه شجرة لها جذور ممسكة بها من تحت الأرض، لا شيء خلف الباب

مقالات مشابهة

  • «رباعية الشيطان».. أدب الرعب مغناطيس الشباب
  • الذكاء الإصطناعي وإدارة العمليات الطريق إلى كفاءة مؤسسية ناجحة
  • وكيل النواب يحذر من التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي «فيديو»
  • معرض الكتاب يحتفي بترجمات "سليمان العطار" للأدب الأندلسي
  • احلام واوهام السُذّج
  • التعاون والتقدم في مجال الذكاء الإصطناعي
  • جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
  • رمضان 2025| شخصية أحمد أمين في مسلسل النص
  • رئيس جامعة الأزهر يشرح المعنى البلاغي في قوله تعالى: «يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً»
  • «دبي الدولي للكتابة» يرفد الموهوبين بالمهارات البحثية خلال «القاهرة للكتاب»